هل لاحظتم حالة نجومنا ونجماتنا أقصد حالتهم الجسدية حيث صار كل منهم يتباهَى بما حققه من إنجاز فى هذا المجال، ووجدت نفسى أستعيد على الفور مقالاً قديمًا للكاتب الروائى الكبير الساخر «يوسف السباعى» قبل نحو 80 عامًا عن نجوم الزمن القديم، واكتشفت أنه يتطابق تمامًا مع حال نجوم هذا الزمن.. وإليكم المقال الذى أشفَى غليلى، سوف أستعيده معكم وربما يُشفى غليلكم.. بسم الله ما شاء الله.. بارك الله فيكم وزادكم من نعيمه، لا أكاد أضع أحدكم فى الميزان حتى أرَى كَفَّتَه «تطب» راجحة.. تسألونى أى ميزان؟ ميزان «القبانى»، فهو الميزان الوحيد الذى أعتقد أن كَفّتَكم فيه راجحة هاوية.. يا أهل الفن.. يا أهل «المفَتَّقة».. يا أهل الشحم واللحم.. ماذا تأكلون؟ وكيف تربون جُثثكم؟ عينى عليكم باردة.. لو كان الفن بالوزن لكنا أكثر أهل الأرض فنًا.. ولرفعت «جثث» أهل الفن عندنا رأس مصر عاليًا بين غيرنا من الأمم «المسلوعة».. «المقفعة»!! هل رأيتم فتى مصر الأول فى فيلم «فاطمة»؟ هل رأيتم لُغْدَ فتى مصر الأول وكِرش فتى مصر الأول؟ هل رأيتم كيف حاول المُخرج أن يستغل مواهب الفتى الأول ويبرز كامن السحر فيه، فأظهره بقميص وبنطلون حتى لا يُحرم الجمهور من أن يحس بنعمة الله على جثة الفتى الأول؟ وهل رأيتم المطربة بطلة فيلم «ليت الشباب».. هل رأيتم كيف أخطأ المُخرج فلم يستغل البطلة ليُفَصِّل من جسدها ثلاث بطلات؟ لقد سمعت أنهم قالوا للفتى الأول أنت سمنت.. فقال وإيه يعنى؛ بس بقيت غنى؟! هذا استهتار.. ويجب أن يوضَع حد لوزن البطل والبطلة.. وأن يزنوهم قبل أن يبدؤوا التمثيل كما توزن الخَيْل قبل السباق.. وبذلك نعزل أهل الفن عن أهل «المفتقة»!! انتهَى المقال اللاذع للأديب الكبير فارس الرومانسية «يوسف السباعى».. و«القبانى» لمَن لا يعرفه هو ميزان كان ولا يزال يُستخدم فى وزن الأحمال الثقيلة مثل اللحوم والبقول، أمّا الذى كان يتناول «السباعى» كرشه فهو بالطبع «أنور وجدى»، أمّا المطربة بطلة «ليت الشباب» التى قال عنها أنها تفصل ثلاث بطلات؛ فإنها «رجاء عبده» التى اشتهرت لها أغنية «البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلى»، لم يقل أحد أن «يوسف السباعى» يشتم الفنانين وأنه يحمل فى يده سكينًا بدلاً من القلم مثلما يتردد هذه الأيام عن كل من يقول رأيًا سلبيًا فى عمل فنى.. والغريب أن بعض الكتّاب والصحفيين يعتقدون أن عربون صداقتهم بالفنانين يبدأ بعد أن يهاجموا زملاءهم الذين كتبوا رأيًا سلبيًا فى عمل فنى!! «السباعى» تناول أوزان الفنانين وليس أداءهم، أعتبر أن ما كتبه لا يخرج عن قواعد النقد، الفنان عندما يقف أمام الكاميرا مؤديًا شخصية درامية يصبح وزنه وملامحه وعمره الزمنى؛ جزءًا من الحالة الإبداعية، التى يُقيِّم من خلالها الناقد مدى ملاءمتها للدور!! صار فنانو هذا الزمن يُقَسّمون النقاد إلى فريقين، أو فسطاطين، فسطاط معهم وآخر عليهم.. معذور الميزان القبانى، وكان الله فى عون النقاد، ورحم الله يوسف السباعى وزمن يوسف السباعى؟!