"الصحة" تواصل تقييم أداء القيادات الصحية بالمحافظات لضمان الكفاءة وتحقيق الأهداف    رئيس الوزراء يتابع تطوير منظومة الري لزراعة قصب السكر.. ترشيد المياه وزيادة الإنتاجية على رأس الأولويات    «صور مضروبة».. كيف خدع «شاومينج» طلاب الثانوية العامة؟.. وزارة التعليم تفضح مجموعات الغش    غدا.. انطلاق المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية في دورته 47 في مسرح السامر بالعجوزة    البحوث الفلكية: الخميس 26 يونيو أول أيام شهر المحرم وبداية العام الهجري 1447    رئيس القومي للطفولة والأمومة تستقبل الرئيس السابق لجمهورية مالطا    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    محافظ المنوفية يستقبل السفيرة نبيلة مكرم على هامش اطلاق القافلة التنموية الشاملة بالشهداء    إيران تطالب مجلس الأمن بإدانة العدوان الإسرائيلي    لبنان: وصول أول طائرة تابعة للخطوط العراقية قادمة من البصرة    الجيش الإسرائيلى يعلن مقتل رئيس الأركان الجديد فى إيران على شادمانى    «التضامن» تقر قيد 5 جمعيات في 3 محافظات    متابعة مكثفة لامتحانات الثانوية الأزهرية بمطروح: جولات تفقدية لضمان الانضباط والشفافية    ضبط 300 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة في القاهرة    أسعار الأسماك والمأكولات البحرية في سوق العبور اليوم    محافظ أسيوط يفتتح معرض فنى لتدوير المخلفات البيئية    وزير الزراعة: المتحف الزراعى يقدم صورة مشرفة للتراث المصرى    أسعار النفط تقفز 1% مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل    الصحة: لجنة تقييم أداء مديري ووكلاء المديريات تواصل إجراء المقابلات الشخصية للمرشحين للمناصب القيادية لليوم الثاني    معهد تيودور بلهارس ينظم الملتقى العلمى 13 لأمراض الجهاز الهضمى والكبد    عميد طب قصر العينى يستقبل سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية لتعزيز التعاون    ورشة تدريبية متخصصة حول الإسعافات الأولية بجامعة قناة السويس    رئيس الأوبرا يشهد احتفالية ذكرى دخول المسيح مصر (صور)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 17-6-2025 في محافظة قنا    تنسيق الجامعات.. برنامج هندسة الاتصالات والمعلومات بجامعة حلوان    إعلام عبري: إيران أطلقت على إسرائيل 380 صاروخا باليستيًا عبر 15 هجوما    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 17 يونيو والقنوات الناقلة    18 ألف طالب يؤدون امتحان اللغة الأجنبية الثانية للثانوية العامة بقنا    قبل موقعة الحسم.. الأهلي يتدارك أخطاء إنتر ميامي استعدادًا لبالميراس    تشكيل الهلال المتوقع أمام ريال مدريد في كأس العالم للأندية    الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال رئيس هيئة أركان الحرب في إيران    ابن النصابة، تعرف على تفاصيل شخصية كندة علوش في أحدث أعمالها    تركي آل الشيخ يكشف كواليس زيارته لمنزل الزعيم عادل إمام    تراجع في 3 بنوك.. سعر الدولار اليوم ببداية تعاملات الثلاثاء    بالميراس بكامل قوته أمام الأهلي.. تغييرات هجومية منتظرة في موقعة نيو جيرسي    توافد الطلاب على لجان الثانوية العامة بالمنيا لأداء امتحان اللغة الأجنبية الثانية    طقس اليوم الثلاثاء.. استمرار انخفاض الحرارة والأمطار تعود للسواحل المصرية    انتشار أمني بمحيط مدارس 6 أكتوبر لتأمين امتحان اللغة الأجنبية الثانية للتانوية العامة    تغييران منتظران في تشكيل الأهلي أمام بالميراس    «سكاي أبوظبي»: 240 مليار جنيه مبيعات مشروع «رأس الحكمة»    طريقة عمل كيكة الجزر، مغذية ومذاقها