أسعار الجمبري والكابوريا اليوم السبت 4-5-2024 في محافظة قنا    عمرو أديب عن الفسيخ: "مخلوق مش موجود غير في مصر.. تاكله وتموت سعيد"    مصدر ل تايمز أوف إسرائيل: صبر واشنطن مع حماس بدأ ينفد    8 مستندات لتحديد تاريخ مخالفة البناء.. اعرفها لتقديم طلب التصالح    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024.. عز 24155 جنيها للطن    توريد أكثر من 16 ألف طن قمح بالإسكندرية    أخبار مصر: خبر سار للاقتصاد المصري، فرمان بنهاية شيكابالا في الزمالك، شيرين تثير الجدل بالكويت، أمريكا تطالب قطر بطرد حماس    أسعار الذهب في بداية تعاملات السبت 4 مايو    حسين هريدي: أمريكا لا تؤيد فكرة وقف إطلاق نار دائم في غزة    دبلوماسي روسي ينتقد الاتهامات الأمريكية بتورط موسكو في الهجمات الإلكترونية على أوروبا    بلينكن يقول إن هجوما إسرائيليا على رفح سيتسبب بأضرار "تتجاوز ما هو مقبول    جيش الاحتلال يعتقل 5 فلسطينيين من بلدة سبسطية شمال غربي نابلس بالضفة الغربية    الزمالك يختتم تدريباته استعدادًا لمواجهة سموحة    موعد مباراة الأهلي والجونة والقنوات الناقلة في الدوري المصري    بداية من اليوم.. ممنوع دخول المقيمين إلى مكة المكرمة إلا في هذه الحالة    تصل ل600 جنيه.. سعر اللوحات المعدنية في قانون المرور الجديد (تفاصيل)    حالة الطقس المتوقعة غدًا الأحد 5 مايو 2024 | إنفوجراف    مونودراما فريدة يختتم لياليه على مسرح الطليعة في هذا الموعد    نشرة المرأة والصحة : نصائح لتلوين البيض في شم النسيم بأمان.. هدى الإتربي تثير الجدل بسعر إطلالتها في شوارع بيروت    اكتشاف جثة لطفل في مسكن مستأجر بشبرا الخيمة: تفاصيل القضية المروعة    إصابة 15 شخصًا في حادث سيارة ربع نقل بالمنيا    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام وولفرهامبتون    30 دقيقة تأخير في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية» السبت 4 مايو 2024    حدث ليلا.. خسارة إسرائيل وهدنة مرتقبة بغزة والعالم يندفع نحو «حرب عالمية ثالثة»    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    وفاة الإذاعي الكبير أحمد أبو السعود.. شارك في حرب أكتوبر    إغماء ريم أحمد فى عزاء والدتها بمسجد الحامدية الشاذلية    دراسة جديدة تحذر من تربية القطط.. تؤثر على الصحة العقلية    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    رسالة من مشرعين ديمقراطيين لبايدن: أدلة على انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    مصرع شاب في حادث اليم بطريق الربع دائري بالفيوم    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عسكرة المحيط فى مؤتمر ميونخ للأمن الصين تقلل من احتمال وقوع صدام عسكرى فى بحرها الجنوبى

اختتمت الدورة ال60 لمؤتمر ميونخ للأمن يوم الأحد الماضى والتى استمرّت لمدة ثلاثة أيام، حيث ناقش المشاركون فيها مختلف التحديات الأمنية كما أعرب القادة الغربيون عن قلقهم ومخاوفهم بشأن المخاطر الجيوسياسية.
وشهد المؤتمر بنسخته الستين هذا العام، ملفات معقدة أبرزها حرب غزة والتسلح النووى، وأمن دول أوروبا، والهجرة، والتغيرات المناخية والتطورات التكنولوجية، والذكاء الاصطناعى وعالم السايبر، وغيرها من الملفات.

مناقشات صريحة
وعلى هامش المؤتمر، أجرى وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن ووزير الخارجية الصينى وانغ يى مناقشات وصفت بال«صريحة»، حول القضايا التى تؤرق علاقاتهما المتوترة حول ملفات تايوان، والوضع فى بحر الصين الجنوبى، والحرب الروسية فى أوكرانيا، والمواد الأفيونية الاصطناعية، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية.
الاجتماع بين وزير خارجية البلدين، على هامش مؤتمر ميونخ الأمنى، كان هو الأحدث والأعلى مستوى بين الجانبين منذ عقد الرئيس الأمريكى جو بايدن والرئيس الصينى شى جين بينغ محادثات أواخر العام الماضي فى كاليفورنيا.
وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن بلينكن أكد أهمية الحفاظ على السلام فى مضيق تايوان، وتوسيع الجهود الناشئة لمكافحة المخدرات، كما أثار بلينكن مخاوف بشأن دعم الصين للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية، والتى ترى واشنطن أنها تساعد عمليات موسكو العسكرية ضد أوكرانيا.
وقال ميلر: «أجرى الجانبان مناقشة صريحة وبناءة حول مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية ضمن الجهود المستمرة للحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة وإدارة المنافسة بشكل مسئول فى العلاقة». وقالت وزارة الخارجية الصينية إن وانغ دعا الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات المفروضة على الشركات والأفراد الصينيين.
فك الارتباط مع بكين
وشدد وانغ على أن سياسة واشنطن باتت منحصرة فى «إزالة الهوية الصينية، وبناء سياج عليها، وفك الارتباط مع الصين» كما دعا وانغ الولايات المتحدة إلى وقف عمليات تفتيش المواطنين الصينيين.
ونشرت وسائل إعلام حكومية صينية تقارير عن تفتيش مواطنين صينيين على الحدود الأمريكية فى الآونة الأخيرة، حيث خضع مجموعة من الطلاب الصينيين لاستجواب لمدة ثلاث ساعات فور وصولهم إلى مطار أوهير الدولى فى شيكاغو، بحسب وكالة أنباء «شينغوا»، وأكد وانغ على استمرار الاتصال بين جيشى البلدين.
كما ناقش الجانبان أيضا الحرب المستمرة فى قطاع غزة، والحرب فى أوكرانيا.
وقال ميلر «بلينكن أكد مجددا أن الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها وقيمها ومصالح حلفائها وشركائها»، مضيفا أن الأوضاع الحالية فى الشرق الأوسط وفى كوريا الشمالية خضعت للنقاش أيضا.
وأضاف «لقد أدرك الجانبان أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة بين الولايات المتحدة والصين حول مجموعة من القضايا الاستراتيجية، ومن بينها المشاورات والاجتماعات رفيعة المستوى فى المجالات الرئيسية خلال الأشهر المقبلة».
تصعيد فى بحر الصين
تأتى تلك المناقشات فى وقت يخشى العديد من المراقبين حدوث تصعيد مماثل للعنف فى أوكرانيا والشرق الأوسط فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ، فى ظل العسكرة التى تشهدها تلك المنطقة على نحو متزايد، حيث تتنازع دول مطلة على بحر الصين الجنوبى، وعلى وجه التحديد الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناى، السيادة على مناطق منه منذ عدة قرون، ولكن التوترات فى المنطقة تصاعدت فى الآونة الاخيرة.
وعززت الصين تحديدا ادعاءاتها بالسيادة على أجزاء واسعة من هذا البحر عن طريق تشييد الجزر الاصطناعية فيه وتسيير الدوريات البحرية فى مياهه.
يقول الأمريكيون إنهم لا ينحازون لطرف ضد آخر فى النزاعات الإقليمية، لكنهم أرسلوا مع ذلك سفنهم الحربية وطائراتهم العسكرية إلى المناطق القريبة من جزر متنازع عليها، فى عمليات يطلقون عليها اسم «عمليات حرية الملاحة» ويقولون إنها تهدف إلى إبقاء طرق الملاحة البحرية والجوية مفتوحة للجميع.
ويتبادل الصينيون والأمريكيون الاتهامات بأن الجانب الآخر يعمد إلى «عسكرة» بحر الصين الجنوبى.
وثمة مخاوف من أن المنطقة تستحيل تدريجيا إلى نقطة احتكاك، وأن عواقب أى صدام فيها قد تكون وخيمة على النطاق العالمى.
ساحة نزاع جديدة
وتصاعدت التوترات بين بكين ومانيلا فى الأشهر الأخيرة، إذ تبادل الجانبان الاتهامات بشأن سلسلة من الخلافات فى بحر الصين الجنوبى، بما فى ذلك اتهامات بأن الصين صدمت سفينة فى ديسمبر الماضى تقل رئيس أركان القوات المسلحة الفلبينية.
وتطالب الصين بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبى، الذى تسعى الفلبين وبروناى وماليزيا وتايوان وفيتنام وإندونيسيا للسيطرة على بعض مناطقه.
