قال الفريق ( مهاب مميش ) قائد القوات البحرية إن تأمين مياهنا الإقليمية والاقتصادية يبدأ من السلوم شمالا وحتى خط عرض 22 جنوبا، حيث إننا فى هذا نقوم بتأمين 21 ميناء و98 هدفا بحريا كمنصات على طول سواحلنا.. هذا لكى نحقق الحماية لمياه مصر ونحقق طموحات شعب مصر للعيش فى أمن وسلام.. جاء هذا فى احتفالات القوات البحرية بعيدها يوم 21 أكتوبر. وللتذكرة فإن هذا اليوم فى عام 1967 قامت القوات البحرية المصرية متمثلة فى لنشات الصواريخ بتدمير أكبر الوحدات الإسرائيلية فى هذا الوقت وهى المدمرة (إيلات) والتى كانت تعتبر من أحدث الوحدات الإسرائيلية وكانت تقوم باختراق المياه الإقليمية المصرية كنوع من الغطرسة والاستفزاز الإسرائيلى للقوات المسلحة المصرية وعليه صدرت الأوامر إلى لنشات الصواريخ المصرية يوم 21 أكتوبر 67 باعتراض المدمرة إيلات وقصفها بالصواريخ حال دخولها المياه الإقليمية وتمكن عدد اثنين لنش صواريخ مصرى من إصابة المدمرة إيلات وتدميرها وإغراقها باستخدام الصواريخ البحرية سطح / سطح لأول مرة فى تاريخ بحريات العالم ولقد كان لهذا الحدث أكبر الأثر فى تغيير الفكر الاستراتيجى العسكرى والعالمى من حيث أسلوب الاستخدام لوحدات بحرية صغيرة الحجم لإصابة أو تدمير وحدات بحرية كبيرة مثل المدمرات والفرقاطات التى كانت تعتبر فى هذا الوقت السلاح الرئيسى لمختلف بحريات العالم وبناءً على هذا الحدث التاريخى فقد تم اختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيدا للبحرية المصرية لسببين الأول لأنها نفذت بعد حرب 67 بحوالى ثلاثة أشهر والتى كانت من أعنف الأزمات التى مرت على مصر بل العالم العربى خلال تاريخنا الحديث، وكانت هذه الفترة مليئة بالأحزان مع إحساس شديد باليأس وكان لابد من القيام بعمل بطولى يرفع الروح المعنوية للقوات المسلحة ويعيد ثقة الشعب فى قواته المسلحة.. ثانيا : إن عملية إغراق (إيلات) تعتبر من أهم التطورات فى مجال الحرب البحرية الحديثة التى حدثت خلال النصف الأخير من القرن العشرين فقد كانت هذه العملية هى الرائدة لاستخدام الصواريخ سطح / سطح وقد نتج عن نجاح استخدام هذه الصواريخ فى الصراع البحرى تغيرا شاملا لمفاهيم التكتيك البحرى فى العالم بأسره.. وقد قام الفريق (مهاب مميش) بالرد على الأسئلة التى وجهت من خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد بمناسبة أعياد القوات البحرية.. ونرصد لأهم الأسئلة التى وجهت من روزاليوسف.. * أن تكاليف شراء أو تصنيع القطع البحرية باهظة.. فهل هذا لن يتأثر بعد قيام ثورة 25 يناير وتأثيرها على الاقتصاد المصرى ؟ - قال الفريق (مميش): إن يصير لدينا إنتاجنا البحرى العسكرى الخاص هذا مهم، وفى البداية التكلفة ستكون عالية ولكن مع الوقت سيصير الإنتاج لدينا أرخص لأن القاعدة قد أرسيت وثانيا الاعتماد على أنفسنا مهم جدا.. - وبالنسبة للميزانيات الخاصة لهذه الوحدات مرصودة من قبل الثورة التى وجودها كان إضافة تتطلب زيادة الأهداف الاستراتيجية لمصر لأن 95% من صادرات وواردات مصر هى عبر البحار، وقناة السويس تدر دخلا قوميا، وعندما تنطلق حركة النقل البحرى يزداد الطلب على تأمين هذه الأهداف الحيوية لأن 60% من الاقتصاد المصرى يأتى عن طريق البحر.. * كانت هناك قطع من الأسطول الأمريكى تجوب قرب شواطئنا تجاه قناة السويس فى أثناء أيام الثورة.. فهل هذا لا يعتبر تدخلا أو أنه رسالة بأن قواتنا البحرية غير قادرة على حماية قناة السويس فى هذا التوقيت الحرج فى تاريخ مصر؟ - قال الفريق «مميش»: إن أمريكا تدفع أى وحدة بحرية على سواحل التوتر للمتابعة فقط لا غير، ولكن وجود القوات البحرية المصرية وتأمينها بنجاح تام على المرفق الحيوى «قناة السويس» حيث قمنا بتأمين مضاعف ومازال مستمرا حتى الآن، فإن القطع البحرية الأمريكية انسحبت ادراجها من حيث أتت ولم تدخل إلى مياهنا قط، ولكنها راقبت وتابعت عن كثب لمرفق دولى تجوب فيه كل بواخر دول العالم وتأمينها فى هذا الوقت واجب وضرورى. * لماذا هذا التقارب العسكرى المصرى - التركى؟ وانعكاس ذلك على إسرائيل؟ - قال الفريق «مهاب» بالنسبة لتركيا فإن التقارب لم يكن اليوم ولكنه من ثلاث سنوات عندما قام المشير حسين طنطاوى بزيارة إلى تركيا وتم فيها برتوكول تعاون عسكرى مصرى - تركى فى التصنيع العسكرى والتدريب وبالفعل بدأنا مناورات عسكرية تحمل اسم «بحر الصداقة» تجرى كل عام مرة فى مياه مصر الإقليمية والعام التالى فى المياه التركية. وقد كانت تركيا بالفعل حليفا كاملا للجانب الإسرائيلى وخاصة فى التعاون العسكرى ولكن الآن كل شىء بينهما صار مجمداً وقد كنت فى تركيا وقلت لهم أنتم فى الشمال ونحن فى الجنوب وعقيدتنا الدينية واحدة ولدى كل منا حضارة وهناك جذور عائلية مشتركة.. ومن هنا فإن هذه المشتركات دافع قوى لكى تنحاز تركيا إلى دولة عربية بحجم مصر فى الشرق الأوسط بدلاً من إسرائيل.