هل تعلم أن العالم يحتفل بيوم الصداقة فى الثلاثين من شهر يوليو من كل عام وذلك منذ عام 2011، عندما أعلنت الأممالمتحدة اتخاذ هذا اليوم يوماً عالمياً للصداقة واضعة فى اعتبارها أن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملا ملهماً لجهود السلام وتشكل فرصة لبناء الجسور بين المجتمعات ولاحترام التنوع الثقافى.. فقد رأت الأممالمتحدة أن عالمنا اليوم يعانى العديد من التحديات والأزمات وعوامل الانقسام مثل الفقر والعنف وانتهاك حقوق الإنسان وغيرها كثير والتى تعمل على تقويض السلام والأمن والتنمية والوئام الاجتماعى فى شعوب العالم.. وأن الصداقة يمكنها بتراكم الروابط وتقوية علاقات الثقة أن تسهم فى التحولات الأساسية الضرورية لتحقيق الاستقرار الدائم ونسج شبكة الأمان التى تحمينا جميعاً وتنقلنا إلى عالم أفضل يتحد فيه الجميع من أجل تحقيق الخير العام. وإذا كانت الأممالمتحدة قد تنبهت إلى أهمية الصداقة منذ عشر سنوات فالإسلام قد ثمن الصداقة ودعا إليها وحث المسلمين على الصداقة منذ أكثر من ألف وربعمائة سنة، حتى جعل الصديق يمكنه أن يشفع لصديقه فيدخله الجنة، بل أوضح الإسلام كيفية التعامل مع الصديق مثل أن تحبه وتعلمه فذلك أحرى بزيادة أواصر الصداقة بينكما وأن تدعو له بظهر الغيب بما يحب كما تدعوا لنفسك. فإذا كان العام قد تنبه لأهمية الصداقة لتحقيق الأمن والسلام الاجتماعى بين الأفراد والشعوب والدول فعلينا أن نبدأ فى إحياء أهمية الصداقة فى حياة الأفراد التى تتكون منهم الشعوب بعد ذلك.. فالطبيعة الإنسانية التى خلق الله الناس عليها تسعى جاهدة للتواصل مع الآخر الذى يمكنه المساندة فى الشدائد والمشاركة فى الأفرح أو الأحزان مما يؤدى إلى تضامن أفراد المجتمع وترابطهم وأن تشيع المحبة والتعاون بين أفراده.. فيتحقق السلام الاجتماعى والتعاون على البر ومساعدة الآخرين.. فهنيئاً لكل من له صديق أو عدد من الأصدقاء يذكرونه بالخير ويدعون له فى غيبته ويحفظون سيرته ويعينونه على مصائب الدهر..ولقد من الله على بعدد من الصديقات اللائى قاربت عشرتهن على النصف قرن واللاتى أدعوا لهن بظهر الغيب بكل الخير.. فيا شباب اسعوا لإقامة صداقات حقيقية وليست منفعية لتجدوا من يدعو لكم بظهر الغيب ويالها من نعمة.
