أن تتصدى لكتابة المعالجة الدرامية لمسلسل من تأليف كاتب آخر فهو أمرٌ واردُ الحدوث؛ لكن أن تتصدى لفعل ذلك لمسلسل بتوقيع كاتب عظيم بقدر «أسامة أنور عكاشة» فهو بالطبع أمرٌ استثنائى، يحمل قدرًا من المغامرة، والتحدى فى آن واحد، وهو ما أقدَم عليه هذا العام الكاتب والسيناريست «محمد سليمان عبدالمالك»؛ حيث قام بتحويل المسلسل الإذاعى (راجعين يا هوى) الذى كتبه «عكاشة» منذ ما يقرب من العشرين عامًا، إلى مسلسل تليفزيونى حاورنا «محمد سليمان عبدالمالك» فى «الله ينور». ليست المرة الأولى بالنسبة لكَ التى تتصدى لكتابة معالجة درامية لعمل من تأليف كاتب آخر؛ لكن ما الذى جذبك للعودة إلى عالم «أسامة أنور عكاشة» وتحديدًا للمسلسل الإذاعى (راجعين يا هوى)؟ - بالفعل، فقد كتبتُ من قبل السيناريو والحوار لمسلسل (مليكة) من تأليف «أحمد طاهر ياسين» و(الجسر) من تأليف «بيتر ميمى» لكن العودة لعالم «أسامة أنور عكاشة» الساحر كانت قدرية جدًا، بالإضافة إلى أنه حلم راودنى كثيرًا، فلدى «أسامة» إنتاج غزير يعتمد على تقنيات فى الكتابة لم تعد موجودة فى جيلنا، فقد لفت نظرى أننا أصبحنا مهووسين بالنوع (الأكشن- الرعب- الكوميديا الفارص) ولم نعد نقدم على كتابة الدراما العائلية، والاجتماعية، بالإضافة إلى عدم رغبتى فى تقديم نوع درامى قدمته من قبل حتى لا يتم تصنيفى، لذلك فكرت فى العودة إلى أحد إنتاجات «عكاشة» التى تحمل دراما اجتماعية، ورومانسية، وبها تفاصيل إنسانية، بلا غموض، وبإيقاع سريع، وقد تلاقت رغبتى مع المنتج «تامر مرتضى» وتم التواصل مع ورثة الكاتب الراحل، والبدء فى تحويل (راجعين يا هوى) إلى عمل تليفزيونى. كتابة عمل درامى للإذاعة يختلف بالطبع عن الكتابة للتليفزيون.. ما الصعوبات التى واجهتك للتحويل من وسيط إلى آخر؟ - مدة الحلقة فى المسلسل الإذاعى تتراوح بين (10 إلى 15 دقيقة) أمّا الحلقة فى التليفزيون فتصل إلى 35 دقيقة أو أكثر، وبما أننى قد كتبتُ عددًا من المسلسلات الإذاعية فى السنوات الماضية؛ فأعلم تمامًا أن الحوار هو البطل فى الإذاعة، وأن الأمر متروك لخيال المستمع، أمّا المسلسل التليفزيونى فيحتاج إلى معالجة بصرية مختلفة، وإضافة تفاصيل أعمق للشخصيات، وخطوط درامية أكثر، وهو أمرٌ مشروعٌ فى التحويل من وسيط إلى آخر، ومن الأمور التى جذبتنى ل(راجعين يا هوى) فضلاً عن أن شخصياته تنتمى لعالم «عكاشة» بشكل واضح، وتحمل بصمته، وطريقة نحته للشخصيات، هو الثراء الموجود فى القصة والتى تجعلها تتحمل إضافة خطوط درامية جديدة، وتجعلها صالحة للتقديم فى أى زمان ومكان لأنها تتحدث عن قيمة إنسانية. صِفْ لنا العمل مع «خالد النبوى»؛ لا سيما أنكما قدمتما سويًا مسلسل (ممالك النار) الذى يُعَد من أفضل المسلسلات التاريخية فى السنين الأخيرة؟ - «خالد» فنان ممتع، وصديق قديم، وبيننا تواصُل مستمر، كما أنه إنسان مثقف، وواع، ودائمًا ما تدور بيننا نقاشات حول العمل وشخصياته، وفى (راجعين يا هوى) يقدم شخصية «بليغ أبو الهنا» التى أزعم أنها شخصية جديدة عليه كليًا، لم يقدمها من قبل على مدار مشواره الفنى. وما هى خططك المستقبلية؟ - هى ليست خطط بقدر ما هى أمنيات، أتمنى عمل معالجة درامية تناسب العصر لمسلسل نادر العرض اسمه (عابر سبيل) الذى لعب بطولته «يحيى الفخرانى» فى أوائل الثمانينيات من تأليف «عكاشة»، وهناك روايتان ل«لنجيب محفوظ» أتمنى تقديمهما للتليفزيون، كما أننى أحلم بتقديم عمل تاريخى عن «إخناتون». 15