تشهد الساحة السياسيّة زخمًا شديدًا خلال الفترة الحالية، فبالتزامن مع إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات نتائج الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشيوخ، وافق البرلمان خلال جلسته العامة، الأسبوع الماضى، على قانون تقسيم دوائر انتخابات مجلس النواب، وإحالته لمجلس الدولة، وما بين احتفالات مرشحى «مستقبل وطن»، وصدمة الكثيرين بنتائج الشيوخ، تُعيد الأحزاب ترتيب أوراقها من جديد، استعدادًا لانتخابات مجلس النواب المقرر لها نوفمبر المقبل، أملًا فى تحقيق نتائج أكثر إيجابية، تُثبت لهم قبل الآخرين أنهم ليسوا مجرد رموز انتخابية على ورقة الاقتراع. مستقبل وطن «أسد الشيوخ»
أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، نتائج انتخابات مجلس الشيوخ، وقد فازت القائمة الوطنية «من أجل مصر» بال 100 مقعد المخصصة لنظام القائمة فى الدوائر الأربع، وذلك بعد حصولها على نسبة تجاوزت 5 % من إجمالى الأصوات الصحيحة، فيما حسمت 74 مقعدًا على المقاعد الفردية، وستجرى جولة الإعادة بين 52 مرشحًا على 26 مقعدًا فى 14 محافظة. ومن بين المقاعد الفردية التى حُسمت، قد حصل حزب مستقبل وطن منها على نصيب الأسد، ففاز من مرشحيه 68 عضوًا، وفاز من حزب الشعب الجمهورى 5 أعضاء، إضافة للمستقل هادى مرجان، فيما يخوض جولة الإعادة 24 مرشحًا لحزب مستقبل وطن، 2 من المرشحين لحزب الشعب الجمهورى، و4 لحزب النور، و3 حماة الوطن، ومرشح للمؤتمر، ومرشح للحركة الوطنية، ومرشح للاتحاد، و16 مستقلاً. ومن جانبه، تحدث المهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، عن أن انتخابات الشيوخ باعتبارها عُرسًا ديمقراطيًا يليق بمكانة مصر، قائلا إن نسبة المشاركة جيدة فى ظل الظروف الراهنة بانتشار فيروس كورونا وعدم إقامة أى مؤتمرات مع المواطنين، وبشأن النتائج قال إنها عبرت بشكل كبير عن قوة كل حزبه بالشارع، وأنه وفقًا للحسابات فقد حقق الحزب نحو 70 مقعدًا فرديًا، و59 قائمة. وأضاف «الخولى»: إن أهم ما ميّز الانتخابات هو عدم إقصائها أحدًا، وضمها لمختلف التيارات السياسية من المؤيدين والمعارضين، ما سيثرى المجلس بأكبر قدر من الآراء المتباينة التى من شأنها الوصول لأفضل المقترحات والنتائج. وفى السياق ذاته، قدم حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، التهنئة لنواب الحزب الفائزين فى انتخابات مجلس الشيوخ، التى أسفرت عن فوز خمسة عشر من نواب حزب الشعب الجمهورى من الجولة الأولى مندون إعادة، وخوض مرشحين جولة الإعادة فى محافظتى قنا والقليوبية. وقال «عمر»: إن الحزب وضع خُطة لدعم مرشحى جولة الإعادة وهما، الصحفى أبوسريع أبوسريع إمام بمحافظة القليوبية، وعبدالراضى عربى فى قنا، مشيرًا إلى أنه عقب انتهاء جولة الإعادة فى انتخابات الشيوخ، سيبدأ الحزب استعداداته الفورية لانتخابات مجلس النواب. انتخابات النواب على الأبواب أسابيع قليلة تفصلنا عن انتخابات مجلس النواب المقرر لها نوفمبر المقبل، وبإقرار قانون تقسيم الدوائر تكون قد اكتملت القوانين المنظمة للانتخابات، حيث وافق البرلمان، برئاسة الدكتور على عبدالعال، فى جلسته العامة نهائيًا على مشروع قانون تقسيم دوائر مجلس النواب، المقدم من الدكتور عبدالهادى القصبى، رئيس ائتلاف دعم مصر، وأكثر من 60 نائبًا، وذلك بأغلبية ثلثى أعضاء المجلس وقوفًا، وتم إرسال المشروع لمجلس الدولة. وقسم مشروع قانون الدوائر الانتخابية إلى 143 دائرة انتخابية تخصص للانتخابات بالنظام الفردى، و4 دوائر انتخابية تخصص للانتخاب بنظام القوائم، وجاء التقسيم كالآتى: الدائرة الأولى ومقرها دائرة قطاع القاهرةوجنوب ووسط الدلتا، ومقرها مديرية أمن القاهرة، وتضم 6 محافظات (القاهرة، القليوبية، الدقهلية، المنوفية، الغربية، كفر الشيخ)، وخصص لها 100 مقعد. الدائرة الثانية «شمال ووسط وجنوب الصعيد» تضم 11 محافظة (الجيزة، الفيوم، بنى سويف، المنيا، أسيوط، الوادى الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر)، وخصص لها 100 مقعد، أما الدائرة الثالثة «دائرة قطاع شرق الدلتا» وتضم 7 محافظات (الشرقية، دمياط، بورسعيد، الإسماعلية، السويس، شمال سيناء، جنوبسيناء)، فخصص لها 42 مقعدًا، والدائرة الرابعة والأخيرة «قطاع غرب الدلتا» تضم 3 محافظات (الإسكندرية، البحيرة، مطروح)، وخصص لها 42 مقعدًا.. وقد شهدت