انطلاق فعاليات ندوة "طالب جامعي – ذو قوام مثالي" بجامعة طنطا    تراجع ناتج قطاع التشييد في إيطاليا خلال مارس الماضي    ڤودافون مصر توقع اتفاقية تعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لدعم الأمن السيبراني    بروتوكول تعاون بين جامعة الفيوم والاتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية    عاجل: إيران في حالة حداد.. تفاصيل الأحداث بعد وفاة الرئيس رئيسي    أخبار الأهلي: الأهلي يكشف تفاصيل جراحة علي معلول    بالاسم ورقم الجلوس.. رابط نتيجة الشهادة الاعدادية الأزهرية 2024 الترم الثاني عبر بوابة الأزهر الإلكترونية    تفاصيل عيد الأضحى 2024 ومناسك الحج: الموعد والإجازات    الإعدام لأب والحبس مع الشغل لنجله بتهمة قتل طفلين في الشرقية    حجز استئناف أحمد عز على إلزامه بدفع 23 ألف جنيه إسترليني لتوأم زينة    تطورات حالة والد مصطفى قمر الصحية بعد إجرائه جراحة    بعد طائرة الرئيس الإيراني.. هل تحققت جميع تنبؤات العرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف؟‬    إيرادات "السرب" تتخطى 30 مليون جنيه في شباك التذاكر    6 نصائح لمواجهة الطقس الحار.. تعرف عليها    الوفد الروسي بجامعة أسيوط يزور معهد جنوب مصر للأورام لدعم أطفال السرطان    الليجا الإسبانية: مباريات الجولة الأخيرة لن تقام في توقيت واحد    استبدال إيدرسون في قائمة البرازيل لكوبا أمريكا 2024.. وإضافة 3 لاعبين    مدرب الزمالك يغادر إلى إنجلترا بعد التتويج بالكونفيدرالية    مصطفي محمد ينتظر عقوبة قوية من الاتحاد الفرنسي الفترة المقبلة| اعرف السبب    وزير الري: 1695 كارثة طبيعية بأفريقيا نتج عنها وفاة 732 ألف إنسان    البنك الأهلي المصري يتلقى 2.6 مليار دولار من مؤسسات دولية لتمويل الاستدامة    المؤشر الرئيسي للبورصة يتراجع مع نهاية تعاملات اليوم الاثنين    محافظ كفرالشيخ يعلن بدء العمل في إنشاء الحملة الميكانيكية الجديدة بدسوق    تأجيل محاكمة رجل أعمال لاتهامه بالشروع في قتل طليقته ونجله في التجمع الخامس    العثور على طفل حديث الولادة بالعاشر من رمضان    تأجيل محاكمة طبيب بتهمة تحويل عيادته إلى وكر لعمليات الإجهاض بالجيزة (صور)    سوزوكي تسجل هذه القيمة.. أسعار السيارات الجديدة 2024 في مصر    العمل: ندوة للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية ودور الوزارة فى مواجهتها بسوهاج    "النواب" يوافق على منحة لقومي حقوق الإنسان ب 1.2 مليون جنيه    الحياة على كوكب المريخ، ندوة علمية في مكتبة المستقبل غدا    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    إسبانيا تستدعي السفير الأرجنتيني في مدريد    افتتاح دورة إعداد الدعاة والقيادات الدينية لتناول القضايا السكانية والصحية بمطروح    «صحة الشرقية» تناقش الإجراءات النهائية لاعتماد مستشفى الصدر ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    «السرب» الأول في قائمة إيرادات الأفلام.. حقق 622 ألف جنيه خلال 24 ساعة    مسرح التجوال يقدم عرض «السمسمية» في العريش والوادي الجديد    نائب جامعة أسيوط التكنولوجية يستعرض برامج الجامعة أمام تعليم النواب    شيخ الأزهر يستقبل سفير بوروندي بالقاهرة لبحث سبل تعزيز الدعم العلمي والدعوي لأبناء بوروندي    بروتوكول تعاون بين التأمين الصحي الشامل وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لتطوير البحث العلمي فى اقتصادات الصحة    في طلب إحاطة.. برلماني يحذر من تكرار أزمة