البنت التي آنقذت شرف مصر قبل حوالي سبع سنوات، عاشت الرجولة العربية واحدة من أكبر انتكاساتها، حين قامت الفلسطينية «وفاء إدريس» بتفجير نفسها في مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي.. وكرد فعل أولي تفاعل شاعر مغمور اسمه «حسن أبو طويل»، وأنشد قصيدة مؤثرة لحنها «أمير صلاح الدين»، وأصبحت إحدي أيقونات فريق «بلاك تيما» يقول مطلعها: «لو لفيت الكون ما تقابل- بنت ب 100 مليون راجل» الشاعر المغمور ينعي الرجولة العربية التي اختفت في ظروف غامضة، ويتمني خروج البنت المصرية من منطقة انتظار زوج يؤكد عبوديتها إلي التيمن ب«وفاء إدريس». يوم الثلاثاء الماضي خرجت مسيرة نسائية ردا علي فعل همجي من قوات الجيش مع الصيدلانية «غادة كمال» يهتفن بصوت مدو يفتت الحجر: «ثورة، ثورة حتي النصر.. الستات هتحرر مصر».. الهتاف نعي مؤلم وجارح وحزين للرجولة المصرية المسحوقة بفعل الخوف من البدلة العسكرية أو طمعا في مكتسب انتخابي حققه زبانية الإسلام علي شرف البنات وبراءة ملائكة التحرير. أحداث مجلس الوزراء أضافت إلي قائمة البنت المصرية اللي ب100 مليون راجل، أسماء جديدة تجدد سحر أسماء أخري لمعت مع الخروج العظيم للمصريين في 25 يناير، يتقدمها الصيدلانية «غادة كمال» التي عراها ضابط من ملابسها وعرته هي من رجولته وشرفه العسكري.. «الديلي ميل» وصفت «غادة» بأنها أشجع بنت في الشرق الأوسط، و«الاندبندنت» أضافت أن تلك المشاهد قادرة علي إثارة غضب واستنكار كل من يشاهدها داخل وخارج مصر، مما يهدد بتأجيج موجة الاحتجاجات رفضا لهذا العنف الذي يمارسه الجيش.. صحيح أن الصورة أثارت غضب واستنكار من شاهدها من خارج مصر، بينما المصريون ثاروا ضد البنت التي ردت شرفهم وكشفت عورتهم ، حتي راج تعليق تونسي شديد الإهانة علي الصورة: «لو مصر ما فيهاش رجالة .. إحنا هنا»، فيما واصلت مسيرة النساء يوم الثلاثاء الماضي استنفار رجولة المصريين: يا للي ساكت، ساكت ليه بعد عرضك فاضل إيه. رجالة مصر عباقرة في تفويت الفرصة علي محاولات الاستنفار هذه، هم أصحاب خبرة في مواصلة الحياة علي أساطير مبتذلة تخلط الرجولة بالفحولة، يتكلم كإمبراطور سرير تتمناه نساء العالم و يتحول إلي فأر مفضوح بدون «الترامادول».. سبق أن تجاوز ببساطة مدهشة اختبارات كشوف العذرية لبنات 9 مارس وهي أكثر إذلالا للرجولة من صورة «غادة كمال». صورة الصيدلانية التي تلقي بظلال كئيبة علي مفهوم المصريين للرجولة، تضيف تناقضًا آخر حادًا بين كلام التيارات الدينية وفعلها.. أحد التعليقات الرائجة علي «تويتر» عبرت عن هذا التناقض: علياء المهدي لما قلعت بإرادتها» كله عمل فيها «دكر»، والإخوان والسلفيين دقوا طبول الحرب.. ولما بنت اتعرت «رغم إرادتها» والعسكر كشفوا عورتها، كله غمض عينه وقالوا تستاهل، والإخوان والسلفيين أكلت القطة لسانهم. يبدو أن العري