تلعب الرائدات الريفيات دورًا جوهريًا فى المجتمع المصرى، حيث تعد إحدى القيادات المؤثرة على خطط التنمية وعملياتها سواء بصورة إيجابية أو سلبية؛ حيث تتعامل مع أفراد المجتمع وجها لوجه، وتمتلك القدرة على التأثير فتستطيع توعيتهم بأهمية التعليم وخطورة ختان الإناث وزواج الأطفال والتربية الإيجابية وخطورة الزيادة السكانية والاهتمام بصحة الأم والطفل وأهمية التمكين الاقتصادى؛ خصوصا للمرأة والاكتشاف المبكر للإعاقة وغيرها من القضايا التى تمس المجتمع وتدفعه إلى الأمام أو ترجع به للخلف. وقد أولت الدولة المصرية اهتماما خاصا بهن ووجهت لزيادة أعدادهن إلى 20 ألف رائدة إيمانا بدورهن وقدرتهن على التغيير المجتمعى الإيجابى. التقت روزاليوسف ببعض الرائدات لتتعرف على ما يقمن به والتحديات التى تواجههن. تقول مارى رضوان رياض: أنا من محافظة الوادى الجديد أعمل رائدة اجتماعية بمركز الخارجة تابعة لمحافظة الوادى الجديد بوحدة الصفا الاجتماعية، بدأت عملى كرائدة منذ عام 1995 حيث تخرجت فى الدبلوم الفنى وفى نفس العام فقدت والدى فتوجهت للعمل كرائدة ريفية بمبلغ 19 جنيها شهريا كبدل ملبس، وقمت بالاعتماد على نفسى وتجهيز ذاتى ثم تزوجت وبدأت رحلة الحياة وأنجبت ولدًا وبنتًا والولد كان لديه عيب خلقى فى القفص الصدرى فقمت باستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة له، وكان تعليم أبنائى ونجاحهم دافعا أمامى فكنت أعمل وأساعد من حولى على قدر طاقتى فنلت محبة المحيطين بى وثقتهم، ودائما أجد سعادتى فى مساعدة من حولى وإعطائهم إرشادات وتوعيتهم بجميع القضايا المهمة كالتعليم والاهتمام بالصحة العامة وعدم الإنجاب أكثر من اثنين وعدم ختان الإناث، تدرج المبلغ الذى أحصل عليه حتى أصبح 900 جنيه الآن بفضل فخامة الرئيس علمت ابنى حتى حصل على بكالوريوس آداب وأنا الآن أدرس بكلية التجارة الجامعة المفتوحة. وأضافت: حصلت على العديد من الدورات التدريبية لأصقل مهارتى منها قيادة التأهيل السياسى ودبلومة التأهيل السياسى وتنمية وعى ومهارات الرائدات وتوعية المرأة والمجتمع فى الانتخابات المحلية وتنمية مهارات الأسرة الريفية فى إنتاج المحاصيل ودور الشباب فى الوطن وتنمية مهارات الرائدات فى التصنيع المنزلى وغيرها، أهتم بالتدريب وتطوير ذاتى لمعرفة كيفية التعامل مع المشاكل ومع الشخصيات المختلفة التى تحتاج لخبرات لمعرفة التأثير عليها. المرأة فى الوادى الجديد أكثر مشاركة فى الانتخابات وتابعت رضوان: أحب العمل الاجتماعى ودورنا كرائدات نعمل كهمزة وصل بيننا وبين رئيس الوحدة، ونظرا لإيمانى بالمشاركة الاجتماعية وواجبى تجاه وطنى كنت أول المشاركين كعضوة لرابطة المرأة العربية وجمعية حقوق الإنسان وجمعية تنمية المجتمع المحلى وعضو المجلس القومى للمرأة والمجلس التطوعى للشباب وكل ذلك بجانب عملى كرائدة ريفية. شاركت فى إفطار الأسرة المصرية ويوم المرأة وأضافت: أتمنى أن يكون للرائدات تأمين اجتماعى وأن نغير كلمة بدل ملبس وذلك لتأمين