مناقشة المشروع بعض الاعتراضات من النواب، بسبب تقليص عدد المقاعد ببعض الدوائر، وتوسعة نطاق دوائر أخرى. وردًا على تلك الاعتراضات، قال النائب عبدالهادى القصبى، رئيس ائتلاف دعم مصر ومقدم مشروع القانون: إن تعديل قانون انتخابات مجلس النواب، كان ضرورة واستحقاقًا قانونيًا لتوفيق أوضاع الدوائر بعد صدور قانون مجلس النواب بنظام ال50 % للفردى ومثلها للقائمة، لذلك تم تقسيم مصر إلى 143 دائرة انتخابية فى النظام الفردى، بعدد مقاعد 284 و4 قوائم لها 248 مقعدًا، وقال: «عدد المقاعد الفرد أصبح أقل، وبالتالى كان من المنطق اتساع بعض الدوائر». وأضاف «القصبى» أنه تم الاعتماد فى إعداد مشروع القانون على القواعد الدستورية، وبإشراك مجموعة كبيرة من رؤساء الأحزاب وأساتذة قانون دستورى، ورجال متخصصين فى المحليات، مشيرًا إلى أنه تم الاعتماد خلال وضعه على عدد من المعايير والضوابط منها قاعدة بيانات الناخبين، واحتساب الوزن النسبى للمقعد الواحد، والتمثيل العادل للسكان فى ضوء ما انتهت إليه المحكمة الدستورية، بالإضافة إلى مراعاة المحافظات الحدودية.. وأوضح أن مشروع القانون تم وضعه على عدة أسس، من بينها فيما يتعلق بقاعدة بيانات الناخبين، فتم الاعتماد على بيانات الهيئة العليا الوطنية للانتخابات لعام 2020، وفيما يتعلق بعدد السكان تم الاعتماد على بيان الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، وأحدث بيان لها فى 2020، وتم احتساب الوزن النسبى للمقعد الواحد وفقًا لما انتهى إليه قرار المحكمة الدستورية فى 2015، بحساب الوزن للمقعد بحاصل جمع عدد السكان مع عدد الناخبين، وقسمة الناتج على 2 وقسمة الناتج على عدد مقاعد المجلس.
استياء بالوفد.. استعداد بالحرية.. عودة للمصريين الأحرار
فى حزب الوفد، أثارت نتائج الانتخابات حالة استياء شديدة بين أعضاء الهيئة العليا للحزب ولجان المحافظات بسبب النتائج الصادمة، وقالت مصادر بالحزب إن نتائج الشيوخ أصبحت تضغط على المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس الحزب، وذلك بعد فوز أعضاء القائمة ال6 فقط، وخسارة جميع مرشحى الفردى، فى الوقت الذى كان يؤكد فيه أكثر من مرة أن بيت الأمة باعتباره أقدم الأحزاب سيحل فى المرتبة الثانية. وكشفت المصادر، عن الخلاف الذى نشب بين «أبو شقة» و«سليمان وهدان»، بسبب نتائج الشيوخ، حيث كانا ممثلى الوفد فى تفاوض القائمة، وعقب إعلان النتائج أعلن «وهدان» تبرؤه من ذلك، بأنه اتفق على حصول الوفد على 12 مقعدًا بالقائمة، إلا أن تدخل « أبو شقة» بدلاً منه منحهم 6 مقاعد فقط. وأضافت المصادر، إن هناك اجتماعًا للهيئة العليا غدًا الأحد، وبالتأكيد سيتم مناقشة نتائج الشيوخ وحالة الغضب التى اجتاحت لجان المحافظات، ووضع قواعد واستعدادات جديدة تُمكِّن الحزب من الضغط للحصول على مقاعد أكثر فى قائمة «من أجل مصر»، أو بالنسبة للتنسيق حول الفردى، لتعويض انتكاسة الشيوخ. وفى حزب الحرية المصرى، قال المحاسب أحمد مهنى، الأمين العام للحزب وعضو المجلس الرئاسى، إنهم مستعدون بقوة لخوض انتخابات مجلس النواب فى جميع المحافظات، وأن الحزب فتح أبوابه لاستقبال طلبات الترشح مرة ثانية، رغم جاهزية مرشحيه وذلك لاختيار أفضل العناصر التى ستمثل الحزب. وأضاف «مهنى» أن قوة حزب الحرية المصرى ستظهر خلال انتخابات النواب، عكس ما حدث فى انتخابات الشيوخ نظرًا لبعض المتغيرات داخل الحزب التى أحدثت بعض الارتباك، مشيرًا إلى أن الحزب ينتظرالاجتماع مع «تحالف من أجل مصر»، للتشاور حول مقاعد الحزب بالقائمة، والتنسيق على المقاعد الفردية، مؤكدًا أن التحالف هو الأفضل فى المرحلة الحالية. وبشأن قانون تقسيم الدوائر، أوضح أنه كان مرضيًا للجميع، رغم العيوب البسيطة التى شابت بعض الدوائر التى اتسعت عن السابق أو قل عدد مقاعدها، إلا أنه فى النهاية تم التوافق وخرج القانون من غير تعديل. ومن جهته، قال الدكتور أيمن أبو العلا، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن الحزب جاهز بمرشحيه لخوض الانتخابات المقبلة، وأن المشهد سيختلف عن انتخابات الشيوخ، وأن القرار سيعود للدكتور عصام خليل والمكتب السياسى. مضيفًا، أن الحزب يطمع بأن يفوز كل مرشحيه فى انتخابات النواب أيًا كان عددهم، وأن قرار الانضمام لتحالف «من أجل مصر» لم يتم التشاور حوله إلى الآن، وعمومًا التحالفات الانتخابية تضيف قوة للانتخابات.