واشنطن تبلغ دول اتفاق السلام في غزة بانتهاك وقف إطلاق النار من «حماس»    زيلينسكي: ترامب لم يعطني ردًا حاسمًا لصواريخ توماهوك    وائل جسار يطرب جمهوره بأغنية "غريبة الناس" في مهرجان الموسيقى العربية    «العمل العربية» تشارك في الدورة ال72 للجنة الإقليمية بالصحة العالمية    التعليم توضح الفئات المستفيدة من أجهزة التابلت 2025-2026.. من هم؟ (إجراءات وضوابط التسليم)    شبانة: أداء اليمين أمام مجلس الشيوخ مسئولية لخدمة الوطن والمواطن    موعد مباراة منتخب المغرب ضد الأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب والقنوات الناقلة    «بين الأهلي والزمالك».. خالد الغندور يثير الجدل بسؤال: «بيراميدز خد مكان مين؟»    مصرع شخص إثر انقلاب سيارته بالإسماعيلية    رئيس مصلحة الجمارك يتفقد قرية البضائع بمطار القاهرة    يسرا وإلهام شاهين يشاركان نانسى عجرم الغناء على هامش مهرجان الجونة    توابع زيادة البنزين، ارتفاع جديد في أسعار الجبن الأبيض والرومي والشيدر بالأسواق    نتنياهو: الحرب ستنتهي بعد تنفيذ المرحلة الثانية بما يشمل نزع سلاح حماس    مصرع عروسين اختناقًا بالغاز داخل شقتهما ليلة الزفاف بمدينة بدر    نتنياهو يعلن نيته الترشح مجددًا لرئاسة الوزراء في الانتخابات المقبلة    أتلتيكو مدريد ينتصر على أوساسونا بالدوري    عملوها الرجالة.. منتخب مصر تتوج بكأس العالم للكرة الطائرة جلوس    ستيفن صهيوني يكتب: مساعٍ جدية لبدء عصر جديد في العلاقات بين دمشق وموسكو بعد زيارة الشرع لروسيا.. فهل تنجح هذه المساعي؟    تحالف مصرفى يمول مشروع «Park St. Edition» باستثمارات 16 مليار جنيه    غضب ومشادات بسبب رفع «الأجرة» أعلى من النسب المقررة    تراجع عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم الأحد بالصاغة بعد الانخفاض الكبير عالميًا    "عام الفضة " دلالة على انهيار المنظومة الاقتصادية ..تدهور الجنيه يدفع المصريين إلى "الملاذ الفضي"    زيكو: بطولتي الاولى جاءت أمام فريق صعب ودائم الوصول للنهائيات    أحمد ربيع: نحاول عمل كل شيء لإسعاد جماهير الزمالك    اتحاد الكرة يهنئ نادي بيراميدز بعد التتويج بكأس السوبر الإفريقي    مكافأة على سجله الأسود بخدمة الانقلاب .. قاضى الإعدامات المجرم "عصام فريد" رئيسًا ل"مجلس شيوخ العسكر" ؟!    ذات يوم مع زويل    إصابة 10 أشخاص بينهم أطفال في هجوم كلب مسعور بقرية سيلا في الفيوم    رابط المكتبة الإلكترونية لوزارة التعليم 2025-2026.. فيديوهات وتقييمات وكتب دراسية في مكان واحد    تفاصيل محاكمة المتهمين في قضية خلية مدينة نصر    تفاصيل إصابة 10 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بالفيوم    بحوزتهما هيروين وسلاح.. ضبط عاطل وفتاة يروجان المخدرات ببنها    شبورة كثيفة وسحب منخفضة.. بيان مهم من الأرصاد الجوية بشأن طقس مطروح    «الشيوخ» يبدأ فصلًا تشريعيًا جديدًا.. وعصام الدين فريد رئيسًا للمجلس بالتزكية    ارتفاع يصل إلى 37 جنيهًا في الضاني والبتلو، أسعار اللحوم اليوم