رسميًا.. الأهلي يعلن التعاقد مع أحمد زيزو لمدة 4 مواسم    السياحة تعلن خطوات تلقي الشكاوى خلال إجازة عيد الأضحى    حالة من الاستقرار في أسعار اللحوم الحمراء بالأسواق أول أيام عيد الأضحى المبارك    السياحة تشكل غرفة عمليات لتلقي الشكاوى خلال إجازة عيد الأضحى    منافذ التموين تواصل صرف المقررات في أول أيام عيد الأضحى    مجلس الدوما: زيلينسكي لا يفكر في السلام أو مصلحة أوكرانيا    الرئيس النمساوي يهنئ المسلمين بعيد الأضحى المبارك    هل خالف ترامب قواعد الفيفا ب"حظر السفر" قبل مونديال الأندية؟ .. "BBC" تجيب    باكستان تدين الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    السفير الأمريكي لدى اليابان: المحادثات بشأن الرسوم الجمركية لن تقوض التحالف بين البلدين    قرار تاريخي.. اعتماد فلسطين عضو مراقب بمنظمة العمل الدولية باكتساح    توزيع الهدايا وكروت تهنئة باسم «الرئيس السيسي» على المواطنين بكفر الشيخ    إحباط ترويج 38 كيلو مخدرات وضبط 7 عناصر إجرامية ب «دمياط وأسوان»    السعودية.. سبب تراجع عدد الحجاج حول مسجد نمرة مقارنة بمناسك 2024 يثير تفاعلا    مظاهر احتفالات المواطنين بعيد الأضحى من حديقة الميريلاند    مراسلة "القاهرة الإخبارية": المصريون يقبلون على الحدائق العامة للاحتفال بعيد الأضحى    الهيئة الوطنية للإعلام تنعى الإذاعية القديرة هدى العجيمي    حضور مصرى بارز فى مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربى    في أول أيام عيد الأضحى.. جامعة قناة تعلن عن خطة رفع الطوارئ في قطاع الخدمات الطبية    طريقة تنظيف الممبار وتقديمه فى أيام العيد    صحة الأقصر تتابع سير أعمال مستشفى الحميات فى أول أيام اجازة العيد    الهلال الأحمر المصري يشارك في تأمين احتفالات عيد الأضحى    جوزيه بيسيرو يهنئ الزمالك بعد الفوز بلقب كأس مصر    أهالى بنى سويف يلتقطون الصور السيلفى مع المحافظ بالممشى السياحي أول أيام عيد الأضحى المبارك    خاف من نظرات عينيه وبكى بسبب أدائه.. هكذا تحدث يوسف شاهين عن المليجى    محافظ الدقهلية يزور دار المساعى للأيتام بالمنصورة: "جئنا نشارككم فرحة العيد"    رسائل تهنئة عيد الأضحى 2025 مكتوبة وجديدة للأهل والأصدقاء    وفاه الملحن الشاب محمد كرارة وحالة من الحزن بين زملائه ومحبيه    حكم من فاتته صلاة عيد الأضحى.. دار الإفتاء توضح التفاصيل    رسميا.. اعتماد فلسطين عضو مراقب بمنظمة العمل الدولية    تحالف الأحزاب عن القائمة الوطنية ل انتخابات مجلس الشيوخ: اجتهادية    جبر الخواطر.. محافظ القليوبية يشارك الأيتام فرحة عيد الأضحى ويقدم لهم الهدايا    نانسي نور تغني لزوجها تامر عاشور في برنامج "معكم منى الشاذلي"|فيديو    محافظ دمياط يحتفل بمبادرة العيد أحلى بمركز شباب شط الملح    حبس المتهم بقتل شاب يوم وقفة عيد الأضحى بقرية قرنفيل في القليوبية    إيطاليا تلتقي النرويج في مباراة حاسمة بتصفيات كأس العالم 2026    محافظ القليوبية يتفقد حدائق القناطر الخيرية    لا تكدر صفو العيد بالمرض.. نصائح للتعامل مع اللحوم النيئة    ماذا يحث عند تناول الأطفال لحم الضأن؟    محافظ الشرقية يلتقط صور تذكارية مع الاطفال بمسجد الزراعة بعد أداء صلاة العيد    روسيا: إسقاط 174 مُسيرة أوكرانية فيما يتبادل الجانبان القصف الثقيل    أحمد العوضى يحتفل بعيد الأضحى مع أهل منطقته في عين شمس ويذبح الأضحية    إقبال ملحوظ على مجازر القاهرة في أول أيام عيد الأضحى المبارك    وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد لبنان: لا استقرار دون أمن لإسرائيل    الونش: الزمالك قادر على تحقيق بطولات بأي عناصر موجودة في الملعب    خطيب عيد الأضحى من مسجد مصر الكبير: حب الوطن من أعظم مقاصد الإيمان    أجواء من المحبة والتراحم تسود قنا بعد صلاة عيد الأضحى المبارك وتبادل واسع للتهاني بين الأهالي    محافظ جنوب سيناء يؤدي صلاة العيد بشرم الشيخ ويوزع عيديات على الأطفال    فرحة العيد تملأ مسجد عمرو بن العاص.. تكبيرات وبهجة فى قلب القاهرة التاريخية    محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد ناصر الكبير.. صور    تعرف على سعر الدولار فى البنوك المصرية اليوم الجمعه 6-6-2025    مدح وإنشاد ديني بساحة الشيخ أحمد مرتضى بالأقصر احتفالا بعيد الأضحى    عاجل - موضوع خطبة الجمعة.. ماذا يتحدث الأئمة في يوم عيد الأضحى؟    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك للرجال والنساء في العيد (تعرف عليها)    «ظلمني وطلب مني هذا الطلب».. أفشة يفتح النار على كولر    بالفيديو.. استقبال خاص من لاعبي الأهلي للصفقات الجديدة    «3 لاعبين استكملوا مباراة بيراميدز رغم الإصابة».. طبيب الزمالك يكشف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار الكبار عن الزعيم.. محمد هانى يسأل و محمود سعد يجيب

بينما نحتفى بالزعيم عادل إمام.. تبدو للوهلة الأولى أغلب الأفكار والمعالجات مستهلكة.. وبعض الكلمات ربما تحولت ل«كليشيهات»..
