يشهد العام الجديد تشغيل أول شركة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط ويكون مقرها مصر لإعادة تدوير المخلفات الإليكترونية وذلك حسب المواصفات البيئية الدولية المعروفة والتي أسستها إحدي شركات الكمبيوتر العالمية.. حيث يبدأ المصنع الذي أقيم في مدينة 6 أكتوبر عمله في مارس القادم وتسبقه حملة لتوريد المخلفات الإليكترونية من الشركات والأفراد من خلال 6 مواقع في أنحاء الجمهورية يتم الإعلان عنها خلال الأيام القادمة علي أن يتم شراء جميع المخلفات بنسب ومواصفات محددة حسب نوعيتها وتاريخ إنتاجها. جاء ذلك خلال ندوة «أثر المخلفات الإليكترونية علي الصحة والبيئة» والتي عقدتها جمعية كتاب البيئة والتنمية بنقابة الصحفيين، حيث أشار نبيل مكرم مسئول التوعية في إحدي شركات المحمول الكبري إلي أن تزايد حجم المخلفات الإليكترونية في مصر أصبح يمثل مشكلة، حيث يصعب التخلص منها وأن التعامل مع تلك المخلفات بالأسلوب اليدوي يؤدي إلي أضرار صحية خطيرة لاحتوائها علي عناصر كيميائية سامة أهمها الزئبق والكادميوم. وقال الدكتور عبدالمسيح سمعان أستاذ التربية البيئية أن المخلفات الإليكترونية تزيد في الدول النامية ثلاثة أضعاف الدول المتقدمة، حيث يتم تصديرها إلي الدول النامية والتي سريعا ما تتحول إلي مخلفات يقوم المواطنون في الدول الفقيرة بتفكيكها للاستفادة من المعادن المهمة بها مثل ذرات الذهب أو النحاس وذلك بالحرق. وقد أثبتت الدراسات العملية أن متوسط أعمار الأفراد الذين يتعاملون مع المخلفات الإليكترونية بشكل يدوي لايتعدي 40 سنة نتيجة التعامل مع الكيماويات الموجودة في الأجهزة أو استنشاق الأبخرة السامة أثناء الحرق. وأشار إلي أن التعامل غير الآمن مع المخلفات الإليكترونية له تأثير سلبي علي الجهاز العصبي والدورة الدموية والنمو العقلي للأطفال والإصابة بالسرطان. وطالب د.عبدالمسيح بضرورة الاهتمام بمشكلة المخلفات الإليكترونية في مصر ووضع إجراءات صارمة للتفتيش علي الواردات الإليكترونية عند دخولها البلاد ومنح حوافز مالية للممارسات التكنولوجية السليمة.