بدون مقدمات فوجئ السكندريون باهتمام شديد من الصحف الخاصة والقومية لإصدار صفحات خاصة بمحافظتهم، وكانت المفاجأة الأقوى هى إصدار صحيفة خاصة ملحقا للإسكندرية وتساءل الإسكندرانية: لماذا هذا الاهتمام فى هذا الوقت بالذات؟.. هل هى سبوبة انتخابات الشورى ثم الشعب أم أن الموضوع له أبعاد أخرى خفية. أم هل فقط بسبب المبرر الأكثر رواجا وهو أن الإسكندرية هى العاصمة الثانية لمصر.. وتستوعب هذه السلعة والخدمة الجديدة القديمة؟! على مدار سنوات عديدة اعتاد السكندريون على متابعة أخبار محافظتهم وتحقيقاتها من خلال جرائد إقليمية خاصة تصدر أسبوعية وأخرى نصف شهرية بعد تجاهل الصحف التى تصدر على مستوى الجمهورية لأخبارهم وحصرها فى الحوادث والأحداث الساخنة. فهناك جريدة العطاء التى تصدر فى المواسم الإعلانية، بمعنى أوضح كلما توافرت إعلانات، يتم طبع عدد محدود منها وتباع فى الأسواق بسعر جنيه كما تتواجد على الساحة جريدة إسكندرية اليوم والغد، وهى امتداد لجريدة صدرت منذ 12 عاما تقريبا باسم إسكندرية اليوم، ثم ظهرت إسكندرية والمستقبل، ثم دمجتا فى جريدة إسكندرية اليوم والغد، وتصدر هما جمعية أهلية تحمل نفس الاسم، كما قامت الجريدة والجمعية بعقد دورات تدريبية للإعلاميين من خلال تمويل أمريكى لهذا البرنامج وتعد هذه الجريدة من أقوى الجرائد الإقليمية وأكثرها انتظاما على مدار السنوات الماضية إلا أنها لم تستطع الانتظام فى الصدور الأسبوعى كما بدأت.. ولهذه الجريدة تجارب فى إقامة الاحتفاليات بالمناسبات السكندرية على أن يتولى الإنفاق عليها رعاة من رجال وسيدات الأعمال. وتظهر كذلك جريدة نبض الحياة، وتعتمد على الإعلانات بصورة مباشرة ورئيس مجلس إدارتها رجل أعمال، مما جعلها مطبوعة تحمل طابعا إعلانيا مباشرا لمنشآته، وهناك جريدة الحقيقة المصرية التى نشطت مؤخرا مع بدء موسم الانتخابات، والعجيب هو صدور جريدة نهضة المستقبل منذ أيام، حيث كان عددها الأول فى 2 فبراير الحالى، ورغم ذلك مكتوب عليها العدد العاشر السنة الثانية حجم الجريدة أكبر من المعتاد بكثير وصاحبتها سيدة تدعى وفاء الغندور، وقد دشنت جمعية ترأس مجلس إدرتها باسم أبواب الأمل الخيرية والجريدة فى إصدارها الأول يصعب الحكم عليها إلا أنها محاولة لتقديم أخبار ولقاءات مع مسئولين فى الإسكندرية، ومن الواضح أنها توزع على الهيئات الحكومية والإدارات المختلفة بالمجان لأن سعر الجريدة غير مكتوب عليها ولم تشاهد حتى الآن فى مكاتب المسئولين كما توجد أخبار الإسكندرية والمحافظات، وهى تصدر حسب الظروف وما يحصل عليه أصحابها من سبوبة الإعلانات. أما ملحق جريدة المصرى اليوم فجدد النقاش فى قضايا قديمة قتلت بحثا فى جميع الجرائد المحلية والقومية وعلى رأسها تلوث بحيرة مريوط ومخطط العشوائيات والمهمشين فى الإسكندرية. والمؤكد أن هدف الصحيفة الخاصة ليس سبوبة الشورى والشعب خاصة بعد التجهيزات الضخمة التى تمت بمقر الجريدة بالإسكندرية فى محطة الرمل وأعداد المحررين الجدد الذين تم إلحاقهم بالعمل بالمكتب ودعمهم بأجهزة الكمبيوتر وأعمال الديسك التى تتم للملحق بالإسكندرية، مما يعطى مؤشرات إلى أن الملحق فى سبيله لأن يكون جريدة سكندرية منفصلة بعد الحصول على الدعم المخصص للتطوير من جهات غير مصرية. ودخلت الشروق السباق بعد إعلان المصرى اليوم عن ملحقها فخصصت ثلاث صفحات فى طبعتها الخاصة بالإسكندرية فى محاولة لجذب القارئ السكندرى، وهذا بصورة عامة يمثل نقلة نوعية للجرائد فى إطار اهتمام بالأقاليم، فمن المعروف أن الإسكندرية رائدة وتتم فيها التجارب الأولى ثم تنقل للمحافظات الأخرى فى حالة نجاحها، ويدخل السباق الجرائد القومية فنجد الأهرام تفرد صفحة يومية عن الإسكندرية بعد تجاهل واغتراب سنوات طويلة فى محاولة لجذب القراء بعد انخفاض أسهمها فى الإسكندرية. أما الجمهورية فلها صفحة أسبوعية عن الإسكندرية وزاد الاهتمام بها بعد هذا السباق المحموم، وكذلك الأخبار التى كانت تفرد صفحتين أسبوعيا تحت عنوان أخبار إسكندرية، إلا أن الأمر اختلف وأصبحت صفحة يومية وقريبا سيخرج إصدار أخبار إسكندرية، وهى جريدة إقليمية سكندرية بعد الاتفاق الذى تم مع محافظة الإسكندرية وستصدر كل 15 يوما مؤقتا. وبالطبع هذا السباق المحموم أثر سلبا على الصحف الإقليمية خاصة أن نصيبها من الإعلانات سيكون ضعيفا إلا أنهم لم ييأسوا وقرروا دخول السباق خاصة مع اشتعال موسم الانتخابات مع الوقت. ويعلق محمد رسلان رئيس تحرير جريدة نبض الحياة إن الملاحق الخاصة لم تأت بجديد، ويضرب مثلا بتقرير الجهاز المركزى لنقابة المحامين الذى نشر منذ أيام وأكد أنه سبق أن نشره منذ ثلاث سنوات، وأوضح أننا فوجئنا بأن هذه الصحف تعمل على تعميق الخلافات بين المواطنين والأجهزة التنفيذية من ناحية، وتؤدى إلى غل يد المسئول التنفيذى بأى حى عن اتخاذ قرار خشية النشر، كما أنها أدت إلى الوقيعة بين المسئولين بعضهم البعض. وأشار إلى أن هذه التجربة فاشلة بكل المقاييس وتهدف لإحداث خلافات وانشقاقات بين الصفوف وتدير عملية فوضى داخل الإسكندرية ومنها لمحافظات أخرى، ويلفت رسلان إلى أنها أدت إلى تفرغ المسئولين للرد على ما ينشر يوميا بها والانصراف عن أداء دورهم فى حل المشاكل!