لذلك كان «ضروريًا» بالنسبة لنا أن يروى الحكاية من رآها.. ولأن الإجابة فى الأساس ابنة للسؤال.. كان حوار الكبار..
الكاتب الكبير محمد هانى يسأل.. والإعلامى والكاتب الكبير محمود سعد يجيب؛ من واقع 40 سنة صداقة عن قرب مع الزعيم.
حوار نضمن من خلاله أن تتجسد حكاية الزعيم أمامك من لحم ودم.. لأننا نراها حكايتنا جميعًا.

روزاليوسف


محمود سعد يتحدث عن عادل إمام: النجاح لا يفوته
من الذى لا يحب عادل إمام؟!.. ومن الذى لا يحب محمود سعد؟!
وبحكم المحبة وبعلامات مشوار كفاح ونجاح عشناه معاً..
ولحقيقة أن «محمود» هو الصحفى الأقرب على الإطلاق من عادل إمام..
طلبت أن أحاوره عنه وكعادته لبى بمحبة وأفاض.
عادل إمام مشوار فنى كبير وعلاقتك به ممتدة.. تقريبًا 40 عامًا.. دائمًا نقطة البداية بملابساتها وانطباعاتها لا تُنسى خاصة إذا ارتبطت بحدث ساخن مهم؟
- فعلًا.. أنا عرفته سنة 1987 بالضبط وتحديدًا وقت اعتصام الفنانين الشهير ضد قانون النقابات الفنية الذى اشتهر ب«قانون 103».. كنت أحضر معهم وأعرف قادة الاعتصام كلهم ومنهم تحية كاريوكا ومحمد فاضل ويوسف شاهين.. ففى يوم دخلت عليهم الصبح فقال لى يوسف هو وفاضل: تعال هنا.. روح قابل عادل إمام..قلت لهم: «ما يعرفنيش» فقالوا: عادل إمام أوقف عرض مسرحيته يومًا فى الإسكندرية وأعلن تضامنه مع الفنانين وإيراد اليوم السابق خصصه لاحتياجات المعتصمين فى النقابة.. المهم كلموا عادل فى التليفون وقالوا لى: هو منتظرك فى المسرح بكرة.. فى اليوم التالى ذهبت فقادنى موظف شباك التذاكر إلى صالون فى كواليس المسرح وبعد قليل دخل عادل إمام.. نظر لى وسألنى: أنت محمود سعد؟ «زى ما يكون استعيلنى كان شكلى صغير» ثم قال: إحنا ليه متعرفناش؟ قلت له: بصراحة أنا عارف إن إنت ممكن تصطاد أى حد فتتسلى عليه شوية بالكلام فتدمره!.. وفعلًا أنا كنت أتجنب لهذا السبب حضور الجلسات الموجود فيها عادل.. صديقنا فنان الكاريكاتير الكبير الراحل رمسيس كان يدعونى كثيرًا للقاءات فى بيته يحضرها عادل وسعيد صالح ولم أذهب أبدًا.
وقتها كان يعرض «الواد سيد الشغال» وهى المسرحية التى سافر بها أسيوط فيما بعد كموقف منه فى مواجهة العمل الإرهابى الذى وقع هناك.
- بالضبط وأنا عندما قابلته لأول مرة لم أكن قد شاهدت له أى عرض مسرحى، وبعد أن استقبلنى وأجريت معه حوارًا عن اعتصام الفنانين فوجئت به يقول لى: تيجى المسرح بكرة.. فقلت له: لازم أكتب الموضوع.. فقال: تروح تكتبه حالًا وترسله بالفاكس وتيجى المسرح بكرة.. حاولت أفلت فقلت له: أصل أنا مقيم مع أخويا فى نادى الظباط.. قال لى: هات أخوك معاك.. فقلت له: أخويا معاه زوجته..قال: طيب يا سيدى أخوك ييجى هو وزوجته.. قلت: وأنا معايا زوجتى.. قال لى: تمام.. أنت وأخوك وزوجته وزوجتك.. قلت له: والأولاد ؟! قال لى: «باقولك إيه.. اللى معاك كلهم فى إسكندرية عايز تجيبهم تعالوا بكرة هاحجزلكم كلكم».
