لابد أن نعترف أننا نعيش بعد نجاح ثورة 25 يناير العظيمة بكل إرهاصاتها وتداعياتها حالة من السيولة المجتمعية والفوضى انعكست فى جميع أجهزة الدولة بما يترتب عليها من آثار سلبية خطيرة جديرة بالاهتمام والمعالجة العلمية السليمة..فالمشهد العام بكل ما يصاحبه من تفاصيل وحوادث يومية تملأ صفحات الصحف والقنوات التليفزيونية المختلفة يؤكد سقوط هيبة الحكومة وانهيار هيبة الشرطة وكذلك سقوط هيبة كبار المسئولين بالدولة.. وقد يضيق المجال هنا لتقديم أمثلة وهى كثيرة. والثابت أن الثورة كسرت حاجز الخوف لدى جميع الفئات العمرية من أبناء هذا الشعب وهى إحدى الإيجابيات التى تحسب لهذه الثورة الفتية بما طالبت به من أهداف سياسية واقتصادية واجتماعية براقة تمثلت باختصار فى كلمات: «الحرية.. الكرامة.. المساواة.. العدالة الاجتماعية» وقد التف حولها جموع الشعب بالتأييد والدعم وحمتها القوات المسلحة فى تلاحم وطنى رائع بعد الانحياز لمطالب الثورة والشعب.ولكن ملامح الصورة الناطقة بالإنجاز الثورى والشعبى التاريخى الهائل فى إسقاط رأس النظام لا يمكن أن تنسينا حالة الفوضى التى صاحبت ذلك.. ومع انكسار حاجز الخوف انكسر حاجز الاحترام المفترض من الصغير للكبير فى العديد من المواقع والمواقف سواء على حق أو باطل بما يعكس صورة ذهنية سلبية . باختصار هناك جيش كبير من البلطجية هو الذى يحدث حالة الانفلات الأمنى فى شوارع وأنحاء محافظات مصر.. وهم التحدى الأكبر أمام وزارة الداخلية فى سعيها لعودة الأمن والأمان لربوع مصر حتى لا تسقط هيبة الحكومة للأبد.