من يرعي الفوضي في مصر.؟ ومن يختفي وراء ستار الأحداث ويلقي كل حين بقنبلة من الفوضي بين المصريين؟.. هناك فلول ومنتفعون من النظام السابق وهناك قوي خارجية لا تريد الهدوء والاستقرار في مصر.. وهناك من يلقي الاتهام علي المجلس العسكري مبررا ذلك برغبته في الحفاظ علي الحكم.. والإسلاميون دخلوا أيضا في إطار المتسببين في الفوضي.. وقطاع ليس بالقليل من الشعب يحمل الثوار مسئولية هذا كله ويظل السؤال بلا إجابة.. من يصنع الفوضي؟ ضياء رشوان، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية كان له حديث مهم معنا عن الفوضي وأسبابها و من وراءها؟! وسألناه في البداية ما تعليقك علي انتشار الفوضي بعد الثورة واشتعال احداث مختلفة كل حين.. كأحداث ماسبيرو وصول وأطفيح إلي آخره؟ الفوضي جزء طبيعي من الأوضاع الحالية بسبب قيام الثورة في مصر والانتقال من مرحلة إلي أخري بدون تخطيط مسبق أو قيادة فكرة واحدة وهذه هي الثورة.. وبعد انهيار نظام الحكم الذي كان يمسك بكل مقاليد الأمور في مصر من الطبيعي حدوث فوضي.. تحديدا بعد انهيار القوي الأمنية، هو أكثر الأسباب لحدوث فوضي وليس انهيار النظام السياسي.. فالقوي الأمنية انهارت قبل انهيار النظام السياسي.. ومصر كانت دولة مركزية ذات نظام أمني، وشخص يتحكم بكل مقاليد الأمور فبعد انهيار الأمن من الطبيعي حدوث فوضي وهذا طبيعي بل علي العكس أنا أري أن مظاهر الفوضي الموجودة الآن أقل من المتوقع في مثل هذه الأمور. فوجود أشخاص وفئات ومؤامرات وألاعيب وراء الفوضي التي تحدث في مصر أمر وارد.. ولكن إذا لم يكن الوضع الحالي يسمح بالفوضي لن يستطيع أحد عمل فوضي في مصر.. ولكن الظروف الحالية تساعد علي إشعال الفوضي.. وبشكل عام هناك قوي تدعم الثورة المضادة ولكن تحديد أسماء بعينها صعب جدا.. والفوضي من الممكن أن تستمر حتي تعود القوي الأمنية لقدراتها وأنا أري أن هذا من الممكن أن يستمر لخمس سنوات قادمة أو أكثر. هل من المحتمل أن يكون المجلس العسكري وراء تلك الفوضي؟ أنا أختلف مع الرأي الذي يحمل المجلس العسكري مسئولية الفوضي مبررا ذلك برغبته في الاستمرار في الحكم.. وأرد علي هذا الرأي قائلا: ما الذي كان يحول بين المجلس العسكري والوصول للسلطة منذ البداية لو كان راغبا فيها؟ وماذا يمنع أي شخص عسكري من ترشيح نفسه في الانتخابات من الناحية الدستورية إذا أراد؟ وما حاجته لعمل فوضي في هذه الحالة؟ - أنا أرفض هذا الاحتمال، فالجيش ليس لديه أي سبب لنشر الفوضي وكل ما يريده المجلس هو الحفاظ علي استقلاله وموقعه بعد أن رأي كل شيء في البلاد تم تكسيره والسبب في رفضي لهذا الاحتمال هو أنه لولا المجلس العسكري لدخلت مصر في نفق لا يمكن أن تخرج منه.. قد يكون المجلس أخطأ سياسيا أو أمنيا أو فنيا وقد تكون أخطاء فادحة في بعض الأحيان.. ولكن لا يمكن أن أفكر أن المجلس الذي يهدف للاستقرار والحفاظ عليه من الممكن أن يكون مسئولاً عن الفوضي. وبالنسبة لرموز الحزب الوطني وباقي نظام مبارك؟ - بالتأكيد النظام السابق في الصورة.. الثورة المصرية مثل أي ثورة.. والثورة بحكم التعريف لابد أن تتضمن ثورة مضادة.. وهناك قوي لهذه الثورة المضادة داخل مصر وإذا أعدنا تعريفنا للنظام السابق سنعرف من هم وراء الثورة المضادة.. والموضوع لا يحتاج لتكهنات.. فالقوي الاقتصادية والقوي الأمنية والسياسية التي كانت موجودة في النظام السابق من البديهي أن تدافع عن نفسها وعن مصالحها بإثارة الفوضي وعمل ثورة مضادة هذه مسألة بديهية.. وقد يكون جزءا كبيرا مما يحدث في مصر منسوب اليهم وهذا طبيعي مع انهيار الأمن والنظام السياسي أن تكون البلد متاحة لعملية فوضي تستهدف الأوضاع الجديدة بعد الثورة. هل تتورط بعض الدول في إشعال الأحداث والفوضي في مصر مثل إسرائيل أو دول خليجية مهددة من الثورة المصرية؟ - لا أستبعد هذا فهو احتمال قائم.. فمصر دولة مركزية إقليميا ولها تأثيرات واسعة في الإقليم.. فطبيعي أن يكون هناك قوي سواء كانت إقليمية أو دولية.. خصوصا أننا مجاورون لإسرائيل.. من الطبيعي ألا تحبذ هذه القوي النموذج المصري ولا تريد أن ينتقل هذا النموذج للإقليم المحيط بها ولا تحبذ أبدا فكرة أن يكون هناك ثورة شعبية في مصر وينحاز إليها الجيش.. وهذا المعني لا يدركه الكثيرون داخل مصر.. لأن ما حدث خارج مصر وفي دول أخري هو معني مختلف تماما عما حدث في مصر وهو النموذج المفضل لكثير من الدول الأخري.. وتتمني وجوده في مصر وهو تفتت الدولة وانهيارها وأن يكون الشعب في مواجهة جيشه والوصول لحروب أهلية.. وهذا نموذج لم ولن يحدث في مصر. هل للقوي الإسلامية جزء من التورط في هذه الفوضي؟ لا أعتقد أن هذا الاحتمال قائم.. فقوي الثورة من ضمنها الإسلاميين من وجهة نظري هي قوي حمقاء ولكنها ليست متعمدة إشعال الفوضي.. قد تكون الفوضي في هذه الحالة بسبب حمق.. وليست بعقل أو تخطيط مسبق. وماذا عن سوزان مبارك والباقين من مؤسسة الرئاسة؟ - لا أريد الخوض في أسماء.. ومصر تجاوزت نهائيا مبارك وسوزان مبارك وجمال مبارك.. ولن أتحدث في هذا الاحتمال.. فتحديد شخص بعينه وراء الفوضي هو أمر جنائي لا يمت للتحليل السياسي بصلة.. وذكرت من قبل أن النظام السابق دون أن أحدد أسماء من المؤكد أنه يقود الآن ثورة مضادة دفاعا عن نفسه ومصالحه.