مع بدء تشغيل المرحلة الأولى من الأتوبيس الترددى السريع BRT التى تمتد من تقاطع الطريق الدائرى مع طريق الإسكندرية الزراعى وحتى محطة أكاديمية الشرطة بطول 35 كم، وتشمل 14 محطة، سادت حالة من الارتياح والتفاؤل بين مستخدمى الطريق الدائرى، بعدما شعروا أن هذا المشروع بمثابة طوق الإنقاذ من فوضى الميكروباص التى طالما عانوا منها على مدار سنوات. «روزاليوسف» عايشت التجربة فى يومها الأول ورصدت ردود فعل المواطنين الذين أبدوا ارتياحًا لأسعار التذاكر التى تتراوح بين 5 و15 جنيها وفقا لعدد المحطات، فى زمن تقاطر 3 دقائق، فإذا كانت رحلتك تستدعى ركوب 14 محطة فيستغرق ذلك منك حوالى 20 دقيقة للوصول إلى وجهتك، كما يسع الأتوبيس 70 راكبًا وهو مكيف مزود بشاشة سمارت وواى فاى والمقاعد كبيرة وواسعة ومريحة ونظيفة وبها مسافات مريحة بين الركاب، هناك أيضًا بعض الإرشادات بالمحطات مثل ممنوع اصطحاب الحيوانات الأليفة وممنوع دخول أى مواد قابلة للاشتعال، وإشارات للاتجاه إلى رصيف المحطة وبالطبع هناك مقاعد مخصصة لكبار السن وذوى الإعاقة، ولاحظنا فى اليوم الأول إقبالاً شديدًا على الأتوبيس الترددى مع حالة من الرضا والسعادة من المواطنين على هذا الإنجاز ودعاء بأن يستمر بنفس الوضع والنظافة والرقى. من جهته أكد الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة، أن هذا المشروع يستهدف القضاء على المواقف العشوائية الواقعة على الطريق الدائرى، سواء على المسار أو المطالع أو المنازل الخاصة بالطريق. 10 آلاف راكب وأكد غنام محمد أحمد، مسئول حجز التذاكر بمحطة إسكندرية الزراعى ل«روزاليوسف» أن أسعار التذاكر تبدأ من 5 جنيهات مقابل 4 محطات و10 جنيهات ل 9 محطات و15 جنيهًا ل 14 محطة ولا توجد أسعار خاصة لكبار السن أو غيرهم، ويبدأ الخط من طريق الواحات فى مدينة 6 أكتوبر أول طريق الشيخ زايد وحتى العاصمة الإدارية ويوازى سعر المحطة جنيهًا واحدًا فقط وهى تكلفة بسيطة. وأضاف: استقبلنا فى اليوم الأول نحو 10 آلاف راكب من هذه المحطة، ما يعنى أن أكثر من 150 ألفًا استخدموا الأتوبيس الترددى فى يومه الأول، ولاحظنا الإقبال الشديد للركاب، حيث توجد فى كل محطة 4 أجهزة لقطع التذاكر، الجهاز يقطع تذكرة ويكشف اذا كانت التذكرة لعدد محطات الراكب ام لا واذا كانت التذكرة بسعر اقل من عدد المحطات للراكب سوف يتم تغريمه ولكن لم تحدد الغرامات حتى الآن لأننا فى البداية والمواطن يبدا التعرف على النظام، ويوجد مفتش تذاكر فى الأتوبيس يفحص التذاكر ويقطع لمن ليس لديه تذاكر وسيتم تشغيل ماكينات للتذاكر فيما بعد.. وأوضح غنام أنه كان يعمل سابقًا مديرًا عامًا فى موقف عبود فى شركة إيجى باص، ولكنه جاء ليعمل فى هذا المشروع لأنه سيخدم أبناءنا ومصر كلها كما أن لديه خبرة سنوات تستحق العمل فى هذا المكان واستقبال المواطنين ببشاشة. ويقول أحد الركاب: أنا عائد من عملى ومتجه إلى مسطرد، ركبت الأتوبيس الترددى لأنه أسرع وأنظف ومكيف، هو طبعًا أفضل من الميكروباص ومشاكل