يستهدف تعليم الصغار الدين الوسطى د. نهى عباس: الأطفال يسألون.. والإمام يجيب

أحياناً يسأل أطفالنا أسئلة وجودية صعبة عن الله والدين، يخاف الآباء الإجابة عليها أو لا يعرفون كيفية التحاور مع أبنائنا بخصوص علاقتهم مع الله. وكيفية إجابتهم على أسئلتهم الوجودية الصعبة. نتناول هنا كيفية الإجابة على تلك الأسئلة ومعرفة أن كل سؤال ممكن أن تكون له إجابة.
كيف نتحاور مع أولادنا بخصوص علاقتهم بربنا.. كيف نفكر معهم بطريقة مختلفة خصوصا لو عندهم أسئلة وجودية صعبة..
ومن هنا جاءت فكرة إصدار كتاب «الأطفال يسألون الإمام» لكى يجيب على ما يراود الصغار من أسئلة تتعلق بأمور دينهم، الكتاب أعدته د. نهى عباس رئيس تحرير مجلة «نور» التابعة لمنظمة خريجى الأزهر الشريف، ويشارك بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال55 والتى انطلقت تحت شعار (نصنع المعرفة.. نصون الكلمة).
د. نهى عباس كشفت ل«روزاليوسف» عن كواليس إعداده بدءًا من تكوين فكرته وصولًا لإصدار طبعته الأولى. وفيما يلى نص الحوار.
بداية كيف تشكلت فكرة إصدار كتاب يجيب عن تساؤلات الأطفال فى أمور الدين والعقيدة؟
- هناك العديد من الأسئلة التى تدور فى ذهن الصغار وأحيانًا لا يستطيع الكبار الإجابة عنها ظنًّا منهم أن هذه الأسئلة مسيئة للعقيدة، ومن ثم يطلبون منهم التوقف عن طرحها لذلك جاءت فكرة إصدار كتاب يضم تلك الأسئلة ويجيب عنها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
يقال إن الأفكار لا تولد فجأة.. فماذا عن فكرة الكتاب؟
- ألهمنا بفكرته منشور كتبه د. محمد فتحى المتخصص فى أدب الطفل وأستاذ الإعلام وذلك عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك) أعرب خلاله عن أمنياته بأن يتواصل فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر مع الأطفال ليجيب عن الأسئلة الحائرة والشائكة لديهم والتى يعجز ولى الأمر أحيانًا عن الإجابة عنها.
كيف بدأ التحضير والاستعداد لمعالجة الفكرة؟
- فى البداية، وردتنا أسئلة الأطفال عبر قوافل مجلة «نور» التى استهدفت 16 محافظة شملت وجه بحرى، وقبلى وجنوب سيناء والوادى الجديد، ومن خلال أيضًا الورش التى أتاحتها، واللقاءات المباشرة مع الأطفال، ثم تم فرزها وجمع الموضوعات المتشابهة فى سؤال واحد يعبر عن المضمون، وتم تقديمها إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الذى رحب بالفكرة كثيرًا وقدم إجاباته عن الأسئلة.
من رؤيتك للعمل.. ما طبيعة الأسئلة التى استحوذت على فكر الأطفال ويركز مضمون الكتاب عليها؟
- يحوى الكتاب مجموعة متنوعة من الأسئلة التى وردتنا من مصر وبعض الدول العربية وتمحورت حول أمور العقيدة والدين، وجاء فى مقدمتها: أين الله؟ هل يحبنى الله؟ هل حقًا تحرسنى الملائكة عندما تدعو لى أمى؟ كيف أجعل الله يحبنى؟ ما معنى رب العالمين؟ هل حقًا يأكل الشيطان معى إذا أكلت بيدى اليسرى؟
أى الفئات العمرية يستهدفها مضمون الكتاب؟ وهل يقتصر على مخاطبة الصغار؟
- يستهدف الأطفال من عمر 8 حتى 18 عاما، ومضمونه يشمل مخاطبة أولياء الأمور أيضًا لحثهم على الاهتمام بأسئلة أطفالهم، وتشجيعهم على التساؤل والاجتهاد بالرد عليهم.
فى رحلة قراءة الكتاب.. ماذا سيتعلم الصغار؟ وما أبرز رسائله للكبار؟
- من شأن مضمونه أن يرشدهم ويعلمهم صحيح دينهم، كما يحرص أيضًا على توجيه رسالة تربوية إلى أولياء الأمور تحثهم على أهمية الانتباه إلى أسئلة أبنائهم وتوعيهم بضرورة الإجابة عليها بعقل متفتح وتنصحهم بتشجيع أطفالهم على التفكير والتدبر فى أمور العقيدة وغيرها من أمور الحياة.
بدءًا من معالجة الفكرة وصولًا لإصدار الطبعة الأولى.. كم استغرقت رحلة التحضير والبحث والإعداد؟ وما مهامك فى تلك الرحلة؟
- عام كامل كان كافيًا لخروج الكتاب للنور، واقتصرت مهامى على إعداد مضمونه وجمع أسئلته ومن ثم وضع رؤية للشكل الفنى لمحتواه.
بعد مشاركة «الأطفال يسألون الإمام» بمعرض الكتاب 2024.. أين يجده الطفل؟ وما سعره؟
- يتوافر فى ركن مجلة «نور» بجناح الأزهر الشريف وعادة إصدارات المجلة تتاح بسعر التكلفة لأن رسالتنا لا تستهدف الربح، لكنها تركز على نشر الثقافة وبناء الإنسان.
تزخرف الكتاب بلوحات فنية من تصميم الأطفال.. ما الهدف من إتاحة المشاركة لهم؟
- يحرص فضيلة الإمام على الاهتمام بأنشطة الأطفال وإبداعاتهم، ويعمل دائمًا على رعاية مواهبهم، لذلك منحهم فرصة المشاركة بلوحاتهم من أجل تشجيعهم، وتعزيز مفاهيم الثقة بالنفس لديهم.
بعد نشره باللغة العربية.. هل هناك نية لترجمته حتى يصبح بإمكانه الوصول إلى أطفال العالم؟
- بالفعل نعمل حاليًا على خطة ترجمة «الأطفال يسألون الإمام» إلى عدة لغات أجنبية، وذلك من خلال مركز الأزهر الشريف للترجمة.
ماذا عن اختيار الكاتب الكبير (يعقوب الشارونى) شخصية معرض الطفل لعام 2024؟
- أقل تكريم يقدم لهذا الرائد العظيم الذى أثرى أدب الطفل بمؤلفاته وأسلوبه المحبب للطفل لأكثر من نصف قرن من الزمان.
فى السنوات الأولى من تربية الأطفال.. ما أهم نصيحة يمكن أن نوجهها إلى الأسرة؟
- ألا تعتمد على أى مصادر من شأنها أن تحدث تشويهًا فكريًا لأبنائها، فالمرجع الوحيد الذى ينبغى أن ترجع إليه الأسرة فى تعليم صغارها الأمور الدينية هو الأزهر الشريف وعلماؤه.
2