كأنهم يسحبونها صعودا إلى التلة التى انحدرت منها صباح.. وإلا فلماذا يصر الصحفيون والإعلاميون فى حواراتهم الأخيرة مع نبيلة عبيد إلى جرها لحوار لايليق؟ كان فالنتين داى مختلفا هذا العام - هكذا قالت نبيلة - حيث قررت أن تحتفل به مع صديقات الطفولة.. لكن «تامر أمين» الجالس أمامها فى برنامج «البيت بيتك» على الهواء مباشرة فى نفس يوم عيد الحب قد أخذ «الحوار» معها إلى منطقة «حوارى» وطلب منها الكلام فى الحب والأحباب!! حين سألها تامر أمين عما تفعله فى أوقات الفراغ أو الإجازة من الحب ردت نبيلة بتلقائية وخجل: إن الحب من الممكن أن يضمها مع قطتها الشيرازى.. وبقاموس لغوى متدنٍ رد تامر أمين: خلاص ح نقضيها حيوانات!! وكررت كلامها بعد أن امتعضت وأطرقت برأسها: «إن الحب ليس فقط حبا بين الرجل والمرأة.. بل هو جماعة الأصحاب والأهل.. حتى لو كان حب الفرد للقطط المستأنسة». بدون رقابة فى محاولة شبيهة وعلى الفضائية اللبنانية كانت المذيعة المصرية «وفاء الكيلانى» الأسبوع الماضى فى حوار ملتهب مع فيفى عبده فى برنامج «بدون رقابة».. بدت المذيعة الجميلة الأنيقة وكأنها تمسك بالسوط فى يد وبالحجارة فى اليد الأخرى.. تارة تحاول رجم الضيفة وتارة تلسعها بالكرباج، مما اضطر فيفى عبده للرد القاسى: (بلاها البرنامج ده إذا كنت جايبانى تهزئينى). ما بين الرجم والجلد وبين الانفلات من العقاب بدأ الحوار بين الضيفة والمضيفة.. فوفاء الكيلانى التى كان كل همها سحب اعترافات من فيفى عبده تفيد بكونها فعلا (جانية) فى ضرب خادماتها الفلبينيات وفى معاملة زملائها داخل اللوكيشن.. وفى سيطرتها على النص والمخرج.. بل وفى كونها راقصة أو (رقاصة). بدأ تامر أمين ووفاء الكيلانى فى حواريهما مع ممثلة رقصت وراقصة مثلت كأنهما لم يوفقا أبدا فى الأسئلة.. ولم يستطيعا سحب الفنانتين الكبيرتين إلى منطقة حوار دافئة من خلالها يتم البوح والحكىّ عن الأزمنة الجميلة والحكايات التى لا نعلمها.. فكل من نبيلة وفيفى قد عاشتا حياة زاخرة وغنية وساطعة جمعتا فيها المال والأصحاب والحكايات والشخوص المهمة.. لكن كلا من المذيعين لم يهتم إلا بالهجوم تارة والسخرية تارة أخرى. وقائع مشابهة فى حوار لم يمض عليه شهر كانت قناة النيل للدراما تستضيف الشقية الجميلة نيللى وراحت المذيعة تسألها سؤالا يكاد يقترب من الأسئلة الهايفة: بتحلمى بإيه؟ هكذا سألت المذيعة لكن نيللى ردت بجواب أقرب للفلسفة منه للرد الفنى: «أنا دلوقتى وصلت لمرحلة أطلب فيها من الله أن يدوم فيها حالى هذا.. لكن زمان كان عندى أحلام». هكذا ردت نيللى بشياكة وتلقائية واحترام لذاتها وفنها وجمهورها. وفاء الكيلانى كانت تقدم نفس برنامجها الحالى، لكن باسم آخر على قناة روتانا.. وكان برنامجها «ضد التيار» أكثر عمقا ورقيا وإنسانية.. كانت تقدم فيه فقرة بديعة بعنوان كلام الشيطان - أو شىء من هذا القبيل - تحاول فيه المذيعة أن ترتدى وجهة نظر وقناع الشرير.. ساعتها كان الضيف يحكى ويحكى ويحكى وكانت هى تسحب ذلك الضيف ببراعة وأدب إلى منطقة البوح الجميل.. لكنها فى برنامجها «بدون رقابة» بدت عاجزة أمام فيفى عبده حتى حين أخبرتها أنها تعلم أن فيفى اشترت «كفنها» وأنها تحضر دوما «غسل» الموتى.. بل إنها قامت فعليا بغسل ابنة ليلى غفران وذكرى أيضا.. فشلت المذيعة فى جعل فيفى تحكى عن كيف أنها وصلت لهذه المرحلة من الزهد والتصوف ومجابهة الموت القريب منها مع أنها لاتزال ترقص. المذيعة لم تسأل هذا السؤال!! وحتى حين واجهت وفاء الكيلانى فيفى عبده بأن الرجال يحبون الراقصة ولايتزوجونها.. ردت فيفى «هم أحرار». وفى حواره مع نبيلة عبيد فشل تامر أمين فى إدارة الحوار تماما.. فالمرأة التى جاءت إلى «البيت بيتك» فى عيد الحب بقدميها لتحكى عن موضوع شديد الأهمية وهو أن تلتقى مع صديقات الطفولة فى هذا اليوم لم يسألها عن صديقاتها وحكاياتهم معها.. فما جاءت من أجله نبيلة عبيد كان يصلح فيلما عذبا لكن المذيع فشل فى جعله حتى حوارا يمكن أن نتحمله منه.