شن جيش الاحتلال الإسرائيلى اقتحامًا على مجمع الشفاء الطبى بغزة، والمستشفى الميدانى الأردنى ومستشفى الرنتيسى بعد حصار دام 5 أيام، وسط إطلاق كثيف للنيران والقذائف باتجاه مبانى المجمع والمبانى المحيطة. واقتحم الجيش مبنى الجراحات والطوارئ وفتش قبو المستشفى، كما أطلق النار على مَن خرج من الممر الذى زعم أنه آمن للخروج من مجمع الشفاء، كما طرد أطفالًا ومرضى من مستشفى الرنتيسى. كما حقق جيش الاحتلال مع المرضى والمرافقين والطواقم الطبية لعشر ساعات.
يضم مجمع الشفاء 650 مريضًا، من بينهم 22 فى العناية المركزة، كما أن الأطفال ومرضى الكلى فى خطر شديد، حيث إن الأطفال الخدج بحاجة إلى رعاية ومحاليل وأدوية وباتوا فى خطر شديد، ولم يسمح الاحتلال بإحضار حضانات الأطفال لمستشفى الجراحات. جرائم كاملة وفجر الاحتلال أغلب بوابات المستشفى؛ ما أدى لتناثر الشظايا على الموجودين داخله، واحتجز العديد من النازحين وهم معصوبو الأعين ومجردون من الملابس، واقتادهم إلى جهة غير معلومة. وأوردت مصادر من داخل مجمع الشفاء أن جيش الاحتلال فجر مستودعًا للأدوية والأجهزة الطبية داخل المجمع، وذلك وفقا لما أعلنته وسائل إعلام فلسطينية. وبينت المصادر أن الاحتلال أجرى تفتيشًا داخل المستشفى، وتحقيقًا مع الشباب الموجودين فيه، منوهة بأن جيش الاحتلال نادى عبر مكبرات الصوت على الشباب لتسليم أنفسهم، كما اعتقل عددا من النازحين وذوى الشهداء والجرحى. وحذرت وزارة الصحة بغزة من ارتكاب الاحتلال مجزرة بحق المرضى والنازحين والطواقم الطبية المحاصرين داخل المستشفى، والذين يقدر عددهم بتسعة آلاف شخص. وقال مكتب الإعلام الحكومى بغزة إن القوات الإسرائيلية أعدمت 30 شخصًا حاولوا الخروج من مجمع الشفاء. وقد أبلغت قوات الاحتلال الإسرائيلى وزارة الصحة الفلسطينية بشكل رسمى نيّتها اقتحام مجمع الشفاء، وتواصل عبر الهاتف وطالبة بعدم الاقتراب من نوافذ أو أبواب مستشفى الشفاء. وتقف الدبابات الإسرائيلية أمام أبواب مجمع الشفاء، وتحاصر المجمع من جميع الجهات،رغم وجود أكثر من 1500 من أعضاء الطاقم الطبى، ونحو 7 آلاف نازح، داخل المجمع. مزاعم أمريكية ومن جانبه، زعم البيت الأبيض أن المعلومات المتوفرة لدى واشنطن تفيد بأن حركتى حماس والجهاد الإسلامى تستخدمان المستشفيات فى قطاع غزة، بما فيها مجمع الشفاء، لدعم عملياتهما العسكرية، فيما ادعت وزارة الدفاع الأمريكية أن أجهزة الاستخبارات خلصت إلى أن «حماس» و«الجهاد» تديران مركز قيادة وسيطرة من مجمع الشفاء، وأنهما تستخدمان المستشفيات فى غزة - بما فيها الشفاء - لاحتجاز «الرهائن». كما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلى أن الحضانات وأغذية الأطفال والإمدادات الطبية التى قدمها جيش الإحتلال الإسرائيلى قد وصلت بنجاح إلى المستشفى، ويتواجد فريقنا الطبى وجنودنا الناطقون باللغة العربية على الأرض لضمان وصول هذه الإمدادات إلى المحتاجين. من جانبها، حملت حركة حماس، الاحتلال وقادته الذين وصفتهم ب«النازيين الجدد»، والرئيس الأمريكى جو بايدن وإدارته، كامل المسئولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبى، وما يتعرض له الطاقم الطبى وآلاف النازحين. وقالت الحركة، فى بيان: «إن تبنى البيت الأبيض والبنتاجون رواية الاحتلال الكاذبة كان بمثابة الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين، لإجبارهم قسرا على النزوح من الشمال إلى الجنوب، لاستكمال مخطط الاحتلال الرامى إلى تهجير شعبنا، كما جاء على لسان العديد من وزراء الكيان المحتل». وقال مدير عام المكتب الإعلامى الحكومى بغزة، إسماعيل الثوابتة، إنهم وجهوا مناشدات إلى جميع المنظمات الدولية والصليب الأحمر منذ أيام لإنقاذ الجرحى فى مجمع الشفاء، لكنها رفضت الاستجابة وتماهت مع أهداف الاحتلال، وتتحمل جزءا من المسئولية عما يجرى. ولم يعثر الجيش الإسرائيلى على أى من قادة حماس المعروفين فى المستشفى، مكتفيا بالقول إن حماس كانت هناك لكنها انسحبت، كما أنه لم يعثر على أى من المحتجزين الذين أسرتهم حماس فى 7 أكتوبر، وعلى ترسانة صاروخية أو مخازن سلاح مخبأة فى قبو أو أى غرفة فى المستشفى، أو حتى أنفاق فى المستشفى، كان يعتقد أنها موجودة فى أسفل المستشفى. حصيلة الشهداء وبلغت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلى على قطاع غزة أكثر من 11500 قتيل، بينهم 4710 أطفال، وأكثر من 3130 امرأة، ونحو 198 فردا من الكوادر الطبية، و21 رجلا من طواقم الدفاع المدني، و51 صحافيا، وما يزيد على 29 ألف جريح، أكثر من 70 % منهم من الأطفال والنساء. وقد أدانت مصر قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية محيط المستشفى الميدانى الأردنى فى قطاع غزة والذى أدى لوقوع إصابات بين المدنيين والأطقم الطبية، وبما يضيف لسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية المخالفة لكافة قواعد القانون الدولي». واعتبرت مصر قصف إسرائيل لمحيط المستشفى الميدانى الأردني، واستهداف واقتحام المستشفيات الأخرى فى القطاع وغيرها من المنشآت المدنية، إنما يعد انتهاكا سافرا لأحكام القانون الدولى الإنساني، مطالبة الأطراف الدولية بضرورة الاضطلاع بدورها فى المطالبة بوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها، وضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ومنها الامتناع عن مهاجمة المستشفيات أو عرقلة الكوادر الطبية عن أداء مهامها. وأعلن الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة الأردنية أن 7 من كوادر المستشفى الميدانى الأردنى فى غزة أصيبوا خلال قصف إسرائيلى. وخرج مستشفى الرنتيسى النصر أكبر مستشفى الأطفال فى فلسطين وليس فى قطاع غزة، عن الخدمة لأنه مستهدف بالنيران وحرم آلاف الأطفال يعانون من فشل كلوى لأمراض القلب وأمراض السرطان وأمراض الدم من تلقى الخدمة.