عند التيارات الدينية مباح في حفلات التعذيب والتنكيل التي يحييها بكثافة فائقة وحوش الأمن .. موقف التيارات الدينية زاد تعقيدا وإحراجا في أحداث مجلس الوزراء حين انتبه أحد المعلقين إلي أن التاريخ سيذكر أن في جنازة الشهيد الشيخ «عماد عفت» أمين الفتوي بالأزهر خرج الأقباط لتشييعه وبقي هم في منازلهم يعمهون، أو أن قبطيًا ألقي بجسده تحت بيادة العسكري ليحمي شرف المسلمة التي جردها العسكر من ملابسها، فيما يجاهد السلفيون لتجريدها من بطولتها بالتأكيد الفج الذي يستنكر خروجها من البيت أصلا.. أم في مسيرة الثلاثاء الماضي قالت للجزيرة: أنا نازلة أحط صوابعي في عين اللي بيقول نقعد في البيت ، وقالت أخري: في 67 كانت النكسة والنهاردة كانت الخيانة. انضمت إلي القائمة أيضا د.هند نافع إحدي مصابات أحداث مجلس الوزراء التي رفضت زيارة المشير من غرفتها بمستشفي كوبري القبة العسكري عندما زار المصابين، وكان الرد علي صراخها إهمال علاجها، و«خديجة الحناوي» إحدي أمهات ميادين التحرير التي صفعها ضابط صغير أكثر من 20 مرة دون أن يسمع توسلاتها بأن يرحم سنها وحالتها الصحية. وطالبت المذيعة ريم ماجد بمتطوع يفكرها بالآتي: من 25 يناير إلي اليوم، مين اتحاسب ومين اتحاكم؟! مين اللي سيح دمنا، و قلع عينينا، ودهسنا وسحلنا، وعرانا.. مين دا اللي استجري يمد إيده علي أمهاتنا ويتبول علي دماغنا لأنه لابس بدلة ميري؟! ما حدش يقولنا: «أيادي خفية وقلة مندسة وطرف تالت وإن ما عندناش قناصة ولا ذخيرة حية ولا خرطوش ولا غاز ولا كوتشي»! لا متطوعين الآن ، فالرجال مشغولون باختزال أحداث مجلس الوزراء في مبني احترق لإنقاذ نسور الكاكي من ذنب الدماء التي سالت أو الشرف الذي جري انتهاكه بقلب ميت .. يجاهدون في وصم المعتصمين بالبلطجة علي أساس أن أشكالهم وحشة، لا يشبهون ثوار 25 يناير ، ويرد عليهم بطل شكله وحش من المعتصمين: الناس قدام التليفزيون فاكرينا بلطجية عشان إحنا فقرا ولبسنا مش ولابد، إحنا ثوار أحرار.. لازم تعرفوا إن في ثوار شكلهم وحش زينا.. الشعب مش كله دكاترة من حي المهندسين، إحنا فقرا بس مش عبيد». بالفعل.. هذاالبطل تحرر من العبودية، لا يلقي بالا أو اهتماما بصبيان العوالم الذين يطوفون علي الفضائيات لتشويه ثوار التحرير، الخيط الذي يربط مصر بالإنسانية لصالح حملة الأسلحة والذخيرة، بطل من برج محمد بوعزيزي، وقائمة البنت اللي ب100 مليون راجل اللي رسم الربيع العربي بطولاتهم، من غادة كمال ومني سيف وخديجة الحناوي ونوارة نجم وأخت اللواء البطران إلي طل الملوحي وتوكل كرمان وأخريات غناهن بيرعب الحراس، ورنين هتافهن يدمي: قالوا حرية وقالوا عدالة. البسوا إسود ع الرجالة.
فتاة أمريكية وقفت أمام السفارة المصرية بالولايات المتحدةالأمريكية تضامنا مع سحل المصريات وتعريهم اثناء أحداث مجلس الوزراء.. الفضيحة عامة.