بالأسواق    انجذاب لشخص في محيط عملك.. حظ برج العقرب اليوم 19 أكتوبر    لا تتردد في استخدام حدسك.. حظ برج الدلو اليوم 19 أكتوبر    منة شلبي: أنا هاوية بأجر محترف وورثت التسامح عن أمي    ياسر جلال: أقسم بالله السيسي ومعاونوه ناس بتحب البلد بجد وهذا موقف الرئيس من تقديم شخصيته في الاختيار    بشأن الإسورة الأثرية.. «السياحة والآثار» تنفي ما تم تداوله بشأن التقدّم ببلاغ ضد أحد الصحفيين    اليوم، ختام زيارة قاعة الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير    محمود سعد يكشف دعاء السيدة نفيسة لفك الكرب: جاءتني الألطاف تسعى بالفرج    سيتغاضى عنها الشركاء الغربيون.. مراقبون: تمثيل كيان العدو بجثامين الأسرى والشهداء جريمة حرب    لا مزيد من الإحراج.. طرق فعالة للتخلص من رائحة القمامة في المطبخ    الطعام جزء واحد من المشكلة.. مهيجات القولون العصبي (انتبه لها)    فوائد شرب القرفة باللبن في المساء    ليبيا.. البرلمان يعلن انتهاء الاقتراع فى انتخابات المجالس البلدية دون خروقات    أخبار 24 ساعة.. زيادة مخصصات تكافل وكرامة بنسبة 22.7% لتصل إلى 54 مليار جنيه    إبراهيم العامرى: والدى كان يعشق تراب الأهلى.. وأنا مشجع درجة ثالثة للأحمر    أتلتيكو مدريد يتخطى أوساسونا في الدوري الإسباني    هل يجوز للزوجة أن تأخذ من مال زوجها دون علمه؟.. أمين الفتوى يوضح    توجيهات عاجلة من وكيل صحة الدقهلية لرفع كفاءة مستشفى جمصة المركزي    البحوث الفلكية: 122 يوما تفصلنا عن شهر رمضان المبارك    الجارديان عن دبلوماسيين: بريطانيا ستشارك في تدريب قوات الشرطة بغزة    الوطنية للانتخابات: إطلاق تطبيق إلكتروني يُتيح للناخب معرفة الكثافات الانتخابية    "الإفتاء" توضح حكم الاحتفال بآل البيت    مواقيت الصلاة اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا    أعضاء مجلس الشيوخ يؤدون اليمين الدستورية.. اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جنس وفتنة وتحريض شرائط التطرف على الرصيف!

يعرف الكثيرون أن هناك مناظرة شهيرة بين شيخ مسلم وقس مسيحي
ويعرف البعض أنها توزَّع على شرائط فيديو
ويعرف القليل أنها تباع فى شرائط كاسيت
ولا يعرف أحد أن هناك نوعين من هذه الشرائط
نوع ينتصر فيه الشيخ المسلم يباع للمسلمين
ونوع ينتصر فيه القس المسيحى يباع للمسيحيين
هل تريد أن تتعرف شخصيًا على د.عمر عبدالرحمن زعيم تنظيم الجهاد؟
يمكننى أن أدبر لك لقاء عاجلًا وطويلًا فى ميدان العتبة.
فقط أحضر معك 275 قرشًا.
ويمكنك أيضًا أن تلتقى - دون أى معاونة منى - بالشيخ عبدالحميد كشك وشيخ الإسكندرية المعروف وجدى غنيم، والشيخ محمد حسان.. وغيرهم من مشايخ ربما لا تعرفهم!
لم تعلن سلطات الأمن المصرية بعد أى غزوة قامت بها على أفراد وأماكن الجماعات المتطرفة أو على مقار تنظيم الجهاد وفروعه ومخابئه عن ضبط أية ماكينة تسجيل شرائط كاسيت.
هل يعنى ذلك أن تنظيم الجهاد - وغيره ممن يحملون فكره - لا يعطى أهمية لشرائط الكاسيت؟
إن الأمر لا يعنى ذلك على الإطلاق!