وأبطلت محكمة دولية فى عام 2016 مطالب الصين فى حكم بقضية رفعتها الفلبين، وهو ما ترفضه بكين. وفى تحذير مباشر غير معتاد، قال وزير الخارجية الصينى وانغ يى ديسمبر الماضى إن أى سوء تقدير فى النزاع مع الفلبين سيؤدى إلى رد حازم من الصين، ودعا إلى الحوار لمعالجة «الصعوبات الخطيرة».
وتزامن توتر العلاقات الثنائية مع تحركات مانيلا لتعزيز العلاقات العسكرية مع اليابان والولايات المتحدة. كانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قد سلطت الضوء مؤخرا على بحر الفلبين باعتباره مجالًا جديدًا للتوتر بين الولايات المتحدة والصين، لافتة إلى أن السيطرة عليه ستكون ذات قيمة كبيرة فى أى صراع بين البلدين حول تايوان أو بحر الصين الجنوبى.
وأضافت إنه من المرجح أن تحتاج السفن الحربية والقوات والإمدادات الأمريكية المنتشرة من القواعد فى «جوام» أو «هاواى» إلى المرور عبر هذه المنطقة.
وأشارت الصحيفة التى رافقت القوات الأمريكية على متن حاملة الطائرات «يو إس إس كارل فينسون» أثناء مناوراتها الأخيرة فى بحر الفلبين، إلى ظهور سفينتين صينيتين لجمع المعلومات الاستخبارية على بُعد بضعة أميال فقط من حاملة الطائرات الأمريكية.
وقبل 3 أشهر، لاحظت اليابان، حليفة الولايات المتحدة، إقلاع مقاتلات الجيش الصينى النفاثة وهبوطها مئات المرات من حاملة طائرات صينية فى مكان قريب.
وكان بحر الفلبين، وهو جزء من المحيط الهادئ شرق تايوان، موقعًا لمعركة حاسمة لحاملات الطائرات فى الحرب العالمية الثانية بين الولايات المتحدة واليابان، والآن تتجمع حاملات الطائرات هناك مرة أخرى، وذلك بالنظر إلى أهميته فى أى صراع بين بكين وواشنطن حول تايوان أو بحر الصين الجنوبى.
ويقول محللون عسكريون وفقا للصحيفة الأمريكية إن الصين ستسعى، فى أى صراع واسع النطاق بشأن تايوان، إلى استخدام المنطقة لاستهداف القواعد العسكرية التايوانية على الجانب الشرقى الجبلى من الجزيرة أو لفرض حصار عليها.
وشملت المناورات الأمريكية اليابانية الأخيرة، التى أُجريت فى أواخر شهر يناير الماضى، حاملتى طائرات أمريكتين، و9 سفن حربية إضافية، ومقاتلات نفاثة من طراز «F-35C» و«F/A-18»، وطائرات حرب إلكترونية، وحاملة طائرات الهليكوبتر اليابانية «Ise» من بين معدات أخرى.
وقالت «وول ستريت جورنال» إن تدريبات البحرية الصينية والأمريكية الأخيرة تُظهر كيف أصبح بحر الفلبين منطقة نزاع بين القوى العظمى، مشيرة إلى أنه تحده تايوان والفلبين من الغرب واليابان من الشمال وجزر ماريانا، بما فى ذلك جوام، من الشرق، ويغطى مساحة تزيد عن مليونى ميل مربع، ومعظم الأنشطة البحرية الأخيرة للصين والولايات المتحدة كانت على بُعد بضع مئات من الأميال شرق تايوان.
تفنيد مغالطة ما تسمى «عدوانية الصين»
هذه التطورات العسكرية تفسر ما جاء فى تصريحات وانغ يى وزير الخارجية الصينى خلال مؤتمر ميونخ للأمن وتفنيده الاتهامات التى تتحدث عن «عدوانية الصين» فى بحر الصين الجنوبى، حيث قال وانغ يى، إن الصين ودول الآسيان تتمتعان بالقدرة والحكمة للتوصل إلى مدونة قواعد السلوك فى بحر الصين الجنوبى وحماية السلام والاستقرار وحرية الملاحة والطيران والحقوق والمصالح المشروعة للدول الأخرى فى المنطقة.
وقد فند وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، مغالطة ما تسمى «عدوانية الصين» فى بحر الصين الجنوبى عند إجابته على الأسئلة التى أعقبت كلمته الرئيسية فى الجلسة التى عُقدت على هامش الدورة ال60 للمؤتمر تحت عنوان «الصين فى العالم».
