حضر د. سمير فرج يوم الثلاثاء إلى القاهرة، صباح اليوم التالى لإعلان الرئيس مبارك أن مدينة الأقصر صارت محافظة، وذهب إلى القرية الذكية لمقابلة رئيس الوزراء من أجل ترسيم حدود المحافظة بشكلها الجديد بعد أن ضمت لها إسنا وأرمنت لكى يتم إقرارها من الرئيس قبل أداء اليمين الذى تم فى الثانية عشرة ظهرا بمدينة شرم الشيخ ليصير فرج أول محافظ يؤدى اليمين خارج القاهرة، وأيضا أول محافظ للأقصر.. وقد روعى فى القرار الإدارى للمحافظة تلافى ما حدث بين محافظتى أكتوبر والجيزة، ولذا فإن المجموعة التى حضرت اجتماع الثلاثاء لتحديد الشكل الإدارى للمحافظة هم وزير الداخلية ومعه مدير عام الانتخابات، ووزير الإسكان ومعه د. مصطفى مدبولى - رئيس هيئة التخطيط العمرانى - ووزير التنمية المحلية، وذلك حتى لا تحدث أى مشاكل مستقبلية فى هذا الخصوص، حيث إنه فى الحالة السابقة التى تم فيها إنشاء محافظات جديدة لم يراع فيها حضور وزير الداخلية مما جعل الرئيس مبارك يلقى باللوم على المسئولين عندما علم بذلك، وأرجع المشاكل لعدم أخذ رأى الشرطة فيما يخص الدوائر الانتخابية التى تحدد الأقسام والشكل الإدارى لكل محافظة.. وقد تم تنسيق الدوائر الانتخابية بحيث صار لكل من أرمنت وإسنا دائرتان انتخابيتان، وذكر لنا د. سمير فرج أن ذلك تم فى منتهى السهولة، ولكن المشكلة فى مقعد المرأة الذى يجب أن يحدد للأقصر، بعد أن صارت محافظة، وهو ما لم يكن لها من قبل، علاوة على أن تكون هناك أمانة جديدة للحزب الوطنى الحاكم وأمين جديد، لأن ذلك كان الشىء الوحيد الذى تشترك فيه الأقصر مع قنا بعد الفصل، ويذكر لى نساء الأقصر أنه على الرغم من أن المرأة فى الجداول الانتخابية تستحوذ على 73 ألف صوت، إلا أنه يتم توظيف أصواتهن لصالح الرجال، حيث يقوم الزوج بحلف يمين الطلاق عليها لإعطاء صوتها لمن يختاره، ولكن صار الآن لديهن الأمل لأنه ستشملهن الكوتة رغم أنف الرجل ويمين الطلاق، هذا وسيغير مجلس محلى المدينة هو نفسه مجلس محلى محافظة الأقصر.. هذا وقد أرجأ رئيس الوزراء قرار بقاء الأقصر على وضعها الذى يتضمن وجود مجلس أعلى للمدينة، فقام بإلغائه، على أن يستصدر قريبا قرارا لعدة مدن لها خصوصية سيصير لها مجلس أعلى، مثل شرم الشيخ بجنوبسيناء - الغردقة بالبحر الأحمر - والأقصر فى محافظة الأقصر، وعندما سألنا لماذا يصير لهذه المدن مجلس أعلى.. كانت الإجابة بأن المجلس الأعلى يجمع كل وكلاء الوزراء المعنيين مثل رئيس مصر للطيران، رئيس هيئة الآثار، رئيس هيئة التنمية السياحية.. الخ. بالنسبة للتشكيل الإدارى الجديد لمحافظة الأقصر فقد أبقى على 6 مراكز ومدينة، وهى حالة فريدة من نوعها أن تكون هناك مدينة بجانب المراكز، ولكن هذا استثناء لكى يتم الحفاظ على المتحف المفتوح - وقد أصبحت مساحة محافظة الأقصر الآن 600 كيلو متر مربع بعد أن كانت 227 كيلومترا فقط، أى أن المساحة قد تضاعفت، وقد تم أخذ رأى محافظ قنا اللواء مجدى أيوب تليفونيا خلال جلسة الثلاثاء، فقام بالموافقة والمباركة لمحافظ الأقصر. من ناحيته أكد سمير فرج أن وجود ظهير صحراوى كبير بعد إضافة إسنا وأرمنت أحدث له انفراجة كبيرة بالنسبة للمدينة الصناعية طيبة الجديدة والتى كانت 700 فدان فقط، والآن ستصير 1200 فدان من أجل إقامة ستة مصانع تشمل منتجات الألبان - العصائر- المربات - الصلصة - المكرونة - الخضار المجمد وأضاف فرج.. لماذا تأخذ الفنادق بالأقصر احتياجاتها من القاهرة أو محافظات أخرى؟.. لماذا لا يكون لدينا اكتفاء ذاتى وقريب ونشغل أيدى عاملة فى ذات الوقت ولذلك فإن فرج يضع الخطة الصناعية نصب عينيه إلى جانب التطوير المستمر للمتحف العالمى الأثرى المفتوح.. وفى هذا الإطار يضيف سمير فرج أن هذا الظهير الصحراوى هو إنجاز كبير لأننى لدى بالمحافظة مشروع كبير، وهو إقامة مصنع ل عصير الجدروفة وهى ثمار تشبه البرتقال، ولكنها نتاج أشجار تزرع على مياه الصرف الصحى المعالج، ويستخرج من هذه الثمرة العطور الطيارة، ويضيف فرج: جاءت إلىّ شركة ألمانية عن طريق وزارة