محمد جوهر مع نتانياهو دافع محمد جوهر صاحب شركة فيديو كايروسات ورئيس مجلس إدارة قناة 25 يناير عن نفسه من الاتهامات الموجهة له حول التطبيع مع إسرائيل، وأنه كان يقوم بتصوير اللقاءات التليفزيونية للرئيس السابق مبارك مع قادة إسرائيل لصالح التليفزيون الإسرائيلى، بالإضافة إلى القضية المرفوعة ضده من السيناريست فايز غالى - مؤلف فيلم «المسيح والآخر» - يطالبه فيها بالتعويض عما لحقه من أضرار مادية وأدبية نتيجة الامتناع عن تنفيذ الفيلم. «روزاليوسف» واجهت محمد جوهر من أجل التعقيب على هذه الاتهامات. * فى البداية ما أصل المشكلة بينك وبين «فايز غالى» الذى يتهمك بأنك السبب فى عدم خروج فيلم «المسيح والآخر» إلى النور؟ - منذ ما يقرب من عامين مضيا تقدم لى الصديق «محمد عشوب» بفكرة إنتاج فيلم سينمائى عن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، يكتب لها السيناريو الأستاذ «فايز غالى». وانطلاقا من إيمانى العميق بقيم التسامح المطلق بين جميع الأطياف، وقبول الآخر. وقد لخصت هذه الأفكار فى ورقة قمت بإطلاع الأستاذ «فايز غالى» عليها، ثم على اللجنة التى شكلتها لمتابعة التنفيذ والمكونة من المخرج رافى جرجس، وما أن بدأت اللجنة فى قراءة السيناريو الذى كتبه الأستاذ «فايز غالى» حتى أبدى جميع أعضائها ثناءهم على ما احتواه من مادة سينمائية، فى حين اعترضوا على ضعف بل سذاجة بنائه الدرامى، فقررت اللجنة مع المخرج الاستعانة بكاتب لإعادة صياغة الهيكلة الدرامية، واختارت «ليزلى ستيوارت» وهو مسيحى بريطانى اعتاد تقديم عمل فنى عن المسيح كل عام. وقمنا بترجمة السيناريو له واشترطنا عدم إضافة أو تغيير أى مشهد، وبعد أن عكف على قراءته لمدة شهر، كتب لنا ورقتين فقط لا غير كمقترحات لإعادة ترتيب المشاهد، بشكل لا يخل بالمعنى ولا يغير فى وصفها. وطلبنا من المخرج رافى جرجس «عرض» الورقتين كاقتراح شفهى على الأستاذ «فايز غالى» الذى ما إن جلس معه حتى انتفض رافضا تعديل أى بناء جزئى أو كلى، أو أى اقتراح، بل أكثر من هذا رفض أن يكمل المخرج رافى جرجس مهمته فى إخراج الفيلم. ورغم يقينى بعدم أحقية الأستاذ كاتب السيناريو فى اعتراضه مهما عظمت كتابته، إلا أننى حرصاً منى على استمرارية العمل نحيت المخرج عن العمل وطلبت من الأستاذ «فايز » أن يعرض السيناريو على من يراه مناسبا من المخرجين لاختيار من يقوم بإخراجه.. وانتظرت ثلاثة شهور كاملة، عاد بعدها الأستاذ «فايز غالى» ليخبر اللجنة أنه فشل فى الحصول على موافقة أى مخرج لإخراج السيناريو بصورته الحالية فقمت بترشيح المخرج المخرج أحمد طاهر وعرضت الاسم أولا على الأستاذ «فايز غالى». حتى لا يقوم برفضه كما فعل من قبل، ووافق مشكورا على الترشيح. * وماذا حدث بعد ذلك؟ - اتفقنا منذ اللحظة الأولى على أن يكون الفيلم مظهرا لروح الرحمة والتسامح والنهى عن التعصب، والتطرف. واتفقنا جميعا - حتى «فايز غالى» نفسه - أن الفيلم لن يخرج عن قصة مشيئة الإرادة الإلهية بأن ينجى الله عيسى عليه السلام من غدر الغادرين.. وما أن بدأ المخرج فى طرح وجهة نظره فى الفيلم حتى ثار السيد «فايز غالى» مرة أخرى مدافعا عن السيناريو، رافضا تدخل المخرج. * ولكن «غالى» يتهمك بأنك وقفت حجر عثرة أمامه من أجل عيون الكيان الصهيونى الذى تعمل لصالحه وبالتالى قمت بشراء السيناريو