«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكتاب الورقى يواجه تحديات النشر محتفظًا بمكانته العصر الرقمى يفسح المجال للنشر الإلكترونى
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 07 - 08 - 2022

يشهد العصرُ الرقمى ثراءً مَعرفيًا وتنوعًا فكريًا أتاح توافر المعلومات وتداوُلها عبر منصاته الإلكترونية، كما تعددت وسائل القراءة بفضل التقنيات الحديثة؛ حيث أصبحت لم تقتصر على القراءة الورقية بل اتسعت لتشمل القراءة الإلكترونية التى سرعان ما خلقت قراءً وجدوا غايتهم فى الكتب الإلكترونية، بينما التزم آخرون بالقراءة الكلاسيكية للكتاب الورقى الذى يتمتع بمكانته حتى الآن وطقوسه التى يفضلها القراءُ من مختلف الفئات العمرية، ويتضح من ذلك أن ظهور وسيلة جديدة لا يلغى مستخدمى الوسيلة القديمة.

لكل وسيلة جمهور خاص تتوجه له وفئة مستهدفة تحقق إشباعتها من التعرض لها، وذلك ما أكده المختصون فى تحقيق أجرته مجلة «روزاليوسف»؛ حيث أوضحوا أن عملية انتقاء الوسيلة يعتمد على ذوق القارئ ورغباته، وأضافوا إن الكلام المقروء يمنح القارئ فرصة أكبر لاستيعاب المحتوى وتذكره، بينما يعطى الكتاب الإلكترونى فرصة تكامُل مع الوسائط المتعددة وسهولة فى الاستخدام.
الثقافة الرقمية
يوضح د.محمد خليف استشارى الابتكار والتحول الرقمى وعضو مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوچيا المعلومات التابع لأكاديمية البحث العلمى، أن الكتاب الورقى لا يزال يتمتع بمكانته ورونقه وقرائه الذين يفضلونه؛ حيث تتوقف عملية انتقاء وسيلة القراءة على ذوق القارئ وميوله، فهناك من يفضل الكتاب الورقى لكى يشعر بملمس الصفحات، ورائحة الورق، والتعايش معه بشكل شخصى ما يعطى نوعًا من الحميمية يختلف عن استخدام التكنولوچيا، كما أن الكلام المقروء يعطى فرصة أكبر لاستيعاب الحديث وتذكره بشكل أكبر، بينما يميل آخرون إلى القراءة من المحتوى الرقمى كونه يمنحهم أريحية وسهولة فى الاستخدام، ويعطى فرصة تكامُل مع الوسائط المتعددة ليتيح الشرح بالفيديو عبر الروابط الإلكترونية، كما تعتمد عملية اختيار الوسيلة على طبيعة المحتوى؛ حيث يتنوع محتوى الكتاب الرقمى ما بين الصوتى والمرئى ليتيح للقارئ حرية اختيار الوسيلة التى تتوافق مع رغباته.
ويضيف: «طبقًا لأحدث الدراسات التى قام بها مركز بيو للدراسات فإن مبيعات الكتب المطبوعة فى الولايات المتحدة الأمريكية قد زاد فى 2019-2020 نتيجة انتشار جائحة كورونا ولجوء الكثيرين للكتاب الورقى كمتنفس أثناء الحظر؛ حيث زادت مبيعات الكتاب الورقى بنسبة 8 % عن العام السابق وبما يصل لبيع 751 مليون كتاب فى مقابل 191 مليون كتاب رقمى تم بيعها فى الفترة نفسها بنسبة تقارب أربعة لواحد، كما تشير الإحصاءات إلى أن نسب نمو مبيعات الكتاب الورقى بشكل عام زادت بنسبة 13 % بين عامَى 2020 و2021، فى مقابل زيادة نمو مبيعات الكتاب الرقمى بنسبة 22٪ مما يشير إلى أن الجائحة أثرت بشكل إيجابى أكثر على استهلاك الكتب الرقمية، كما يوضح أحد الأبحاث التى أجريت عام 2019 أن 37 ٪ من البالغين فى الولايات المتحدة الأمريكية يقرأ الكتب الورقية «البرنت بوكس»، بينما 28 ٪ يقرأ الكتاب الرقمى والورقى و7 ٪ يقرأ الرقمى فقط، بالإضافة إلى 27 ٪ لا يحب القراءة».
