طيب.. إذا كانت حكومة العين الحمرا بعافية حبتين.. وعاجزة عن مواجهة الانفلات الأمنى.. فلماذا لا تشغل وقتها وتسلى نفسها بمواجهة ذلك الانفلات الإعلامى العجيب.. وهل رأيت صندوق الدنيا فى قناة الفراعين والفيديوهات المركبة تؤكد بالصوت والصورة.. أن مصر كلها مرتشية.. وأن الثورة المصرية صناعة أمريكية.. والولد وائل غنيم عميل للسى آى إيه شخصياً.. وزملاءه عملاء للموساد.. تلقوا التدريب والتمويل والدعم والمساندة من الخواجة بغرض إسقاط حسنى مبارك؟! والمصيبة أن خالتى الحاجة تصدق كل ما يقوله التليفزيون.. خصوصا أن الدولة لم تهز طولها للمواجهة والمجابهة.. ولم تكلف خاطرها للرد على هذا التشكيك التليفزيونى فى الثورة والثوار.. وقد انشغل السيد جوز خالتى بافتتاح مخزن للغلال.. مع أنها وظيفة المحافظ أصلا.. لكن المشكلة أن السيد جوز خالتى من هواة الافتتاحات والتصوير التليفزيونى.. لزوم التلميع والاحتفاظ بالصور التليفزيونية لاستخدامها فى قهوة المعاشات..!! ولو أن للحكومة رؤية وفلسفة للحكم.. لتخلصت فورا من إدارة هذا الجهاز الإعلامى الرهيب.. وأوكلت إدارته لمؤسسة أهلية وظيفتها مراقبة الأداء الإعلامى.. فإذا تجاوزت محطة فضائية.. صدرت الأوامر من جهاز المراقبة بغرامة فورية.. لأنه ليس من سلطة جهاز المراقبة إغلاق القناة.. لكنها تفرض غرامات تقطم الوسط.. ولماذا لا نفعلها عندنا.. ولماذا لا يمتد نشاطها إلى جميع الصحف.. وعندنا صحف ما أنزل الله بها من سلطان.. تفبرك الأخبار عينى عينك وتخترع الموضوعات من وحى الخيال.. وتدبج الصفحات من تأليف أبولمعة شخصيا.. ولو أن الحكومة سحبت يدها.. وأوكلت إدارة الإعلام لمؤسسة أهلية يديرها الإعلاميون.. لانصلح الحال واختفت جرائد مشبوهة.. وأقفلت قنوات الفراعين أبوابها بالضبة والمفتاح..!! خسارة والله.. وقد تصورنا أن الحكومة التى اختارها الثوار سوف تدير البلاد بأسلوب الثورة والأفكار الجديدة المبتكرة.. لا بأسلوب السيد جوز خالتى القادم من قهوة المعاشات.. ولو أن لهذه الحكومة فلسفة خاصة لتخلصت فوراً من معظم المشاكل التى تضعها فوق رأسها.. وعلى رأسها مثلا مشكلة الإسكان.. وفى جميع بلدان الدنيا الحكومة لا تقوم ببناء المساكن للمواطنين.. وهذه وظيفة البنوك.. وفى فرنسا تحديدا وفى إنجلترا وسويسرا وأمريكا.. معظم المساكن ملك للبنوك التجارية.. التى تكتنز الأموال ولا تجد وسيلة لتصريفها سوى باختيار الأماكن الصالحة لبناء المساكن تبنى عليها المساكن الشعبية أو الفاخرة.. ثم تقوم بتمليكها للشباب أو العواجيز نظير فائدة سنوية مربحة.. تماما كما تمول شراء السيارات والثلاجات والغسالات.. وبهذا تحدث الحركة التى هى بركة والتى تعود بالنفع على المجتمع.. وهكذا تبتكر الحكومات الحلول للمشاكل.. ومن غير الممكن أن تكتنز البنوك الفلوس فى خزاناتها.. ثم تحاول استثمارها فى بلاد برة.. ولا تحاول استثمارها فى الداخل.. والله العظيم أن مشاكل الإسكان والمواصلات العامة والإعلام والصناعة والتجارة.. يمكن حلها بمجرد تأشيرة من الحكومة تفتح باب المشاركة والمساهمة للبنوك التى تحولت إلى حصالات للفلوس.. دون أن تشارك فى صنع المجتمع..!! عندما تولى عصام شرف الحكم تفاءلنا خيراً.. قلنا إنه يمكن بفكر الثورة أن يشارك فى بناء مصر.. تماما كما فعل مهاتير محمد فى ماليزيا.. والذى ابتكر حلولا عبقرية دفعت بلاده إلى الأمام. لم نتصور أبداً أن يغرق عصام شرف فى شبر مية.. فيعجز عن المواجهة الأمنية.. ثم الإعلامية.. ثم يكتفى بافتتاح مخزن للغلال.. يحترق بعد يومين من افتتاحه..!!