هذه كانت نقطة البداية لكن الحقيقة أنه فيما بعد أصبحت أنت أقوى الصحفيين علاقة بعادل إمام على الإطلاق سواء فى جيلنا أو الأجيال التالية وحتى اللحظة.. ما السبب؟
- لا أعرف.. يبدو أنه ارتاح لى وهو أيضًا يحب الكتب فتلاقينا فى نقاط كثيرة.. وفعلًا تقاربنا وقد نلت شهرة من ذلك دون شك «يعنى أنا قعدت يمكن 10 سنين لما يعوز صحفى زميل يقابل عادل يكلمنى فعادل يقول لى: طيب هاته معاك».. حتى أساتذتنا الكبار مثل الأستاذ محمد عودة والأستاذ فيليب جلاب عندما كانوا يريدون مشاهدة إحدى مسرحياته يطلبون منى ذلك.. لكن هناك واقعة لا أنساها.. كان صديقنا عمرو خفاجى الصحفى اللامع فى «روزاليوسف» يريد التعرف على عادل إمام وواعدته أن أمر عليه ونتحرك من أمام «روزا» وعندما وصلت وجدت معه الكاتب الكبير الأستاذ عادل حمودة «فمافهمتش» لأن وقتها كانت هناك معارك صحفية مشتعلة بين عادل حمودة وعادل إمام.. «كانوا مقطعين بعض».. الأستاذ عادل قال لى: «أنا جاى معاكم».. قلت له: عند عادل إمام ؟! قال لى: «أيوه».. المهم ذهبنا فعلًا لبيته واستقبلونا وبعد دقائق دخل علينا عادل إمام وفوجئ بعادل حمودة فى وجهه، وتوقعت كل شىء إلا ما حدث، فقد تهلل عادل إمام وسلامات وأحضان وهزار وكأن المعارك الطاحنة بينهما التى نعيشها كانت بين شخصين آخرين.
بمناسبة البيت.. هذه الواقعة ليست فى بيته الشهير أمام نادى الصيد.. أليس كذلك؟
- لا.. فى شقته القديمة بشارع النخيل فى المهندسين، نفس العمارة التى كان يسكن فيها الأستاذ وحيد حامد.. وقد زرته فيها كثيرًا، وكان يفضل دائمًا أن نجلس فى «البلكونة» المطلة على الشارع وكان يسميها «الهرَاسة» لأنها كانت مخصصة لجلساته المطولة مع المؤلفين، يراجعون السيناريوهات ويعدلونها عدة مرات حتى يصبح الفيلم «تمام».
فى 1988 جاءت رحلة أسيوط عندما ذهب عادل لعرض «الواد سيد الشغال» ردًا على العمل الإرهابى الذى وقع فى قرية «كودية الإسلام» حين منع المتطرفون فرقة هواة محلية بالقوة من تقديم عرض مسرحى واستشهد فى الحادث اثنان من الشباب الفنانين وأصيب آخرون.
- نعم.. الكاتبة الكبيرة عائشة صالح كانت قد نشرت فى «المصور» حوارًا مطولًا مهمًا مع عادل أعلن فيه أنه سيذهب إلى أسيوط، فأنا دخلت مكتب الأستاذ لويس جريس رئيس تحرير صباح الخير لأنه كان لديه خط تليفون مباشر واتصلت بعادل إمام وسألته: أنت رايح أسيوط فعلًا ؟.. فقال لى: آه.. فقلت له: أنا جاى معاك.. قال لى: بجد؟.. خلاص كلم محمد حافظ (مدير المسرح) وتكون معانا فى العربية.. فقلت له: لا أنا هاقطع تذاكر فى القطر.. قال لى: تذاكر ليه يا ابني؟ إحنا حاجزين عربيتين فبلاش العقد بتاعتك.. المهم ما كلمتش حافظ.. وعندما جاء أستاذ لويس قلت له القصة وأنى سأسافر إلى أسيوط، ففوجئت به عمل اجتماع وشكل وفدًا من13 صحفيًا من صباح الخير للسفر بقيادة الأستاذ هبة عنايت، منهم رشاد كامل وفوزى الهوارى ومحمد رفاعى ورمسيس وجمال هلال.. مين بقى كان فى السكة جاى يتمشى فى المجلة؟ عمرو أديب.. قلت له: تعال معانا.
هذه الزيارة تاريخية ورغم تغطيتها على نطاق واسع إلا أن من قرأ ليس كمن عاشها وأنت كنت إلى جوار عادل لحظة بلحظة فيها.
