ماكلتش رز و كدهوّن! نيللى وفاطمة كشرى ونازك هانم

بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد والفكر السديد بأنه كان يا ماكان فى سالف العصر والأوان وكدهون تبدأ شهرزاد حلقتها كل يوم بهذه الجملة الخالدة لتسرد حكاياتها المثيرة لشهريار بينما يتابعها الملايين عبر أثير الإذاعة المصرية ويعشقون صوت زوزو نبيل الرخيم ذا الشخصية القوية الحازمة الذى لا يخلو من السحر والأنوثة والإغراء مما يطلع العنان لخيال المستمع أن يرسم بنفسه ملامح لهذه الشهرزاد الساحرة ذات الحسن والدلال والمكر والدهاء وهذا هو سر نجاحها الأسطورى فى الإذاعة المصرية

وكدهون وحتى تحتفظ بهذا السحر الطاغى عندما تقرر نقلها إلى شاشة التليفزيون جعلها المخرج فهمى عبدالحميد من الرسوم المتحركة حتى تحتفظ بسحرها فى نفوس المشاهدين وتسمح لخيالهم أن ينطلق بلا حدود مع الأحداث الخيالية وتطورت عامًا بعد عام ونحن نعيش مع حكاياتها الأسطورية خصوصا بعد أن تمت الاستعانة بشريهان لتضيف من سحرها ورشاقتها وموهبتها ورقصاتها مع فاطيما وكريمة حليمة والست ريما إللى رجعت لعادتها القديمة والدرويش الذى قال لشريهان؛ الدنيا ما تديش محتاج وكدهون ومازال المواطن البسيط يطلق اسم الإشكيف على أى شخصية مكروهة أو شريرة وربما لا يتذكر أنها كانت إحدى شخصيات مسلسل ألف ليلة وليلة ذلك المسخ المخيف الذى عشق الفتاة الجميلة ليلى علوى وخطفها وحبسها فى قفص من ذهب حتى تمكن حبيبها من إنقاذها وقتل الإشكيف الذى ظل فى وجدان المشاهدين رمزا لكل قبيح ومخيف وكدهون وربما لم تحصل أى شخصية درامية على نفس الشهرة والمكانة التى وصلت لها نازك هانم السليحدار الشهيرة بصفية العمرى حيث تحولت الشخصية لرمز للمرأة الراقية الجميلة اللعوب ذات المكر والدهاء الأنثوى والكرامة المجروحة من حب عمرها سليم البدرى الذى اعتاد خيانتها رغم حبه لها ولا ننسى شخصية العمدة المرح ذى الوجه الريفى الطيب والتصرفات المندفعة بشهامة أهل الريف ورقة قلب المحب المحروم الذى قدمها صلاح السعدنى بعفوية أهل الريف وبوجهه الطفولى وضحكته الساذجة التى تخفى مكرا فطريا بسيطا فى صراعه غير المتكافئ مع الباشا البرجوازى سيلم البدرى صاحب الجاه والمال والخبرة الكبيرة فى عالم المال والصناعة وقصة الحب المجهض بين على البدرى ممدوح عبد العليم وزهرة سليمان غانم وآثار الحكيم وكيف عشنا معهم الحب والانكسار والهزيمة وهكذا استطاع المؤلف أسامة أنور عكاشة أن ينحت شخصيات درامية من دم ولحم ومشاعر عاشت واستقرت فى وجدان المصريين رغم مرور السنوات الطويلة من خلال خمسة أجزاء متلاحقة خلال شهور رمضان ليصبح بحق أطول مسلسل مصرى تليفزيونى على الإطلاق إلا أنها أصبحت شخصياته جزءا من الأسرة المصرية الكبيرة معروفة بالاسم وبالتاريخ وكأنها جزء يتحزأ من التراث الشعبى وكدهون استمر المؤلف أسامة أنور عكاشة فى نسج شخصياته الدرامية الرمضانية فقد كانت شخصية أبلة حكمت التى لعبتها السيدة فاتن حمامة بأسلوب وأداء ومذاق مختلف عما اعتاده جمهور التليفزيون فى ذلك الوقت خاصة أنها قدمت قضية يعانى منها كل بيت وكل أسرة وهى قضية التعليم وتنشئة جيل جديد يحمل الراية فى المستقبل وكدهون ربما كان الفنان نور الشريف صاحب السطوة الرمضانية فى قلب وعقل المصريين من خلال عدة مسلسلات أصبحت من علامات الدراما التليفزيونية مثل لن أعيش فى جلباب أبى مع الرائعة عبلة كامل حيث شكلا معا أشهر ثنائى عاطفى ذي طابع شعبى حتى يومنا هذا ورغم مرور أكثر من خمسة وعشرين عاما على عرض المسلسل فإن المصريين يحفظون حواره عن ظهر قلب وينتظرون مشاهدة فرح سنية والحاج عبد الغفور البرعى صاحب أصدق قصة كفاح وحب فى مصر ومازال الكوميكس على السوشيال ميديا يستغل صوره مع حب عمره فاطمة كشرى فى إبداع صور كوميدية متجددة حتى يومنا هذا وكدهون ويدخل الحاج متولى موسوعة الأرقام القياسية فى عدد الزوجات والجمع بينهن فى محبة وورد وعدل ورغم استحالة تنفيذ القصة فى الواقع فإن المصريين عشقوها على الشاشة وتابعوا بالضحكات ذلك الصراع المشتعل بين الزوجات الفاتنات للفوز برضى الحاج متولى صاحب الابتسامة الساحرة والوجه البشوش والشخصية القوية مع لين القلب وهى من مفردات الشخصية المصرية الأصيلة لهذا ارتبط المصريون بشخصية نور الشريف وعاش المسلسل فى وجدانهم وكدهون نجح المسلسل المخابراتى رأفت الهجان فى حجز مكان مميز جدًا فى قلوب المصريين نظرًا لأنه يقدم قصة نجاح المخابرات المصرية فى قلب إسرائيل من خلال شخصية رأفت الهجان التى لعبها بتمكن النجم محمود عبد العزيز ليضيف لها من نجوميته وحضوره ما منحها الخلود رغم مرور السنين وكدهون أما المسلسل الكوميدى فقد كانت له الصدارة على الشاشة منذ مسلسل الفرحة اتكلمت لسناء جميل ونجم الموسم لمحمد رضا وعلى بيه مظهر لمحمد صبحى وشرارة لمحمد عوض والذى تحول لصفة تطلق على الشخصيات التى توصف بأنها نحس وكذلك مسلسل عيون للأستاذ فؤاد المهندس وأحلام الفتى الطاير لعادل إمام وكدهون تظل فاكهة رمضان وطبق الخشاف الشهى هى فوازير نيللى وشريهان والرشاقة وخفة الدم والجمال الربانى والأزياء المبهرة وبصمة المخرج فهمى عبد الحميد وكدهون.
شخصيات درامية كتيرة اتولدت خلال شهر رمضان وعاشت فى قلوب ووجدان المصريين كشخصيات حقيقية أثرت فى ثقافتنا وذكرياتنا وكأنها فانوس رمضان هذه الزمان.