«أولادك بيطلعوا لك بلاش تنزل» شعار يجب أن نعممه بين فئات المجتمع المختلفة بدءا من الأسرة ثم المدرسة ثم العمل .. فلطالما تمسكت المجتمعات الإنسانية علي مر العصور بالقدوة الحسنة التي هي الحصن الأول ضد الفساد والتخلف. ولا تقتصر القدوة الحسنة علي رب الأسرة بل تشمل الرؤساء والمفكرين والعلماء الذين يقومون بصياغة عقل ووجدان الأمة.. خاصة أن لدينا نحو 40 مليوناً من أبناء الوطن تحت سن 18 عاما هؤلاء الأبناء في حاجة إلي ترسيخ مفاهيم جديدة عن قيمة العمل الجماعي وروح الفريق التي غابت خلال السنوات الماضية وحل محلها روح الأنانية والذاتية المفرطة التي تسببت في تأخر الإبداع وتآكل العبقرية التي هي السمة الأساسية للقرن الواحد والعشرين.. فمن المهم جدا أن نضع نصب أعيننا أن الموارد البشرية المبدعة هي الموارد الأعظم في العالم.. فالمدرس القدوة وأستاذ الجامعة المبدع هما أعظم أدواتنا في المرحلة القادمة. والحقيقة أن اختيار القدوة الحسنة مهمة شاقة لمن سيقوم بها خاصة أن أجهزة الإعلام كثيرا ما تحيط بعض الشخصيات بهالة إعلامية وصيت كبير.. لكن مع تتبع ممارساتهم نجد أنهم لا يصلحون لأن يكونوا قدوة.. فالاختيار الصحيح هو الأهم لأن التاريخ لا يصنعه إلاَّ سيرة الرجال العظماء. وقد أدي غياب فكرة أن يكون الفرد قدوة حسنة من وجدان الكثيرين إلي البحث عن المصلحة أينما كانت دون الأخذ في الاعتبار أية معايير أخلاقية أو مبادئ اجتماعية فتفشي الفساد بكل ما تحمله الكلمة من معني وظن الناس أن هذا هو السبيل للنجاح فعلينا أن نعمل جاهدين الآن علي تغيير هذه المفاهيم.