مدرسة المنزلة الابتدائية الجديدة التابعة لإدارة طوخ التعليمية نموذج يمكن أن يحتذى به للعديد من المدارس، فعلى الرغم من وجود المدرسة فى قرية معدومة الخدمات، حيث لا وجود لوحدة صحية أو بيطرية أو أى مصلحة حكومية إلا أن المسئولين عن إدارة المدرسة استطاعوا بالجهود الذاتية احتواء أزمة أنفلونزا الخنازير ومواجهة المرض. روزاليوسف تواجدت فى المدرسة منذ الصباح الباكر وشهدت طابور الصباح ونقلت كل ما يدور فى المدرسة على الطبيعة. فى البداية التقينا بمدير المدرسة ويدعى راشد عبدالحميد الذى أكد أن المدرسة رغم قلة الإمكانات الموجودة بها فإننا لم نقف مكتوفى الأيدى أمام مرض أنفلونزا الخنازير، فقد تم توزيع 850 كمامة على طلاب المدرسة بجميع مراحلها التى يبلغ عددهم 836 طالبا وطالبة، وعلى عمال الخدمات، مشيرا إلى أن الطلاب رغم توزيع الكمامات عليهم إلا أنهم لا يفضلون استعمالها، وهذا يرجع إلى وجود عامل نفسى داخل التلاميذ؛ حيث إنهم يشعرون أن من يرتدى الكمامة هو مريض بالفعل، بالإضافة إلى ثقافة الأهالى السائدة! وأشار إلى أنه على الرغم من اقتراب مواعيد امتحانات نصف العام إلا أن نسبة الحضور عالية بين الطلاب، فقد وصلت إلى 93٪ مما يدل على الإقبال المتزايد من قبل الطلاب على العملية التعليمية وحب اليوم المدرسى. لافتا إلى أننا نقوم بعمل تقارير يومية لحالة طلاب المدرسة وإرسالها إلى الجهات المختصة. وأوضح أنه منذ بداية الدراسة وحتى الآن لا توجد إصابة واحدة بالمدرسة، لكن تم إعطاء 15 طالبا فقط إجازة لمدة ثلاثة أيام لشعورهم بارتفاع فى درجة الحرارة، ونزلات البرد، وتم تحويلهم إلى المستشفى لأخذ عينات منهم، وقد أثبتت التحاليل أنهم ليسوا مصابين. وعند التجول داخل المدرسة لاحظنا حجرة لعزل الطلاب المشتبه فيهم بالإصابة بأى مرض، وتتواجد بها الزائرة الصحية والممرضة التى تتولى عملية الكشف، ويتم صرف الأدوية الخاصة بالإسعافات الأولية، أما الحالات الأخرى فيتم تحويلها إلى مستشفى طوخ المركزى، وتم عقد ندوات توعية لأهالى القرية والمواطنين وتعريفهم بخطورة مرض الأنفلونزا وكيفية مواجهته. وأثناء الجولة دخلنا حمامات المدرسة ولاحظنا نظافتها وقيام عمال النظافة بمسحها وغسلها بالمطهرات بشكل مستمر ونظافة الفصول وحضور الطلاب بانتظام، مع التهوية والشبابيك مفتوحة، لكن التلاميذ يرفضون ارتداء الكمامات! وطالبت إدارة المدرسة مسئولى الوحدة المحلية بضرورة رصف الطريق الزراعى الواصل بين الطريق الرئيسى وبين المدرسة، وكذلك رصف الجزء المار من أمام المدرسة وردم المصرف المواجه للمدرسة .. خاصة أنه يشكل خطورة على تلاميذ المدرسة! ومن جانبه أكد جمال العربى وكيل وزارة التربية والتعليم أنه قد تمت زيارة هذه المدرسة من قبل ولم يجد أى ملاحظات سواء فى النظافة أو التلاميذ وقيام إدارة المدرسة بجهد كبير لتفعيل العملية التعليمية، مشيرا إلى أن هناك مسابقة للنظافة بين المدارس تمنح خلالها مكافآت مالية على مستوى كل إدارة تعليمية، أيضا تمت ملاحظة وجود الملصقات والبوسترات الخاصة بتوعية الأنفلونزا أمام كل فصل وفى مدخل المدرسة وعلى أبواب الحمامات.؟