الجاليات المصرية فى أوروبا؛ تعيش حالة من النشاط المكثف، وسط استعدادات كبيرة مع استمرار التصويت للمصريين بالخارج فى انتخابات مجلس النواب، وتستقبل سفارات وقنصليات مصر بالخارج فى 119 دولة، الناخبين المصريين فى 136 لجنة بسفارات وقنصليات مصر بالخارج.. مجلة روزاليوسف، حاورت دكتور هشام فريد، الأمين العام لائتلاف الجاليات المصرية فى أوروبا عن أجواء المشاركة، وتحديات المصريين بالخارج، وكيفية مواجهة حملات التشكيك، مؤكدة أن كل مصرى فى الخارج يحمل جزءًا من مسئولية الوطن على عاتقه. بداية صف لنا أجواء الانتخابات بين الجاليات المصرية فى أوروبا؟ - الحقيقة الأجواء أكثر من رائعة، فيها حماس وفخر وشعور بالمسئولية..كل الجاليات المصرية المنتشرة فى أوروبا فى حالة حركة ونشاط.. من فرنسا لألمانيا لإيطاليا، الكل ينسق لقاءات، وينشر دعوات على السوشيال ميديا، ونذكر الناس أن مشاركتهم ليست واجبًا فقط، لكنها أيضًا رسالة انتماء وحب حقيقى البلد.. خاصة أن الافتتاح التاريخى للمتحف المصرى الكبير كان عاملًا قويًا جدًا فى رفع الروح المعنوية لدى المصريين هنا فى أوروبا، لأن الحدث جعل العالم كله يتحدث عن مصر بإعجاب وانبهار.. وهو ما انعكس على الجاليات، لأننا شعرنا أننا نتكلم باسم بلد يتقدم ويتطور فعلًا، وهو ما جعل المصريين هنا يتحركون بحماس أكثر استعدادًا للانتخابات. ما أبرز الإجراءات التى تم التنسيق بشأنها مع السفارات؟ - التنسيق تم بشكل منظم جدًا بين السفارات المصرية والجمعيات التى تمثل الجاليات فى أوروبا؛ كل سفارة تدعو رؤساء الجمعيات للاجتماع لمناقشة الإجراءات، أو تنسق معهم من خلال قيادات الجمعيات والكيانات الخاصة بالمصريين فى الخارج من تحديد أماكن التصويت، وتنظيم حركة الدخول والخروج، وحتى ترتيب أماكن انتظار الناخبين خاصة فى الدول التى بها عدد كبير للمصريين فى الخارج كما هو الحال فى بعض البلدان العربية. ونحن كجاليات نشارك بمجهودات ذاتية منها توفير حافلات لنقل المصريين ووجبات أو مياه للناخبين فى أيام التصويت، وهذا يضفى جوًا من الحميمية والتعاون على المشهد الانتخابى فتخرج بصورة مشرفة جدًا. هل ترى تجاوبًا كافيًا من المصريين فى الخارج مع دعوات المشاركة؟ - أكيد هناك تجاوب، لكن نحتاج دائمًا إلى قدرات أكبر للتغلب على بعض المعوقات التى تحول مشاركتهم مثل ظروف العمل أو بعد المسافة أو الأحوال الجوية، لكن المصريين فى الخارج لديهم وعى عالٍ جدًا، كما نشهد مشاركة جيل جديد من الشباب المصرى المقيم فى أوروبا يشارك لأول مرة، وهو شيء مبشر جدًا. ما أبرز العقبات التى تواجه المصريين فى الخارج أثناء التصويت؟ - الظروف اللوجستية دائمًا هى التحدى الأكبر، بعض الناس تعمل فى مدن بعيدة عن مقار السفارات، هناك من يعمل فى ورديات أو ظروف عمل لا تسمح بالإجازة..لذا نعتمد على العمل الجماعى للجمعيات مثل توفير حافلات، والكنائس والمساجد تفتح مقراتها للتوعية، لأن المشاركة فى النهاية هى هدف وطنى وليس فرديًا. كيف يتم التنسيق مع وزارة الخارجية لضمان الشفافية؟ - التنسيق يكون من خلال السفارات مباشرة، وهذا يتم بشكل محترف جدًا؛ السفراء يتعاونون مع ممثلى الجاليات، وكل شيء يتم بشفافية، وفى حال عدم التنسيق نعتمد على جهودنا الذاتية فى تسهيل المشاركة للناخبين، الانتخابات يكون بها مراقبون، ومندوبو الأحزاب، ومؤسسات المجتمع المدني؛ وهذا فى كل مرحلة من مراحل التصويت والفرز لتكون معلنة ومرئية، وهذا ما يكسر أى محاولة للتشكيك. كيف تواجهون محاولات التشكيك فى نزاهة الانتخابات؟ - تعودنا على الشائعات، لكن الفرق الآن أن الوعى ارتفع لدى الناس فى الخارج والداخل ؛ خاصة أننا هنا نرى الحقيقة بأنفسنا كما نقول «مفيش حاجة بتستخبى»، ولا يوجد مجال لأى تلاعب، كل شيء يتم فى النور، والصناديق والفرز يكونون أمام الجميع. ونحن فى الخارج لم نعد نتأثر بأى دعاية سلبية، بالعكس، نتصدى لأى محاولات تشويه، وهذا يجعلنا نشارك أكتر ونثبت العكس. ما دور الجاليات المصرية فى أوروبا فى مواجهة حملات التشويه ضد مصر؟ هذا الدور محورى جدًا، نحن لا نرد على الأكاذيب، لكننا نبادر.. بالتواصل مع البرلمانات الأوروبية، ونوضح الصورة الحقيقية عن مصر، لرفض أى تدخلات أو مواقف مسيئة؛ عقب ثورة 30 يونيو الإخوان فقدوا أى تأثير حقيقى فى أوروبا، ولا أحد يسمع لهم؛خاصة مع النفوذ القوى الذى تتمتع به الدولة المصرية من علاقات قوية مع الاتحاد الأوروبى فى الفترة الأخيرة . المصريون فى الخارج أصبحوا هم صوت الدولة وسفراءها الحقيقيين فى مواجهة ما يثار أو ينشر حول أى مواقف أو شائعات مسيئة، نرد بالحقائق وبالدبلوماسية، وهذا ما يكسبنا احترام الجميع. كيف ترى تجربة الدعاية الانتخابية للمصريين فى الخارج؟ - لدينا مشكلة فى هذه النقطة..كنا طالبنا من الأحزاب أن ترسل فيديوهات قصيرة للتعريف بمرشحيها حتى نتمكن من عرضها بجروبات خاصة بنا لمساعدة الناخبين على الاختيار من بين المرشحين، لكن لم يحدث تجاوب كبير فى هذا الشأن،وبالتالى هذا يجعل بعض الناخبين في حيرة أثناء الاختيار لأنهم لا يعرفون المرشحين أو برامجهم وهو نفس حال القائمة، وأتمنى أن تتحسن الأمور فى المرات والاستحقاقات المقبلة، لأن الوعى بالمرشح هو مفتاح المشاركة. ما تقييمك للقانون المنظم للعملية الانتخابية؟ - القانون منضبط جدًا، ويمنع أى شخص عليه أحكام أو سمعته سيئة من الترشح، لكن عندى ملاحظة دائمًا أقولها: لا بد أن نعيد النظر فى عدد المقاعد المخصصة للمصريين فى الخارج، فغير معقول يكون عندنا ملايين فى أوروبا والعالم كله، ونكتفى بتمثيل رمزي. ونحتاج على الأقل 10 % من مقاعد البرلمان مقارنة بعدد المصريين بالخارج الذين يتجاوز عددهم 12 مليونًا، لأن المصريين بالخارج ليسوا أقل وطنية من الداخل، كما أنهم قد يكونون أكثر حماسًا.. كما أن مشاركة المصريين بالخارج تمثل أنبل صور الانتماء، وأن الجاليات المصرية فى أوروبا تثبت كل يوم أنها جزء أصيل من نسيج الوطن. ما رسالتك للمصريين فى الخارج والداخل قبل انطلاق التصويت؟ - رسالتى بسيطة ومباشرة، المشاركة مسئولية وطنية، ليست مجرد اختيار سياسى، كل صوت فى الصندوق هو رسالة شكر للوطن، وهو طلقة فى صدر كل إرهابى حاول أن يهد البلد.. الجيش والشرطة فعلوا ما عليهم، والآن دورنا نحن كمواطنين لكى نحمى الدولة بالمشاركة الواعية، سواء فى الخارج أو الداخل، انزل وأدل بصوتك واختر الأصلح، لأن صوتك هو الذى يصنع الفرق.