القفزات الواسعة والواثقة هى العنوان الدائم للعلاقة التاريخية بين مصر والكويت فى جميع المجالات سواء على الصعيد الرسمى أو الشعبى.. آخر هذه القفزات ترجمتها دراسة حديثة صدرت من جامعة الكويت، الدراسة أكدت أن تحويلات العمالة المصرية من دولة الكويت حققت تزايدا غير مسبوق حيث أصبحت من أهم مصادر التحويلات من دول الخليج إلى مصر بعد أن كانت تحتل المركز الثالث قبل 4 سنوات.. مما يكشف عمق العلاقات القوية بين البلدين الشقيقين مصر والكويت التى احتفلت بالعيد الوطنى التاسع والأربعين وعيد التحرير التاسع عشر لدولة الكويت يومى الخامس والعشرين والسادس والعشرين من فبراير الحالى. الدراسة أوضحت أنه فى عام 2008 - 2007 تم تحويل 1,1797 مليون دولار من الكويت فقط وهو ما يمثل حوالى 20% من إجمالى التحويلات إلى مصر من الخارج، مقارنة ب3,1380 مليون دولار من الإمارات 4,959 مليون دولار من السعودية، بهذا الشكل تصبح الكويت ثانى أهم دولة بعد الولاياتالمتحدة بالنسبة للتحويلات إلى مصر. سمات وخصائص الدكتور رشيد الحمد سفير دولة الكويت فى القاهرة يؤكد أن العلاقات مع الشقيقة مصر تتسم بسمات وخصائص تؤكد عمق الترابط الرسمى والشعبى بين البلدين، تؤكدها الزيارات المتبادلة سواء على الصعيد الرسمى أو الشعبى، فالزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس مبارك للكويت، فى ديسمبر من العام الماضى فى إطار العلاقات الثنائية المتينة والمتميزة بين البلدين، لاقت ترحيباً رسمياً وشعبياً ينبع من حرص قيادتى البلدين على دعم التعاون العربى بشكل عام والمصرى- الكويتى بشكل خاص، مرجعاً ذلك إلى تقدير القيادة الكويتية للدور المصرى فى العمل على إيجاد حلول لقضايا المنطقة خاصة قضيتى العراق وفلسطين. هذه الزيارة تعد الثانية له خلال عام 2009 بعد مشاركته فى أعمال القمة الاقتصادية العربية التى عقدت فى يناير من العام الماضى. فالعلاقات بين البلدين تميزت بالخصوصية مما جعلها تتنامى على نحو سريع وتزداد رسوخاً ولا تنحنى أمام أية عواصف أو تحديات تواجه العالم العربى، والتى ظهرت بوضوح فى كثير من المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية والقضائية وغيرها، والتى تميزت على مدى تاريخها الطويل بتطابق وجهات النظر حيال القضايا الحيوية التى تهم الأمتين العربية والإسلامية، والتى تقوم على ثبات المواقف ووضوح الرؤى حتى أصبحت هذه العلاقة النموذج الأمثل للعلاقات العربية. وقال الحمد إن البلدين يرتبطان بعلاقات اقتصادية كبيرة تسعى الدولتان إلى العمل على زيادتها من خلال ما تقدمه كلتا الدولتين من تسهيلات إضافة إلى زيارات كبار المسئولين فى كلا البلدين لإجراء المباحثات والمشاورات. وهذه العلاقات شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات الفائتة، ترجمت بأن الكويت احتلت المركز الأول عربياً فى الاستثمار داخل مصر عام 2007/2008 ما يدل على متانة العلاقات بين الجانبين، وحجم الاستثمارات الكويتية فى مصر تسهم بشكل كبير فى عملية التنمية، كما أن الجالية المصرية فى الكويت تسهم منذ سنوات طويلة فى تنمية الكويت أيضاً وتقوم بدورها على الوجه الأكمل. خصوصية العلاقات الكويتية- المصرية - الكلام ل د. رشيد الحمد- انعكست على علاقات التعاون بين الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية والحكومات المصرية المتتالية، منوهاً بأن ذلك تمثل فى مساهمة الصندوق فى تمويل عدد من مشاريع التنمية فى مختلف المجالات، أما على المستوى الثقافى فيرتبط البلدان بعلاقات مميزة وليس أدل على ذلك من أن هناك تزايداً ملحوظاً منذ عام 1993 فى علاقات البلدين فى مجال الدعوة والشئون الدينية والمشروعات الخيرية، وما تم توقيعه من مذكرات يكشف عن العلاقات المصرية- الكويتية، واصفاً إياها بأنها «استراتيجية» تجمع بين شعبين ودولتين مستمرتين بكل هذا القدر من التعاون. الدكتور رشيد الحمد يوجه هنا التهنئة للجالية الكويتية فى مصر بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطنى التاسع والأربعين وعيد التحرير التاسع عشر لدولة الكويت يومى الخامس والعشرين والسادس