نقل الطلاب بين المدارس    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    شكرى: الاحتياجات ‬الإنسانية ‬للأشقاء ‬الفلسطينيين ‬فى غزة ‬على رأس أولويات مصر    وزيرة الهجرة: نتابع تطورات أوضاع الطلاب المصريين فى قرغيزستان    تفاصيل أغنية نادرة عرضت بعد رحيل سمير غانم    فتح باب التقدم لبرنامج "لوريال - اليونسكو "من أجل المرأة فى العلم"    رئيس جامعة بنها يشهد ختام فعاليات مسابقة "الحلول الابتكارية"    مرعي: الزمالك لا يحصل على حقه إعلاميا.. والمثلوثي من أفضل المحترفين    باحثة سياسية: مصر تلعب دورا تاريخيا تجاه القضية الفلسطينية    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    ماذا يتناول مرضى ضغط الدم المرتفع من أطعمة خلال الموجة الحارة؟    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    الأسد: عملنا مع الرئيس الإيراني الراحل لتبقى العلاقات السورية والإيرانية مزدهرة    ماذا نعرف عن وزير خارجية إيران بعد مصرعه على طائرة رئيسي؟    روقا: وصولنا لنهائي أي بطولة يعني ضرورة.. وسأعود للمشاركة قريبا    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    وسائل إعلام رسمية: مروحية تقل الرئيس الإيراني تهبط إضطراريا عقب تعرضها لحادث غربي البلاد    إعلام إيراني: فرق الإنقاذ تقترب من الوصول إلى موقع تحطم طائرة الرئيس الإيراني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قوة.. توزان.. خطوة للإصلاح الاقتصادى .. مصر تبدأ 2024 بعضوية «بريكس»
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 07 - 01 - 2024

تستقبل مجموعة دول البريكس خمس دول أعضاء جُدد من أفريقيا والشرق الأوسط، فى إطار سعيها لأن يكون لها دور أكبر فى الاقتصادات الناشئة.
وهناك الكثير من التساؤلات حول المجموعة وأهدافها، أولا: ماذا تعنى البريكس وما هى الدول المنضمة إليها؟
ما هى البريكس؟
مجموعة «بريكس» هى منظمة سياسية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006 وعقدت أول مؤتمر قمة لها عام 2009. وكان أعضاؤها هم الدول ذوات الاقتصادات الصاعدة وهى البرازيل وروسيا والهند والصين تحت اسم «بريك» أولا ثم انضمت جنوب إفريقيا إلى المنظمة عام 2010 ليصبح اسمها «بريكس».
وتتميز دول المنظمة بأنها من الدول النامية الصناعية ذوات الاقتصادات الكبيرة والصاعدة.
ويعيش فى الدول الخمس نصف سكان العالم ويوازى الناتج الإجمالى المحلى للدول مجتمعة ناتج الولايات المتحدة (13.6 تريليون دولار) ويبلغ مجموع احتياطى النقد الأجنبى لدول المنظمة 4 تريليونات دولار.
ووصف الرئيس الصينى لى جينتاو دول «بريكس» بأنها «المدافعة عن مصالح الدول النامية وأنها قوة من أجل السلام العالمى».
وكان وزراء خارجية دول «بريك» اجتمعوا فى نيويورك عام 2006 مدشنين بذلك سلسلة اجتماعات لاحقة للتشاور حول تأسيس المنظمة.
وفى عام 2008 عقد اجتماع فى مدينة ييكاترينبرغ الروسية ، ثم تبع ذلك أول مؤتمر قمة لدول المجموعة فى 16 يونيو عام 2009.
فى عام 2010 بدأت جنوب إفريقيا التفاوض حول الانضمام إلى المجموعة، وهو ما تم رسميا فى 24 ديسمبر عام 2010.
عضوية مصر
تنضم مصر رسمياً إلى مجموعة «بريكس» مع بداية عام 2024، وهى خطوة يعتبرها الخبراء «مهمة» فى سبيل الإصلاح الاقتصادى، وبالتالى المساعدة على تقليل الطلب على الدولار.
وكانت مجموعة «بريكس» قد دعت فى أغسطس الماضى، 6 دول إلى العضوية بدءاً من يناير 2024، وهى: مصر والسعودية والإمارات وإيران والأرجنتين وإثيوبيا.
وأصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصرى، الخميس، تحليلا سلط الضوء فيه على قمة «بريكس» والفوائد المحتملة لمصر من عضوية المجموعة.
وقال مركز المعلومات، إن انضمام مصر ل«بريكس»، يعد تأكيدًا على متانة العلاقات الاقتصادية والسياسية الجيدة بين مصر ودول التكتل، وعلى مكانتها الاقتصادية والجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأضاف أن التقارب مع مجموعة «بريكس» يساعد فى «الترويج للإصلاحات التى شهدتها البيئة المصرية الاقتصادية والاستثمارية فى السنوات الأخيرة، بالصورة التى ترفع من فرص مصر لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية».
وقال المركز إن «استهداف التكتل تقليل التعاملات البينية بالدولار الأمريكى سيخفف من الضغط على النقد الأجنبى فى مصر الذى يمثل الدولار الحصة الكبرى منه، وهو ما يصب فى صالح تحسين عدد من المؤشرات الاقتصادية المحلية».
وأضاف أن «وجود مصر كدولة عضو ببنك التنمية التابع لتكتل البريكس سيمنح فرصًا للحصول على تمويلات ميسرة لمشروعاتها التنموية، بالإضافة إلى أن وجودها داخل التكتل يعنى استفادتها من ثمار نجاح مستهدفاته التى تقترب من التحقق، فيما يخص خلق نظام عالمى يمنح مزيدا من الثقل للدول النامية والناشئة».
فى المجمل، فإن المكاسب المحتملة تتمحور حول توفير فرص أكبر لمصر للتعاون مع المؤسسات الدولية المالية سواء تلك التابعة للحكومات الكبرى أو تلك الخاصة، فى مجالات الاقتراض والاستثمار ودعم مشاريع التنمية المستدامة، لكن فى مقابل هذه المكاسب المحتملة، هناك بعض التحديات التى لا يجب إغفالها عند الحديث عن هذه العضوية الجديدة لمصر.
تأثير إيجابى
اعتبر خبراء وباحثون أن انضمام مصر إلى مجموعة بريكس سيحقق لها مزايا اقتصادية متعددة، خاصة أن المجموعة تهدف إلى تعزيز مكانة الأعضاء العالمية عبر تعزيز التعاون بينها فى كل المجالات، بما يكفل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال الخبير الاقتصادى على عبدالروؤف الإدريسى إن البريكس يضم 4 دول من أكبر الاقتصادات فى العالم وهى: الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا وناتج مساهمة دول البريكس فى الناتج الإجمالى فى العام يقدر بنحو 31.5 %، وتفوق لأول مرة على الدول الصناعية السبع فى العالم التى قدرت مساهمتها مؤخرا فى الناتج القومى العالمى بنحو 30 %.
وأضاف « إن انضمام مصر لهذا التكتل سيعظم من حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة الواردة لمصر، وتزايد حجم السياحة القادمة والوافدة لمصر، وتقليل فاتورة الاقتراض، مشيرا إلى أن مصر يمكنها التخلص من هيمنة الدولار لإمكانية التعامل مع دول البريكس بالعملات المحلية لهذه الدول ومنها الجنيه المصرى وهو ما سيعزز من قيمته».
محاولات العرقلة
رغم المحاولات التى يمكن أن يسعى من خلالها الغرب لتعطيل مسار التنمية، للإبقاء على هيمنته وسيطرته، لكن الخبراء يرون أن الدول العربية الثلاث تمثل «ركائز المنطقة» الأساسية، بما يعنى حتمية ترسيخ التوازن الاقتصادى والسياسى أيضا، نحو تعدد القطبية، وإنهاء فكرة القطب الواحد.
فى الإطار ذاته، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى قمة «بريكس»، إن «رئيس جنوب أفريقيا أظهر مهارات دبلوماسية عند مناقشة قضية توسع بريكس».
وأضاف الرئيس الروسى: «مسألة العملة الموحدة لمجموعة «بريكس» صعبة للغاية، لكننا سنتحرك فى هذا الاتجاه لحل هذه المشاكل بطريقة أو بأخرى».