- حاجة مشفتهاش أبدًا مع أى فنان.. إحنا ركبنا القطر، ما فيش يا دوب 20 كيلو ولقينا عادل داخل قاعد وسطنا الرحلة كلها.. عدينا على أول محطة فى الطريق لقينا رجال بوليس بكميات كبيرة يملأون المحطة وناس بأعداد مهولة بتشاور لعادل.. كل محطة نجد هذا المنظر.. خمس ساعات بهذا الشكل..شيء مبهر.. وصلنا أسيوط، المنظر رهيب، ناس كتير جدًا وبوليس كتير جدًا إنت مش شايف الرصيف..بدأ الفنانون ينزلون.. رجاء الجداوى وعمر الحريرى ومصطفى متولى وباقى فريق المسرحية والصحفيون، ولم يتبق إلا أنا وهو فقط.. كانوا عاملين طريق فيه عساكر يمين وعساكر شمال وممر فى الوسط.. خرجنا أنا وعادل ماسكين فى إيد بعض.. أول ما نزلنا الممر ده اتقفل بالناس.. تقريبًا الضباط شالونا ورمونا فى قهوة المحطة.. ولقيت عادل وشه أصفر، إحنا مش عارفين إيه بيحصل.. سامعين أصوات صراخ وأصوات جامدة مش فاهمينها، مش أصوات طبيعية.. مش فاهمين حاجة لأننا دخلنا القهوة.. وقفلوا علينا أبوابها..أنا وهو فقط ومعنا ضابط.. قال لى: فيه إيه؟ هو مخضوض، خايف وأنا طبعًا، فقال لى: قوم شوف.. فتحت شباك فى الجهة المطلة على الشارع (عكس جهة المحطة) لقيت لافتات وناس كتير جدًا بيهتفوا ويغنوا بحماس غير معقول.. رجعت قلت له: ده استقبال شعبى كبير.. أنا لسه باكمل الكلام لقيت عادل طار منى فتح الباب وظهر لهم وأنا وراه.. المشهد لا يوصف جمهور زى الاستاد والناس خارجين.. ممكن تقول مشهد شبه جنازة أم كلثوم.. الظابط شده وقال له: يا أستاذ ماينفعش كده تعمل لنا مشكلة.. قعدنا مدة طويلة لغاية ما قدروا يجيبوا لنا سيارة شرطة أخذتنا للفندق، والمدهش أنه من وقت وصولنا إلى مغادرتنا ظلت أعداد كبيرة من الناس على باب الفندق واقفين طول الوقت فى انتظار خروج عادل أو دخوله.. دعانا محافظ أسيوط للغداء وكان وقتها هو اللواء عبدالحليم موسى الذى أصبح بعد ذلك وزيرًا للداخلية وأجريت معه حوارًا.. وفى المساء كان الإقبال على العرض وتفاعل الناس معه لا يُصدق فعلًا.
أعتقد وقد توافقنى أن العناصر والتجارب التى شكلت شخصية عادل إمام، وصعوده التدريجى الصبور كان لها جميعًا الدور الأهم فى أن يصل إلى مكانة فنية وجماهيرية لم يصل إليها سواه وصلت لدرجة أن أصبحت محصنة وممتدة التأثير لأجيال قادمة.
- صحيح.. هاذكر واقعة عن جانب واحد.. عندما كان الأستاذ فيليب جلاب رئيسًا لتحرير جريدة الأهالى توليت لفترة مسئولية صفحة الفن والثقافة وعملت حوارًا مع عادل إمام.. بعد نشره بيوم أو يومين لقيت إيهاب شاكر الرسَام الكبير وكان يحبنى جدًا، قال لى: تعال.. لما تحب تحاور فنان وعايز تقول على لسانه كلام لازم تشوف مين هو الفنان ومين الكلام اللى يليق عليه ما تكتبش كلام لا يليق على الشخصية!.. قلت له: حضرتك بتتكلم على إيه؟.. قال لى: حوار عادل إمام.. إنت كاتب على لسانه كلام فى الثقافة والحاجات دى هو ما عندوش فكرة عنها خالص!.. قلت له: حضرتك جبت الكلام ده منين؟.. قال لى: أنا قريت الحوار، ده مش ممكن يقوله عادل إمام !.. فقلت له: أنا معايا الشريط.. وسمعته التسجيل، مفيش كلمة أنا كاتبها من عندى.
أظن إنه ذكاء من عادل إمام كونه انتبه دائمًا لعدم استعراض ثقافته أو حتى معلوماته إلا بقدر وفى حالات محددة.. لأن هذه المسألة صنعت حاجزًا بين فنانين كثيرين وبين الجمهور.. رغم إنه كان مثلًا قارئًا جيدًا جدًا
- جدًا جدًا.. أيضًا هو متعلم من عبد الحليم حافظ الثقافة السمعية.. يعنى يسأل ويستمع.. هو ماعندوش وقت يقرأ كل شيء، لكن سمع عن كتاب مهم وانت قريته فيسألك عنه بالتفصيل حتى يعرف أهم ما فيه.. تلخصه له فى نص ساعة مثلًا.. وطبعًا هو يقرأ كتير، يعنى تقول له: ظهر كتاب كذا تلاقيه دخل معاك على طول..قارى الكتاب.. طيب المسلسل الفلانى ؟ يقول لك: ماشفتش، ولما تكلمه فى تفاصيل تلاقيه شايفه كويس جدًا.. يعنى هو الحقيقة مش من فراغ.. أنا ممكن أتحفظ على أفلام كتير لعادل كانت مقاييسها الفنية مش دقيقة أو غيره، لكن هو نموذج لقصة النجاح.
قبل أن نصل لهذه النقطة أريد أن أسألك: على مدار 40 سنة.. كم مرة حدث بينكما خلاف ؟
- ولا مرة.. وعندما كنت أكتب أو أتحدث منتقدًا أحد أفلامه، يقول لى: تعال..ألاقيه كاتب على المراية فى غرفته الإيرادات المليونية للفيلم، فأقول له: مش كل حاجة الإيراد يا أبو رامى !
رغم أن له خلافات شهيرة مع كُتَاب كثيرين بسبب النقد !
