إعادة اكتشاف مصر شعاره وأوغندا ضيف شرف دورته ال11 الأقصر للسينما الأفريقية.. تحديات قائمة وكفاح مستمر

أيام تفصلنا عن بدء الدورة الحادية عشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، حيث يبدأ المهرجان فى الرابع من مارس عقدا جديدا من النجاح والكفاح أيضا، فبرغم قلة الإمكانيات وتخفيض الدعم المخصص للمهرجان من جانب وزارة السياحة بنسبة 50 %. إلا أن التحضيرات تجرى على قدم وساق لإنجاز دورة مشرفة ليس فقط على المستوى السينمائى، فصناع هذا المهرجان يعلمون تماما أهمية الدور الذى يلعبه فى القارة السمراء، والتى يمثل الاهتمام بها أحد الأولويات المهمة للأمن القومى المصرى، وفى السطور التالية نتعرف على أبرز ملامح الدورة وأهم نجومها المكرمين، وأنشطتها الموازية التى تخدم السينمائيين وشباب الموهوبين فى صعيد مصر.
مبادرات مهمة
(إعادة اكتشاف مصر) ليس مجرد شعار اختاره المهرجان ليكون عنوانا لدورته المقبلة بالتوازى مع الاحتفال بالذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة توت عنخ أمون فى وادى الملوك بالأقصر، وذكرى المئوية الثانية لفك رموز اللغة المصرية القديمة من على حجر رشيد، لكنه هدف ستتم ترجمته على الأرض، منذ حفل الافتتاح الذى سيقام داخل معبدالأقصر وسيلقى فيه الضوء على طريق الكباش بحضور ضيوف من 35 دولة إفريقية ممثلين فى الدورة من خلال أفلامهم، وما يتلوها من فعاليات على مدار أيام المهرجان الممتد حتى العاشر من مارس، خاصة أن المائدة المستديرة الرئيسية للمهرجان سوف تركز على أهمية مواقع التصوير السينمائى فى مصر للمساهمة فى جذب الإنتاج العالمى إليها، وتدعيما لتلك المبادرة المهمة، سيعرض المهرجان برنامج أفلام مصرية وعالمية تم تصويرها فى المواقع الأثرية فى مصر وكذلك عرض برنامج خاص لأفلام المخرج «شادى عبدالسلام» كما تم إعداد كتالوج مصور لمواقع التصوير غير المستغلة.
إهداءات وتكريمات
اختار المهرجان دولة أوغندا لتكون ضيف شرف هذه الدورة، بعدما حققت نجاحات كبيرة فى توزيع الفيلم الأوغندى خارج حدودها فى قرابة 12 دولة إفريقية مجاورة، بالإضافة إلى أنها تضم جيلا صاعدا من المخرجين الشباب أصحاب التجارب المهمة، وتحمل الدورة اسم المخرج السنغالى الراحل «جبريل مامبيتى» الذى قدم أفلاما سينمائية طويلة وقصيرة حملت هموم القارة الأفريقية، وحافظت على هويتها، وحصلت على تقدير دولى كبير، كما تم إهداؤها إلى روح ثلاثة من كبار الفنانين الراحلين وهم: النجم «محمود مرسى» صاحب الأداء العبقرى والمشوار السينمائى الثرى بالأعمال المميزة، والنجمة «هدى سلطان» صاحبة الأداء التمثيلى والغنائى الأسطورى، والأدوار المتميزة فى السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، والمخرج المغربى «محمد إسماعيل» الذى يعد رائدا للسينما المغربية، أما جائزة إنجاز العمر فقد تقرر منحها للنجم «حسين فهمى» لما قدمه من عطاء وأعمال متنوعة فى رحلته الطويلة بالسينما المصرية، حيث قدم ما يزيد على 125 فيلما، وعمل مع كبار المخرجين، وحققت أفلامه نجاحا جماهيريا وتجاريًا كبيرًا وحصل من خلالها على الكثير من الجوائز والتكريمات داخليًا وخارجيًا، كما سيتم تكريم الفنانة الجزائرية «بيونه» والمخرج التونسى «فريد بوغدير»
أما حفل الافتتاح فسيشهد تكريم الفنان «عمرو سعد» الذى سيأتى خصيصا من لبنان لاستلام التكريم، وسيعود إليها مسرعا، وذلك بسبب ضغط ساعات التصوير الخاصة بمسلسله الرمضانى الجديد (توبة) الذى يتم تصويره كاملا فى لبنان، كما يتم تكريم المخرجة وعضوة لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة «أبولين تراورى» من بوركينا فاسو.