الأبناء، نعمل بحب واجتهاد ونساعد فى حلول العديد من المشكلات لدى الأسر، حصلت على العديد من التكريمات وحضرت إفطار الأسرة المصرية فى رمضان وتم تكريمى على جهدى فى حياة كريمة، وفى يوم المرأة المصرية حضرت مع سيادة الرئيس، وأتمنى أن تظل مصر دائما بأمان. حليمة محمود: فتحت فصول محو الأمية ومن جانبها تقول حليمة محمود رائدة اجتماعية بمنطقة العجوزة: حصلت على الدبلوم وفتحت فصل محو أمية وبدأت أتعرف بالحالات الأرامل والمطلقات، ولى صديقة تعمل بالشئون الاجتماعية كانت تطلب منى مساعدتهن، وبعد ذلك طلبت منى العمل كرائدة متطوعة وكنت أتقاضى راتبا رمزيا نحو 45 جنيهًا من 15 عامًا، لم أكن أنظر إلى الراتب أو المقابل ولكنى كنت أشعر عند مساعدتى للمسنين أو الأرامل أو ذوى الإعاقة بالإنسانية، وأن ذلك من واجبى، ثم بدأت أحصل على دورات تدريبية وبدأنا نعقد ندوات توعوية فى التربية الإيجابية والزواج المبكر وختان الإناث والألف يوم، وتدربت على كيفية التعامل مع الأشخاص وفهم الحركات وكيف تكون تعبيرات الوجه والجسد مؤثرة سواء لمن يسمعك أو من تستمعين إليه. تعاسة الحياة الزوجية وأضافت: واجهت العديد من التحديات ففى إحدى الحالات كان الأب يريد أن يزوج ابنته 14 سنة، ولكنى علمت وذهبت للنقاش معه وتوعيته بخطورة ذلك على البنت ومستقبلها ولكن كان يرد ويقول «ملكيش دعوة بنتى وأنا حر» لذا تكلمت مع كبار المنطقة وشرحت لهم الأمر وعدم قانونية ما يفعل وبالفعل استمع إليهم وتخوف من المساءلة وأقلع عن الأمر، وكنت أعانى من مشكلة ختان الإناث حيث كانت الجدة ترغم الأم والأب أن يختنا البنت وتقول لهما «لو لم تختن تصبح قليلة الأدب» فكنت أستعين بالطب ورجال الدين لتوعيتهم وأيضا حالات تم ختانها وأدى ذلك إلى تعاسة فى حياتها الزوجية وفشل وزوجها تزوج عليها، فعرض حالات من الواقع كان يزيد من إقناعهم، وكلما كانت الرائدة قريبة من الناس زادت الاستجابة لها والمصداقية. حوار دائم وفى نفس السياق تقول هدى سميح جادو من الغربية: العمل كرائدة هو عمل توعوى يستهدف السيدات بالأكثر ومن خلاله ننقل رسائل مبسطة ونطوف بالقرى والنجوع لنوصل المعلومة إلى الناس ونغير مفاهيم ومعتقدات خاطئة، أعمل منذ 10 سنوات وأحب العمل التطوعى، من خلال مشاركتى بالأعمال الخيرية بالجمعيات اقترح على البعض العمل كرائدة، حصلت على معهد فنى تجارى وعملت دراسات أخرى لتنمية مهاراتى، وحتى أستطيع التعامل مع كل فئات المجتمع، وفى مجال العمل كرائدة ريفية تجدين مساحة ليس للدخول إلى البيوت ولكن لدخول القلوب، كانت البداية صعبة وهناك تحديات كثيرة ولكن الأمور تغيرت وبقى هناك حوار دائم، نحاول مع الشئون الاجتماعية وبرنامج تكافل وكرامة مساعدة الناس البسطاء بطريقة غير مباشرة ونساعدهم فى استكمال أوراقهم والذهاب معهم للوحدات الصحية وأيضا الأشخاص ذوى الإعاقة نساعدهم بقدر كبير. الرائدة سيدة تهتم بقضايا مجتمعها المحلى عامة وبالمرأة خاصة وتقول د.