ويرى الخبراء أن العملة الواحدة تفيد الدول فى منطقة الشرق الأوسط، من حيث دعم التنمية وتنفيذ مشروعات مهمة، بعد أن ظلت رهينة للهيمنة الغربية وفرض سياسات اقتصادية بعينها تحول دون النمو الذى تستحقه شعوب المنطقة، والممكن وفق مقدرات الدول.
قوة اقتصادية
من جانبه، يقول الاقتصادى السعودى خالد الجاسر، إن اختيار ودعوة «بريكس» لست دول من أصل قرابة 25 دولة طلبت الانضمام، لها أبعادها وفوائدها الجيوسياسية والاقتصادية على منظومة «بريكس».
وأوضح أن الخطوة تمثل نقاط قوة تقفز باقتصاديات «بريكس» ويمكنها أن تصل إلى ما يفوق 40 فى المائة، الأمر الذى يؤكد سبب اختيار هذه الدول وأهميتها.
وأضاف: «تتفق الآراء بشأن استفادة الشرق الأوسط من تعدد الأقطاب، وتوازن الاقتصاد العالمى، وهذه الخطوة تعنى وجود «قطب جنوبى» آخر لا يقل عن القطب الشمالى السابق، من حيث القوة الاقتصادية والسياسية والأمنية، وكذلك، فيما يتعلق بمعدل التبادل التجارى الذى يقضى على ظاهرة احتكار الدول العظمى لمنتجات بعض الدول فى آسيا وأفريقيا».
وبشأن الانعكاسات المرتقبة، قال الجاسر إنه «على المستوى الأمنى سيحد من دعم بعض الدول فى تسلطها على جاراتها، ويقضى على الاحتلال وعلى ظاهرة الحروب بالوكالة».
ويعد انضمام دول الخليج خطوة تفتح الباب أمام المزيد من دول المنطقة للانضمام ل «بريكس» فى المستقبل.ووفقًا للخبير السعودى ،فإن الناتج المحلى لدول «بريكس» يمكن أن يفوق 50 فى المائة من الناتج المحلى العالمى فى المستقبل، فى حين أن نصيب الدول العربية منه قد يناهز 20 فى المائة، الأمر الذى يحقق مكاسب مهمة للشرق الأوسط.
توازن اقتصادى
بدوره، قال الباحث الاقتصادى الإماراتى، عبدالله الناصر، إن توسع قاعدة «بريكس» وانضمام الإمارات والسعودية ومصر، يأتى فى إطار التوازن الاقتصادى والتنوع، بعد أن ظل الاقتصاد العالمى لفترة طويلة تحت هيمنة مجموعة من الدول التى كانت تتحكم فى المشهد.
وأكد أن وجود الدول العربية الثلاث يؤثر بدرجة كبيرة على مستويات النمو الداخلية، كما يؤثر على الدول المحيطة بالشرق الأوسط إيجابا.
ويرى الباحث الاقتصادى الإماراتى، أن وجود بلاده ضمن المجموعة يتوقع معه بعض ردات الفعل من القطب الذى كان يهيمن على العالم، لكن الإمارات تتصرف وفق ما تراه فى مصلحتها، انطلاقا من سيادتها.
ويمثل التبادل التجارى بين مصر ودول التكتل بعد توسعه، نحو ثلث حجم تجارة مصر مع دول العالم، حسب بيانات صندوق النقد الدولى.
كما يمثل التبادل التجارى بين السعودية ودول مجموعة «بريكس» عام 2022، نحو 38 % من إجمالى التجارة الخارجية للسعودية.
استفادة مصر
يمكن لمصر أن تعالج الفجوة التمويلية التى تقدر بنحو 17 مليار دولار، والمتوقعة حتى عام 2026، من خلال العملة الموحدة التى يسعى الأعضاء لاعتمادها.
وفق بيانات المركزى المصرى للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفعت استثمارات دول بريكس فى مصر من 610.9 مليون دولار فى العام المالى 2020/2021، إلى 891.2 مليون دولار فى 2021/2022، بنسبة زيادة 45.9 %.
كما زادت قيمة التجارة بين مصر ومجموعة بريكس بنسبة 10.5 % فى الفترة من 2021 إلى 2022، لتصل إلى 31.2 مليار دولار فى 2022، من 28.3 مليار دولار فى 2021.