بينما تجرى - فى خطوات منتظمة مثيرة ودامية - عملية الترويج للفكر المتطرف بالبنادق والكتب والحروب الصغيرة والنقابات والتغلغل فى الأحزاب - والسيطرة على بعضها - والصعود إلى التليفزيون يلعب الكاسيت دوره المحدد.
الدور فقط مع البسطاء والفقراء والصبية والشباب.
لم يعد الشيخ كشك وحده سيد هذا العالم فى دنيا الكاسيت الخلفى - أو التحتى الدينية، فهو أول الذين ابتدعوا فكرة الإسلام الصوتى. التحريض والسب والتفنيد واللعن والشرح للإسلام على طريقته من خلال منبر عالٍ فى مسجد بالقاهرة، ومن خلال التغلغل الشخصى لخطبه عبر شرائط الكاسيت حيث كانت فى مطلع انتشارها فى السبعينيات ومع الدخول القوى للمال النفطى فى مصر أصبح كشك نجمًا دينيًا عبر سيارات الأجرة على الطريق الزراعى.
ثم جاءت الثورة الإيرانية (79) لتفرض كل قوانينها على المعجبين بها والسائرين على هداها، ومع القوانين، الأدوات كذلك.
وكانت أداة شريط الكاسيت الذى يسرب من العراق - ثم من باريس - إلى طهران حاملًا صوت آية الله الخومينى هو الطريق السالك لعبور الثورة.
فانتبه الجميع هنا فى مصر إلى ضرورة الكاسيت.
كان الانتباه سريعًا أما الاهتمام فأقل سرعة لكن آخرين تطوعوا للقفز بالفكرة..
إنهم مجموعة «الطفيلية الدينية» - وهو تعبير لا أحد مسئول عنه غيرى - الذين التقطوا فكرة التطرف أو الإسلام السياسى وانخرطوا فى بعض الفرق والجماعات لكن هدفهم الأساسى انتقل إلى الربح عن هذا الطريق وبدأ سوق المسجد!!
وسوق المسجد ليس أكثر من آلاف الكتب الدينية التراثية (المتزمتة قطعًا والسائرة فى طريق عذاب القبر ونعيمه.. أهوال يوم القيامة) وكذلك مئات من «كراتين السواك». والعطور البدائية الغريبة (مع إضفاء قداسة هشة المنبت عليها) والبخور بأنواعها ثم تطور الأمر أمام مساجد العتبة وأحياء بعينها لتصبح ضمن سوق المسجد الجلالبيب البيضاء (ملابس داخلية كذلك) ثم... شرائط الكاسيت.
وقد بدأت بشرائط تلاوة القرآن الكريم المسجلة والعادية مرخصة ومجازة من الأزهر ثم انتقلوا إلى شرائط تلاوة - على هواهم - ثم سيل خطب الجمعة ومحاضرات وندوات الشيوخ والمناظرات الدينية التى تعزف (وهو لفظ لا يناسب نفورهم من الموسيقى) على قضية الإسلام والمسيحية، مع دفعات لا تنقطع من الأناشيد الدينية.
وقد ساهم فى ذيوع الأمر وانتشار الظاهرة هذه الحمى القادمة من بلاد الخليج والسعودية المسماة بشرائط الكاسيت الدينية (أحد الشرائط الواردة من السعودية تذيع صوتًا فى مقدمته يعلن أن ترتيب هذا الشريط هو 7958 من تسجيلات التقوى).
صار سهلًا إذن عرض شرائط الكاسيت.. فأمام المساجد فى القاهرة والإسكندرية والسويس وغيرها من المناطق الناعسة فى حضن الدلتا والصعيد، تباع الشرائط. وقد تكفى جولة واحدة وسط مدينة القاهرة لترى مئات الشرائط أمام مساجد رمسيس وغمرة والعتبة والأوبرا وحدائق الأزبكية، أحد مساجد العتبة فى مدخله عربة خشبية تحمل أكثر من ألفى شريط كاسيت (للشيخ كشك وحده حسب الأرقام التى أدلى بها الباعة فى والمكتوبة كذلك على أغلفة الكاسيت، له 425 شريطًا تتضمن خطبه).
