توقع كثيرون أن تحدث هدنة داخل مجلس إدارة اتحاد الكرة بعد صدور قانون العزل السياسى، والذى قد يطبق على عدد منهم وفى مقدمتهم سمير زاهر رئيس الاتحاد وهانى أبو ريدة نائبه وعضو الاتحادين الأفريقى والدولى وغيرهما من الأعضاء، خاصة بعد أن قدم د.فاروق أبو النصر رئيس نادى النصر بلاغا رسميا ضد سمير زاهر. إلا أنه خاب توقع كل هؤلاء، حيث استمرت المعركة وصمم قائدها الدكتور كرم كردى عضو مجلس الإدارة وأحد الذين قد ينالهم سهم العزل السياسى أيضا على استمرار المعركة والتصدى لما يراه من وجود أخطاء وفساد فى إدارة شئون الاتحاد من قبل سمير زاهر رئيس الاتحاد، فى الوقت الذى بدأت تهدأ نبرة المعارضة لدى الدكتور جمال أحمد على عضو مجلس الإدارة إلى حد كبير، خاصة أن البعض يتهمه بأنه لديه مصالح مع مجلس الإدارة قد يخسرها فى حال استمرار موقفه المعارض المشدد. معركة تكسير العظام بدأت بفتح ملف دورات المدربين التى ينظمها الاتحاد الأفريقى للحصول على شهادة التدريب للمدربين المحترفين، والتى يشرف عليها فتحى نصير المدير الفنى للاتحاد، والتى وصفتها جبهة المعارضة فى مجلس الإدارة بأنها فاشلة وسبوبة لمن يعمل بها ويتعامل معها، خاصة أن كلاً من المحاضرين الذين يستقدمهم فتحى نصير للمدربين يحصل على ما يقرب من عشرة آلاف جنيه، ومنهم أساتذة من التربية الرياضية، وبينهم محمود سعد ومحمود أبو العينين وشوقى عبدالشافى، وأنه ينبغى التخلص من فتحى نصير بسبب دوراته المشبوهة بعد التخلص من إيهاب صالح المدير التنفيذى للاتحاد. وثانى المعارك إصرار جبهة المعارضة بمجلس الإدارة على إعادة هيكلة الاتحاد بحجة تنظيم العمل ووضعه فى شكله الاحترافى اللائق، وتعيين جدد وتصفية رجال سمير زاهر وهانى أبوريدة من الجبلاية تمهيدًا للمعركة الانتخابية القادمة فى عام 2012،خاصة أن هانى أبوريدة يخطط لخوض معركة الرئاسة بعد تطبيق بند الثمانى سنوات على زاهر، حيث لا يحق له ترشيح نفسه فى دورة ثالثة بعد رئاسته لمجلس إدارة اتحاد الكرة دورتين متتاليتين، بالإضافة إلى التخلص من رجال أحمد شوبير أيضاً بصفته كان يمثل نفوذا كبيرا داخل الجبلاية حينما كان نائبًا لرئيس الاتحاد، ومن المنتظر أيضا أن يتقدم أحد أعضاء مجلس الإدارة ببلاغ ضد شوبير بصفته كان عضوا فى مجلس الشعب عن الحزب الوطنى، وأحد الذين ساهموا فى إفساد الحياة السياسية للقضاء على طموحاته فى الترشيح لرئاسة اتحاد الكرة فى دورته القادمة. أما ثالث المعارك التى تخوضها جبهة المعارضة فى مجلس إدارة اتحاد الكرة، والتى يقودها الدكتور كرم كردى أيضا فهى إلغاء الإدارة الفنية فى الاتحاد وعودة اللجنة الفنية، باعتبار أن الإدارة الفنية لم تقدم جديدًا للعبة أو لمسابقات الاتحاد . ورغم عودة الهدوء بين سمير زاهر رئيس الاتحاد ومجدى عبدالغنى عضو مجلس الإدارة بسبب أزمة مباراة المنتخب مع البرازيل الأخيرة فى الدوحة، ورغم ما أثير عن أن تراجع مجدى عبدالغنى عن موقفه المعادى لسمير زاهر بشأن