كتب قيمة
وبالتوازى مع تلك التكريمات، سيصدر المهرجان مجموعة من الكتب القيمة عن الشخصيات المكرمة، منها كتاب عن «هدى سلطان» بعنوان (10 نساء فى واحدة) تأليف الناقد الكبير «كمال رمزى» وكتاب آخر عن «حسين فهمى» تأليف الناقد «أحمد شوقى» كما يصدر المهرجان كتابا عن المخرج الكبير وخبير السينما الأفريقية «فريد بوغدير» يتناول رحلته المميزة وأهم أعماله، وكتابا آخر عن حامل اسم الدورة المخرج السنغالى الراحل «ديوب مامبيتى» باللغتين الفرنسية والعربية، كما يصدر كتابا آخر عن المخرج «شادى عبدالسلام» تأليف الدكتورة «ميرفت كمونى» ويترجمه للعربية المخرج التونسى «محمود جيمنى» بالإضافة إلى العديد من الإصدارات الأخرى.
مسابقات
يتنافس فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التى تضم فى عضوية لجنة تحكيمها المخرج الكبير «يسرى نصر الله» 10 أفلام، ويمثل مصر فى تلك المسابقة فيلم (2 ميدان طلعت حرب) للمخرج «مجدى أحمد على» ومن المقرر ألا يعرض هذا الفيلم سينمائيا، وأن يتجه إلى المنصات مباشرة.
أما فى مسابقة الأفلام التسجيلية فيتنافس خلالها 11 فيلما من مدغشقر، وجنوب أفريقيا، وتوجو، وأثيوبيا، ومالى، والمغرب، أما من مصر، يتنافس فيلمان هما (شخوص عالمنا التحتى) إخراج «هيثم شرى» و(الأسود العواجيز) إخراج «إبراهيم عباس».
أما فى مسابقة الفيلم القصير، فيعرض خلالها 15 فيلما من بينها 5 أفلام مصرية هى (بتول) إخراج «محمد زهران» و(أوضتين وصالة) إخراج «مينا ماهر» و(جنازة حارة) إخراج «محمد محمود» و(الوصول متأخر) إخراج «ضحى حمدى» و(خريطة) إخراج «ماجى مورجان».
ورش ومشاريع
يطلق مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية مشروعا جديدا خلال دورته الحادية عشرة وهو مشروع (فاكتورى) القائم على دعم المخرجات من أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، فى تجاربهن الأولى ولا سيما فى السينما التسجيلية، حيث تواجهن كثيرًا من التحديات والعوائق، ولذلك يقوم المهرجان بدعم من 7 إلى 9 مشروعات من الأفلام الطويلة، وكذلك التطوير والتدريب والدعم النفسى والمعنوى لهؤلاء المخرجات الشابات من خلال الاستعانة بخبراء من أوروبا وأمريكا، بالإضافة للاستفادة من خبرات مخرجين ومخرجات كبيرات يشاركن بالمشروع لتعزيز الإحساس بالأمان والثقة فى النفس من خلال الورش المعدة خصيصا لهذا الغرض، وسيتم اختيار المشاريع من خلال إدارة المهرجان ومديرة المشروع المخرجة «كوثر يونس».
وعلى صعيد آخر يقيم المهرجان برنامجا خاصا لتنمية الجمهور المحلى ودعم المواهب بصعيد مصر، حيث يقدم 8 ورش فنية، وهى: (الإخراج السينمائى) يقدمها «أحمد رشوان» و(سينما الأطفال) تقدمها «شويكار خليفة» و(إعداد الممثل) يقدمها «الأسعد الجاموسى» و(الأفيش السينمائى قديم فى جديد) تقدمها «زينب صبحى» و(تصنيع مراكب تراثية) تقديم «سعيد الباجورى» و(حكى مسرحى للسيدات) تقديم «إيمان شاهين» و(رسم جداريات) تقديم «أحمد حمدى» و(رسم أطفال) تقديم «وائل نور»، كما ينظم المهرجان، 3 معارض فنية، هى: معرض فوتوغرافيا (توت عنخ آمون)، ومعرض الفنانين التشكيليين من الجنوب، ومعرض أفيشات المكرمين فى المهرجان.
7