فى عام 2015 بدأت المخرجة الفلسطينية البريطانية «فرح نابلسى» مشوارها السينمائى، حيث قدمت ثلاثة أفلام قصيرة وهى (كابوس غزة) و(اليوم أخذوا ابنى) و(محيطات من الظلم) وجميعها استوحت قصصها من أحداث حقيقية تعكس معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، وفى فيلمها الرابع (الهدية) الذى تم اختياره ضمن القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار ال93، لفئة أفضل فيلم روائى قصير. تسلط «فرح» الضوء على حرمان الفلسطينيين من حقهم الأساسى فى حرية التنقل، من خلال قصة رجل يُدعى «يوسف» وابنته خرجا فى الضفة الغربية لشراء هدية لزوجته، ليواجها خطرًا وإذلالًا على يد قوات الاحتلال الصهيونى على الحواجز المنتشرة فى الضفة المحتلة، ورغم حصول الفيلم على جوائز فى العديد من المهرجانات العالمية، فإن الترشح للأوسكار أمر فارق فى مسيرة «فرح» الفنية.. وفى السطور التالية نحاور «فرح» من مقر إقامتها بلندن عن مشروعها السينمائى، وظروف عملها فى فيلم (الهدية). هل توقعت بعد حصول الفيلم على العديد من الجوائز أن يصل للقائمة القصيرة للأوسكار؟ - كانت لدىّ طموحات كبيرة لهذا الفيلم، ولكنِها لم تصل إلى هذا الحد، ورغم أنه فيلم روائى، فإنه مبنى على واقع قاسٍ جدًا موجود على الأرض إلى اليوم فى فلسطين، لذلك أنا مسرورة جدًا لأن قصة الفيلم حققت تأثيرًا على الجماهير ولجان التحكيم فى جميع أنحاء العالم. يُناقش (الهدية) الحق الأصيل فى حرية الحركة للفلسطينيين.. كيف استلهمت فكرة الفيلم وعملتِ عليها؟ - تُعد حرية التنقل حقًا طبيعيًا وأساسيًا من حقوق الإنسان، وهو شىء لا يحتاج معظم سكان العالم لمراعاته إلا فى فلسطين. الفيلم قصة مستوحاة من أحداث حقيقية، كتبتها بناءً على تجربتى الشخصية عند هذه النقاط للتفتيش، والحواجز الأمنية الإسرائيلية. ماذا عن كواليس تصوير الفيلم وهل واجهتك تحديات ؟ - صورنا الفيلم بالكامل فى منطقة (بيت لحم) بما فى ذلك أحد أصعب الأمور وهو المشهد الثانى من الفيلم، حيث صورنا فى نقطة تفتيش حقيقية وهى معروفة بأنها سيئة السمعة. جميع أفلامك مستوحاة من القضية الفلسطينية، كيف حولتِ أفلامك كوسيلة للمقاومة خاصة أنك ولدت بعيدًا عن الأراضى المحتلة وكانت زيارتك الأولى لفلسطين عام 2013؟ - زرت فلسطين كأول مرة كشخص بالغ فى عام 2013 ، لكننى ذهبت عدة مرات عندما كنت طفلة، وشجعنى والداى على استكمال حياتى فى المملكة المتحدة، لكنهما جعلانى أيضًا على مقربة من ثقافتنا وتاريخنا الموروث وأيضًا على دراية بالظلم الذى حدث وما زال يحدث، فى السنوات الأخيرة بعد زياراتى لفلسطين، بدأت أشعر أكثر من أى وقت مضى أننى كفلسطينية تعيش خارج فلسطين، لدىّ مسئولية لدعم ومقاومة من هم فى الداخل. لماذا تُركزين دائمًا على الأفلام القصيرة؟ - أقوم حاليًا بتطوير أول فيلم روائى طويل لى، اسمه المعلم (الأستاذ) مستوحى من أحداث حقيقية أيضًا، هو فيلم دراما وإثارة معاصر تدور أحداثه فى فلسطينالمحتلة. 2 3