وبالمناسبة فالأغلفة عبارة عن ورقة كرتونية تتخذ ألوانًا متعددة تحمل إما بخط مطبوع أو بخط اليد بعض أقوال الرسول- صلى الله عليه وسلم- حول الفقه فى الدين وطريق العلماء ورثة الأنبياء وهى أحاديث موجودة على أغلفة معظم الأشرطة.
ويقول أحد الباعة - وهو غير ملتح وشاب لا يتجاوز العشرين من عمره - ردًا على سؤال حول الشركة المنتجة لهذه الشرائط:
- يابيه دى شرائط ممنوعة:
هكذا..
ويضيف آخر «بائع شاب ملتحٍ» غضب جدًا عندما سأله أحد العابرين شريطًا للمطربة وردة وقال له: - يا راجل ميز.. إحنا برضه بتوع حرام.
فرد عليه الزبون مترددًا ومأخوذًا:
- أنا أصلى جايبه لأختي.
- أختك كمان.. تسمعها المعصية.. تعال اسمع شرائط الإسلام والأخوة.
المهم أن إضافة البائع كانت ذات أهمية ودلالة إذ قال أبيع حوالى 200 شريط كل يوم... وأذهب يوميًا إلى بائع الجملة (أمام مسجد الجمعية الشرعية بشارع الجلاء) وآخذ منه شرايط ب250 جنيهًا.
وهو يوصى بسماع شريط «وفاة الرسول» للشيخ محمد حسان (وهو إمام مسجد بالسويس) حيث لا يمكن أن تمنع نفسك من البكاء عند سماعه. أما الشرائط الأخرى فكلها موجودة و«تحت أمرك يا أخي»!!
لكن الأمر لله!!
وأهم زبائن هذه الشرائط إلى جانب أفراد الجماعات الإسلامية وأنصارهم هم سائقو الميكروباص وخاصة السيارات العاملة بالمحافظات، كذلك أعلى نسبة شراء حسب تأكيد بائع العتبة - من نصيب الريفيين، كما أن الريف أكثر المناطق بيعا وشراء وانتشارًا لهذ الشرائط. كذلك فإن المدن الجامعية للبنات تشهد حضورًا كثيفا لشرائط النقاب أما أوساط الطلاب فأكثرها عن تكفير المجتمع!
أما أعلى الشرائط توزيعًا بدون منافس فهي:
- اعترافات قسيس (ثلاثة أجزاء).
- كنت نصرانيًا.
- حوار مع نصراني.
أظن أن المسألة صارت واضحة!!
هذا بالإضافة إلى قائمة طويلة من الشرائط الموجهة للمرأة وعنها وهى قسم واسع الأهمية فى هذا العالم، ثم شرائط النقاب والحجاب واللحية والمعاشرة والجهاد والدولة الفلسطينية والحكومة المصرية و... أين الأزهر؟
وما دخل الأزهر فى هذا الموضوع؟
الحقيقة أن أى شرائط دينية لا تخضع للرقابة على المصنفات الفنية وإنما مسئوليتها - كاملة - تقع على مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف الذى يمنح لهذه الشرائط رخصتها.
وقد منح الأزهر بعضها بالفعل رخصًا.
هكذا يؤكد إبراهيم الطبلاوى - صاحب شركة كاسيت - أنتجت خطبتين للشيخ محمد حسان وأنزلتهما السوق بالفعل حاملة لأرقام ترخيص الأزهر، لكن بعد أيام كانت الشرائط مزورة وموجودة - بنفس أرقام الترخيص - أمام المساجد.
لم يبلغ إبراهيم الطبلاوى أحدًا.. ولم يمنع أمرًا، فهذا قائم ومستمر فى دنيا الكاسيت، لكنه يرى أن المسئولين هم أصحاب ماكينات طبع الشرائط التى يوزعها الباعة أمام المساجد
من هم؟
- لا أعرف!
