بمرور 52 عاما على نصر أكتوبر المجيد ، نستعيد بطولات الرجال الذين صنعوا ملحمة العبور ، وكتبوا بدمائهم وتضحياتهم أعظم صفحات التاريخ العسكرى المصرى العميد محيى نوح، أحد أبطال الصاعقة فى حرب أكتوبر والمجموعة 39 قتال الذين نفذوا مهام بطولية خلف خطوط العدو ونتذكر معه تفاصيل الحرب، ورسائله للأجيال الجديدة عن معنى الوطنية والانتماء.
فى البداية ماذا عن بطولاتكم فى حرب الاستنزاف؟ - حرب الاستنزاف كانت استعدادًا ومقدمة لنصر أكتوبر وعقب التخرج فى الكلية الحربية وتحت إشراف القادة أسسنا الكتيبة 103 صاعقة فى بداية عام 1964، وبعدها بشهور قليلة شاركت الكتيبة فى حرب اليمن وحققت بطولات خلالها وشهد لها جميع اليمنيين قبل المصريين لما قدمته خلال الحرب، وتعرضت لإصابة وتمت ترقيتى استثنائى لرتبة نقيب. والجندى المصرى لم يحارب فى 67 وبدأ إعادة التسليح، فقد كان كل فرد يستبسل بأقصى ما عنده، وسقط العديد من الشهداء عقب 5 يونيو، وكلفت بوضع ثلاث فصائل لكتائب الصاعقة «رأس العش، الكاب، التينة» على خط القناة، فالعدو توجه لاحتلال بور فؤاد، وقدم الجنود والضباط معركة شرسة قدموا فيها أرواحهم والتى سجلها التاريخ المعروفة ب«رأس العش» وهزيمة العدو فيها، وفى 8 يوليو 1967، رصدت 4 عربيات مجنزرة ودبابتين تستهدف إقامة موقع عند كيلو 10 والتى تبعد عن رأس العش 4 كيلو، وضربنا هذه القوة واستطعت إصابة الدبابة بسلاح RPG رغم فارق الإمكانيات وليهاجم الطيران العدو المنطقة والذى استهدف المدنيين بعد فشله فى ضربنا وتعرضت لإصابة بهذه المعركة.
كيف تم تأسيس المجموعة 39 قتال؟ - تأسيس مجموعة 39 قتال جاء بعد أن تعرفت على المقدم إبراهيم الرفاعى فى حرب اليمن وبعد عودتنا بعد الإصابة للكتيبة، تأسست مجموعة 39 برئاسة المقدم الرفاعى والذى طلب منى انتقاء عناصر الكتيبة 103 صاعقة، ونفذنا 92 عملية منها عمليات فى داخل إسرائيل ضربنا بيسان، سيديوم وإيلات، استطعنا كسر الحاجز النفسى بين الجندى المصرى والإسرائيلى الذى زعم أنه لا يقهر، كبدنا العدو 430 قتيلا وتدمير 17 دبابة و77 مركبة، ونجحنا فى أسر أول أسير إسرائيلى، فكان للعدو31 موقعًا على طول الجبهة (و كنا كل يومين أو ثلاثة نطلع نعمل غارة)، وبدأنا فى رفع الروح المعنوية للجنود والشعب أيضًا. هل تتذكر لقاءك مع الرئيس جمال عبدالناصر.. كيف تم؟ - بعد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، طلب الرئيس عبد الناصر تدمير الموقع الذى خرجت منه القذيفة التى استشهد بسببها، بعد استطلاعنا الموقع رصدنا أنه يتكون من 40 فردًا و4 دشم حصينة ومدافع، وفى 19 أبريل 1969خرجنا 64 فردًا فى 6 قوارب ودمرنا الموقع الإسرائيلى ورفعنا العلم المصرى، وتعرضت للإصابة الثالثة وفى المستشفى أخبرونى «بأن زيارة مهمة»، فى الطريق وتخيلت أنه وزير الحربية، ولكنى فوجئت بالرئيس جمال عبد الناصر، كلمنى كأب ونظرة عينيه كلها قوة وحنان فى نفس الوقت، وطلب تفاصيل العملية، التى قمنا بها وقلت للرئيس: إننا استطعنا أن نقهر الجندى الإسرائيلى الذى يزعم أنه لا يقهر وأن الجندى المصرى يجب أن يأخذ حقه، وسألنى الرئيس جمال عبدالناصر «تطلبوا إيه»، على الفور أخبرته أننا نريد زيادة التسليح والإمكانيات والتطوير والاستمرار فى العمليات العسكرية، وأطلب أن أكون مع زملائى فى العملية القادمة، رد عبد الناصر: هى دى الروح التى أريدها وأن تستمروا فى التدريب والاستعداد والقيام بالعمليات.