هذه الرحلة وما شابها من تجاوزات واتهامات ساقها مجدى عبدالغنى، وخاصة فى أزمة البث الفضائى للمباراة والذى استحوذت عليه قناة ميلودى سبورت حصرياً، والتى تعد السبب الرئيسى فى الخلاف الذى وقع بين سمير زاهر ومجدى عبدالغنى خاصة أن المقربين أكدوا أن عبدالغنى أخذ بمبة من زاهر، حيث سافر الاثنان إلى لندن للقاء إيهاب طلعت صاحب القناة، وفشل مجدى عبدالغنى فى لقائه بينما نجح سمير زاهر فى مقابلته وخلص السبوبة كما يقولون بإسناد نقل المباراة فضائياً لصالحه،وأشاع أن الشركة الراعية تلقت تعليمات من الدوحة بالسماح لجميع القنوات الفضائية المصرية ببث المباراة، إلا أن مجدى عبدالغنى فوجئ ببث المباراة حصرياً عن طريق ميلودى سبورت فقط وأن سمير زاهر وصل إلى القاهرة ترانزيت فى السادسة صباح الجمعة ثم سافر بعدها مباشرة إلى الدوحة بطائرة خاصة الأمر الذى فجر بركان الغضب لدى عبدالغنى ووصف الاتفاقية بأنها مشبوهة وأعلن الحرب على زاهر وتوعده فى مؤتمر صحفى ليرد على ادعاءاته فى المؤتمر الصحفى التى ساقها، ولكن التزام مجدى عبدالغنى الصمت رغم كل التهديدات التى ساقها ثم اتهامه الصحفيين بعد ذلك بأنهم هم الذين يثيرون نار الفتنة فى اتحاد الكرة أوقعه فى دائرة الاتهام، خاصة أنه تردد أنه تلقى تهديداً من زاهر بكشف تجاوزاته داخل الاتحاد إذا تكلم، بالإضافة إلى أن موقف إيهاب طلعت مع سمير زاهر كان منطقياً من وجهة نظر الطرفين باعتبار أنه سمير زاهر ساند إيهاب طلعت فى أكثر من موقف من قبل، ونفس الشىء إيهاب طلعت كان له موقف مع سمير زاهر، ولعبة المصالح بينهما مستمرة وسداد الفواتير مستمر على حساب الكرة المصرية وعلى حساب المبادئ خاصة أن ما أعلنه سمير زاهر فى المؤتمر الصحفى باعترافه بأن أبناء وزوجات أعضاء مجلس الإدارة رافقوا بعثة المنتخب على الطائرة الخاصة ليس عيباً، والذى أثار استهجان الرأى العام والنقاد، خاصة أن سمير زاهر لم يكن ليجرؤ على مجرد الاعتراف بذلك لو كان للرياضة كبير أو مسئول الآن، ولكنه اعترف بهذا الاعتراف المشين فى ظل غياب القيادة الرياضية العليا، وفى ظل انشغال الدولة كلها بأحداث ثورة التحرير الثانية، وأنه لا يوجد من يحاسبه على تصرفه أو تصريحاته. عدد قليل من أعضاء مجلس الإدارة يضعون آمالهم الآن على تطبيق قانون العزل السياسى على سمير زاهر ومجدى عبدالغنى وكرم كردى لإنقاذ الاتحاد من تجاوزاتهم المتكررة التى أساءت إلى الاتحاد فى الداخل وفى الخارج وأفقدته هيبته أمام الأندية والرأى العام والإعلام وأن تقديم رئيس نادى النصر بلاغاً ضد زاهر هو كما يقولون أول الغيث، والذى من الطبيعى أن يتبعه سلسلة من البلاغات لتطهير الاتحاد من فلول الحزب الوطنى الذين أفسدوا الحياة الكروية وفشلوا فى النهوض باللعبة ولهثوا وراء مصالحهم الخاصة على حساب مصلحة اللعبة ومصالح الأندية، خاصة أنه حان الوقت لكى تصل الثورة إلى الجبلاية وتؤتى أولى ثمارها بتطهير اتحاد الكرة من فلول الحزب الوطنى وأعوانهم.