الأحد 29 يونيو 2025.. الدولار يواصل التراجع أمام الجنيه بما يصل ل25 قرشا فى بداية تعاملات اليوم    معالجة الأمل.. محافظ أسيوط يتفقد محطة المشايعة ضمن مشروع صرف صحي يتجاوز 1.3 مليار جنيه    نتنياهو يرد على دعوة ترامب: سنجعل الشرق الأوسط عظيما مرة أخرى    زلزال خفيف يضرب وسط باكستان    جيش الاحتلال يزعم تصفية مسئول استخباراتي بحزب الله جنوب لبنان    ماريسكا: أمريكا ليست المكان المناسب لاستضافة كأس العالم    منتخب السعودية يودع الكأس الذهبية بعد الخسارة أمام المكسيك    مفتي الجمهورية يزور المنوفية لتقديم العزاء في ضحايا حادث الإقليمي    فرح بين طلاب الثانوية بأكتوبر: الإنجليزي عوضنا عن صعوبة الفيزياء    عقاب قاسٍ على سرقة هاتف.. ضبط زوجين اعتديا على طفلهما بسبب السجائر في الشرقية    بلاي باك وعباءة واسعة.. شيرين تشعل الجدل في مهرجان موازين وتتصدر التريند رغم الصمت    كارمن سليمان تحيي حفلا في مراسي بالساحل الشمالي الجمعة المقبل بمشاركة ميشيل فاضل    عرضا شلباية وقبو الغربان على مسرحي روض الفرج والسامر الليلة ضمن مهرجان فرق الأقاليم    جامعة القاهرة تعلن: EZVent أول جهاز تنفس صناعي مصري يحصل على الترخيص التجاري    علماء بريطانيون يتوصلون إلى تأثير سلبي لأحماض أوميجا 3 الدهنية على الالتهابات    الرعاية الصحية: نجاح زراعة منظم دائم لضربات القلب بمستشفى رأس سدر    بيراميدز يحسم الجدل بشأن المدرب الجديد    سد النهضة.. خبير يكشف مفاجأة بشأن فيضان النيل الأزرق    صور- تعديل 100 أتوبيس نقل عام للعمل بالغاز بدلًا من السولار    مقال في جيروزاليم بوست: الله وحده أنقذ إسرائيل من إيران    مفيش فايدة| استمرار تداول امتحانات الثانوية العامة.. و"التعليم" تحقق    مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون ترامب الضريبي    روسيا تشن هجمات بمسيرات على مناطق واسعة من أوكرانيا    محافظ المنيا: ارتفاع حصيلة توريد القمح إلى 511 ألف طن    نشرة التوك شو| أول تعليق من كامل الوزير على حادث المنوفية والأرصاد تحذر من طقس الأحد    بالصور| كريم محمود عبدالعزيز وأسماء أبو اليزيد وأحمد غزي في العرض الخاص ل"مملكة الحرير"    محافظ كفرالشيخ يعتمد تنسيق القبول بالمدارس الثانوية الفنية    مواعيد مباريات اليوم في كأس العالم للأندية 2025    أول رد من ميدو حول اعتزال شيكابالا    كريم رمزي: وسام أبو علي سيرحل عن الأهلي.. وهذه حقيقة مفاوضات نيوم السعودي لضمه    أفضل الأدعية لطلب الرزق مع شروق الشمس    طلب إحاطة لوزير النقل بشأن عدم استكمال بعض الطرق وتسببها في إهدار أرواح المواطنين    45 دقيقة تأخيرات القطارات بين قليوب والزقازيق والمنصورة    مي عمر شعبية في مسلسلها الجديد برمضان 2026    اتهام الفنان وليد فواز بالاعتداء على محاسب بسبب خلاف مرورى بحدائق الأهرام    الثانية على التوالي.. إنجلترا تتوج ببطولة أمم أوروبا تحت 21 عامًا    «ماسك»: قانون خفض الإنفاق الحكومي «انتحار سياسي»    اللواء أبو هميلة: "الشيوخ" تسير بشفافية لجاهزية "الوطنية للانتخابات"    هل يجوز الخروج من المنزل دون الاغتسال من الجنابة؟.. دار الإفتاء توضح    ما أفضل صدقة جارية على روح المتوفي.. الإفتاء تجيب    أضف إلى معلوماتك الدينية | 10 حقائق عن المتوفي خلال عمله    في جوف الليل| حين تتكلم الأرواح ويصعد الدعاء.. اللهم اجعل قلبي لك ساجدًا ولسانِي لك ذاكرًا    رحلة نقل ملكية السيارة تبدأ من هنا.. إليك المستندات المطلوبة    البحرين ترحب باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا وتشيد بدور واشنطن