مميز وسهلة التحضير    رئيس «صحة النواب» ينتقد غياب التنسيق الحكومي: «عندنا وزارات مبتكلمش بعض»    جهاز منتخب مصر يشيد بالشناوي ويدعم تريزيجيه قبل مواجهة بالميراس في كأس العالم للأندية    ترجمات| «ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»    وزير الدفاع الأمريكي يوجه البنتاجون بنشر قدرات إضافية في الشرق الأوسط    «لازم تتحرك وتغير نبرة صوتك».. سيد عبدالحفيظ ينتقد ريبيرو بتصريحات قوية    بعد تصريحات نتنياهو.. هل يتم استهداف خامنئي الليلة؟ (مصادر تجيب)    «إرث الكرة المصرية».. وزير الرياضة يتغنى ب الأهلي والخطيب    3 أيام متتالية.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    مصرع شاب غرقا فى مياه البحر المتوسط بكفر الشيخ وإنقاذ اثنين آخرين    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    بعد إنهاك إسرائيل.. عمرو أديب: «سؤال مرعب إيه اللي هيحصل لما إيران تستنفد صواريخها؟»    إلهام شاهين تروي ل"كلمة أخيرة" كواليس رحلتها في العراق وإغلاق المجال الجوي    حدث بالفن | عودة إلهام شاهين وهالة سرحان من العراق والعرض الخاص لفيلم "في عز الضهر"    «إسرائيل انخدعت وضربتها».. إيران: صنعنا أهدافا عسكرية مزيفة للتمويه    محافظ كفر الشيخ: إقبال كبير من المواطنين على حملة «من بدرى أمان»    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مواجهة الشذوذ عالميًا حرب الأزهر القادمة؟

حذّرَ الأزهر الشريف من خطورة التوجه العالمى لدعم الشذوذ الجنسى واعتباره حقًا إنسانيًا، وقد صاحبت هذا التحذير خطوات عملية تستهدف التوعية والمواجهة الفكرية لهذا الشذوذ المخالف لفطرة الله فى خَلقه المراد له الانتشار عالميًا؛ حيث أطلق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف مَقطعًا مرئيًّا جديدًا باللغة الإنجليزية (ومترجم إلى اللغة العربية) بعنوان «الفطرة السليمة»؛ بهدف إبراز أهمية التنوع فى تحقيق التكامل بين مفردات الحياة ومكوناتها المختلفة، وأهمية كل مكون بالنسبة للآخر.

وقد أوضح المرصد فى المقطع الجديد الصادر بعنوان…proud nature ! أن الله خَلق الأشياء على اختلافها وأشكالها لغاية سامية هى التكامل الذى يكفل الاستمرار، فخَلق الإنسان ذكرًا وأنثى ليتكامل النوعان ويتعاونا فى بناء المجتمع ونشر الخير فى الأرض، وكذلك خلق النباتات ذكرًا وأنثى لتتزاوج أزهارها وتنتج بذورًا جديدة للحفاظ على استمرارية الحياة؛ لتتجلى بذلك الحكمة والعدل والتوازن فى خلق الله، ويتأكد أن كل شىء فى الكون له دور محدد فى الحياة.
ووفقًا لما أعلنه الأزهر؛ فإن الإنتاج الجديد لمرصد الأزهر ردًا على التوجه العالمى الحالى المؤيد للشذوذ الجنسى والداعم لأفراده، حتى ظهر أثره فى العديد من المناهج الدراسية ببعض الدول، وفى دعوات السياسيين وأصحاب الرأى المشجعة لهذا الفكر المنحرف الذى يخالف الفطرة الإنسانية السوية، وهو ما يعده المرصدُ نذيرَ شؤم على العالم أجمع بالنظر إلى المآلات الدينية والاجتماعية والصحية المترتبة عليه.
وفى سياق سابق؛ تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بمزيد من الاشمئزاز، الصورة التى نشرتها منصات التواصل الاجتماعى الخاصة بسفارة إحدى الدول لدى مملكة البحرين، والتى جمعت علم تلك الدولة جنبًا إلى جنب مع علم قوس قزح، الذى يرمز للشواذ، وما تبعه من استنكار لبعض النواب البحرينيين، متمثلاً فى بيان رافض لهذا السلوك، معتبرًا هذا الفعل هو استفزاز صارخ لمَشاعر الشعب البحرينى العربى المسلم، وهو ما يتعارض مع الآداب والأخلاق التى أجمعت عليها الإنسانية وكل من له ذوق سليم وفطرة راقية.