وسجلت زيادة قيمة الصادرات المصرية إلى دول بريكس بنحو 4.9 مليار دولار عام 2022، مقابل 4.6 مليار دولار عام 2021. وصف الخبير وأستاذ علم الاجتماع السياسى المصرى محمد سيد أحمد، سبب اختيار مجموعة «بريكس» جمهورية مصر لعضوية المجموعة، وذلك كونها دولة محورية فى الشرق الأوسط.
وقال أحمد : إن «مجموعة «بريكس» تعرف أهمية مصر فى الشرق الأوسط، بالإضافة لموقعها الجغرافى وثقلها الجيوسياسى، الذى يزيد من أهميتها ويؤهلها من الانضمام لهذه المجموعة لتعلب دورًا مهمًا مع المجموعة للوقوف بوجه النظام الرأسمالى وتشكيل نظام عالمى جديد».
وحول أهمية انضمام مصر لهذه المجموعة وما الذى سيمثله لها، قال أحمد: «انضمام مصر يمثل أهمية كبرى لها، كونها دولة نامية وتسعى بقوة للنهوض والتطور، وانضمامها للمجموعة بعد أن جربت جميع وصفات التنمية وفقا للنظام الرأسمالى لآليات السوق ووفقا لوصفات صندوق النقد الدولى، وأعتقد كان هناك فشل متكرر وعدم تحقيق نهوض اقتصادى حقيقى».
مضيفا: «أعتقد أن التفكير فى تغيير الوجهة والانضمام لمجموعة اقتصادية مهمة مثل «بريكس»، يكون التعاون فيها بعيدا عن الاستغلال والتعاون مع هذه الدول والبحث عن طرق جديدة للتنمية من خلال عملة جديدة لمواجهة الدولار، والخروج من فلك النظام الرأسمالى العالمى، وبخاصة أننا نتجه إلى تعددية قطبية».
مشيرًا إلى أن «انضمام مصر للمجموعة سيمنح «بريكس» ثقلا كبيرا للمجموعة على مستوى المنطقة والعالم، حيث تعتبر لاعبًا مهمًا على مستوى الشرق الأوسط».
ويرى محمود محيى الدين، المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، أن الفائدة الكبيرة تكمن فى الإعلان عن التنسيق بين الدول الخمسة (الصين والهند وجنوب أفريقيا وروسيا والبرازيل)، والدول الجديدة المنضمة، اعتباراً من يناير الجارى، مشيراً إلى أن «بريكس»، «منظومة عالمية جديدة مختلفة عن المنظومة الموجودة حالياً».
وأضاف محيى الدين فى تصريحات صحفية أنه تم الاتفاق على أن يكون تنسيق الدول فى «بريكس» فعّالاً ومؤثراً، خاصة فى مؤسسات المال الدولية.
وأوضح محيى الدين، أن دول «بريكس» تولى اهتماماً كبيراً لمستقبل النظام النقدى العالمى، مشيراً إلى أن هذا الموضوع يختلف عندما يتحدث الناس عن النظام المالى العالمى، حيث يرتبط بمستقبل مؤسسات مالية كبيرة مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى وبنك التنمية الإفريقى، فضلاً عن مؤسسات القطاع الخاص.
واعتبر محيى الدين، أن وجود مصر فى هذا التجمع «سيخلق فرصاً جيدة»، سواء من خلال التنسيق ككتلة أو مجموعة، لافتاً إلى أن هناك أيضاً فرصاً للحوارات الثنائية على هامش هذه اللقاءات. وتركز «بريكس» على مستوى القمة المؤسسية، ولكن هناك أيضاً جهودًا تحضيرية يشارك فيها وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية والمؤسسات ذات الصلة بالنمو والتنمية.
ويؤكد أن هذا «يفتح مجالاً جديداً للتعاون، مع زيادة الفرص لفهم المجالات المختلفة للتطوير وتعزيز الاقتصاد والاستثمار فى العنصر البشرى، وضمان استثمار فعّال فى البنية التحتية، وتعزيز فرص التصدير وغيرها من المبادرات».
العملات المحلية
واعتبر رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب المصرى، فخرى الفقى، أن انضمام مصر إلى «بريكس» سيسهم فى زيادة التبادل التجارى مع مصر، خصوصاً مع إمكانية استخدام مصر لمبادلة العملة، مما يسهل التجارة والتبادل بالعملات المحلية.