والدوحة    النائب عاطف مغاوري: أزمة الإيجار القديم تحل نفسها.. وستنخفض لأقل من 3% في 2027    اكتشاف فيروس جديد في الخفافيش أخطر من كورونا    بصور شهداء فلسطين ورسالة لينا الظاهر.. كايروكى يدعمون أهل غزة من استاد القاهرة    جيش الاحتلال يزعم اغتيال حكم العيسى بغزة    شاب يقتل والدته ويدفنها في أرض زراعية بالمنيا    ثبات حتى الرحيل .. "أحمد سليمان".. قاضٍ ووزير وقف في وجه الطابور الخامس    بعد توصية طارق مصطفى.. رئيس البنك الأهلي يعلن رحيل نجم الأهلي السابق (خاص)    5 أبراج «ناجحون في الإدارة»: مجتهدون يحبون المبادرة ويمتلكون رؤية ثاقبة    للتعامل مع القلق والتوتر بدون أدوية.. 5 أعشاب فعالة في تهدئة الأعصاب    «الغالي ثمنه فيه».. مؤتمر لابناء المرحلة الإعدادية بإيبارشية طيبة (صور)    القبض على 3متهمين بغسل الأموال    بنفيكا ضد تشيلسي.. جيمس يفتتح أهداف البلوز فى الدقيقة 64 "فيديو"    سعر السكر والزيت والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأحد 29 يونيو 2025    زيادة المرتبات الجديدة.. جدول الحد الأدنى للأجور 2025 بعد توجيهات السيسي (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موت د.محمد فتوح.. وولادة كتابه الأخير!
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 12 - 12 - 2009

شاءت الأقدار، أن يموت المؤلف، قبل أن يري كتابه الجديد، الصادر بعد رحيله، هل كان لابد، من موت الكاتب، حتي يُولد واحد آخر من مؤلفاته؟!
نزل الكاتب إلي أعماق التراب.. أغلقوا التربة، عليه، جيدا، حتي لايهرب، من نومه الأخير، ويجري ملفوفاً بالكفن، صارخا، في وجه الشمس: أود أن أحيا.. منادياً، في يأس، عدالة ينشدها.. وآذاناً تنصت بجدية إلي حقائق، هو وحده الذي يعرفها.. وأبي أن تموت معه، تحت التراب.
أُغلق التراب الصامت الأسود، علي الكاتب.. لكن كتابه استلاب الحرية باسم الدين والأخلاق، فُتح ليقرأه العالم الماشي فوق التراب، رغم الكذب.. رغم إخفاء الحقيقة.. رغم توقف القلب.
د.محمد فتوح، الذي اختار - رغم عشرات المجلات والجرائد - مجلة روزاليوسف، لتكون حاضنة، لمقالاته التنويرية ورؤاه في التغيير، وأفكاره الجريئة، المتمردة، غير المتناغمة، مع غالبية العقول من النساء، والرجال، ولأنه دارس الفلسفة والموسيقي وكان يمارس الغناء والتلحين، فقد جاءت رؤاه، كالموسيقي ساحرة، ومثل الفلسفة محلقة.
استلاب الحرية باسم الدين والأخلاق.. عنوان، كتاب د.محمد فتوح، الذي مات العام الماضي، إثر عملية زرع كبد، وهو مازال في زهرة الشباب، وقمة الأحلام، والرغبة في العطاء.
إنه عنوان مصر الآن. عنوان بليغ، مختصر، يصور أحوالنا، ويرسم صورة لا تحتاج إلي تعليق.. الحرية فعلا.. لا تستلب إلا باسم الدين، والأخلاق. ودوما يختار د. محمد عناوين شيقة وشائكة.
مثلا.. كتابه الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الديني.. أمركة العالم.. أسلمة العالم مَنْ
الضحية.. فصل الدين عن الدولة هو الحل.. الاعتقال داخل الموروثات الثقافية.. وغيرها.
ثم جاء آخر العنقود، استلاب الحرية باسم الدين والأخلاق.
يكتب د.محمد فتوح في كتابه الأخير ماذا ننتظر لاستصدار قانون بنقل الأعضاء من الموتي؟ إن عدم صدور هذا القانون، أدي إلي الإتجار بالأعضاء، ونتيجة الفقر المدقع الذي يعيشه الكثير من المصريين، يلجأ البعض إلي بيع أحد أعضائه ليحصل علي مبلغ من المال لبعض الوقت.. هل ننتظر حتي يهلك الكثير، فيموتون بسبب التباطؤ في إصدار القانون؟ لقد سبقتنا دول كثيرة ولاتوجد لديها مخاوف مثل التي عندنا بسبب الضوابط الدقيقة والتخطيط لكل صغيرة وكبيرة.