ويضيف: إن استفادة الكتاب الورقى من العصر الرقمى تتمثل فى انتشار ملخصات الكتب على الإنترنت وتوافرها لمحركات البحث، وخَلق نوع من الدعاية والانتشار للكتاب الورقى بشكل كبير، كما أتاحت طرُق التجارة الإلكترونية شراء الكتب الورقية بشكل أسهل، وفرت شبكة الإنترنت والوسائط المتعددة إمكانية ربط الكتاب الورقى بموارد على الإنترنت من خلال استخدام الموبايل الذى بإمكانه أن يقوم بعملية مسح ضوئى لعرض توضيحات بالفيديو أو بالوسائط المتعددة مما يغنى الكتاب الرقمى ويجعل منه شكلا جيدًا.
ويؤكد أن العمل فى مجال النشر الإلكترونى يتطلب فهم سلوك المستخدم للكتاب الرقمى، كما يتوقف تصميم الكتاب على شخصية الكاتب وطريقة استخدامه، وتختلف الكتابة للمحتوى الصوتى عن الكتابة للورقى والمحتوى المرئى، كما يتنوع كل سيناريو وفقًا لطبيعة المستخدم وسلوكياته فى استخدام الكتاب، فضلًا عن تبايُن أدوات نشرها، كما يتعرض الكتاب الرقمى للعديد من التحديات التى تكمن فى القرصنة والترخيص وحماية المحتوى والبرمجيات والتكنولوچيات اللازمة لصناعة الكتاب الإلكترونى وحمايته، ويستلزم العصر الرقمى مبدعين بشكل يختلف عن فكر الكتاب الورقى، ويتميز الكتاب الرقمى بإمكانية انتشاره بشكل كبير مما يلقى مسئولية كبيرة على الناشر والمؤلف فى عملية التدقيق نتيجة وصوله لأعداد كبيرة بسهولة وسرعة عملية مشاركته معهم.
ويفسر أن الثقافة تعنى مجموعة من المعتقدات والمواقف والسلوكيات التى تنتشر بين أبناء الوطن الواحد أو بين فئة معينة من المجتمع، بينما مصطلح الثقافة الرقمية يوضح فكرة التعامل مع تكنولوچيا المعلومات بصفة عامة والإنترنت، كما يحدث فى طريقة التعامل مع نوع من أنواع التفاعل بين الإنسان والتكنولوچيا ويؤثر هذا التفاعُل على طبيعة حياة البشر العملية والشخصية اليومية، كما أن استخدام البشر للتكنولوچيا والوسائط المتعددة والتقنيات الجديدة فى إنجاز المهام اليومية أدى إلى ظهور التغيرات الثقافية والمعتقدات الجديدة، بالإضافة إلى أن استخدام التكنولوچيا بشكل يومى من شأنه يخلق نوعًا من أنواع الصورة الذهنية أو طريقة تعامُل بشرية جديدة مع الإنسان وما حوله نتيجة استخداماته المتكررة للتكنولوچيا، ويتجلى ذلك فى استخدام السوشيال ميديا الذى نتج عنه تغير فى طريقة تعامُل وتواصُل الأهل والأصدقاء مع بعضهم البعض، ومن ثم حدوث تغيرات فى الروتين اليومى للإنسان بشكل عام.
ويعرف الثقافة الرقمية بأنها مجموع تفاعُل البشر مع التكنولوچيا، ومن خلال ترشيد استخدام التكنولوچيا تنتج أكبر فائدة وقيمة مضافة للاستخدامات فى الحياة، ويؤدى ذلك إلى استخدام أفضل للتكنولوچيا والثقافة الرقمية.
ويرى: «وجزء كبير من الثقافة الرقمية هيأثر فى استهلاك الكتاب الرقمى، يكون لدينا استخدامات تكنولوچيا يومية بشكل كبير فى حياتنا مثل: استخدام الموبايل، السوشيال السيارات الحديثة، فتصبح التكنولوچيا متداخلة فى مناحى الحياة وبالتالى مع هذا الاستخدام المكثف للتكنولوچيا أتوقع الكتاب الرقمى هيصبح له دور كبير لأنه بشكل سهل هيستطيع أن يتكامل مع المنظومة القائمة فى حياة الإنسان والتفاعلات اليومية الروتينية القائمة على التكنولوچيا».
عادات ثقافية
ويوضح د.عادل الميرى الكاتب الروائى: «استمرار تواجد الكتاب الورقى فى العصر الرقمى هو مثل استمرار الراديو فى عصر الأقمار الفضائية، فهناك قرّاء يفضّلون الكتاب الورقى، فأنا مثلاً أفضّله لأن كثرة استعمال الشاشة المضيئة مؤذية للعيون، وملمس الكتاب الورقى ورائحة حبر المطابع وإمكانية التخطيط تحت العبارات المهمة وإمكانية كتابة الهوامش هو ما يحبّبنى فى الكتاب الورقى بالإضافة إلى أنه أريح للعين».