- كان يشك أنهم مدفوعين من أحد، إنما هو كان عارف إنى ماليش فى حاجة زى كده.. الوحيد اللى حصل بينى وبينه خلاف محمود عبد العزيز، خاصمنى سنتين لأنى كتبت حاجة وهو ظن إنها بدافع من حد تانى، وبعد سنتين اكتشف الحقيقة فكلمنى فى التليفون وانتهت المشكلة، إنما لا أحمد زكى ولا عادل إمام عمرهم زعلوا مع إنى كنت باكتب، وانت شاهد، فى الكواكب وفى صباح الخير رأيى وموقفى بمنتهى الوضوح.
أجريت مع عادل إمام حوارات كثيرة جدًا فى الصحافة والتليفزيون.. هل تذكر حوارًا بالذات ؟
- نعم..فى برنامج «البيت بيتك» إنت فاكر.. لما قال أنا عايز أطلع حلقة من أولها، عمل معايا المقدمة وبعدها فقرة مشاكل الناس وكان له لقطة لا تُنسى لما دخل معانا تليفونيًا مسئول فى المحليات وبدأ يقول كلام كتير جدًا عن التوجيهات واللوائح المنظمة، فعادل عمل نفسه نايم على الهوا فى إشارة فهمها كل المشاهدين إلى أن ما يقوله المسئول ممل وإنشائى بينما لم يحل المشكلة.
هذه الحلقة كانت عام 2008 وانضم إليكما فيها الوزير د. يوسف بطرس غالى ودار حوارصريح عن الأحوال الاقتصادية والأزمة المالية العالمية، وأظن أن الوزير أشار إلى أن وزير الخزانة البريطانى الأسبق «جوردون براون» ظل فى منصبه 10 سنوات وخرج منه إلى رئاسة الوزارة، فقال له عادل إمام: «يعنى انت لسه هاتقعد 10 سنين؟».. وعندما خرجا داعبه د. يوسف قائلًا: «إيه رأيك تدينى دور فى فيلم من أفلامك؟» فقال له عادل: «ليه لأ ؟.. وممكن يكون دور وزير فى مشهد تظهر فيه الحكومة.. المهم ماحدش يزعل».. بالمناسبة ماذا كان رأى عادل إمام عندما بدأت أنت تجربتك فى التقديم التليفزيونى؟
- يوم ما اشتغلت فى التليفزيون عملت استفتاء بسيط بين أصدقائى ومعارفى، لأن كان فيه أساتذة وزملاء صحفيين خاضوا التجربة قبلى بعضهم فشل وبعضهم نجح زى رمسيس فى برنامجه الشهير «يا تليفزيون يا»، فأنا سألت عادل فقال لى: إنت لك مكانة فى الصحافة وبلاش حكاية التليفزيون، بينما شجعنى أسامة أنور عكاشة ونبيل الحلفاوى أن أخوض التجربة.
هذا كان فى قناة «دريم» عام 2001 برنامج «على ورق»؟
- نعم.. وبدأت منتصف رمضان، فبعد الفطار رن التليفون ولقيت عادل بيقول لى:
أنا كنت قلت لك بلاش، أنا غلطان.. العيال هايتجننوا عليك (يقصد أولاد العائلة)، بعد الفطار يقولوا هاتوا لنا الجدع ده اللى فى «دريم» نتفرج عليه.. فإنت بقى اشتغل الشغلة دى.. إنت كويس فيها.
قبل أن ننتقل إلى تفاصيل أنت تعلمها عن أفلام عادل إمام.. هو وصل لمكانة كنجم وكجماهيرية كاسحة عابرة للزمن والأجيال، وقد لا تكون مبالغة إذا قلنا إنها فى مجال التمثيل مثل أم كلثوم فى الغناء.. على الأقل فى المحيط العربى..ماذا امتلك عادل إمام لم يمتلكه غيره؟
- أظن أن أفضل حاجة تُقال فى هذا ما قاله صديقه الأقرب صلاح السعدنى «أنه أذكى واحد فى جيله».. وأنا أضيف أنه أكثرهم إرادة وإصرارًا على النجاح.. «مش عايز ينجح.. لأ.. النجاح لا يمكن يفوته»..
كنت شاهدًا على كواليس أفلام مهمة لعادل إمام منها فيلمه الشهير «اللعب مع الكبار» لوحيد حامد وشريف عرفة.. وقد قيلت روايات متضاربة عن ملابسات بطولته لهذا الفيلم، لكنك تعلم الرواية الحقيقية.
- وحيد حامد تعود أن يعطينى سيناريوهاته لأقرأها ويناقشنى فيها وكنت قد قرأت «اللعب مع الكبار».. فى يوم الصبح ذهبت أشرب معه القهوة فقال لي: عارف مين هايخرج الفيلم؟ شريف عرفة.. قلت له: أنا أحب شريف جدًا لكن هو عمل ثلاثة أفلام ساقطة «الدرجة الثالثة» و«الأقزام قادمون» و«سمع هس».. إنت قلت لعادل إمام؟.. قال لى: لا.. أنا كنت فى ستوديو «نحاس» وأنا خارج من الأسانسير لقيت أمامى شريف عرفة قلت له: تعال لك عندى فيلم.. فقلت لوحيد: طيب كلم عادل إمام.. وبالفعل اتصل بعادل فرحب جدًا وقال: شريف مخرج شاطر جدًا.. المهم الفيلم اتعمل ورحنا نشوفه فى عرض خاص جدًا فى سينما التحرير، أنا وزوجتى نجلاء بدير والناقدين الكبيرين سامى السلامونى ورفيق الصبان ووحيد حامد وعادل إمام ولا أذكر هل حسين فهمى كان موجودًا أم لا.. خلص عرض الفيلم لقينا الدنيا اسودت وازرقت والجو اتلبش وعادل وشه متغير!!!