لكن هل تعرف الشرطة؟
- هذه المرة أسأل العميد أحمد فولى رئيس مباحث شرطة المصنفات الفنية الفنية. وهذه هى إجابته. - الشرائط التى تروج لبعض الأفكار المتطرفة والهدامة موجودة فعلًا ونحن نضبطها، لكن لا أستطيع أن أقارنها بالشرائط الهابطة مثلًا.
وقد ضبطنا العام الماضى الماضى 70.406 شرائط كاسيت غير مرخصة وحتى مايو 1993 ضبطنا 26,144 شريطًا (ولا توجد إحصاءات خاصة بالشرائط المتطرفة).
لكننى لا أعتقد أن الأمر الأمر بهذه الخطورة - الكلام للعميد أحمد فولى - وأنه لا يشكل ظاهرة عنيفة كما تظن.
وحتى نقطع الظن والزن.. لنسمع معًا ماذا تقول هذه الشرائط؟
خطب الشيخ الدكتور عمر عبدالرحمن زعيم تنظيم الجهاد المتوافرة على شرائط كاسيت تتميز بالاهتمام الشديد بقضية «الحاكمية لله»، وتتوجه كلية ضد نظام الحكم وتطالب فى حتمية وقطعية مطمئنة بسقوط هذه الحضارة بكل أنوارها «أنوارها كلمة تسيطر على معظم تفسير د.عبدالرحمن لسورة الكهف تحديدًا»، وصوته فيه خشونة ونبرة صوت أجش لكنه ليس زاعقًا إلى حد كبير ويغلف كلماته بأداء خاشع ومناطق صراخ أقل كثيرًا من الشرائط الأخرى، وفى شريط بعنوان «تفسير سورة الكهف» يقول د.عمر عبدالرحمن فيما يشبه بيانًا رسميًا لتنظيمه وأفكاره ودعوة واضحة إليها.
...... «الحكم لله وحده وأن التشريع له وحده سبحانه وتعالى، لا يصح أن نعطى التشريع لهيئة ولا لحزب ولا لمجلس ولا لفرد ولا لجماعة، فإذا ما أعطينا هذه الهيئة والجماعة أمر التشريع والحكم فقد كفرنا بالله وأشركنا مع الله إلها آخر.....».
فى خطبته نفسها يربط بين حال أهل الكهف الذين اعتزلوا مجتمعهم الكافر وبين من وصفهم «بالموحدين بالله».
«.... ونحن والحمد لله قد ذقنا كل هذا..... لقد قوانا الله وصبرنا، إنهم بذلوا كل جهدهم لتعذيب الموحدين بالله عذبونا، المسلمين المؤمنين القانتين المسلمين الموحدين وأنزلوا عليهم صنوف العذاب عذبونا بكل ما يتصورون من ألوان العذاب، وخرج الكثير عنده من الأمراض المزمنة، شكلًا ومرضًا وما أصاب جسمه لكن لا يمكن أن نتخلى عن الدعوة لله، لأنه طريق رسل الله، طريق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم...».
ويضيف مشيرًا إلى حادث القبض على الفنان بيكار فى نفس توقيت وجود د.عمر بالسجن.
«يعذبون المسلمين المؤمنين على حين يكرمون الكفرة المرتدين، يكرمون بيكار المرتد البهائى الذى يجعل مع الله إلهًا آخر ويتخذ مع الرسول رسولًا آخر ويجعل مع القرآن كتابًا آخر هكذا يكرم بدلًا من أن يقتل».
هذه عينة لشرائط.عمر.. والعينة بينة.