وفي مقاله مأزق الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية يكتب د.محمد: هذه الصيغة، تفرق ولا توحد، وتثير العداوات، والفتن بين أفراد الوطن الواحد.. إن صيغة الدولة المدنية، هي الكفيلة بتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع، مهما اختلفت الديانة أو الجنس، لأنها تقوم علي أساس المواطنة، وهي التي ستكفل للمرأة نصف المجتمع، حقوقها كاملة.. وهي التي تحول دون رجم مَنْ يعملون بالفكر والإبداع، بالتهم المعدة سلفاً من محاكم التفتيش الدينية، ومن سطوة رجال الدين.
هل حقا، يمكن أن تتحقق أحد كبري أحلام د.محمد فتوح، وتصبح مجتمعاتنا منزوعة السلطة الدينية، والفتاوي الدينية، والاتهامات الدينية؟!
من أقوي المقالات، وأجملها، التي قرأتها في هذا الكتاب الممتع، جريمة ختان العقل في الصحف الدينية.
يقول د.محمد: الصحف الدينية التي أصبحت بأعداد لا حصر لها، وبتمويل لا حصر له، مثل الأحزاب الدينية، والمدارس الدينية، وغيرها من الأنشطة الدينية، هدفها النهائي، هو خلق، أو التمهيد، لزراعة الدولة الدينية، وإشاعة اللغة الدينية في كل مجال، وتهيئة الجو، لسيادة المرجعيات الدينية.. ثم يتساءل: لمَنْ تعمل المطبوعات الدينية؟ ولمصلحة مَنْ، تنشر كل يوم باسم جديد وثوب جديد وختان للعقل والاستنارة؟!
وتتوالي مقالات، كتاب د.محمد فتوح، استلاب الحرية باسم الدين والأخلاق.. منها علي سبيل المثال لا الحصر.. الذكور المتحرشون بالنساء من صناعتنا.. تركيا تدافع عن دستورها العلماني جلاء الكابوس الإخواني عن أرض مصر.. حزب الله.. ترس في الآلة الدينية العسكرية.. رئيسة جمهورية في الهند، وميس حجاب في مصر. الاقتتال بين فتح وحماس.. لا حصاد إلا الخجل. احتلال الإسلام الأفغاني ل مصر.
ويجئ مقاله الانتحار صرخة احتجاج ضد الحضارة العالمية.. آخر مقال في قائمة المحتويات.
وهو أيضا - يا لسخرية الأقدار - آخر مقال نشره، في مجلة روزاليوسف - 6 سبتمبر 2008 وهو علي فراش الموت، حيث مات 13 أكتوبر .2008
الشيء الفريد من نوعه، ليس فقط ظهور، هذا الكتاب، بعد موت كاتبه.. ولكن أيضا، لأن الكتاب يحتوي علي تفاصيل موت د.محمد فتوح، كما كتبها هو شخصيا وأرسلت إلي النائب العام، يشكو من الإهمال الجسيم الذي أدي إلي تدهور صحته، وبقائه في المستشفي 4 أشهر ونصف الشهر، وتم إرسال بلاغه الأحد 12/10/2008 بالبريد السريع.. وفي الكتاب، نسخة من إيصال إرسال البريد السريع.
وصل البلاغ إلي النائب العام، اليوم التالي مباشرة أي الاثنين 13 أكتوبر 2008أي في يوم، موت د.محمد فتوح.
وقد تفضل مشكورا النائب العام، بتحويل البلاغ إلي النيابة المختصة لإجراء التحقيقات الواردة، في بلاغ د.محمد فتوح.
بعد سنة وشهرين، من موت د.محمد فتوح، لم تتم أي تحقيقات ضد المستشفي الذي يشكوه د.محمد ب 23 بندا من الإهمال الجسيم ؟!
ولم يتم سماع الشهود، التي طالبت بأخذ أقوالها، ك شاهد عيان.. حفظت الأوراق، ودون تحقيق - أغلفت القضية وحفظت.
أهذه، هي العدالة في مصر، البلد المعروف، ب قضائه النزيه، الذي لا يسكت عن الظلم؟! أهذا هو العدل في الوطن؟!
- من بستان قصائدي
وسادتي
هي صديقتي الوحيدة
لها وحدها
أفشي بأسراري
وهي أول
من يقرأ أشعاري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.