وأوضح أن مصر، كعضو فى «بريكس +»، الذى يشمل 11 دولة بعد انضمام 6 دول، يمكنها الآن إجراء مبادلة العملة. كمثال، وقعت مصر اتفاقية مقايضة بين الجنيه المصرى والدرهم الإماراتى بقيمة اسمية تصل إلى 42 مليار جنيه مصرى و5 مليارات درهم إماراتى (1.4 مليار دولار). ويتوقع الفقى توقيع المزيد من الاتفاقيات خلال الفترة المقبلة.
ومثل الناتج المحلى الإجمالى لدول مجموعة «بريكس» حوالى 29 % من الاقتصاد العالمى فى عام 2023، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولى، وذلك بعد موافقة التكتل على توسيع عضويته.
وتشير المعلومات إلى وجود حوالى 40 ألف شركة تابعة للدول الخمس المؤسسة ل «بريكس» فى مصر. ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد بشكل ملحوظ مع تنفيذ خطط التعاون الاستثمارى بين الدول الأعضاء، وفقاً لمسئول فى الهيئة العامة للاستثمار فى مصر.
تقليل الطلب على الدولار
واعتبر هانى محمود، نائب أول رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية أن دخول مصر فى «بريكس» هو «خطوة هامة» فى سياق الإصلاح الاقتصادى داخل مصر، حيث يشير إلى أن وجود مصر فى هذا التكتل سيساعد على تقليل الطلب على الدولار.
وأوضح محمود أنه من خلال «بريكس» سيتم التعامل بالعملات المحلية بين مصر وهذه الدول، ويشير إلى أن حجم الميزان التجارى مع هذه الدول كبير جداً، مثل الصين والهند وجنوب إفريقيا، وسيجعل انضمام مصر يقلل من الطلب على الدولار.
وأشار إلى أن هذا الأمر سيؤدى إلى تخفيض فى سعر الدولار، وفى نفس الوقت قد يسهل بعض الاتفاقيات الجمركية والضريبية بين البلدان، مما يساهم فى تخفيف الأسعار.
وفيما يتعلق بالتبادل التجارى بين مصر ودول التكتل بعد توسعه، فقد مثّل نحو ثلث حجم تجارة مصر مع دول العالم، حسب بيانات صندوق النقد الدولى، وزادت صادرات مصر إلى دول «بريكس» بنسبة 5.3 % فى العام الماضى، لتبلغ 4.9 مليار دولار، فى حين زادت الواردات 11.5 % للعام نفسه لتصل إلى 26.4 مليار دولار.
«استثمارات مباشرة»
أما جمال عبدالجواد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فاعتبر أن عضوية مصر فى «بريكس» تمثل «أهمية كبيرة للاقتصاد المصرى»، لأنها «تعزز العلاقات مع أطراف اقتصادية تمثل نصف الناتج المحلى الإجمالى فى العالم».
وتوقع عبدالجواد أن «يفتح انضمام مصر فرصاً لتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية مع جميع دول أعضاء بريكس»، مشيراً إلى أن «هذه العلاقات موجودة من قبل، ولكن بريكس سيفتح قنواتٍ جديدة لتعزيز هذه العلاقات».
وقال عبدالجواد: «ستفتح إمكانيات لإدارة علاقات التبادل التجارى بشروط تفضيلية أكثر، بما فى ذلك نوع العملات المستخدمة فى بريكس. ويشير ذلك إلى أهمية الاستثمار، حيث تسعى مصر للحصول على أكبر قدر من الاستثمارات المباشرة».
ووفقاً لبيانات صندوق النقد الدولى، فإن حجم التجارة الذى تمتلكه الدول ال11 المتوقعة أن تكون ضمن مجموعة «بريكس» استحوذ فى عام 2022 على نحو خمس حجم تجارة العالم. وتحتل الصين نصيباً كبيراً من هذا الحجم بقيمة تجارة تبلغ 5744 مليار دولار، ما يعادل نحو 11.6 % من حجم التجارة العالمية.
وفيما يتعلق بالتبادل التجارى بين مصر ودول التكتل بعد توسعه، فقد مثل نحو ثلث حجم تجارة مصر مع دول العالم، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولى.
1
2


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.