التكالب على الركوب والازدحام، أتمنى أن نحافظ على هذا الوضع الحضارى من حيث الانضباط والشكل والنظافة والرقى، كما أن أسعار التذاكر أفضل من الميكروباص. مشروع يليق بالمصريين ويقول راكب آخر: أتيت من طريق الإسكندرية الزراعى ومتجه لنزلة المرج، وعندما علمت ببدء تشغيل الأتوبيس الترددى وجدت أنه أفضل وسيلة محترمة وأمان ويقف فى المحطات الرسمية وممنوع فتح الباب فى محطات غير رسمية، مشروع يليق بالمصريين نشكر الرئيس عليه. أما محمد جميل فيقول: إن أفضل ميزة للأتوبيس أنه مستمر وكل 3 دقائق يأتى أتوبيس وهو أفضل من الميكروباص ونشكر السيد الرئيس على تقديم الخدمات للمواطنين والتفكير فى راحتهم وتوفير وسائل أنظف وآمنة لهم. ويقول أحمد على من ذوى الإعاقة: إن المشروع ممتاز، ولكن لا توجد مصاعد أو سلالم كهربائية لذوى الإعاقة وكبار السن وأتمنى أن تكون التذاكر لذوى الإعاقة مخفضة. وترى إحدى الراكبات أن التجربة ممتازة، وتتمنى الاستمرارية فى الانتظام فى المواعيد والمحافظة على أعمال الصيانة، وتتمنى التزام السائقين الأماكن المخصصة للسير. وفى المقابل يشكو البعض من تعدى بعض المركبات على خط سير الأتوبيس الترددى ما قد يتسسب فى إعاقة حركته مستقبلًا، لذلك فأنه من الأفضل وضع كاميرات مرورية فى مقدمة كل اتوبيس ترصد المتجاوزين من قادة تلك المركبات مع فرض غرامات فورية مغلظة على مثل هؤلاء المخالفين تكون رادعة لهم، أو على الأقل وضع سور حديدى يفصل بين مسار الأتوبيس الترددى وبقية المركبات على الطريق الدائرى خصوصًا أن الدائرى الآن به العديد من الحارات بعد التوسعة التى قامت بها الدولة. 48 محطة جدير بالذكر أن مشروع الأتوبيس الترددى السريع BRT حول القاهرة الكبرى بمراحله الثلاثة يبلغ طوله 113كم ويشمل 48 محطة بالإضافة إلى محطة شحن رئيسية بالإضافة إلى 3 محطات شحن فرعية. وسيتم تشغيله على ثلاث مراحل المرحلة الاولى تم تشغيلها بالفعل منذ أيام وتشمل 14 محطة والتى تشمل المسافة من إسكندرية الزراعى حتى أكاديمية الشرطة وجار العمل فى المرحلة الثانية بعدد 21 محطة فى المسافة من المشير طنطاوى حتى تقاطع الفيوم متضمنة عدد 3 محطات بمحور المريوطية الهرم - الملك فيصل - ترسا ومحطة المتحف المصرى الكبير (إسكندرية الصحراوي) على أن يتم استكمال العمل فى محطات المرحلة الثالثة بعدد 13 محطة وذلك فى المسافة من إسكندرية الزراعى حتى إسكندرية الصحراوى بعد أن أنهوا التوسعة بتلك المسافة. مخالفة مرورية رادعة وناشدت وزارة النقل مستخدمى الطريق الدائرى المشاركة معها فى التوعية من عدد من الظواهر والسلوكيات السلبية التى يرتكبها بعض مستخدمى الطريق ما يعرض حياة المواطنين للخطر ويتسبب فى الإضرار بصحة المواطنين والإضرار بالبيئة منها ضرورة عدم استخدام الحارة المخصصة لمسار الأتوبيس الترددى والمتواجدة بالحارة اليسرى بكل اتجاه من الطريق والالتزام بالسير فى الحارات الأخرى للطريق، وتم التنسيق مع الإدارة العامة للمرور لإقرار وتفعيل مخالفة مرورية رادعة للمركبات