ويضيف: «التقدّم العلمى يستمر فى إيجاد وسائل تواصُل جديدة بين الناس والعالم الرقمى أصبح لا غنى عنه فى الوقت الحاضر وبالتالى فإنه لا يمكن تجاهُل الكتاب الرقمى الذى ستكون له مساحات أوسع للانتشار فى المستقبل القريب، كما أن مسألة الكتاب الرقمى هى مثل مسألة التعليم أون لاين التى لا أستسيغها مطلقًا فإن النزول للذهاب إلى الجامعة أو إلى المدرسة ودخول الفصل أو قاعة المحاضرات هى خطوات استعداد لتلقى العِلْم سيحرم منها مَن يتلقى التعليم أون لاين لذلك فإن وسيلة تلقى العلم لا تقل أهمية عن المحتوى».
ويروى«تنمية عادة القراءة منذ الصغر فى حالتى أنا كان بفضل الكتب جميلة الطباعة والألوان التى كانت تهديها لى أمّى فى كل المناسبات فاعتدت منذ الصغر على أن تكون لى مكتبتى كما أنها كانت تذهب معى إلى المكتبة لأختار بنفسى، واعتيادى على الكتاب الورقى منذ طفولتى هو ما يجعلنى أفضّله على الكتاب الرقمى ولكن لا شك فى أن الكتاب الرقمى سيجد انتشارًا أوسع بين الأجيال الجديدة من القرّاء عامًا بعد عام».
ذاكرة الإنسانية
بينما يرى د.محمد إبراهيم طه القاص والروائى: «من الطبيعى أن يظل الكتاب الورقى لفترة زمنية إلى أن يحل الكتاب الإلكترونى مكانه بالكامل، وسيصبح الكتاب الورقى جزءًا من ذاكرة الإنسانية، وتصبح الحياة كلها مميكنة، وكما تخلت البشرية سابقًا عن الآلة الكاتبة، وعن النسخ بالكربون وماكينات التصوير والتجليد والتغليف، ستتخلى عما قريب عن صناعة الكتاب الورقى ونشره بالطرُق التقليدية، كما أن افتتاح دُور جديدة للطباعة والنشر الورقى نوع من العبث، واللعب فى الوقت الضائع؛ لأنها فى غضون سنوات قليلة ستغلق أبوابها كما أغلقت من قبل محلات الفيديو، والاسطوانات وشرائط التسجيل، وكما اندثرت دُور العرض السينمائى، التخلى أمرٌ لا مَفر منه، حتى المكتبات المنزلية ستختفى، ليدخل الكتاب الورقى فى ذمة التاريخ».
ويوضح: «القراءة موجودة بالفعل لدى الأطفال، واستخدام الأطفال لأجهزة الحاسوب اللوحى والهاتف ودخولهم اليومى على الشبكة العنكبوتية يؤكد تنمية القراءة، كما أن معدل القراءة لدى الأطفال الآن أكثر بكثير من معدله قبل خمسين عامًا، وذلك بسبب إتاحة المعلومات وسهولة الوصول إليها، وحتى اكتساب المعرفة للطفل عن طريق القراءة صار الآن مهددًا بوسائط بصرية أكثر جذبًا من القراءة مثل مقاطع الفيديو المتوافرة على يوتيوب والتى تنقل لك المعلومة صوتًا وصورة فى لحظات».
ويضيف: «لسنوات كنت منحازًا للقراءة الورقية، كان الأمر عاطفيًا لا أكثر، وكنت أعتبر أن الاستغناء عن الكتاب الورقى من قبيل الخيانة، أمّا الآن ومع فضائل القراءة الإلكترونية التى سمحت لى بسهولة التصفح، وتكبير الصفحة أو تصغيرها، وأخذ اقتباسات من النص، أو التعليق عليه، وسهولة الاحتفاظ بالنص واستعادته فى ثوان، ما جعل اللجوء إلى مكتبتى الخاصة والبحث فى أرففها محدودًا، بل قلص التوجه إلى المكتبات العامة أيضًا، فالبحث لساعات بين الرفوف عن كتاب يمكن الحصول عليه إلكترونيًا فى غضون ثوان؟».
ويتابع: يمثل المحتوى أهمية، وسهولة التعامل معه وليس الوسيط الذى نقرأ من خلاله، سواء كان ورقيًا أمْ إلكترونيًا، والتحول من الورقى إلى الإلكترونى قادم لا محالة مع انخفاض الأمية الإلكترونية، وفى غضون سنوات قليلة ستغلق دُور النشر والجرائد والمجلات الكبرى أبوابها، أو تتحول إلى النشر الإلكترونى واسع الانتشار والأكثر فائدة والأسهل والأوفر للقارئ فى كيفية الحصول على الكتاب وقراءته والاحتفاظ به».
