شخصيات ومِهن كثيرة جسّدتها أفلامنا المصرية، ومع كل مهنة أو وظيفة منهم اللىّ بيبهتوا على صاحبهم.. وهنا يحضرنى واحد من أشهَر المهن دى، وهى مهنة المهندس فى واحد من أجمل أفلامنا (عائلة زيزى)، وطبعًا أقصد السبعاوى طه شيخ المهندسين اللىّ تقمّص فيه فؤاد المهندس الدور بشكل مذهل ومثل صفات متكررة كتير فى مهندسين حوالينا. كمهندسة أقدر أقول بكل ثقة إن سبعاوى طه جسّد طريقة المهندسين فى حياتهم إلى حد كبير- كان فى شوية مبالغة كوميدية طبعًا بس الخطوط العريضة واحدة. خد عندك مثلاً: - المهندسين لمّا بيواجهوا مشكلة بيحددوها بشكل مجرد وبيدرسوها- التركيز عليها بيكون بغرض إيجاد ومعرفة الحلول المطروحة علشان يقدروا يعرفوا ممكن يعملوا فيها إيه. مبيقعدوش يهروا فى المشكلة فى حد ذاتها ويعيدوا ويزيدوا فيها من الجانب المظلم بتاع ليه كده واحنا ليه ده بيحصل معانا، جو الصعبانات مختصر بشكل كبير وبيحاولوا فى أسرع وقت يستنبطوا المشكلة تتحل إزاى وممكن يحاولوا يقسّموها لو فى منها حاجات مُركبة وجايز لو اتكسرت يكون توافر الحلول بطريقة فعالة أكتر؛ إنما الانغماس فى المشكلة مش طريقتهم، بيزعلوا شوية طبعًا أو يتأثروا وبَعد كده يبصوا للمشكلة من فوق وتبدأ محاولات فك عقدها أو تقليلهم على الأقل. - المهندس دايمًا بيسعى للتحسين المستمر، حتى لو الحاجة كويسة وشغالة بيدوّر إزاى يعلى كفاءتها، عقله شغال بمبدأ إزاى أطلع سِلّمة من مقبول لكويس وبعدها سِلّمة من كويس لممتاز. - المهندس فضولى بطبعه وعنده شخصية تحليلية إلى حد ما، الفضول بتاعه مش بس فى إطار المعلومات المطروحة، بيفكر فيما هو أبعد وخارج الصندوق شوية، الحقائق الخفية بتثير عقله جدًا وبينبّش وراها، عادة ما الفضول بتاعه بيخليه يربط حاجات قد لا تبدو ذات صلة ببعض مع بعض، الهدف الأسمَى عنده لتحليل الأمور وربطها ببعض هو الوصول لمعلومات تساعده على اتخاذ القرارات. - المهندس عقلانى فى أحيان كتير، مش معنى كده إنه لا يفكر بقلبه أو إنه مش عاطفى؛ إنما عقلانى فى المُطلق من ناحية الأمور اللىّ فيها مُعطيات وأسباب ونتائج وبياخد قراراته من بيانات واقعية مدعمة بأشياء ملموسة. - المهندس بيوازن بين الصورة الكبيرة للأشياء والتفاصيل الكتيرة اللىّ فيها.اسأل مهندس مثلاً تعمل ساندوتش إزاى- هتبهرك التفاصيل، مش هيقولك هجيب عيش وأحط جُوّاه جبنة ودمتم كده- هياخدك فى تفاصيل كتير ممكن تكون متوقفتش عندها قبل كده. - المهندس محدد ومبيفتيش فى اللىّ مالوش فيه- وهنا يحضرنى السبعاوى طه لمّا قال لفوزية خطيبته فى الفيلم إن الڤرندة على شكل مربع، وفى بلكونات على شكل متوازى مستطيلات، وفى منها على شكل مسدسات - و كمّل جُملته : أمّا الأعمدة فهى عبارة عن خرسانة مسلحة وأكتر من كده معرفش لأنى مهندس ميكانيكا ومفهمش فى الأسمنت المسلح.