التى تسير داخل الحارة المخصصة للأتوبيس الترددى على الطريق الدائرى بهدف الحفاظ على كفاءة واستدامة منظومة النقل الجديدة والحد من الحوادث الناتجة عن تداخل المركبات بحارة الأتوبيس الترددى، ودعم الانضباط المرورى، كما ناشدت بضرورة العبور إلى الجانب الآخر من الطريق وإلى محطات مشروع الأتوبيس الترددى BRT من خلال كبارى المشاة أو الأنفاق وعدم السير عكس الاتجاه، وحذرت من إلقاء أو حرق القمامة على الطريق الدائرى. النقل الذكى وعن الجدوى الاقتصادية للمشروع يقول الخبير الاقتصادى د. فرج عبد الله ل «روزاليوسف»: إن وجود مشروع الأتوبيس الترددى له عدة أبعاد إيجابية فالبعد الأول هو التقليل من التكدس المرورى ويعطى فرصة تواجد مواصلات عامة ذات بعد بيئى أفضل ما يكون له مردود على المستوى الكلى بمعنى أن إجمالى ما يتم استهلاكه من وقود فى السيارات البديلة مقارنة بالوقود المخصص للكهرباء أو الطاقة صديقة للبيئة نجد جدوى اقتصادية من ناحية حجم استهلاك الطاقة، فله مردود بيئى ينعكس على حجم الانبعاث الحرارى ما يعطى أن المشروع من الناحية البيئية له جدوى حقيقية وقوية، بالإضافة لتوفير الوقت وحجم الصيانة الموجود فى السيارات الفردية ووسائل النقل الجماعى التقليدية ما يعكس توفير الوقت للمواطنين، وله مردود كلى من الناحية الاقتصادية ومن الناحية الصحية فهو أكثر أمانا، كما أن تكامل المحطات الموجودة على الدائرى مع نقاط التقاء خطوط المحافظات الأخرى داخل القاهرة سيعزز من كفاءة وسلاسة حركة الانتقال للجمهور ما ينعكس على حجم الطاقة المستهلكة مقارنة بالطاقة المستهلكة للبدائل التقليدية لحالية كما يعطى فرصة لاستخدام المونريل وخطوط الأنفاق الموجودة داخل القاهرة وخارج القاهرة فمترو الأنفاق الموجود بالقاهرة الكبرى نجد نقاط التقاء كثيرة ما يعكس حركة التكامل بين الوسائل، بالإضافة لخطوط القطارات والمحطة المعلن عنها بشتيل، ما يمنع الاختلاطات المرورية الموجودة ويعطى فرصة أكثر للانتقال إلى مرحلة ما قبل الانتقال الذكى، ففى تصورى أن بعد فترة أن الوضع سيسمح فيما بعد باستخدام النقل الذكى. قابلة للاستدامة وأضاف عبدالله: إن المشاريع الكبيرة ينظر إليها بجملة المنافع التى يحققها المشروع فنوفر حجمًا كبيرًا من المحروقات التقليدية التى أستورد جزءًا منها من الخارج فالمنافع ليست عائدًا منتظرًا فقط، لكن قد تكون فرصة للاستفادة منها فى قطاعات أخرى فهى وسيلة فعالة وقابلة للاستدامة، وعن تخصيص المسار للأتوبيس الترددى فقط دون دخول الحافلات الأخرى يؤكد عبدالله ضرورة وضع مزيد من اللوحات الاسترشادية ومزيد من التنويه والتنبيه على قائدى المركبات وعلى الدائرى كله بأن هذه المسارات مخصصة فقط للأتوبيس الترددى، وموجود فى جميع دول العالم أن هناك خطوط سير مخصصة لمركبات النقل الجماعى وممنوع منعًا باتًا سير المركبات الخاصة أو النقل الأخرى أن تتخطاها إلا وفقًا للإشارات المتبعة للحفاظ على سلامة قائدى المركبات وسلاسة وانسياب الحركة المرورية لهذه الوسائل.