وأعرب مرصد الأزهر عن تقديره موقف النواب البحرينيين ويقظتهم وتصديهم لحملات التغريب والغزو الثقافى، ورفضهم لهذا السلوك غير المقبول فى ثقافتنا وأعرافنا الإسلامية والعربية؛ بل والإنسانية، مؤكدًا أن الشذوذ هو سلوك ترفضه الأديان كافة، وتأباه الطبائع البشرية السوية، ولا يمكن تبريره أو استساغته تحت أى ظرف من الظروف.
وشدّد مرصد الأزهر على أهمية دور الأسرة والمؤسّسات التعليمية والتوعوية والثقافية فى التصدى لهذه الحملات الموجهة والممنهجة، التى تستهدف تشويه الثقافة والحضارة الإسلامية والعربية، وإحداث خلط متعمد بين فئات الأطفال والشباب العربى؛ لتقبل هذه السلوكيات المنحرفة والمحرمة.. مؤكدًا أن التصدى لنشر هذه الجرائم هو واجب شرعى ومجتمعى. مشددًا على ضرورة تضمين ذلك فى المناهج التربوية والتعليمية؛ خصوصًا لدَى النشء الصغير.
تطبيع شذوذ للأطفال
فيما حذر مركز الأزهر العالمى للفتوى من التطبيع الممنهج للشذوذ الجنسى من خلال المحتويات الترفيهية الموجهة للأطفال، وقال فى بيان مفصل إنه لا يخفى خطر المواد الإعلامية الترفيهية التى تسعى لتطبييع جريمة الشذوذ الجنسى اللا أخلاقية فى المجتمعات المسلمة والمتمسكة بقيم الفطرة النقية، من خلال خطط شيطانية ممنهجة؛ تهدف إلى هدم منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية لمؤسّسة الأسرة، ومَسْخ هُوِيَّة أفرادِها، والعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها.
ونبّه على خَطَر المُحتويات الإباحية المتاحة عبر الإنترنت وفى المواد الترفيهية للأطفال، ودَورها فى نشر الشذوذ الجنسى، وتفشِّى الرَّذائل والظَّواهر المُجتمعية المَشينة والمرفوضة، التى يحتاج علاجها إلى أوقات طويلة، ونيَّة صادقة، وجهود مضنية ومُتكاتفة.
وشدّد مركز الأزهر العالمى للفتوَى الإلكترونية على تأكيده أن الشذوذ الجنسى فاحشةٌ مُنكرةٌ، وجريمة مخالِفةٌ للفطرة الإنسانية، وهادِمة للقيم الأخلاقية، وسلوكٌ عدوانى، يعتدى به فاعلُه على حقِّ الإنسانيَّة فى حفظ جِنسِها البشرى، وميولها الطبيعية بين نوعيها، وعلى حقِّ النشء فى التربية السَّوية بين آباء وأمهات.
وأضاف: إنه سقوط فى وحل الشهوات الهابطة التى حرَّمتها وحذَّرت من ممارستها الشرائعُ الإلهية، والأعرافُ المستقيمة، والفطرةُ الإنسانية السَّوية؛ لما يؤدى إليه هذا السلوك الهمجى اللا إنسانى من سَحْقٍ لكلِّ معانى الفضيلة والكرامة، واستجابة لغرائزَ وشهوات شاذّة دون قيدٍ، أو ضابط، أو وازعٍ من ضمير.
ويشير المركز إلى أن محاولات فرض ثقافة الشذوذ الجنسى على العالم الإسلامى بدعوَى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات هو من قبيل التَّلاعب بالألفاظ، والتَّنكُّرِ للدِّين والفِطْرة والقيم الإنسانية، والعودةِ إلى عهود التَّسلط الفكرى فى أزمنة الاستعمارِ وفرضِ الوصاية على الشُّعوب والأمم.. مُشدّدًا على ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسُّك المُجتمعات الإسلامية والعربية بهُوِيَّتها، وقِيَمِها، وتعاليم دينها الحنيف.
وقال المركز: ليس كل ما تراه الكياناتُ المنحرفة عن رَكْب الفطرة والقيم الإنسانية قيمةً من القيم، هو كذلك فى واقع الأمر!! فقد ترى هذه الكياناتُ بعضَ السلوكيات حسنًا وهو فى ميزان الأديان، والقيم الشرقية الحضارية، فى مُنتهى السوء والقُبح.
