فى الوقت الذى قام فيه عدد من مختلف فئات الشعب الإسرائيلى وبعض العسكريين القدامى بعد أن عادت ضمائرهم من الموت، ووقع أكثر من 110 آلاف إسرائيلى على طلبات بوقف المجازر فى غزة، وفى الوقت الذى يسعى فيه بعض دول العالم من خلال المفوضية الأوروبية بدعم فلسطين ودعم نضالهم واعتراف بعض الدول الأخرى بفلسطين، إلا أن الهمجية والعنف الأمريكى الإسرائيلى ضد الفلسطينيين مستمر فى كل مكان، وعندما ينظر العالم إلى أمريكا كداعم للسلام ووقف الحروب كما وعد ترامب فى حملته الانتخابية فيكتشف العالم قيام أمريكا بتزويد إسرائيل بأسلحة جديدة كان الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن قد رفض الموافقة على إرسالها إلى الابن المدلل والولاية الأمريكية فى الشرق الأوسط، إسرائيل، لاستخدامها فى إكمال مجازر ومحو غزة من خريطة فلسطين، وبهذه الأسلحة تكون أمريكا دعمت إسرائيل منذ 1948 وحتى 2023 بما يتجاوز 260 مليار دولار ولم يرحم أحد من الهمج الأمريكيين أو البربر الصهيونيين الفلسطينيين بعد أن تجاوز عدد الشهداء 51 ألف شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء وما يزيد على 116 ألف مصاب لا يجدون الدواء أو الغذاء، بحجة أن هذه الأسلحة الجديدة قد تستخدم فى ضرب إيران فى إطار الضغط عليها للتخلى عن برنامجها النووى، ووسط الصراعات والجدل داخل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بشأن إدخال مساعدات أو ترك الفلسطينيين للموت جوعًا كسلاح للإفراج عن باقى الرهائن الإسرائيليين مع وقف الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل تخطط بشكل مستمر للقضاء على غزة والسيطرة عليها ومحو الوجود الفلسطينى من أجل إفشال حل الدولتين، ويبقى العالم فى صمت مستمر سواء العالم المتحضر أو العالم الإسلامى وحتى العالم النامى وغير النامى. بينما تسعى إسرائيل لفرض سيطرتها على قطاع غزة بشكل كبير منذ استئناف حرب الإبادة الجماعية الشهر الماضى، وإحباط أية تحركات لإقامة دولة فلسطينية فى المستقبل. والمؤسف أن إسرائيل أصبحت تسيطر الآن على أكثر من %50 من الأراضى، ولا تزال تضغط على نحو مليونى فلسطينى فى مساحات متضائلة من الأرض الباقية لهم والتى تحولت إلى قطعة من الرماد والدمار داخل أكبر منطقة متجاورة يبتلعها المحتل حول حدوده، وأن جيش الاحتلال هدم منازل المدنيين وحرق الأرض وأشجار الزيتون ودمر البنية التحتية لدرجة جعلت القطاع غير صالحٍ للسكن وإسرائيل تشدد قبضتها على غزة بهدف الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح باقى الرهائن منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، وأن قيام إسرائيل بتنفيذ ممر يفصل شمال القطاع عن جنوبه، من أجل تغيير هوية الأراضى الفلسطينية وتغيير أسماء البلدات القديمة للتحايل دون قيام دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة، بعاصمة تقع فى القدسالشرقية، وهو المقترح العربى الذى قدمته مصر لإنهاء الصراع فى قمة القاهرة الطارئة لإنقاذ فلسطين، إلا أن جيش الاحتلال منذ اليوم الأول من الحرب، أجبر الفلسطينيين على مغادرة المجتمعات القريبة من الحدود ودمرت الأرض لإنشاء منطقة عازلة يزيد عمقها على واحد كيلومتر، كما استولت قواته على مساحة من الأرض عبر غزة تعرف باسم «ممر نتساريم» الذى عزل الشمال عن الجنوب، وعندما خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار، الشهر الماضى، ضاعفت حجم المنطقة العازلة إلى مسافة 3 كيلومترات داخل غزة فى بعض الأماكن، وفقًا لخريطة أصدرها جيش الاحتلال. وإن المنطقة العازلة وممر نتساريم تشكلان ما لا يقل عن %50 من القطاع وإن إسرائيل واستمرارا لتغيير معالم غزة تنوى إنشاء ممر آخر يشق طريقه عبر جنوبغزة، ويقطع مدينة رفح الفلسطينية عن بقية الأراضى. ورغم إحياء أسر الأسرى الفلسطينيين ذكرى يوم الأسير الأربعاء الماضى وانتظار عودة صفقات تبادل الرهائن مع إسرائيل التى أرجأت إطلاق سراح أكثر من 700 أسير فلسطينى فى السجون الإسرائيلية قبل أن يتدخل الوسطاء لحل الأزمة فى الصفقة الأخيرة التى ينتظرها الجميع.. وتبقي فلسطين حرة عربية.