بينما كان «عمرو موسى» يلبى على طريقة الفيلم الشهير «جواز بقرار جمهورى» -لكن بدون رقابة - دعوة أحد شباب إمبابة «وليد عبدالمنعم» لحضور حفل زفافه أطلق منافسه علي مقعد الرئاسة «د. محمد البرادعى» قذيفة حمراء فى حوار له أذاعته قناة الحياة فى برنامج «مصر الجديدة» الذى يقدمه معتز الدمرداش بإعلان هويته الكروية عندما قال بوضوح: أنا أهلاوى منذ الصغر، ولكننى متسامح مع الزمالك وقال إنه كان يحضر مبارياته ويمنح «العسكرى» -على حد قوله - 5 - صاغ لدخوله هو واصحابه خلف مرمي الأهلى فى عهد صالح وطارق سليم وعادل هيكل..«يعني أهلاوى صميم». حوار «البرادعى» وزيارة «موسى» جاءا فى برنامج الحملة الدعائية لهما فى انتخابات الرئاسة على ترنيمة شعبية، وأهميتهما تعود إلى أن «موسى» و«البرادعى» هما المرشحان الأبرز فى المشهد الفريد من نوعه الذى تشهده مصر بعد ثورتها النبيلة. ويبدو أنهما أعلنا الجهاد انطلاقا من الطبقات الشعبية باعتبارها هى الأكثر تأثيرا والأشد جاذبية. غرابة المشهدين سواء الفضائى فى قناة الحياة أو الشعبى فى حى إمبابة بمنطقة «أرض عزيز» بجوار ميدان التروللى أن الأول هو المفجر الحقيقى لثورة يناير - حسب تقدير نشطاء الثورة - ولارتباطه بأسطورة هز عرش الرئاسة وتفكيك 30 سنة خبرة فى ممارسة الفساد والظلم وأحد ورثة شمشون لهدم معبد التوريث لم يكن دبلوماسيا كما كان يتمتع ورثة الزعامة الذين يتظاهرون فى العادة بالحياد الإيجابى وعدم الانحياز لكسب ثقة وحب الجميع، ويبدو أنه مازال مؤمنا بنظرية انشقاق «الذرة» ومتبعا فلسفة دول الحلفاء والمحور. «البرادعى» السياسى الطيب رمى الكرة فى ملعب الألتراس الأهلاوى بوصفهم القوة الأكبر لحسم لقب الرئاسة، لكن دون إبراز النية على احتكار المنصب مثل الأهلى الذى يحتكر منفردا عرش الدورى العام المصرى فارتدى فانلة الشياطين الحمر، ويبدو أنه لم يستبعد دخول مرتضى منصور الذى يحمل الراية البيضاء.. أو حتى صديقه المبدع ورفيقه فى جائزة نوبل العالمية د.أحمد زويل المعروف بميولة الزملكاوية. فى المقابل اعتمد «عمرو موسى» على تميمة شعبان عبدالرحيم مطرب الأفراح الشعبية مفضلا «النقوط» الشعبى لكسب أصوات أكثر على أساس أن النقوط يعد دينا على أصحاب الفرح ومفروض عليهم رده فى مناسبة تخص موسى، وليست هناك مناسبة أهم له من أصواتهم. البرادعى رهان «البرادعى» على شعبية الأهلى الضخمة قابله ربما يقابلها بالمصادفة «موسى» بالقاعدة الشعبية العريضة، من إمبابة أحد معاقل المطحونين من أبناء شعب مصر.. الرهان الشعبى لإبراز مرشحى الرئاسة قوبل بردود أفعال متباينة فى المنتديات والمواقع الرياضية والسياسية على حد سواء، التعليقات اختصت على رهان البرادعى بالأهلى وخرجت بمحصلات رائعة تعكس على ارتفاع الحس الشعبى والسياسى بين الأهلوية والزملكاوية، حول المشهد السياسى الساخن والصراع المحموم بين التيارات الإسلامية أما أبرز التعليقات هى سخط الشعب الزملكاوى على هوية المرشح المنتظر خوفا من تأصيل المد الأهلاوى على الكرة المصرية، وأكدت وعى أهالى إمبابة السياسى والتغطية الشعبية وفتح ملفات الخصخصة والقضاء على صور فساد النظام السابق. بقى أن نؤكد ونحن على أعتاب ثقافة جديدة فرضها ثوار مصر على المشهد السياسى أن الرهان الحقيقى فى هذه المرحلة التاريخية الفريدة سيكون على «وعى» شعب مصر فى عصر الشفافية والتواضع رافعين شعار أن مصر فوق الجميع.