من أجل أن يكون حبيس الأدراج! - أولاً «غالى» حصل على 250 ألف جنيه كدفعة تعاقد على أن يتبقى له 100 ألف جنيه من إجمالى المبلغ المتفق عليه وهو 350 ألف جنيه، يحصل عليها مع نهاية التصوير أليس هذا به جدية اتفاق؟. فهذه ادعاءات كاذبة و«غالى»حول الأمر الفنى إلى حالة سياسية يعيشها وحده وأقول لأول مرة أن السبب الرئيسى فى رفضى عمل الفيلم أنه إذا خرج كما كتبه «غالى» سيؤدى إلى احتقان طائفى بين المسلمين والأقباط لأنه يصر على وجود مشاهد لا يؤمن بها المسلمون فى عقيدتهم، للدخول فى مناطق شائكة تخص المسلمين والمسيحيين، وهو ما رفضه ثم ادعى بعد ذلك أننى أمتنع عن إنتاجه من أجل عيون إسرائيل. وقمت برفع دعوى قضائية ضده أتهمه فيها بالسب والقذف لإساءته لى فى حوار نشرته إحدى الجرائد المستقلة وحكم لى بمبلغ 10000 جنيه - على سبيل التعويض. * هذا بالنسبة للفيلم وماذا عن الاتهامات الموجهة لك بشأن التطبيع مع إسرائيل خصوصا أن لك صور مع شيمون بيريز وبنيامين نتنياهو؟ - لا أتذكر تلك الصور ولكنها إن صحت فإنها قد ترجع إلى مؤتمر القاهرة للسلام الذى أعقب اتفاقية أوسلو حيث إننا قمنا بنقله كما أن اتهامى بالتطبيع هو أمر سخيف لأننى أعمل - من خلال شركتى - على مناصرة القضية الفلسطينية أكثر من أى شخص آخر. * ولكن هناك بعض العاملين فى القناة أكدوا لنا أنك ترفض مصطلح الكيان الصهيونى فى نشرات الأخبار وتستبدلها بدولة إسرائيل؟ - قال الحرفية والحيادية تقتضى ذلك لأننى لو قلت فى النشرات مثلا «العدو الصهيونى البغيض» فهذا شىء غير مهنى. * وما قصة تصويرك للأسرى الإسرائيليين أثناء حرب 1973 بالاتفاق سرا مع بعض الجهات الإسرائيلية؟ - أثناء حرب أكتوبر طلب منى أن أذهب إلى الجبهة للتصوير هناك وذهبت مع وفد المخابرات المصرية ووجدت أسرى يهود قمت بتصويرهم وعندما عدت مع الوفد عرض الفيلم الذى قمت بتصويره على الرئيس السادات وأمر بإذاعته فى الأردن لكى يراه الإسرائيليون وعندما شاهدته جولدا مائير قالت «إنقذوا إسرائيل» بعدما كانت تتوعد المصريين قبلها وهذا الفيلم فتح لى الطريق للعمل الموسع مع السادات بعد ذلك. * وما تفسيرك للهيمنة التى قمت بها على اللقاءات التليفزيونية للرئيس السابق مبارك مع التليفزيون الإسرائيلى؟ - كنت أؤدى عملى المهنى الطبيعى فى لقاءات الرئيس السابق لأننا شركة أخبار تصور الأحداث وحتى لو كان هناك رئيس لجهنم كنت سأقوم بتسجيل اللقاء والغريب أن البعض يلومنى الآن وأنا أقول لهم: ألم يكن مبارك هو رئيسكم لمدة 30 عاما؟. * ولكنك معروف بقربك الشديد من مبارك؟ - رد مندهشاً.. كنت المصور الشخصى للسادات وليس لمبارك بل أنه تم سحب جميع كارنيهاتى فى ال5 أعوام الأخيرة من حكم مبارك وحتى تصريح الرئاسة تم سحبه ولم يكن هناك تعامل مع الرئيس السابق. * محمد جوهر رئيس لمجلس إدارة قناة 25 يناير وهى قناة خرجت من رحم الثورة هو نفس الرجل الذى كان يعمل مع مبارك ويقوم بتغطية أحاديثه مع إسرائيل.. ألا ترى تناقضا فى ذلك؟ - هل توجد شروط معينة لأى شخص يستعد لإنشاء قناة هل يشترط أن يكون له توجه سياسى معين وهل تنتظر أن أقوم من خلال قناتى بالدفاع عن مبارك الغريب أن البعض يسلم بالاتهامات الكاذبة التى يقوم بالترويج لها فايز غالى بسبب الخلافات السابقة معه حول فيلم «المسيح والآخر» كنوع من الانتقام من شخصى.