وفى الوقت نفسه انفتح الباب أمام شيوخ الخليج، وهذا هو الشيخ عبدالرحيم الطحان (سعودي) فى خطبة لمدة 10 دقائق باكية ومؤثرة وقاطعة وحازمة لا يسمح فيها بذرة شك فى كلامه، وتنتقل ثقته العظيمة فى كلامه وأن الحق حليفه ومؤيده وأنه كلام الله دون نقاش، تنتقل إلى التسفيه من كل الآراء الأخرى بقى أن تعرف أن الخطبة عنوانها «تحريم حلق اللحية. (..) يقول فيها:
«إذا أخذ الرجل لحيته كلها عن طريق الحلق أو القص قصًا كثيرًا بشبه الحلق بحيث تبدى البشرة وتظهر من خلال الشعيرات القليلة وإذا حلقت المرأة شعر رأسها أو قصته قصًا كثيرًا يشبه الحلق، فكل من الصنفين فى هذه الحالة ملعون وفاسق ومرتكب لكبيرة من الكبائر، إنما الجهل بهذه الشعيرة صار بين المسلمين فى هذا الوقت فاشيًا وأكثر الناس يحلقون لحاهم ولا يعلمون أنهم يفعلون كبيرة وأنهم بذلك فاسقون».
ويدعو الطحان إلى زينة المرأة المسلمة وهى «الحناء»، فى الكفين والقدمين، ويؤكد أنها الزينة التى كانت تعرف بها المسلمة فى الأندلس (..) وينتقد المانكير ويرى أن حتى البدويات «اللاتى لا يفهمن ولا يقرأن يفضلن المانكير على الأظافر».
وبعد أن يستغفر الله طويلا لهذا يدعو «يا أمة الله. اتق الله فى نفسك ولا تظهرى فى صورة أفرنجية ملعونة».
ويختم صارخا طائحا:
حرام.. لا يجوز للرجل أن يفعل هذا بنفسه ولا يجوز أن تفعل المرأة هذا بنفسها، وإذا فعل أحد الصنفين ذلك بنفسه فهو فاسق مردود الشهادة لا تقبل روايته إذا تحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولاحظ أن كل هذا من أجل حلق اللحية ووضع المانكير والاستغناء عن الحناء.
لن نعلق…
فقط سنسمع آخر.
وهو الشيخ محمد حسان الذى يخصص خطبة (90 دقيقة) فى الرد على من يحرم النقاب، ورغم أن الشيخ حسان من السويس إلا أن أداءه الصوتى يشبه كثيرًا الأداء الخليجى ( فى مخارج الألفاظ وإيقاع الكلمات وطريقة الصراخ والغضب) فضلا عن استعانته بسيل لا ينقطع من شواهد السنة والقرآن. الأمر الذى يجعل موقفه - فى حالة عدم النقاش - قويًا أمام مستمعيه!!
«...أيتها الأخت الفاضلة الصابرة، لقد علم أعداء ديننا أن المرأة المسلمة من أعظم أسباب القوة فى المجتمع الإسلامى فراحوا يخططون لها فى الليل والنهار لشل حركتها والزج بها فى مواقع الفتنة وأعلنوها صريحة فى هذه المقولة الخطيرة قال أحدهم (..) كأس وغائية يفعلون فى الأمة الإسلامية أكثر مما يفعله ألف مدفع!