آمال زكى مستشار وزير التضامن الاجتماعى لبرنامج «وعى للتنمية المجتمعية»: الرائدة الاجتماعية هى سيدة تهتم بقضايا مجتمعها المحلى بصفة عامة وبالمرأة بصفة خاصة، وبالطبع تدريبها وتأهيلها فى غاية الأهمية لأنها تعبر عن صوتنا فى المجتمع فهى تعبر عن وزارة التضامن وتنقل لهم الصورة وما نريد أن نوجه لهم، فهى تطور المجتمع وتغير السلوك، لها دور فعال وتشارك فى النهوض بالمجتمع بشكل كبير، ومن المهم أن نعى أن عمل الرائدة الريفية أو الاجتماعية فى وزارة التضامن هو عمل تطوعى تحصل منه على مكافأة شهرية رمزية. وأكدت زكى أن عمل الرائدات يستهدف الأسر فى أماكنهم لذا تعتبر أنها تعمل فى الميدان ونعتبرها فردا من أفراد الوحدة الاجتماعية وهى الصوت المعبر عن الوحدة وتوصل للوحدة أيضا احتياجات ومشاكل الناس فنعمل على حلها وتوفير الاحتياجات إلى حد كبير، وكل رائدة مسئولة عن 200 أسرة تركز عليهم وتركز على الأسر الأكثر احتياجا، وصلنا ل15 ألف رائدة ونستهدف أن نصل إلى 20 ألف رائدة، ونستهدف الوصول أيضا إلى ألف رائد للوصول لشريحة الرجال أكثر فكما نهتم بالمرأة وكيفية اهتمامها بنفسها وأسرتها وصحتها ومتابعة الحمل وغيره، أيضا الرجل لا بد أن يفهم الرسالة للموافقة على متابعة زوجته للحمل وأن يتلقى أبناؤه التطعيمات، وأيضا نوفر تدريبات مستمرة للرائدات على المهارات التى تستخدمها لنقل المعلومة مثل مهارات الاتصال والمشورة والزيارة المنزلية وأيضا تدريب على القضايا التى نعمل عليها «قضايا وعى»، وكل 10 رائدات لهن مشرفة تقوم بمتابعتهن وتقييمهن ونصل للأسر ونعمل استبيانًا يوضح مدى الاستفادة من عمل الرائدة وهذا التقييم مهم جدا لنا لنجاح البرنامج، كما يوضح لنا التحديات والاحتياجات التى تواجهها الرائدة. تغيير السلوك وتابعت زكى: بالطبع تواجه الرائدة تحديات فى البداية، ولكنها تستطيع التغلب عليها من خلال المهارات التى تدربت عليها، وتلقى الآن الرائدة قبولاً من المجتمع وتساعد فى رفع الوعى المجتمعى والصحى بدرجة كبيرة وتبنى المفاهيم والممارسات السليمة، كما تستطيع مساعدة المرأة للاستفادة من المشاريع وتمكينها اقتصاديا وأيضا مساعدة البعض فى استخراج كارت تكافل وكرامة، وتساعد المرأة أيضا على التدريب على حرفة أو عمل مشروع، وتدل المستفيدات على الحصول على أى خدمة فى الوحدة المجتمعية. وتابعت زكى: ليس من السهل تغيير السلوك ولكن بالاستمرار والمتابعة، وهذا عمل الرائدة والاتصال المباشر يساعد كثيرا فى تغيير السلوك ويكون له مردود قوى، وطبقا لعدد الأسر بالقرية نقوم بتعيين الرائدات والأهم أن تعيينهن فى الريف فقط لأن الحضر لا يتقبل دخول الرائدات منازلهم، لكن الريف تكون الرائدة من نفس القرية ومعروفة لديهم وأيضا هناك نوع من الأمان للرائدة وللأسر أيضا، نختار الرائدة بمعايير معينة فلا بد أن تكون حاصلة على مؤهل متوسط على الأقل ولا يزيد عمرها على 35 عاما ويفضل من لها خبرة فى مجال التوعية أو عملت من قبل به، وأن تكون من نفس القرية وترغب فى العمل التطوعى ومساعدة الآخرين. 2 3 4