في الوقت الذي توافد خلاله المئات، منذ مساء أمس الأول علي ميدان التحرير، وانضم إليهم الآلاف صباح الجمعة، استجابة لما اصطلح علي تسميته ب «جمعة الغضب الثانية».. كان أن وصل عدد المتظاهرين إلي قرابة 500 ألف متظاهر، حتي مثول المجلة للطبع. وفي سياق المشهد، كان أن عادت اللجان الشعبية عند المداخل السبعة للميدان مرة أخري، في استعادة لأجواء الميدان السابقة، رافعين شعارات سلمية.. سلمية، إذ كان السبب - وفقا للمتظاهرين - وراء عودتها، ما ذهب إليه البيان رقم «58» الصادر عن المجلس الأعلي للقوات المسلحة، الذي نص علي تأكيد القوات المسلحة باحترام حق التظاهر، وأنها لن تطلق رصاصة واحدة علي المتظاهرين. وسيكتفي الجيش بحماية المرافق والمنشآت الحيوية محذرا ممن أسماهم «العناصر المشبوهة» التي تسعي للوقيعة بين الجيش والشعب. واكتسي الميدان بصبغة «مدنية» بحتة، إذ اختفت منه تماما الشعارات الدينية بعد انسحاب الإخوان والسلفيين من المشاركة.. وكانت الأولي قد أصدرت بيانا وصفت فيه الدعوة للتظاهر بأنها تسعي للوقيعة بين الجيش والشعب. بينما وصف التيار السلفي من يشاركون بهذه المظاهرة بالعلمانية والكفر والإلحاد! المتظاهرون رفعوا مطالب سبعة، علي رأسها: محاكمة مبارك بتهمة الخيانة العظمي وعلانية محاكمات جميع رموز الفساد. وعودة رجال الشرطة إلي الشارع بشكل فوري مع تطهير وزارة الداخلية. وتطهير الإعلام مع ضمان الاستقلال والحيادية والشفافية وإسقاط سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. كما طالب الثوار بوضع حد أدني للأجور والحفاظ علي القطاع العام وتعويض المصابين وعائلات شهداء الثورة، وحل المجالس المحلية وإعادة النظر في حركة المحافظين. وعقب صلاة الجمعة كان الهتاف الرئيسي «الشعب والجيش.. إيد واحدة»، في إشارة للترابط بين الشعب والمجلس العسكري الذي حاولت بعض القوي السياسية زعزعته.. كما أنه لم يدرج من بين المطالب حل المجلس العسكري، كما أشاعت هذه القوي!