ويضيف:
«... هل يثير النقاب هذه البغضاء الكامنة فى نفوس هؤلاء لماذا لا يطيقون رؤية النقاب، لماذا يعلنون الحرب على الستر والعفاف. لماذا لا تكون هذه الحرب الهوجاء على التبرج والعرى والعهر والفجر والإباحية والعربدة تحت ستار التطور والتدين المبغض الأسود.. لماذا لا تكون هذه الحرب الشعواء على المتبرجات على الكاسيات العاريات.. على المائلات اللاتى ينبتن سموم الفتنة فى قلوب الرجال والشباب فى الليل والنهار.. ويمضى نحو التأكيد على أن النقاب هو الثابت دينًا وشرعًا وأن الحجاب ليس هو لباس المرأة، وأن المرأة كلها عورة إلا عينها اليسرى فقط وهذه أدلته:
«.. يقول والدنا الكريم وشيخنا الحبيب الشيخ الشيخ بن باز حفظه الله.. يقول «أمر الله - والأمر صيغة من صيغ الوجوب - سبحانه جميع نساء المؤمنين يدنين بجلالبيهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة. فالشيخ يقول بوجوب النقاب وقال الشيخ المودودي، الآية «قل لأزواجك» نزلت خاصة فى ستر الوجه ومعنى الآية بالحرف أن يرخين جابنًا من خمورهن أو ثيابهن على أنفسهن.. ثم يقول وإن الوجه هو المظهر الأكبر للجمال الخلقى والطبيعى فى الإنسان فهو أكثر مفاتن الجمال الإنسانى جذبًا للأنظار واشتهواء للنزعات ثم يقول وهو العامل الأقوى للجاذبية الجنسية بين الصنفين ويقول شيخنا الحبيب ابن تيمية دلت الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله والنظر الصحيح والاعتبار والميزان على أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها عن الرجال الأجانب الذين ليسوا من محارمها، ثم يقول وإذا تأمل العاقل المؤمن هذه الشريعة وحكمها وأسرارها تبين أنه لا يمكن أن تلزم الشريعة المرأة بستر الرأس والعنق والذراع والساق والقدم ثم تبيح للمرأة أن تخرج كفيها ووجهها المملوء شمالا وحسنا فهذا كلام يخالف الحكمة!!
وهذا أيضًا ما يذهب إليه الشيخ وجدى غنيم «الإسكندرية» وهو من نفس الفصيل الصوتى الرفيع السريع الحاد لكن جزءًا من خطبه فيه عامية وأمثلة يومية تقترب من مدرسة الشيخ كشك الخطابية.. وهنا يتحدث فى خطبه عن «سلوك الأخت المسلمة»، فينتقد حجاب الموضة (..)
«إيه حجاب نفرتيتى ده.. يا ستى ودنك عورة مفروض متبنش بعدين النهاردة الطرحة اللى بتتحط، والحجاب المتخنصر بالحزام إيه اللى عاملاه ده، تشفط فى صدرها وفى بطنها، محزمة نفسها، افرضى روحك طلعت فطستى وأنت محزمة نفسك، تموتى فى سبيل إيه!!
«... أعداء الإسلام قال مطلعين قرار ممنوع دخول الأخت المنقبة الجامعة لا إله إلا الله، طيب منقبة غطت وشها متدخلش الجامعة ليه، إما تتعرى هى رايحة تدرس وتتعلم ولا رائحة كبارية ولا ملهى ليلى متدخلش منقبة حسبنا الله ونعم الوكيل».
والجانب الخاص بالعلاقات بين الأزواج والزوجات لا يخلو منه شريط فى هذا المجال، حتى وصل الأمر كذلك إلى مناقشة الشذوذ الجنسى فى خطبة تفسير سورة لوط، للشيخ عبدالله الدوسرى، وقد استمعنا إليها كاملة لكن لاداعى لأى اقتباس والدلالة فقط عن فحواها التفصيلى فإن الشيخ يذكر مثالا أن أحد الأئمة كان يستحم عاريًا حين دخل عليه «أمرد»، فنادى وصرخ أن ابعدوه عنى مخافة أن يغويه ويغريه فيجامعه، وقال - أى الإمام فى ذلك إياه - إن المرأة يصحبها شيطان واحد أما الأمرد فيصحبه عشرون شيطانًا.
ولا داعى لأى كلام آخر (!!)
فنحن ندخل الآن المنطقة الملغمة
بعد تكفير المجتمع وتكفير حالق اللحية وواضعة المانكير وفرض النقاب بدلا من الحجاب والطعن فى المجتمع كله لم يبق إلا العلاقة بين المسلمين والمسيحيين حتى يفجرونها تفجيرًا.
إن أخطر «اسفين» للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين يأتى من هذه الشرائط... وأهمها.