والعشرين من فبراير الحالى على التوالى منوهاً إلى وجود أكثر من 16 ألف دارس كويتى فى الجامعات والمعاهد المصرية فضلاً عن العديد من المستثمرين والسائحين ممن يشكلون قوام هذه الجالية التى تشعر بالحب والأمان بين الأشقاء المصريين. ذكرى خالدة تعتبر ذكرى التاسع والعشرين من يناير مناسبة لتوثيق إنجازات أمير الكويت، لاسيما أن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح نشأ فى فلك خمسة أمراء سابقين، نهل من كل منهم الكثير من صفات الحكمة والقيادة جعلته يؤكد فى كل مناسبة أهمية العمل الجاد من الجميع من أجل الكويت وشعبها. وكان الشيخ صباح قد تقلد مهام منصبه أميرا للبلاد فى 29 يناير 2006 بعد أن أدى اليمين الدستورية فى جلسة خاصة لمجلس الأمة، ويعد- الذى يبدأ اليوم عامه الخامس فى حكم دولة الكويت- الحاكم ال15 من أسرة آل الصباح والأمير الخامس فى مسيرة الدولة الدستورية، وتستدعى ذكرى هذا اليوم الماضى، وتتفاعل مع الحاضر والمستقبل لتوثيق إنجازات شخصية فذة، فاجتمعت عنده محصلة خبرات قل نظيرها فى إدارة الدولة فى جميع تخصصاتها ومستوياتها، ورسخ مفهوم العطاء دون انتظار المقابل كمبدأ أساسى فى بناء المجتمعات وإدارة المؤسسات وتفعيل الإنتاج. استثمارات بالجملة فى المقابل ينقلنا رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لشركة مجموعة الإنماء الأهلية بالكويت عبدالمحسن أبوالحسن للاستثمارات الكويتية مؤكداً أنها تحتل المرتبة الثانية بين الاستثمارات العربية فى مصر من خلال مساهماتها فى أكثر من 400 شركة باستثمارات إجمالية تقارب مليارى دولار تتوزع بين مجالات البنية الأساسية. وقال أبوالحسن: إن الاستثمارات الكويتية تنوعت لتشمل إنتاج البرمجيات وتسويقها إلى جانب السياحة وإقامة البنوك والفنادق والمطارات وبناء القرى السياحية وتقديم خدمات السفر والطيران إضافة إلى تنمية قطاع الزراعة المصرى، مشيرا إلى أن الكويت فتحت أبوابها للسواعد والعقول المصرية وهيأت لها جميع الفرص للعمل والكسب لتشارك جنبا إلى جنب مع السواعد الكويتية فى عملية البناء والتنمية، مشددا على ما توفره الكويت من رعاية وعناية لهم والتعاون بين القطاع الخاص فى البلدين يهدف لتوسيع الشراكة فى أنشطة الخدمات المالية والتمويل العقارى، لافتا إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين يشكل محورا مهما لدى اقتصادياتهما. وأكد أبوالحسن على أن هناك آليات جديدة ستساهم فى دفع الاستثمارات الكويتية فى مصر أهمها دخول البنك الوطنى الكويتى إلى السوق المصرية أخيراً من خلال استحواذه على البنك الوطنى المصرى. وقال إن البنك الجديد يساهم بشكل كبير فى توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر والكويت ويقضى على المشاكل المصرفية التى تواجه تحويل الأموال، كما أن البنك يشجع أيضا انسياب حركة التجارة ويسهل تنفيذ الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين البلدين. وأشار أبوالحسن إلى أن مجموعة الإنماء الأهلية وشركاتها التابعة تنفذ العديد من المشروعات الإنشائية والسياحية والصناعية فى مصر واستحوذت خلال 2009 على كبرى الشركات المصرية المتخصصة فى إدارة الفنادق السياحية للاستفادة من الفرص المتنوعة والمطروحة فى الخطة التنموية للموازنة الحالية فى مصر وأخرى للمولدات الكهربائية، فضلا عن أن المناخ الاستثمارى الاقتصادى المصرى جاذب للاستثمارات العربية بمختلف أنواعها وأحجامها بعد التسهيلات العديدة المطروحة. من جانبه يشير نائب رئيس مجلس الإدارة فى شركة الإنماء الأهلية هوارى أبوالحسن إلى أن الكويت تعتبر أرضا خصبة لأن تكون مركزا ماليا إسلاميا فى ظل تزايد الطلب على المعاملات المالية الإسلامية، وأشاد بالمشروعات الجديدة الضخمة التى ستقوم بتنفيذها الشركات الكويتية على الأراضى المصرية خلال الفترة المقبلة. وأوضح أن التوسعات فى مصنعى الحاسبات الآلية والكروت الذكية تبلغ قيمتها نحو 250 مليون جنيه وتوفر نحو 400 فرصة عمل ويصل حجم الإنتاج السنوى إلى نحو 400 ألف شاشة سنويا و50 ألفا من الحاسبات المحمولة و50 ألف ماذربورد و30 مليونا من الكروت الذكية.