البيئة تريد بناء مصنع على مساحة 6 آلاف فدان ليستفيد من هذه الغابات الشجرية الموجودة بالأقصر والتى كانت تصدر إنتاجها للمصنع الوحيد لعمل مثل هذه الزيوت بمحافظة السويس، ولكن بعد أن عرضت الشركة الألمانية مشروعها، فقلت المدينة أولى، ولكن كانت لدى مشكلة، وهى لكى أحصل على الأراضى اللازمة لذلك وهى 40 كيلو مترا فى الصحراء، وأنا مجلس مدينة صعب، وليس فى سلطتى إلا استخدام كيلومترين فقط، فأخذت موافقة من رئيس الوزراء الذى بالطبع لم يتأخر، ولكنها صارت مسألة مركزية، والمفروض أننى أطبق اللامركزية وأستغل كل قدرات وموارد مدينتى، وهذا ما سوف يتحقق بعد أن صرنا محافظة.. من جانب آخر فإن إسنا وأرمنت مركزان مهمان جدا للانضمام للأقصر، ففى أرمنت أكبر مصنع لقصب السكر وكان يحصل على القصب من البر الغربى فى الأقصر، والآن بعد أن صرنا محافظة واحدة، فإن الأمر سيكون أسهل وذا منفعة للجميع. أما إسنا فهى امتداد لآثار الأقصر بما تحويه من معابد وأيضا بها المرسى النهرى للمراكب والهويس، وهذا سوف يجعل الرحلات النيلية من الأقصر إلى أسوان فى وضعها الطبيعى بعد أن كان خط سيرها الأقصر - قنا - أسوان، وكانت تحدث عوائق كثيرة خاصة فى حالة حدوث حوادث - لا قدر الله - فإن الإسعاف النهرى وإطفاء الحرائق وغيرهما كانت مشتتة ما بين الأقصروقنا، ولكن الآن أصبحت السيطرة ممكنة من قبل الأقصر والحد من المخالفات والحوادث ووجود وسائل سرعة الإنقاذ أيضا. الرئيس مبارك أوصى سمير فرج بإسنا وأرمنت اللتين تعتبران منطقتين عشوائيتين وعرتين، بأن عليه البدء فورا فى تطويرهما، وأنه مهتم بذلك على وجه السرعة، وقد ذكر لنا فرج أنه قبل لقاء الرئيس كان هناك اتفاق مع د. أحمد نظيف رئيس الوزراء لتطوير هذين المركزين إسنا وأرمنت اللذين كانا يشغلان جنوبقنا ولم يطلهما التطوير بعد، وأنه - أى فرج - وعد بأنه سوف يبدأ على الفور فى عمل ذلك، وأنه فى خلال شهر سيتم تنسيق مؤتمر يتم فيه دعوة كل الوزارات المعنية من أجل تطوير إسنا وأرمنت، اللذين يبلغ تعداد سكانهما 60 ألف نسمة، فى حين يبلغ سكان مدينة الأقصر نصف مليون، وبعد الضم يصير تعداد المحافظة 1,1 مليون نسمة، ويرى فرج أن ضم هاتين المنطقتين فيه إصلاح لمنظومات كثيرة تخص الصحة والتعليم لأنهما رغم قربهما من الأقصر، فإنهما إداريا كانتا تتبعان قنا، مما جعل الأهالى هناك يشعرون بالغيرة من تطوير الأقصر وأيضا بعدم أخذ حقهم فى الرعاية من قنا، ومن هنا جاء لهم الأمل فى أن يصبحوا ذوى اهتمام لدى المسئولين، كما أن الارتباط العائلى والمصاهرة فيهما أكثر التصاقا بالأقصر، وسوف يعدل فرج من مسار الميكروباص وسيلة الانتقال بالأقصر ليشمل امتدادها لإسنا وأرمنت، وأيضا - وحسب قول فرج - فإنه كان مخططا عند استكمال بناء الفنادق بالأقصر أن يعمل بها 80٪ من المدينة وال 20٪ من الخارج، لكن بعد هذا الضم والتوسع فستكون نسبة 100٪ لأبناء المحافظة بأكملها. وعن رصد ميزانية لمحافظة الأقصر، قال لنا فرج: ميزانية المجلس الأعلى للمدينة موجودة، ولكن بالنسبة ل أرمنت وإسنا فسوف نجلس مع محافظ قنا ونأخذ حصتهما فى خطة الموازنة التى تضعها وزارة التنمية الاقتصادية حتى تنتهى ميزانية هذا العام فى يوليو القادم، ليصير لمحافظتنا ميزانية متكاملة ومجمعة، وحتى يحدث هذا لن نتوقف عن التفعيل من شأن التطوير لهذين المركزين وسنبدأه بوضع بنية أساسية للمنطقة الصناعية فى آخر هذا الشهر، أى بعد أسبوعين، لكن بتوجه جديد فيه توسيع لرقعة المصانع أو إضافة جديد لها إذا لزم الأمر. سيصير العيد القومى لمحافظة الأقصر هو 9 ديسمبر من كل عام، اليوم الذى وقع فيه الرئيس مبارك القرار الجمهورى بإنشاء محافظة الأقصر، وكانت فيما قبل تحتفل الأقصر بعيدها القومى فى الرابع عشر من شهر نوفمبر من كل عام، وهذا التاريخ كان يوافق ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ أمون أحد ملوك الأسرة ال 18 الفرعونية على يد الأثرى الإنجليزى هاورد كارتر، حيث تم اكتشاف المقبرة فى 14 نوفمبر عام 1922 كاملة.؟