توقع أن الفيلم سيفشل؟
- نعم.. ووقع فورًا عقد «شمس الزناتي» ليضمن أن يبقى عنده فيلم تانى ناجح، والغريب أن يصبح «شمس الزناتى» من أفلام عادل إمام السيئة جدًا من وجهة نظرى.. إمتى بقى شعر بقيمة «اللعب مع الكبار»؟.. لما روحنا عرض خاص بسينما كريم والناس كسرت الصالة تصفيق.. هذا الأمر عكس ما حدث فى الفيلم التالى «الإرهاب والكباب» شعر بنجاحه ونحن نشاهد نسخة العمل أنا وهو وشريف عرفة فقط وقال لي: اعزموا كل الناس يا محمود عايزهم يشوفوا الفيلم.
نعلم أن «اللعب مع الكبار» لم يكن لعادل إمام أصلًا، وهذه هى المنطقة التى تضاربت فيها الروايات.
- «اللعب مع الكبار» لم يكتبه وحيد وفى ذهنه أحد، وعندما انتهى من النسخة الأولى أعطاها لى لأقرأها وبينما نحن جالسون نلاقى مين دخل؟ أحمد زكى .. قال: إيه ده؟ فوحيد قال له: ده فيلم.. فأحمد قال: أقراه.. وحيد رفض وقال له: محمود يقراه الأول، والله هذا ما حدث، فأحمد زكى قال: طيب أنا هاقراه هنا وهاوصل النسخة لمحمود فى مكتبه.. وفعلًا جاء ومعه النسخة وكتب على ورقة أظن أو على جنيه بخطه: «أوافق على الفيلم بدون حذف ولا كلمة».. المفارقة إن وحيد كان بينسخ السيناريو على الآلة الكاتبة عند المنتج واصف فايز فعادل إمام رآه وأصر أن يمثله ووحيد تحمس فنيًا جدًا ورأى عادل الأنسب لدور البطل «حسن بهنسى بهلول» وفاجأنى بذلك فقلت له: هاتعمل إيه مع أحمد زكى؟.. قال: يلعب دور «على الزهار».. ممكن تكلمه؟.. قلت له: مستحيل.. الدور عظيم إنما مش هايقبل يعمل البطولة الثانية فى الفيلم.. إنت روح له من غير ميعاد وخد له بوكيه ورد وصالحه.. وفعلًا عمل كده، وأحمد زكى كان أجره 80 ألفًا وكان عادل 100 ألف، فوحيد قال له: اعمل دور «على الزهار» وهادفع لك الأجر كامل.. لكن أحمد رفض طبعًا.. ورغم أنه كان ها يبقى لقاء عظيم بين عادل إمام وأحمد زكى، إلا أن الفنان محمود الجندى الحقيقة عمل الدور بروعة.
فيلم «الإرهاب والكباب» أيضًا هناك روايات مختلفة حول مشهد نهايته الشهير.
- أنا حضرت التفاصيل.. ذهبت لوحيد حامد وجدته منهمكًا فى الكتابة فسألته فقال: «دى مقالات لروز اليوسف اسمها لا تراجع ولا استسلام» وكان يكتب المقالة الثالثة.. جلست بجواره أقرأ المقالتين الأولى والثانية وبعد قليل جاء عصام إمام وأخذهما من يدى وقرأ ثم سأل: هو ده إيه؟ فوحيد قال له: «مقالات».. عصام قال: لا.. ده فيلم طبعًا وأنا المنتج وعادل إمام يعمل البطولة.. فوحيد توقف عن الكتابة وظل ينظر لعصام صامتًا ثم قال: هاكتب الموضوع فيلم، وقد كان وكتب السيناريو ماعدا مشهد النهاية.. قال لى: مش عارف إزاى البطل هايقدر يخرج من مجمع التحرير بعد كل ماحدث ووسط حصار الشرطة للمجمع.. قعد يفكر فترة طويلة ولقيته يوم كلمنى الساعة 8 الصبح وقال لى: تعال حالًا.. رحت له وقريت المشهد قعدت أصقفله.. خرج البطل وسط الناس فى المشهد الشهير اللى كلنا حافظينه.