وأوضح مركز فتوَى الأزهر: أنه على شبابنا فى الدول الإسلامية أن يعلموا أن الأديان والرسالات الإلهية تشكّل حائط صدٍّ لوقايتهم من هذه الأوبئة التى تهبّ عليهم بين الحين والحين ممن لا يُقيمون أى وزنٍ لهَدْى السماء، ودعواتِ المُرسلين والأنبياء، وحِكمةِ العقلِ، ونداءاتِ الضَّميرِ.
وشدّد أنَّ مواجهةَ هذه السُّلوكيات التى أجمعت الأديان والشَّرائع على تحريمها، وتجريم ارتكابها، وحَظْرَ موادها الإعلامية والتَّرويجية؛ من أوجب الواجبات الشرعيَّة على الآباء والأمهات، ورجال التعليم والإعلام، وكل من يستطيع تحصين المجتمع والشباب من الوقوع فى هذا المنزلق المُدَمِّر.
وفى هذا الصدد يَشدُّ مركز الأزهر العالمى للفتوَى الإلكترونية على أيدى الآباء والأمهات، والقائمين على المُؤسّسات الإعلامية والثَّقافية والتَّربوية والتَّعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النَّشء بما يُعزِّز قِيمَهم الدِّينية والمُجتمعية القَويمة والرَّاقية، ويُحَصِّنهم من الوقوع فى براثن هذه الهَجَمَات.
وقدّم مركز الأزهر للفتوَى لأولياء الأمور بعضَ النصائح والمقترحات التى تساعدهم على حماية أولادهم من خطر هذه الفاحشة المُنكرَة، وهى:
(1) مُتابعة الأنشطة الواقعية للأبناء وكذلك الإلكترونية؛ لتحصينهم من رسائل مدفوعة الأجر بغرض الترويجِ للشُّذوذِ الجنسى وتقبُّلِه ودعمِه فى المُحتويات والأنشطة الآتية: (الأفلام الكرتونية - الألعاب الإلكترونية - تطبيقات الهواتف والأجهزة الذَّكية - المسلسلات والأفلام السِّينمائية - المواد الرائجة على مواقع التَّواصل الاجتماعى - الكتب والروايات - فعاليات دورات الألعاب الرياضية - إعلانات وملصقات البضائع والمنتجات)، وغيرها.
(2) توضيح موقف الأديان والفضائل الرافض للشذوذ الجنسى، ونشر وعى صحيح يتصدى للدعاية المُوجَّهة لهم عبر المنافذ المذكورة.
(3) شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النَّافعة، والأنشطة الرياضيَّة المُختلفة.
(4) تنمية مهارات الأبناء، واستثمار طاقاتهم وتوظيفها فيما ينفعهم، وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم، وتقديم القُدوة الصَّالحة لهم.
(5) تخيّر الرُّفقة الصَّالحة للأبناء، ومتابعتهم فى الدراسة من خلال التواصل المُستمر مع معلميهم.
(6) التَّشجيع الدَّائم للشَّباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنحهم مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة.
فساد الشذوذ
حرب الأزهر على الشذوذ شملت التوعية المكثفة للشباب من خلال منتديات الأزهر، ففى منتدى الأزهر «اسمع واتكلّم 2»، الذى نظمه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، قال د.محمد الضوينى، وكيل الأزهر، إنه ليس هناك انحراف مقبول وآخر مرفوض؛ فالانحراف كله مِلّة واحدة، مَهما تسمى باسمه أو بغير اسمه، والأسماء الحَسنة لا تغير حقائق الرذائل، ووجهات النظر لا تغير جوهر الأشياء، ولو أن إنسانًا ظن أن أمرًا ما صوابًا وحقًا وخيرًا، وهو فى حقيقته خطأ وباطل وشر، فلن تتغير حقيقة الأمر بهذا الظن، ولا فرق حينئذ بين الإرهاب والتخريب، وبين الشذوذ والفواحش، فكلاهما فساد لا يُقبل، وكلاهما يهدد أمن المجتمعات المستقرة، وكلاهما يتستّر تحت اسم براق وشعار لامع من الحرية والديمقراطية، والفيصل فى هذه ألا تركن إلى هوًى أو هوَى النّاس فى التحسين والتقبيح؛ وإنما تركن إلى معايير الشريعة.
