واصلت وزارة الداخلية ضرباتها الأمنية الموجعة ضد تجار الكيف، عبر المتابعة الدقيقة لحركة ومسارات عمليات التهريب، ومراقبة هؤلاء الأفراد، لتتمكن مؤخرًا من ضبط كميات غير مسبوقة من المواد المخدرة قدِّرت قيمتها ب (15.7 مليار جنيه). وكشف اللواء محمود توفيق وزير الداخلية - خلال احتفالية عيد الشرطة فى 25 يناير - عن أن جهود وزارة الداخلية حالت دون نفاذ كميات ضخمة من المخدرات التخليقية للبلاد تمهيدًا لإعادة تهريبها إلى دول أخرى والتى تقدر قيمتها بالدول المستهدفة ب(28 مليار جنيه). وأكد الوزير أنه قد تم إنشاء مقر جديد لقطاع المخدرات والأسلحة غير المرخصة وتزويده بالتقنيات الحديثة التى تمكنه من مواكبة التطور النوعى لتلك الجرائم وقد وجّهت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات حملات مكبرة فى توقيت واحد وألقت القبض على عصابات المخدرات. كانت «روزاليوسف» قد نشرت تفاصيل هذه المضبوطات، خاصة بعد نجاح وزارة الداخلية فى القبض على «زيكا» زعيم عصابة المخدرات فى القاهرة والصباحى أخطر تاجر مخدرات وصادرت أموالهما. وترصد «مجلة روزاليوسف» فى التقرير التالى واحدة من البؤر الإجرامية التى ذاع صيتها مؤخرا فى الاتجار بالمخدرات بمختلف أنواعها وتسمى «دولاب صفط اللبن» القريب من الدائرى حيث يتردد جميع أنواع المدمنين لشراء «الأيس والشادو والبودر والحشيش». دواليب صفط وأرض اللواء وبولاق يعتبر شخص يسمى «ماندو» المصدر الرئيسى لجلب وتوزيع مخدر «البودر» والحشيش، خاصة أنه يعمل كذراع يمنى لتاجر المخدرات الشهير «عشة»، الذى يقضى حاليًا عقوبة بالسجن فى «الكيلو 10 ونصف» بالجيزة. المثير للدهشة أن «عشة»، رغم كونه خلف القضبان، لا يزال يدير نشاطه الإجرامى من داخل السجن، مستعينًا بهاتف محمول واتصال بالإنترنت، مما يطرح تساؤلات حول كيفية وصول هذه الوسائل إليه، ومن خلال هذه الاتصالات، ينسق «عشة» مع شقيقه الهارب «على عشة»، لإحدى الدول والمحكوم عليه بأكثر من 35 سنة فى قضايا جنائية، وما زال يواجه محاكمة فى قضية خطف وضرب. ويواصل «نور عشة» إدارة عمليات توزيع المخدرات فى الجيزة عبر تواصله المستمر مع «ماندو»، الذى يُغرق المنطقة بأنواع مختلفة من المواد المخدرة، فى ظل غموض يحيط بآلية استمرار هذه الشبكة الإجرامية رغم القبض على بعض قادتها. كان «ماندو» متخصصًا فى تجارة مخدر الحشيش، ثم تحول إلى المخدرات المُخلَّقة مثل «البودر» و«الشادو» بمساعدة «عشة»، طمعا فى مكاسبها الكبيرة، خاصة أن «ماندو» بدأ حياته كصبى يعمل لدى تاجر المخدرات «نور عشة»، لكنه أصبح الآن «المعلم» بعد سجن الأخير فى قضايا جنايات، شملت الشروع فى القتل والخطف والإكراه على توقيع إيصالات أمانة، إلى جانب سجله الإجرامى الحافل بالبلطجة. فرض «ماندو» سيطرته على مناطق غرب وشمال الجيزة فى جلب وترويج المخدرات، حيث يلجأ إلى إخفاء كميات المخدرات داخل شقق سكنية مغلقة بحدائق الأهرام، كما يحرص على تغيير أرقام هواتفه باستمرار لتجنب الملاحقة الأمنية. «عبدالنبى إمبراطور البودر» وأصبح شخص يدعى عبدالنبى، لم يتجاوز الثلاثين من عمره، انتقل من حوارى أرض اللواء إلى فيلات الشيخ زايد، أحد أخطر تجار المخدرات الذين أغرقوا الجيزةوالقاهرة، يعاونه شخص يُدعى «رشدي»، وهو ذراعه اليمنى فى خريطة توزيع المخدرات، بالإضافة إلى فتاة تُدعى «رانيا»، تربطها به علاقة عاطفية، وتُعرف بتورطها فى تجارة المخدرات. هرب عبدالنبى حاليًا خارج البلاد، بعد أن داهمت الإدارة العامة للمخدرات مخزنًا تابعًا له فى بولاق الدكرور، حيث تم القبض على شخصين ومصادرة كمية كبيرة من «البودر»، كما تمت مداهمة الفيلا التى كان يقيم بها فى الشيخ زايد، حيث عُثِر على مخدرات وأموال، وما زالت عمليات البحث جارية للقبض عليه. «معارك تجار الكيف» على طريقة فيلم «أرض الخوف» للراحل أحمد زكى حدثت معارك بين تجار المخدرات فى الجيزة لبسط السيطرة الإجرامية وكانت أهم معركة بين نور عشة قبل إلقاء الداخلية القبض عليه وحبسه وماندو طرف أول، وبين تآجر المخدرات عبدالنبى حيث اصطحب «عشة» مجموعة بلطجية بعد أن علم أن عبدالنبى ذاع صيته فى تجارة الكيف وأنه انهى صفقة بيع مخدرات تقدر ب12 مليون جنيه ويضعها فى سيارته فقام «ماندو» و«عشة» بمراقبته ثم قطع الطريق عليه والتعدى عليه بالأسلحة وترهيبه وسرقة ال12 مليون جنيه، وفرا هاربين ولم يقم عبدالنبى بإخطار الجهات الأمنية بالجيزة خوفا من القبض عليه. وفى السياق ذاته، قامت أجهزة الأمن بالجيزة بعمل حملات مكبرة فى دوائر وأقسام الجيزة وضبط كميات كبيرة من المخدرات بإشراف اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة وتم إنهاء أسطورة دولاب مخدرات صفط اللبن وبسط القبضة الأمنية وتعيين الخدمات الأمنية فى هذه المنطقة.