منذ أيام قليلة تم عرض عدد من الأفلام المستقلة بمحافظة الفيوم فى إطار التعاون بين المركز القومى للسينما وبين هيئة قصور الثقافة الذى يهدف إلى زيارة عدد كبير من المحافظات بهذه الأفلام فى الشهور القادمة.. رعاية المركز لهذه الأفلام خطوة جيدة لأنها تعنى أنه حريص على إعطاء الفرصة للمبدعين الشباب المتحررين من كافة أشكال السيطرة الرقابية والإنتاجية بل والفكرية للتعبير عن أنفسهم .. لذا كانت بحق مفاجأة أن تجد من بين الأفلام التى عرضت فيلمين يؤكدان عكس ذلك تماما بل يسيران فى اتجاه يعلى من شعار «الإسلام هو الحل». الفيلم الاول هو «العدالة» للمخرج محمد كرم.. أما الفيلم الآخر فهو «ميت على قيد الحياة» للمخرج محمد الدالى . فى الفيلم الأول تجد قصة شاب وفتاة يقعان فى الخطيئة فيتركها ويتزوج من أخرى، نكتشف أنها تخونه مع شقيق الفتاة التى أخطأ معها فى بداية الفيلم، وبالتالى يكون الحل هو أن يذهب البطل إلى المسجد لكى يعلن توبته، ويواصل المخرج سرد تفاصيل اعتكاف البطل الذى يبحث عن الهداية.. أما فى الفيلم الآخر فنجد شابا من المفترض أن نتعامل معه على أنه «ماجن» يحلم بالموت فى نومه طوال الوقت ليستيقظ ويجد أنه فى حاجة للصلاة لكى يخرج من مجونه، وبينما هو يصلى يموت بالفعل وهو ساجد. عندما سألنا خالد عبد الجليل مدير المركز عن سبب عرض هذه الأفلام وفى الافتتاح بالذات قال: «إنه لا يتحمل مسئولية اختيار الأفلام أو التدخل فى رؤية أى مخرج من المخرجين»، وكأنه ليس من المفترض أن يقوم المركز بفرز الأفلام المقدمة للتأكد من صلاحيتها. المفاجأة أن ساقية الصاوى سبق أن رفضت عرض الفيلمين فى مهرجانها لأنهما فيلمان دينيان!! محمد الدالى مخرج الفيلم الأول قال لنا أن «عمرو خالد» أعجب بفيلمه ورفعه على موقعه «مجددون» بل إن محمد أكد لنا أنه ذهب بفيلمه إلى الأزهر الذى طالبه بحذف مشاهد من السيناريو يرى فيها الملائكة وما يحدث تحت القبر. عندما سألنا محمد عما إذا كان فيلمه يدعم التيارات الدينية أم لا؟! قال: «فيلمى يساعد على إفاقة الناس الذين يعانون من غيبوبة.. أنا شخصيا إنسان ملتزم فى حياتى ولا أرتكب المعاصى»! أما «كرم» فقال فى سياق إجابته عن نفس السؤال: «الحل الوحيد للابتعاد عن كل مشاكلنا هو الدين»