فوزى سمعان السيسى، مواطن مسيحي تحول إلى الإسلام وصار اسمه «فوزي المهدي» - كالعادة - ولاستكمال الأمر فإنه يتحول إلى الخطابة التى تتركز أساسًا على تجربته فى المسيحية ثم كشفها - على حد قوله - ويتضح من ساعة الشريط الزمنية أنه من قرية بأسيوط وأنه كان معدًا للخدمة فى الكنيسة هناك ويبدأ شريطه «هناك بعض الناس يقولون إن من النصارى من يتحلون بأخلاق طيبة أفضل من المسلمين، كلا وألف كلا أن هذه خطة أساسها الخبث حتى يظهروا فى مظهر أحسن من المسلمين...».
وبنفس المنطق المهترئ يواصل فوزى المهدى «سمعان سابقًا» حديثه فى غلظة وتجرؤ ممعنًا فى الغرابة وهو يتكلم عن أسرار الكنيسة السبعة ويتهم النساء اللاتى يذهبن إلى الاعتراف بأبشع التهم (.. ) مشاركًا القسسين فى ذلك.
ثم يحكى أمجاده فى الجدل مع المسيحيين وأنه ما دخل فى حوار معهم إلا أفحمهم لكنه - فى التدليل على ذلك - يسرد قصة دخوله إلى المدارس الابتدائية بالصعيد ومناقشته لطلاب الصف السادس الابتدائى فى قضية التثليث فى المسيحية وكيف أقنعهم.!! ثم تحاشيه للحديث مع مدرس مسيحى لأنه كان مجادلًا!! (من الذى أدخل هذا الرجل مدرسة وبهذه الجرأة الوقحة يبلبل ويطعن ويمزق وحده الأطفال وبراءتهم؟).
ولا يمنع الأمر أيضا فوزى المهدى على مدى تسعين دقيقة- مدة الشريط- فى اتهام البابا شنودة بتسليط الجن على المسلمين (...).
وها هو شريط يحمل عنوان «حوار مع نصراني» للشيخ أحمد القطان- من شيوخ الكويت المعروفين- يحكى فى محاضرته عن لقاء بأستاذ مسيحى فى علم الأديان فى الطائرة المتجهة إلى أمريكا وكيف عرض القطان عليه المناظرة والأسئلة فى المسيحية والإسلام لتسلية الوقت (عبر ترجمة صديقه الكويتى خلف، فالقطان لا يعرف الإنجليزية) ثم قرر القطان أن ينقل لنا انتصاره وكيف قضى على فكر الأستاذ المسيحى حين أقنعه أن طبيعة الخالق لا تلتقى مع طبيعة المخلوق (...) ثم حديث طويل سقيم وممل ومردود عليه حول العقيدتين، وطبعًا ينتصر القطان- فهو الذى يحكى وهو حر- ويتلقى الحاضرون الأمر بالضحك والتصفيق والتهليل، ثم يعود القطان ليصف البروفسير الذى انتصر عليه بأنه «جاهل ونصاب، ومحتال، غشاش، يخدع البشرية وأهل دينه».
وينهى حكايته بقوله «وما تركته حتى تجرد تمامًا وتعرى»!
ثم كارثة أخرى لتلغيم العلاقة بين المصريين مسلمين ومسيحين مما تشكل مجزرة حقيقية للوحدة الوطنية وللشعار العظيم «الدين لله والوطن للجميع».
فالشيخ وجدى غنيم يختم أحد أشرطته بأسئلة قادمة له من المصلين.. يسأله أحدهم «لى صديق مسيحى هل أبقى على صداقتى أم أخفف منها أو أنهى الصداقة بينى وبينه؟
يجيبه:
«يا أخى الله يكرمك صادق المسلم عشان يعينك على طاعة الله، الكافر غير المسلم، يا راجل سبحان الله دا اللى بيشتم أبوك وأمك بتزعل عليه أمال اللى بيشتم إلهك ورسولك والله عز وجل قال (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء...) يعنى محبين وأصدقاء لكم.. هو فى حاله وإحنا مالناش دعوة، ده على الأقل ممنوع تلقى السلام على كافر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كفاية!
2
3


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.