وأكد الدكتور الضوينى قائلاً: «يجب علينا جميعًا أن نتكاتف: أفرادًا ومؤسّسات، شعوبًا وحكومات، أممًا ومجتمعات؛ كى نواجه هذا التيار الجارف، الذى يريد أن يَفقد أبناؤنا هُويتهم، وأن يتحللوا من قيم دينهم، وأن يتنكروا لمبادئه وقيمه وأخلاقه، وإن ما يتعرض له الشباب من استهداف من أخطر مشكلات المجتمع، وهو الأمر الذى يوجب أن تُسخّر كل الإمكانات لمواجهته والقضاء عليه؛ لما له من نتائج سلبية، وإن واجب الوقت يحتم علينا جميعًا أن نستمع للشباب قبل أن نتكلم معهم، فلديهم السؤال وعلينا الإجابة والتوجيه والنصح والإرشاد.
وكان منتدى «اسمع واتكلم2» سلط الضوء على أربعة مَحاور مهمة من بينها محور الشذوذ وهل هو فطرة أم فكرة؟ وهو محور شديد الحساسية؛ حيث تم من خلاله مناقشة خطورة التوجه بنشر الشذوذ، وكيفية مواجهته..
مواقف الإمام الأكبر
الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كانت له مواقف واضحة ورافضة للشذوذ؛ حيث حذر من خطورة السقوط الأخلاقى والدعوات الخاصة بالشذوذ الجنسى، وقال: إن تجار هذه الأمراض لم يكتفوا بترويجها داخل بلادهم ومجتمعاتهم؛ ولكنهم يحاولون فرضَها على مختلف المجتمعات بغض النظر عن تمسك هذه المجتمعات بقيم الدين والأخلاق، ويستغلون فى ذلك التأثير القوى للإعلام؛ وبخاصة الإعلام الإلكترونى العابر للحدود ومواقع التواصل الاجتماعى، ويحاولون تطبيعها بشتى الطرُق، وفرضها على الأفراد والمجتمعات والشباب والنشء حتى أصبحنا اليوم مضطرين للحديث عن أن منظومة الزواج تقوم على أساس العلاقة بين الرجل والمرأة وليس رجلاً ورجل أو امرأة وامرأة!.. معربًا عن تقديره لدول غربية مثل المجر التى أدرجت فى مواد دستورها وقوانينها نصوصًا تحافظ على كيان الأسرة، وترفض الشذوذ الجنسى. وأوضح فضيلته، أنَّ أزمة عالمنا المعاصر هى- فى المقام الأول- «أزمة أخلاق» و«أزمة إلحاد»، وأن معظم الشرور التى يعانيها إنسان اليوم هى انبعاثات حتمية لهذه الأزمة الأم؛ التى دهمت الإنسان، وأطبقت على فكره وسلوكه.
وأضاف: أنَّه لم يكن غريبًا أن نرَى ظواهر هذا الانحراف فى الواقع الأخلاقى والسلوكى فى المجتمعات المفتوحة أولًا، ثم فى الدعوات التى تحاول اليوم فرض هذا الانفلات المتمثل فى نشر ظاهرة الشذوذ والجنس الثالث على مجتمعات محافظة يشكل الدين والأخلاق مكونًا رئيسًا وأساسًا فى بناء حضارتها وثقافتها وتقاليدها، وكل ذلك يروج تحت لافتة «الحرية» و«حقوق الإنسان»، وفلسفة «الحداثة» و«التنوير».
وبيَّن الإمام «الطيب» أن هذه الانحرافات الأخلاقية التى يحاول البعض فرضها؛ ما هى إلا حرية الفوضى والتدمير الخُلقى، وهدم البناء الداخلى للإنسان.. مشيرًا إلى أن ما يعانيه إنسان اليوم من آلام وما يواجهه من تحديات، ما هى إلا نتاج لما اقترفته يد الإنسان، وإقصائه للقيم الدينية والمبادئ الأخلاقية، وأن أزمة تغيُّر المُناخ هى أيضًا من صُنع الإنسان المُنخلع وهى أثر من آثار «الأنانية» واقتصاد السوق والفلسفة الرأسمالية وخطابها الذى يقول: «اربح أكبر قدر ممكن حتى لو بعت كل شىء».