وأشار وانغ إلى أن نانهاى تشوداو (جزر بحر الصين الجنوبى) من الأراضى الصينية منذ العصور القديمة، مضيفا أنه فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، غزت بعض الدول واحتلت بعض الجزر والحيود البحرية الصينية الواحدة تلو الأخرى، لكن الصين مارست دائما ضبط النفس وأصرت على حل القضية من خلال المشاورات الودية، وبالتالى فإن ما تسمى «عدوانية الصين» ليس لها أى معنى.
وأضاف إنه فى عام 2002، دفعت الصين من أجل التوقيع مع دول الآسيان على إعلان سلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبى، الأمر الذى حمى بشكل فعال السلام والاستقرار هناك.
ولفت وانغ إلى أن الصين تعمل مع دول الآسيان لتسريع المشاورات بشأن مدونة قواعد السلوك فى بحر الصين الجنوبى وتسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق مبكر بشأن قواعد إقليمية فعالة وموضوعية ومتوافقة مع القانون الدولى، بما فى ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، تساعد بشكل أكبر فى إدارة الخلافات وتحقيق الاستقرار فى بحر الصين الجنوبى وتعزيز التعاون.
صدام عسكرى
من جانبها، أبرزت صحيفة جلوبال تايمز الصينية الحكومية الأسبوع الماضى تصريحات وزير الخارجية الصينى خلال المؤتمر وذهبت إلى أن احتمال وقوع صدام عسكرى بين الصين والولايات المتحدة فى بحر الصين الجنوبى عام 2024 منخفض نسبيًا.
جاء ذلك استنادًا إلى توقعات خبير بحرى صينى حضر المؤتمر، أشار إلى أن الصين تؤيد دائما حل نزاعات بحر الصين الجنوبى من خلال الوسائل السلمية. ولكن، إذا استمرت الدول خارج الحدود الإقليمية فى إرسال إشارات خاطئة، مما أدى إلى اتخاذ الفلبين إجراءات محفوفة بالمخاطر وتصعيد التوترات فى البحر، فسوف تتخذ الصين حتما الإجراءات اللازمة للدفاع عن حقوقها.
عسكرة بقيادة أمريكية
وقال الخبير الذى يدعى وو شى تسون، رئيس مركز أبحاث هوايانغ للتعاون البحرى وإدارة المحيطات والرئيس المؤسس للمعهد الوطنى لدراسات بحر الصين الجنوبى، والذى حضر مؤتمر ميونخ الأمنى الستين لصحيفة جلوبال تايمز فى مقابلة حصرية إن «العامل الخارجى الأكثر أهمية الذى يهدد استقرار بحر الصين الجنوبى حاليًا هو العسكرة التى تشجعها أو حتى تقودها الولايات المتحدة.
ووفقا لصحيفة جلوبال تايمز، قامت الفلبين فى الوقت الحالى بتسريع انتهاكها الأحادى الجانب لبحر الصين الجنوبى. فى الفترة من 2 إلى 9 فبراير، حيث انتهكت سفينة خفر السواحل الفلبينية رقم 9701 بشكل متكرر المياه المتاخمة لجزيرة هوانغيان داو الصينية (المعروفة أيضًا باسم جزيرة هوانغيان) متجاهلة التحذيرات الشفهية من خفر السواحل الصينى، واتخذت سفينة خفر السواحل الفلبينية تدابير للسيطرة على الطريق والصد. وفقًا للقانون، وشدد المتحدث باسم خفر السواحل الصينى، جان يو، فى بيان صدر يوم 11 فبراير، على أن عمليات خفر السواحل فى الموقع كانت احترافية وتفى بالمعايير.
المخاطر المحتملة
وفى حديثه عن المخاطر المحتملة التى قد تحدث فى بحر الصين الجنوبى، قال وو لجلوبال تايمز إن الولايات المتحدة تلعب دورا مهما للغاية. على سبيل المثال، فى منطقة رينآى جياو (المعروفة أيضًا باسم رينآى ريف)، ترسل الولايات المتحدة بشكل مستمر إشارات خاطئة، فتظهر التحيز، بل وتدعم الأعمال الاستفزازية التى تقوم بها الفلبين. إن التعزيز المستمر لهذه الإشارات سيؤدى إلى قيام الفلبين بالمخاطرة وتصعيد التوترات فى البحر. وردا على ذلك، ستتخذ الصين التدابير اللازمة للدفاع عن حقوقها ومطالباتها.