مشوار عادل إمام فيه زخم شديد سينما ومسرح وتليفزيون.. سنوات طويلة لم يتوقف يومًا عن العمل.. هل تعتقد أنه كانت لديه حياة خاصة بالمعنى الشائع؟
- مش عارف.. لكن فعلًا هو ظل يعمل طول الوقت وكان مشغولاً جدًا بفكرة التوازن ودى إحدى سمات عبقريته.. يعنى كان يعمل نجاح شعبى وفى نفس الوقت يدور على أفلام تاخد جوائز.. بيدرس كل حاجة امتى يعمل مسلسل وازاى يعرض مسرح.. يعنى مش عشوائى أبدًا.. وعلى ذكر الحياة الخاصة أنا فاكر كنا فى يوم ثلاثاء وهو يوم إجازته فى المسرح وأنا قاعد مع وحيد حامد ودخل عادل وسألته: إنت يوم الأجازة بتبقى مبسوط؟.. فرد: مين قالك كده؟ أنا بابقى متضايق جدًا أصلى هاعمل إيه فى يوم الأجازة يعنى؟
ماعنديش حاجة أعملها!!.. شوف عادل إمام بالهيلمان بالمسرح اللى مليان والجماهيرية الكاسحة مايقدرش يقعد يوم من غير شغل.. علشان كده الفترة اللى احنا فيها دى صعبة.. عادل إمام ما يقدرش يغيب عن الناس.. مستحيل.
هو أيضًا ظل مهتمًا بالتواصل مع الشخصيات التى لها قيمة فكرية أو علمية أو لديها مواقف تعجبه.. مثلا كان دائم الاتصال بالأستاذ محمد حسنين وكان عنده علاقة قوية مع الدكتور فرج فودة.
- صحيح وغيرهما كثيرون.. أنا رحت معاه مرة عرفته بالدكتور أحمد زويل بعد حصوله على جائزة «نوبل» والتقينا فى مطعم «بنت السلطان» الموجود تحت بيت عادل وكان موجود الصحفى الكبير وزميلنا بالأهرام الأستاذ سلامة أحمد سلامة وكانت سهرة امتدت إلى الواحدة صباحًا.. أما الدكتور فرج فودة فهو قصة أخرى لأنهما كانا صديقين وعندما اغتيل تقابلنا عند وحيد حامد لنذهب إلى الجنازة فى عمر مكرم وبعد الصلاة بدأ إخراج النعش .. لقيت عادل حط إيده على كتفى وبدأ يحصل له نوع من أنواع التوتر.. توتر جدا.. فأنا مابقتش فاهم هل لأنه شايف النعش مثلا؟ هل لأنه كان صاحبه.. . وفجأة راح طالع واقف على كرسى وهتف: تحيا مصر تحيا مصر وبدأ كل الناس يرددوا وراه.. مشهد تقشعر له الأبدان.. لما ركبنا العربية سألته: كنت متوتر ليه؟ فقال لى: أنا كنت عايز أقول حاجة حاسس بيها أوى بس مش عارف الناس هتستجيب ولا هتعمل ايه.
من وجهة نظرك ككاتب وكصحفى، ما أقوى مراحل عادل إمام؟
- ما أقدرش أقول مرحلة إنما أقول أنضج أفلامه كانت معظمها مع وحيد حامد وكانت باختياره.
الكوميديا كثيرًا ما يكون لها عمر افتراضى بمعنى أن الأجيال الجديدة قد لا تضحكها كوميديا الريحانى أو فؤاد المهندس مثلًا وإسماعيل ياسين.. هل ينطبق هذا على عادل إمام؟
- ما عرفش أجاوب على السؤال ده.. لا أعرف بدقة ذوق الشباب فى عمر 15 أو 20 سنة مثلًا، ولكن آخر عهدى أن الناس تحب عادل إمام.. هو من الفنانين اللى تركوا فى الناس أثر جميل سواء كان بفكره السياسى فى الأفلام أو بفكره الشعبى اللى هو بيضحكهم.
على ذكر الفكر السياسى هناك آراء كثيرة سواء من كتاب أو شخصيات عامة كانت ترى أن الأفكار أو الاتجاه السياسى الذى قدمه عادل إمام فى أفلامه يتناقض مع مواقفه الشخصية التى اعتبروها قريبة دائمًا من السلطة.
- عادل جايز ماكانش ضد السلطة لكنه من المؤكد كان دايمًا مع الناس.. حاسس بالناس كويس جدًا.. علاقته بالسلطة ودية.. لا كان ضدها بصراحة ولا كان معاها.. لكن الحقيقة ماقدرش أقول لك إنى اتكلمت معه فى هذا بشكل واضح.. بالتأكيد فيه أفلام قدمها كانت تضايق السلطة.. إنما ماعرفش علاقاته الشخصية كانت إزاى.. يعنى هو كان بيتصل بالرئيس مبارك؟ كان بيروح له؟ ما عنديش فكرة.
هل تعتبر أن تعبير الفنان عن مواقفه من الأحداث خارج الفن.. فى الإعلام مثلًا أو فى مناسبات عامة صح أم خطأ؟
- بالضرورة يكون له موقف لأنه مش مجرد بيمثل وخلاص.
كيف ترى علاقته بالصحافة والإعلام؟ هل كانت مخططة مثل باقى تفاصيل حياته؟
- نعم.. يتعامل بحساب يعنى افرض إنه مثلا عمل حوار فلن تجد له حوارًا آخر إلا بعد فترة طويلة وفى توقيت يريد أن يقول فيه شيئا.. افرض أن فيه حملة هجوم عليه.. ما يردش.. ولو عمل حوار فى التليفزيون مثلا أو فى الصحافة وهناك جهة صحفية فى أى دولة ماسكينه بسبب مواقف لا تعجبهم زى ما كان بيتعمل عليه صفحات ويتقال «الهلفوت» وحاجات زى كده.. . كان مايتكلمش خالص.. إنما علاقته بالصحفيين كويسة جدا.. بيقابلهم وبيحترمهم جدا وأحيانًا يتصل بهم يسأل عن أشياء معينة.
