بعد سنوات من التطلع والمثابرة يضع الأهلى قدميه بثبات فى النسخة الجديدة والموسعة من كأس العالم للأندية 2025، تلك البطولة التى تحولت هذا العام إلى نسخة أشبه بالمونديال الحقيقى، حيث يشارك 32 فريقًا من نخبة أندية العالم وتقام على ملاعب الولاياتالمتحدة وسط أجواء احترافية واهتمام إعلامى غير مسبوق.. لم يكن تغيير نظام البطولة مجرد توسيع فى عدد الفرق؛ بل نقلة نوعية فى مستوى التحدى والفرص والتوقعات، ولم يعد التأهل مجرد مجد لحظى؛ بل منصة لبناء سمعة عالمية وفرصة لإعادة تعريف هوية النادى على المستوى الدولى والأهلى كما اعتادت جماهيره دخل البطولة لا ليكون رقمًا بل طرفًا أصيلًا فى المعادلة. وُضِع الأهلى فى مجموعة صعبة ومثيرة، تضم إلى جانبه بالميراس البرازيلى وبورتو البرتغالى وإنتر ميامى الأمريكى فريق النجم ليونيل ميسى ووسط هذا المزيج من المدارس الكروية المختلفة دخل الأهلى البطولة بتركيز شديد مدفوعًا بتاريخه وطموح جماهيره وخبراته المتراكمة فى المحافل القارية. ورغم قوة المنافسين أثبت الأهلى فى أول مبارتين أمام إنتر ميامى وبالميراس أنه لا يخشى الكبار وأنه قادر على فرض أسلوبه والانضباط التكتيكى حتى أمام نجوم عالميين والمباراة الثانية أمام بالميراس كانت بمثابة اختبار حقيقى لقدرة الفريق على التطور وسط ضغوط البطولة، الأداء سواء اتسم بالقوة أو كشف عن ثغرات منح الجهاز الفنى الكثير من المؤشرات لتقييم الحالة العامة للفريق قبل مواجهة بورتو. من خلال تصريحات عدد من لاعبى الفريق، بدا واضحًا أن المشاركة فى البطولة لا تُعامل على أنها عبء أو مجازفة؛ بل فرصة نادرة خاصة أن هناك حالة من التركيز فى معسكر الفريق والرغبة فى تقديم صورة تليق بتاريخ النادى سواء من الأسماء الشابة الباحثة عن إثبات الذات أو من اللاعبين أصحاب الخبرة الذين يدركون قيمة اللعب على هذا المسرح العالمى. جاءت بطولة كأس العالم للأندية لتكون أول تحدٍ كبير للمدير الفنى الجديد الإسبانى خوسيه ريفيرو الذى تولى المسئولية بعد رحيل السويسرى مارسيل كولر ورغم أن توقيت استلامه للفريق لم يكن مثاليًا، فإن البطولة منحت ريفيرو فرصة مثالية للتعرف على قدرات لاعبيه تحت ضغط حقيقى وفى مواجهة خصوم من طراز عالمى. ويتعامل ريفيرو مع كل مباراة وكأنها وحدة تدريبية متقدمة يختبر أسلوبه يراقب استجابة اللاعبين ويقيس مدى قدرتهم على تنفيذ أفكاره فى عالم التدريب هذه التجارب تساوى سنوات من العمل فى بطولات محلية وهى تُكسبه خبرة ميدانية تضيف لرصيده وتجعل تقييمه للفريق أكثر واقعية واحترافية ولا تنتهى بطولة بهذا الحجم عند صافرة الحكم الأخيرة وما سيكسبه الأهلى يتجاوز عدد النقاط أو مركزه فى المجموعة، فعلى المستوى الفنى سيعود الفريق بخريطة طريق أوضح يعرف من خلالها نقاط القوة والضعف ويعيد ترتيب أولوياته فى التعاقدات والخطط المستقبلية. إداريًا ستفتح البطولة أبوابًا جديدة للاستثمار والرعاية، إذ أن الظهور على الساحة العالمية دائمًا ما يلفت الأنظار، منصات التواصل التى تشتعل يوميًا بمحتوى الأهلى والاهتمام العالمى بالفريق الذى أصبح فى تصاعد وهى فرصة لتسويق اسم النادى بشكل احترافى فى أسواق جديدة. إذا كانت مشاركة الأهلى فى كأس العالم للأندية جاءت وسط تحديات كبرى وظروف استثنائية فإن تأثيرها لن يتوقف عند حدود النتائج أو المراكز وما يحدث فى أمريكا هو بداية لمرحلة جديدة تتجاوز حدود البطولة نحو بناء هوية أكثر وضوحًا وجرأة فأصبح الأهلى جزءًا من حوار كروى دولى ووجوه لاعبيه مألوفة على شاشات العالم وأسلوبه محل دراسة من مدارس كروية مختلفة خاصة بعد ما قدمه فى المبارتين الافتتاحية وبالميراس وهذه ليست مجرد مشاركة، بل خطوة مدروسة على طريق نادٍ يعرف جيدًا كيف يواكب العصر ويحافظ على جوهره فى آن واحد، كما أن الجمهور الذى كان دائمًا وقود الانتصارات عليه الآن أن يدرك أن الطريق بدأ من أمريكا فهى المشهد الأول لما هو قادم ويحتاج نفس الإيمان ونفس الحل لأن الأهلى لا يكتفى بالمشاركة ودائمًا يبحث عن المكسب. 1