ولأن أحدا لم يسأله: طيب يا سيدي ولماذا تحتضن مصر مهرجانا دوليا للسينما من أساسه مادامت البلد ما فيهاش سينما؟ راح عزت أبوعوف يعطي لنفسه مساحة عظمي للامتعاض والاستهجان والاستخفاف من أولئك الذين تساءلوا ببراءة عن جدوي إقامة مهرجان سينمائي دولي في مصر دون اشتراك مصر بأي فيلم؟ قائلا هو: إيه المشكلة أن يعقد المهرجان دون فيلم مصري هل فضح مهرجان السينما صناعة السينما لنكتشف أنها هي الأخري صارت مثل التعليم والزراعة والصحة والعيشة؟! هل العيب يكمن في صناعة السينما أم في مهرجان السينما والقائمين عليه؟ لو كان العيب في السينما فدعونا نوقف مهرجان السينما حتي نصلح الصناعة.. ولو كان العيب في القائمين علي المهرجان فلنبدلهم بآخرين قادرين علي جر الفنانين والمنتجين للمشاركة في مهرجان بلدهم بدلا من الهرولة إلي مهرجانات مجاورة حديثة العهد والنشأة تاركين مهرجانا دوليا مصريا كانت له شنة ورنة في قديم الزمان. لماذا تراجع المهرجان وتراجعت أهميته وتأثيره وغابت ندواته وضيوفها؟ وأين تلك الأفلام المهمة التي صارت تشترك في المهرجان سواء كانت مصرية أو حتي من ساحل العاج.. لماذا تراجع مستوي الأفلام المشاركة بشكل عام؟ ولماذا الإصرار علي عزت أبوعوف رئيسا للمهرجان للمرة الرابعة والمهرجان في المرات الثلاث السابقة قد حقق تراجعا منقطع النظير، إن أسباب فشل المهرجان أخيرا هي أسباب نجاحه الأول.. فبعد أن حظي المهرجان قديما بسعد الدين وهبة حيث كان الرهان علي اسمه الكبير وثقافته وموهبته وجلاله وعلاقاته الواسعة بفناني العالم وإطلاعه علي أحدث الكتابات والتطورات التكنولوجية فقد منح المهرجان كل هذه القيم.. لكن عزت أبوعوف لم يمتلك هذه الكاريزما فصار المهرجان مجرد دور ثان حتي بالنسبة لمهرجان أبوظبي. أما الحقيقة الأخري والأكثر إيلاما فهي أننا لا نملك فعلا فيلما جيدا نشارك به في مهرجان بلدنا.. وإذا تذكرنا بصعوبة آخر فيلم مصري مهم قد شاهدناه كمتفرجين فسوف تقول: ياه.. ده من زمان قوي.. ليت أزمة مهرجان السينما الثالث والثلاثين هذا العام تحث وزارة الثقافة والمنتجين والفنانين مخرجين وممثلين علي أن ينتبهوا لبحر الرمال الذي سقطوا فيه فجأة دون أن يصرخوا!