وشدّد: إن السقوط الأخلاق يزداد بسبب محاولة إقصاء الدين وقيمه والأخلاق واعتبر فى لقاءات خارجية عديدة أنه لا حل إلا بالعودة إلى صوت الدين وأخلاقه لإنقاذ البشرية وانتشالها من مستنقع المشكلات المعاصرة، وما انغمست فيه من أزمات وكوارث.. مشددًا على أن إقصاء الدين هو إقصاء لكل الأخلاق المرتبطة بالتراحم والتقارب الإنسانى، وتجفيف لكل منابع الرحمة فى النفس الإنسانية، وتمكين لشهوات الإنسان من جشع وأنانية وصراع من أجل إشباع رغباته.
وأكد الإمام الأكبر، أن القيم والأخلاق الدينية هى التى تؤمِّن الإنسان وتحميه، وأن إطلاق العَنان لشهوات الإنسان تحت شعار حقوقه وحرياته؛ وصلت بالعالم إلى وضع مُخجل، وحطت من قدر الإنسان، وظهرت معها أمراض الشذوذ والانحراف الأخلاقى، ولا نزال نلقى باللوم على الدين الذى نجح البعض فى تغييب شمسه عن الساحة الغربية، كما يحاولون تغييبها وإقصاءها عن الشرق.
عقوبة الشذوذ وعلاجها
وكان مجمع البحوث الإسلامية قد أصدر فتوَى بالإجماع فى منتصف 2013 فتوَى بحرمة زواج المثليين والصلاة خلفهم، وقال ردًا على ما تناقلته وسائل الإعلام العالمية حول ارتباط بين مثليين بفرنسا، وهما يدعيان الإسلام، ويدعيان أن هذا الارتباط الشاذ زواج لم يحرّم فى قرآن ولا فى سُنة، وأن أحدهما يتولى إمامة أحد المساجد هناك: «إن ما يفعله هؤلاء الشواذ محرم شرعًا، ومخالف لما هو معلوم من الدين بالضرورة بنص الكتاب والسُّنة، وأنه لا زواج بين المثليين سواء أكانا رجلين أو امرأتين، وأن هذا الارتباط بين المثليين محرم قطعًا فى جميع الأديان، كما أنه مخالف لجميع القيم والأخلاق وللفطرة الإنسانية التى فطر الناس عليها، وأنه يخالف الذوق العام والإجماع البشرى عبر العصور».
وشدّد المجمع على حرمة الصلاة خلف من يعتقد ذلك قائلاً: «ويوضح مجمع البحوث الإسلامية للمسلمين فى شتى بقاع الأرض أن الصلاة باطلة وغير صحيحة خلف من يعتقد ذلك المحرم أو يحله أو يجاهر بفعله أو يستحسنه»، مؤكدًا: «أنه على المسلمين ألا يصلوا خلف هؤلاء، وأن يرفضوا هذه السلوكيات الشاذة والظواهر الخبيثة الشائنة».
وفى فتوَى حديثة لمركز الأزهر للفتوَى، أفتى الأزهر الشريف أن المشاركة فى إشاعة الفواحش وتهوينها فى عيون النَّاس خطيئة تنشر المُوبقات والجرائم، وتهدد قِيم المُجتمع وأمنه واستقراره، كما أن تشويه القِيم الأخلاقية، بهدف إثارة الجَدَل؛ أنانيَّة ونفعيَّة بغيضة؛ تعود آثارها السَّلبية على المُجتمع وانضباطه.
وشدّد الأزهر على أن المثلية الجنسية والشذوذ أمور مُخالفة للفطرة، ومُنافية للآداب الشَّرعية والذَّوق العام، وهى جريمة لا مبرر لها مُطلقًا، وفاحشةٌ مُنكرَة، وانحلالٌ أخلاقى ومخالفةٌ لتعاليم الأديان، وانتكاسٌ للفِطرة الإنسانية السَّوية، وجريمة تطبيعه والتَّرويج له مَسْخٌ للهوية الاسلامية، وعبثٌ بأمن مُجتمعاتنا، وهدمٌ للمُنظومة القِيمية والاجتماعية ومُؤسَّسة الأسرة.
2
3


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.