وأضاف: «إن العديد من ممثلى دول جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة وأوروبا المشاركين فى مؤتمر ميونخ الأمنى لديهم خلفيات عسكرية. وآمل أن أوضح المخاطر الحالية والعوامل الرئيسية التى يواجهها بحر الصين الجنوبى من خلال التعريف بالوضع فى بحر الصين الجنوبى فى هذه المناسبة.
وأوضح للصحيفة الصينية أنه إذا استمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها فى إرسال الرسالة الخاطئة ولم يعدلوا سياساتهم، فسيتعين على الصين اتخاذ الإجراءات اللازمة. فلم تعد قضية بحر الصين الجنوبى مجرد نزاع بين الصين والدول المطالب بها ذات الصلة بشأن السيادة على جزر وشعاب مرجانية معينة، بل أصبحت أيضًا أداة رئيسية للولايات المتحدة لاحتواء القوة البحرية للصين وتقويض علاقات الصين مع دول آسيان وخاصة دول الآسيان الطرف فى النزاع.
وأكد مجددا «لذلك، نحتاج إلى التعبير عن موقف الصين فى مثل هذه المناسبة المهمة والتأكيد مجددا على مطالب الصين».
نزاعات إقليمية
وقال: إن الدول الغربية، بما فى ذلك الولايات المتحدة، كثيرا ما تتهم الصين بالتنمر على الدول الصغيرة فى بحر الصين الجنوبى، وحتى اللجوء إلى استخدام القوة. ولكن، فى الواقع، فإن النزاعات حول بحر الصين الجنوبى هى فى المقام الأول نزاعات إقليمية، وخاصة فيما يتعلق بملكية الجزر والشعاب المرجانية. وقد دعت الصين دائما إلى حل هذه النزاعات بالوسائل السلمية، وتؤكد على أهمية المفاوضات الثنائية وبناء آليات قائمة على القواعد للحفاظ على السلام والاستقرار فى بحر الصين الجنوبى.
ثانيا، استخدمت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة «حرية الملاحة» كذريعة، ولكن فى الواقع، لم تتأثر حرية الملاحة فى بحر الصين الجنوبى أبدا بالنزاعات الإقليمية على الجزر والشعاب المرجانية. وباعتبارها المستفيد الأكبر من الأمن وحرية الملاحة فى بحر الصين الجنوبى، تؤكد الصين موقفها وتطالب كل عام بمنح الثقة للمجتمع الدولى والتأكيد على استقرار وأمن بحر الصين الجنوبى.
وأشار وو إلى أن «الصين تدعو إلى حل القضية من خلال المفاوضات السلمية، وتجنب استخدام القوة وإدخال آليات الطرف الثالث، حتى لا تزيد القضية تعقيدا». وأخذ ما يسمى بقضية التحكيم فى بحر الصين الجنوبى التى رفعتها الفلبين فى عام 2013 كمثال. ولم يفشل التحكيم فى حل النزاعات فحسب، بل جعل الوضع فى بحر الصين الجنوبى أكثر تعقيدا، مما أثر على العلاقات الصينية الفلبينية.
وشدد على أن هذا يثبت تماما أن محاولة حل قضية بحر الصين الجنوبى من خلال آليات الطرف الثالث غير مجدية ولن تؤدى إلا إلى زيادة الفوضى، وهو ما لا يساعد فى حل قضية بحر الصين الجنوبى.
وأعرب وو عن اعتقاده بأن احتمال وقوع صدام عسكرى بين الصين والولايات المتحدة فى المجال الجوى لبحر الصين الجنوبى منخفض للغاية، لكن حدة المنافسة ستزداد.
استعادة آلية الحوار
وأفاد: الأساس الرئيسى لهذا الاستنتاج هو التوافق المهم الذى تم التوصل إليه بين قادة الصين والولايات المتحدة خلال اجتماعهم فى سان فرانسيسكو عام 2023 لاستعادة الاتصالات والتبادلات العسكرية.
وقال وو إن الجانبين يعملان حاليا على استعادة آلية الحوار بين جيشيهما، وتم استعادة الاتصالات على مستوى العمل بشكل أساسى. إنها كارثة بالنسبة للصين والولايات المتحدة والاستقرار العالمى إذا نشب صراع عسكرى، حتى لو كان مجرد حادث بسيط. ولذلك، تبذل الولايات المتحدة أيضًا قصارى جهدها لتجنب الصراع العسكرى.
1
2


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.