أطلق عليه البعض لقب «منجم الثورة»، بعد أن تحقق جزء من كلامه خلال أيام الثورة التى اعتاد أن يعلنها عبر فيديوهات مسجلة يعرضها على «اليوتيوب» البعض أتهمه بأنه عميل للمخابرات الأمريكية وأن ما يعلنه ليس من قبيل المصادفة.. بل هو مدبر ومخطط له.. لكنه فى الآونة الأخيرة تحدث عن أشياء ووقائع لم تحدث وتكرر هذا الأمر أكثر من مرة العقيد عمر عفيفى ضابط الشرطة الهارب إلى أمريكا وصاحب كتاب «علشان ماتنضربش على قفاك» وفى آخر فيديوهاته قبل الاحتفال بثورة 25 يناير ناشد عفيفى الشباب المصرى الثائر بالاعتصام داخل المنشآت العامة كوسيلة لحمايتها على حد قوله.. مرة أخرى لم تتحقق نبوءاته.. وأجرينا هذا الحوار معه من «واشنطن» ∎ فى آخر فيديو لك على «اليوتيوب» كنت تقوم بتحريض الثوار على الاعتصام داخل المؤسسات والمنشآت العامة، ولكن لم يتحقق ما تطالب به أو تتنبأ به فهل لم يعد نفس التأثير السابق؟ - أرفض أن أتهم «بالتحريض»، فأنا مصرى أحب مصر وكل ما أفعله أننى أقوم بعمل «إرشادات» للشباب من منطلق خبرتى كضابط شرطة سابق.. وأسجلها وأعرضها على «اليوتيوب» كمشاركة فى الثورة المصرية. وعلى الثوار أن يأخذوا ما يناسبهم ومقتنعون به من نصائحى وإرشاداتى ويتركوا مالا يقتنعون به.. وحين طالبتهم فى ذكرى الثورة بالاعتصام داخل المنشآت كان ذلك بهدف حمايتها من البلطجية الذين يقومون بإتلافها وحرقها ∎ كل ما تنبأت به من قبل كان يتحقق حتى أطلق عليك البعض لقب «منجم الثورة» !! - أرفض أن أكون «منجم» وكذب المنجمون ولو صدقوا.. ولكن ما أقوله وأتوقعه من قبيل خبرتى كضابط شرطة سابق كما أننى على علاقة بكثير من قيادات الشرطة فى مصر وبعض ضباط الجيش. .. وهناك من زملائى من يعرف كثيراً من الأمور المخالفة ويخشى أن يكون فى الصورة فيخبرنى بها وأقوم أنا بالإعلان عنها. ∎ ولكن يرى كثير من المصريين أن ما قلته وتنبأت به لا يمكن أن يكون من قبيل الصدفة أو الخبرة.. بل يتهمك البعض بأنك على علاقة بالمخابرات الأمريكية ؟ - هذا كلام غير مقنع كيف أكون على علاقة بالمخابرات الأمريكية.. وهناك أيضا من يتهمنى بأننى عميل للمخابرات المصرية للتجسس على الجالية المصرية بالولايات المتحدةالأمريكية.. وكل ذلك كلام متناقض. ∎ من أين تعيش إذن وتنفق على نفسك وعلى ابنك الذى يدرس فى أمريكا ؟ - أعمل أستاذاً زائراً بجامعة «جورج تاون» براتب شهرى 2000 دولار أسكن فى شقة صغيرة بولاية «فرجينيا» بإيجار 1400 دولار.. أما ابنى الذى يدرس تكنولوجيا حاسبات ومعلومات فيعمل فى محل ملابس كى ينفق على نفسه. ∎ وهل أسرتك تعيش معك فى «فرجينيا»؟ - زوجتى وأبنائى الأربعة يعيشون فى مصر، حيث إننى لم أشاهدهم منذ سافرت أمريكا من حوالى 4 سنوات وتركت أصغر أبنائى عمره عامان والآن عمره 6 سنوات ربما لو شاهدنى لا يعرفنى. ∎ وهل سافرت إلى أمريكا كلاجئ سياسى بعد مطاردة الداخلية لك عقب صدور كتابك «علشان ما تنضربش على قفاك» - لست لاجئاً سياسياً.. سافرت لأمريكا بتأشيرة حصلت عليها عام 2005. ∎ هل أنت على اتصال بشباب الثورة؟ - نعم كثير من الشباب يتصل بى ويطلب نصائحى لأنهم يدركون أننى مخلص لمصر وحريص على استمرار الثورة ونجاحها وعلى أن أكون حاضرا فى الثورة المصرية فأنا «الغائب الحاضر» فى الثورة، فالتواجد ليس بالجسد فقط. ∎ فى أحد فيديوهاتك ذكرت أن العميد «حسين مصطفى محمود» وهو ضابط أمن دولة سابق كان أمام المجمع العلمى أثناء حرقه كيف توصلت لهذا الفيديو ؟ - أرسله لى أحد الأصدقاء الذين يخشون أن يظهروا فى الصورة وحين تأكدت مما يقوله عرضته وأبلغت عنه الأجهزة المسئولة فى مصر ولا أحد يهتم.. والمدهش أن عميد أمن الدولة السابق كان يسجل لقناة الجزيرة باعتباره أحد «الثوريين» بينما هو أيضا شقيق محمد مصطفى حمودة الموكل بالدفاع عن مبارك وعن ممدوح إسماعيل صاحب عبارة الموت وشقيق هانى مصطفى محمود رئيس نيابة أمن الدولة. ∎ هل تقصد بذلك أن أمن الدولة مازال موجوداً ؟ - نعم أمن الدولة موجود بصورة أقوى مما كان عليها أيام مبارك وهو وراء حرق المجمع العلمى. ∎ معنى ذلك أن أمن الدولة هو الطرف الثالث واللهو الخفى الذى يتحدثون عنه ؟ - نعم أمن الدولة وفلول النظام السابق والمجلس العسكرى هم الطرف الثالث.. فهناك من انتفعوا من الثورة وحريصون على استمرار حالة الفوضى ومنهم العميد «علاء محمود» الحارس الشخصى لصفوت الشريف والذى مازال يشغل منصب رئيس العلاقات العامة بإدارة الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية والذى يمتلك «55 مليون دولار».. وهو من الفلول مع مساعدى وزير الداخلية حبيب العادلى الذين مازالوا أحراراً طلقاء يخربون فى البلد لصالح حبيب العادلى وجمال مبارك وصفوت الشريف وغيرهم من رجال الأعمال الذين لهم أتباع أيضاً فى كل مكان يحرصون على استمرار الفوضى والبلطجة. ∎ ذكرت أنك اتصلت بالدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة الساعة الخامسة فجراً وأيقظته من النوم.. لماذا؟ - بعد أن شاهدت المجمع العلمى يحترق وكنت على علم بحرق المنشآت المحيطة بميدان التحرير قبلها ب48 ساعة اتصلت بالدكتور محمد مرسى وطلبت منه أن يقوم شباب الإخوان بتأمين المنشآت العامة وحمايتها لأننى لدىَّ علم بحرقها.. فاعتذر وأخبرنى أن الجيش والداخلية لن يسمحوا بذلك وأن هذه مهمتهم. ∎ وهل أنت على علاقة بالإخوان المسلمين؟ - تربطنى بهم علاقات طيبة ولدىَّ أصدقاء من بينهم وهم شخصيات محترمة جداً وأتمنى لهم النجاح.. لأنهم فى امتحان صعب الآن فإما أن ينجحوا وإما ستكون نهاية الصرح الشامخ لهم الذى أنشأه حسن البنا. ∎ تحدثت عن الطرف الثالث ولم تتحدث عن القوى الخارجية والمطامع الدولية التى ربما تكون أيضاً طرفاً ثالثاً؟ - بالتأكيد إن مصر مطمع لكثير من الدول ولكن لا تجرؤ أى دولة على مجرد التفكير فى احتلال مصر. ∎ ليس بالضرورة أن يكون الاحتلال عسكرياً.. ولكن الفوضى والتمزق يحققان لكثير من القوى مآربها داخل مصر.. ألا ترى أن لأمريكا دوراً فى هذه الفوضى؟ - كيف تتحدث عن مطامع أمريكية وقد كان «كارتر» فى مصر للمباركة الأمريكية للمجلس العسكرى. ∎ تحرض فى فيديوهاتك على المجلس العسكرى وتطالبه بتسليم السلطة؟ لمن يسلم المجلس العسكرى السلطة؟ - يسلمها لشباب الثورة. ∎ ومن هم شباب الثورة؟ - الشباب المتواجدون فى الميادين المختلفة بمصر. ∎ كيف.. هل يذهب المجلس العسكرى للميدان ويلتقى بمجموعة من الشباب ويسلمهم السلطة؟ - لا أقصد ذلك. ∎ ماذا تقصد إذن؟ - هناك قيادات للثورة من الشباب لا يعرفهم أحد هم من يحركون الثورة ويحرصون على استمرارها. ∎ ومن هم هؤلاء؟ - هم «الظاهر الخفى» الذين لا يظهرون على الفضائيات ولا يعرفهم الإعلام حيث يوجد بمصر حوالى 2000 قيادة شبابية ستظهر فى المرحلة القادمة وربما يكون بينهم رئيس مصر القادم. ∎ وهل تعرف هذه القيادات؟ - نعم أعرف معظمهم وأراهن عليهم خلال المرحلة القادمة وأحمد الله أنهم لم يظهروا إعلامياً وإلا كان تم حرقهم. ∎ وهل يسلم المجلس العسكرى السلطة لهؤلاء؟ - نعم حين ينتوى المجلس العسكرى تسليم السلطة ستظهر هذه القيادات وتتسلم السلطة. ∎ متى تعود إلى مصر؟ - حين أضمن أننى لن أقتل أو أدخل السجن وأستطيع ممارسة حريتى السياسية فى بلدى. ∎ الكلام الوارد على لسان العقيد «عمر عفيفى» على مسئوليته الشخصية، لا يمكن اعتماده كلية، أو اختبار صحته، وإنما سعينا لإجراء حوار مع الرجل الذى يتردد اسمه بعد كل أحداث عنف يمر بها الوطن حتى أصبح متهما ومطلوبا تسليمه للسلطات المصرية عبر الإنتربول.. وعموما قد يصدق الرجل حينا ويكذب أكثر الأحيان.