على ذكر الحملات.. أنا أذكر وقت صعود الموجة التى سميت ب«الكوميديانات الجدد» مع انطلاق هنيدى وعلاء ولى الدين ومحمد سعد وأشرف عبدالباقى .. كانت تظهر مانشيتات من نوع «نهاية عصر عادل إمام» وما إلى ذلك.. كيف نظر لهذا وقتها؟
- ما كانش مبسوط.. ما بيقولش لكن قلقان والوضع كان يقلق ويمكن قعد فيها فترة كده ما عملش حاجة غير المسرحية وبعدين كمل وقدر يعمل طفرة جماهيرية جديدة فى الأفلام والمسلسلات.
طيب.. هل تعتبر أن عادل إمام مدرسة لها تلاميذ؟
- أظن أن الدنيا اتغيرت ما بقاش فيه مدارس.. خلاص طالع جيل جديد فى دنيا جديدة بنوع كوميديا جديد خالص حتى نوع التمثيل نفسه اتغير كل واحد دلوقتى هو مدرسة لنفسه.. لأنه الجيل بيطلع دلوقتى فى 3 أيام.. . والمجموعة اللى موجودة حاليًا فيهم فنانين بيمثلوا تمثيل رائع أحلى من تمثيل زمان.. أنا باقولك بمنتهى القوة أنا مابيهمنيش.. أحلى من الأجيال اللى فاتت.. مجموعة ممتازة جدا بيمثلوا بطريقة السهل الممتنع.. مافيش تشنج ولا ادعاء ولا حركات.. يمكن عندهم مشكلة فى الموضوعات.
من ضمن الاتهامات التى واجهها عادل إمام اتهامان: الأول «مدرسة المشاغبين» واعتبارها المسرحية التى أتلفت التعليم والطلبة فى مصر وأهانت المدرسين.. والثانى أن لزمات عادل إمام وأسلوبه فى بعض المشاهد السينمائية يشجع على فكرة التحرش وفيه نظرة دونية للمرأة.. أنت ما رأيك؟
- أولا: المسرحية دى معمولة فى السبعينات وفضل تأثيرها عشرين سنة مثلا؟.. طيب إحنا الآن سنة 2025 إيه اللى مبوظ العيال فى التعليم؟ أكيد فيه أسباب أخرى.. ثانيا: المسرحية دى كاتبها على سالم.. ما ينفعش أنك تحاسب الممثل.. المؤلف هو المسؤول الأساسى.. إضافة إلى أن طول عمر الفن فيه الحاجات دى.. مين قال إن الفن بيبوظ؟ شوف أنا عندى تحفظات كتير على محمد رمضان.. لكن أنا مش ممكن أقول إن أفلام محمد رمضان بتعلم الناس البلطجة مثلا.. لا إحنا كنا فى باب الخلق سنة 1960 عندنا بلطجة.. كان «حسن بونجر» يمسك السنج ويتخانق.. أما بخصوص اتهام عادل إمام بلزمات التحرش فإحنا وعينا على حياة مليانة تحرش لكن المجتمع حصل له الآن استيقاظ ووعى.. طبعًا دلوقتى بنعتبرها حاجات كبيرة وهى فعلًا حاجات كبيرة ويمكن يكون ده ليه معنى حقيقى إنه ما نحبش نكرر المشاهد دى.. بس تصورى عادل مكانش بيسخر من المرأة.. رأيى إنه كان بيعمل الحاجات اللى شبه أشياء فى المجتمع.. . إنما هل كان بيهين المرأة؟ لا معتقدش إنه يقصد كده. لأن عادل عنده أفكار، عادل فنان مش تافه.. يعنى فاهم فى قضايا المجتمعات كويس جدا فمش ممكن يكون بيعمل حاجة يقصد بها إهانة المرأة.
متى رأيته آخر مرة؟
- من كتير. يعنى حتى هو ماقدرش ييجى عزاء وحيد حامد.. أظن آخر مرة قابلته يمكن فى جنازة نور الشريف مش متذكر قوى بس فاكر أنه يوم موت نور الشريف أنا كنت خلصت الصلاة ونازل فلقيته بينده لى وقال لى: على فكرة أنا أجلت فرح محمد ابنى.. هو أجل كل الحاجات اللى بيعملها علشان وفاة نور الشريف.. ومن سنة تقريبًا هو طلبنى عن طريق عصام إمام وسلم عليا وقال لى تعال عايز أشوفك.
لو ذهبت إليه الآن ماذا ستقول له؟
- أقول له انت واحشنى.. عادل لما تقعد معاه تنسجم.. أنا مش متصور عادل إمام يعيش كده لأنه شعلة متوهجة من العمل ومن الحركة.. يعنى إزاى هو قاعد غايب كده بقاله سنين، مش عارف !.. إزاى هو عايش كده ساكت وهو ما كانش بيسكت.. وإنت كنت معانا وعارف إن هو اللى كان بيكلمنا.. يعني عادل متوهج.. ها قول له: يعز عليا جدا أنك حاضر ومش حاضر يعز عليا جدا أنك ساكت.
10
11
12
2
3
4
5
6
7
8
9


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.