ماذا عن يوم النصر 6 أكتوبر وأين كنت ساعة العبور؟ - بعد الضربة الجوية وبداية العبور تم تكليفنا بتدمير مواقع البترول التى كان يستخدمها العدو على طوال ساحل البحر الأحمر، وبعد إتمام المهمة بنجاح، كلفت بالتوجه لمنطقة الثغرة للمشاركة فى المعركة، ووقتها استشهد المقدم إبراهيم الرفاعى ورغم حزنى الكبير عليه، لكن بعدها تم تكليفنا بمهمة التوجه لجبل مريم لدعم قوات المظلات ونجحنا فى مهمتنا ومنعنا دخول قوات العدو إلى الإسماعيلية وتم تدمير موقع فى «منطقة نفيشة» وفى يوم 19 أكتوبر حاولنا مقاومة قوات العدو حتى اتجهوا إلى السويس رغم أن قرار وقف إطلاق النار كان فى 22 أكتوبر 1973، إلا أن إسرائيل لم تلتزم وحاولوا دخول مدينة السويس يوم 24أكتوبر لكنهم واجهوا مقاومة كبرى فى السويس من الجيش والشرطة والأهالى، ونجحت المقاومة فى صد الإسرائيليين والانتصار عليهم وهو العيد القومى لمحافظة السويس حتى اليوم وبعدها بدأت مفاوضات الكيلو 101، ثم فض الاشتباك الأول وفض الاشتباك الثانى وتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل. كيف استمر عملك فى سيناء بعد انتهاء نصر أكتوبر؟ - بعد الحرب واصلت العمل فكلفت بالإشراف على قوات الأممالمتحدةبسيناء أثناء استلام جنوبسيناء فى 25 إبريل 1982 تم استلام سيناء بالكامل وقد رفع الرئيس الراحل السادات العلم على العريش ورحل قبل استلام باقى سيناء. وكانت هناك نقطة تسعة وتم التفاوض عليها واللجوء للتحكيم الدولى وتم الحكم لصالح مصر واستلمت مصر آخر نقطة فى سيناء فى 19 مارس 1989، وأن نصر أكتوبر كان الدافع لتحقيق السلام واسترداد الأرض واستمر عملى بالقوات المسلحة حتى ترك الخدمة العسكرية عام 1986.
ماهى ذكرياتك مع الكتيبة 103 وتنمية سيناء؟ - الكتيبه 103 استثناء وحالة خاصة من عام 1965عند تأسيسها والأحداث مستمرة بها وسجل رجالها أروع التضحيات واستشهاد الأبطال المنسى ورامى حسنين وعلى على وكل هؤلاء رموز من أبطال الكتيبة وشهداء شرفوا الوطن، وعندما زرت سيناء مؤخراو تذكرت عندما كنت فى سيناء من 60 عامًا وبكيت بعد أن رأيت كل هذا التطوير الذى حدث فى سيناء من مدارس وجامعات وكبارى ومزارع ومستشفيات ومصانع ومحطات مياه وما حدث هو رد الجميل لسيناء ورد الجميل لأرواح الشهداء. كيف ترى تنويع مصادر السلاح فى الجيش المصرى؟ - ما حدث فى الفترة الأخيرة من تطوير الجيش المصرى مهم وتنويع مصادر السلاح من دول كبرى مثل فرنسا والصين وأمريكا والمانيا وروسيا هو خير دليل على الحفاظ على الأمن القومى المصرى والتدريب مع الدول الكبرى فى العسكرية هو ما يؤكد أنك جيش قوى وقادر ولولا هذه القوة ما لجأت إليك هذه الدول لتدريب الجيش القوى مهم لحماية الحدود المصرية والجيش المصرى جيش قوى وهو خير أجناد الأرض. ما هى رسالتك للشباب المصرى فى الذكرى 52 لنصر أكتوبر؟ - الشباب المصرى يجب أن يعمل ويجب أن يجتهد ويحافظ على مصر ويجعل مصر فى قلبه وعقله ولا نترك أحدًا للبطالة، الشعب المصرى شعب عظيم ويتحمل الصعاب والنجاح فى كل المجالات يجب أن يتحقق بقوة الشباب وإرادتهم. وأطالب من رجال القوات المسلحة شباب وقيادة أن يستمر التدريب بجدية مع الحفاظ على الجاهزية والتطور العسكرى من أجل الوطن ولصالح الوطن لأن مصر دولة كبيرة وتستحق كل التقدير، فقوة وبسالة الجندى المصرى فى التدريب تصبح أكثر قوة وبسالة وجرأة فى الحرب ولا بد أن نُشارك جميعًا فى خدمة الوطن وتطوره ونجاحه.