على مدار الأيام الماضية زادت التكهُّنات التى تزعُم بمرض المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على خامنئى، وتدهور صحته كذلك نقل مهام منصبه لنجله مجتبى، وما زاد الأمور تعقيدًا هو عدم ظهور خامنئى خلال الفترة الماضية الأمر الذى أدى إلى نقل وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسميّة عن مهدى فاضلى، المسئول فى مكتب حفظ ونشر أعمال قائد الثورة الإيرانية، والذى أكد أن «القائد بصحة جيدة ومبتهج، ويقوم بواجباته حسب الروتين المعتاد». ووفق تقرير لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أوضح الكاتب يونا جيريمى بوب، المختص بالشئون الاستخباراتية والإرهاب، أن هذه التكهُّنات ربما تكون صحيحة إلى حد كبير، خصوصًا أن صحة خامنئى، 81 عامًا، قد تدهورت بشكل ملحوظ منذ عام 2014 حيث خضع المرشد الأعلى لعملية جراحية دقيقة ومنذ ذلك الحين والتكهُّنات حول وفاته لم تنقطع. وأوضح الكاتب أن صحيفة «نيوزويك» الأمريكية قد نشرت فى تقرير لها، الأسبوع الماضى، أوضحت خلاله أن تدهور حالة خامنئى الصحيّة وزيادة التّوترات التى تشهدها البلاد، عقب اغتيال أبرز عالم نووى إيرانى،محسن فخرى زادة، ربما تبشر الأمور بتغيير فى النظام الإيرانى لأول مرة منذ عام 1989، مستعرضًا أبرز الأسماء المرشحة لتحل محل «آية الله» على خامنئى.. ويعتبر مجتبى، الابن الأكبر لعلى خامنئى 51 عامًا، أبرز المرشحين لتولى منصب أبيه، وبحسب الكاتب الإسرائيلى، فإن مجتبى قد سُلط عليه الضوء فى إيران خلال حملات قمع الاحتجاجات الشعبيّة التى أعقبت الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها عام 2009؛ إذ أثير أنه كان مسئولًا عن استخدام العنف ضد المحتجين. ويحظى الابن الأكبر للمرشد الإيرانى بدعم كبير داخل مراكز القوى الرئيسة فى طهران، بمن فى ذلك الحرس الثورى الإيرانى، ومكتب المرشد الأعلى الذى يتمتع بنفوذ طاغٍ على الهيئات الدستورية فى البلاد، كما يعتبر مجتبى من الشخصيات المتشددة فيما يتعلق بالعلاقات مع الغرب. من جهة أخرى، أوضح الكاتب الإسرائيلى،أنه رغم الدعم الذى يلقاه مجتبى من عدد من مراكز القوى فى طهران؛ فإنه من غير المرجح أن يحظى بتفضيل مجلس الخبراء فى البلاد (مجلس خبراء القيادة الإيرانية) والذى يهيمن عليه ذوو الخبرات الدينية، ومن المرجح أن يكون رئيس القضاء الإيرانى، إبراهيم رئيسى، هو المرشح المفضَّل لدى المجلس، على الرغم من عدم تمتعه بشعبية لدى المجتمع الإيرانى نظرًا لسجله فى مجال حقوق الإنسان، ولا سيما دوره فى عمليات الإعدام الجماعية للسجناء السياسيين عام 1988، مع ذلك عقب خسارته فى الانتخابات الرئاسية لعام 2017، عينه المرشد الأعلى رئيسًا للسلطة القضائية. ومنذ شغله المنصب، زاد رئيسى من الحضور الإعلامى وشن ما أسماه «حربًا على الفساد». وتتفق ميوله مع موقف خامنئى من الاتفاق النووى الإيرانى لعام 2015 والعلاقة القوية مع الحرس الثورى. ويلفت الكاتب إلى أنه من بين الأسماء الأخرى التى ورد ذكرها إلى جانب رئيسى ومجتبى فى التنافس على منصب المرشد الأعلى، نجد أسماء الرئيس الإيرانى الحالى حسن روحانى، وسلف إبراهيم رئيسى، الذى كان رئيس السلطة القضائية الإيرانية منذ عام 2009 إلى عام 2019، صادق لاريجانى.