دخل حسنى مبارك مقر أكاديمية الشرطة متهماً بأبشع التهم، دخلها محمولاً على سرير متحرك متماسكا متابعاً لما يجرى فى قاعة المحاكمة، مصبوغ الشعر حليق اللحية غير مبال لاهو ولا نجليه لما وجه إليهم من تهم أقلها الإعدام لو ثبتت إدانتهم فى إحداها وجهه مرتاح تبدو عليه علامات الصحة مما يدعو إلى التساؤل لماذا أدخل إلى القاعة على سرير وهو من نزل من الطائرة على قدميه صورته إحدى الكاميرات، لم يستطع محاميه الذى نصحه بأن يظهر بهذه الصورة أن يكسبه تعاطف الجماهير الذين قتل وأصاب أبناءهم، لأن كبره وصلفه ظهرا فى نبرة صوته وردوده على التهم المنسوبة إليه مما أدى إلى تصوير هذا المشهد بأنه تمثيلية لعبها مبارك ومحاميه كما قالت الإذاعة البريطانية أما نجلاه فقد وقفا أمام أبيهما للعمل على حجبه فى محاولة لحجب عيون الكاميرات عنهما، حاملاً كل منهما مصحفا تخليا عنه فور أنتهاء جلسة المحاكمة حيث التأم شمل العائلة الأب والوالدة والولدان فى غرفة داخل الأكاديمية منشرحى الصدر والابتسامة على وجوههم، لتجىء الطامة الكبرى، عند قيام كبار أحد الضباط خارج القاعة بتأدية التحية العسكرية للسفاح حبيب العادلى والجميع مطلقو الأيدى دون أصفاد والمخلوع يغادر سريره الطبى فى يسر وسهولة لينقل إلى جناح الرئاسة فى المركز الطبى العالمى. المشهد الآخر الأكثر إثارة، هو إلقاء المحامى فريد الديب لقنبلة داخل المحكمة وهى أن المجلس العسكرى تولى مسئولية إدارة البلاد بعد يوم 28 يناير أى أنه مسئول عن كل ما وقع من أحداث من موقعة الجمل وقتل الثوار وإطلاق القناصة النار علي الثوار والانفلات الأمنى وعلي ذلك إخلاء مسئولية المخلوع عن كل ما حدث، وتلت ذلك المذكرة التى قدمها المخلوع لمجلس الدولة يتهم فيها المشير طنطاوى بأنه كان أحد المسئولين عن قطع الاتصالات مما يجعلنا نتساءل ما هو الهدف وراء تلك المعلومات