تحديات ومواجهات
ويفسر الناشر حسين عثمان مؤسّس دار ريشة للنشر والتوزيع، أن الكتاب الورقى له سحر خاص لا يزال يحفظ له مكانته رُغْمَ سطوة التطبيقات الرقمية على حياتنا بشكل عام، وشغلها مساحة أصبح لا يستهان بها فى سوق النشر، كما أن دُور النشر لا تزال تجتهد فى إخراج الكتاب الورقى بما يواكب إيقاع العصر وملامحه وأذواقه؛ خصوصًا أن كل وسيلة لها جمهورها كقاعدة، فمَن يقرأ «ورقى» عادة لا يقرأ «إلكترونى» أو يسمع «صوتى» والعكس بالعكس.
ويوضّح أن متطلبات العمل فى مجال النشر الورقى تتمثل فى عدة جهود متواصلة ومستمرة تبدأ باستيفاء الإجراءات القانونية اللازمة، وضرورة اتساع الأفق المعرفى ومتابعة سوق النشر ورصد أهم الظواهر المتعلقة بأطراف الصناعة، وتنتهى بمهام التوزيع من خلال مختلف قنواته من مكتبات أو منافذ بيع كبرَى وتطبيقات إلكترونية، مرورًا بإعداد الكتاب ذاته للنشر من قراءة مشروعات الكتب واختيار ما يتوافق منها مع منهج دار النشر ومراجعتها وتدقيقها لغويًا وتنسيق الكتاب داخليًا وتصميم الغلاف واستخراج رقم الإيداع والترقيم الدولى، طباعة الكتاب وتسعيره تمهيدًا لتوزيعه.
ويشير إلى التحديات التى واجهها الكتاب الورقى فيقول: «فى عصر التطبيقات الرقمية واجَه الكتاب الورقى ولا يزال تحديات جمّة، ومجرد استمراره بمساحة شغف لدى قطاع كبير من القراء يمثل أحد أوجُه التغلب على هذه التحديات، لكنها تحديات متجددة نتيجة سطوة التكنولوچيا على حياتنا بشكل عام، وهى حتمًا ستفرض كلمتها الرقمية يومًا ما، أتصوره فى مدَى زمنى لن يقل عن ثلاثة عقود، بما يواكب عمر جيل يولد فى أحضان التطبيقات الرقمية ولا يعرف للكتاب الورقى طريقًا».
تاريخ لا ينتهى
ويقول عماد كمال صاحب كشك «دكان الكتب» بالإسكندرية، إن نسبة الإقبال على شراء الكتب تزداد فى فترة الإجازات، وعند انطلاق فعاليات مَعارض الكتاب؛ حيث يقبل القراء على شراء الإصدارات الحديثة، وتقل نسبة الشراء فى فصل الشتاء وعند دخول موسم الامتحانات، كما يقبل الشباب فى الفئة العمرية من 18 إلى 21 عامًا على روايات الرعب والخيال العلمى، بينما تميل المراحل العمرية المتنوعة إلى شراء كتب التنمية البشرية والنفسية والكتب العلمية والتاريخية.
ويضيف: «القراءة تاريخ لا ينتهى، تتبدل العصور وتترك لنا كتبًَا ومَراجع عدة وعلومًا تتوارثها الأجيال، كما تحتفظ الكتب الورقية بمكانتها، وكقارئ أشعر بالكتاب وكأنه صديقى الذى يرافقنى؛ حيث أردت، لذلك لا أتجه للكتب الإلكترونية إلا إذا رغبت فى الحصول على معلومة صغيرة دون تفصيل».
حتمية بقائه
وتوضح د.فؤادة البكرى أستاذ الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان، أنه تم تدريس منهج الإعلام لهذا العام بشكل إلكترونى، وهو ما قوبل بالشكوَى من الدارسين الذين وجدوا صعوبة فى المذاكرة من الكتاب الإلكترونى؛ حيث إن عدم الاعتياد على استخدامه وتخطيط صفحاته وإضافة أفكار لأوراقه، جعل البعض يلجأ إلى طباعة الكتاب الإلكترونى وتحويله إلى ورقى ليشعر بملمسه أثناء المذاكرة.
وتضيف: إن التدريس من أى وسيلة لا يمثل مشكلة، بينما يكمن الأمْرُ فى أن الدارس ينتظر الانتهاءَ من الفصل بأكمله ليقوم بطباعته ومذاكرته مما يؤدى لإهدار وقت متابعته للمحاضرات فور الحصول عليها، كما يتضح من ذلك أن الكتاب الورقى يتمتع بمكانة مهمة ودَور كبير يضمن حتمية بقائه لصالح الدارس الذى لم يعتَد على الخدمة الإلكترونية.
2
3
4


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.