بعد مرور أكثر من شهر ونصف الشهرعلى مقتل الشاب الأسود الأمريكى جورج فلويد فى 25 من مايو الماضى على يد قوات الشرطة فى مدينة مينا بوليس الأمريكية.. لايزال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتمسك بعنصريته حتى فى لقاء له مع شبكة (سى بى إس نيوز) عندما سُئل عن استمرار مقتل الأمريكيين السود على أيدى الشرطة- بالإشارة إلى مقتل عدد أكبر من السود مقارنة بالبيض- جاءت إجابته «وكذلك البيض.. وكذلك البيض.. ياله من سؤال فظيع تسألونه.. وكذلك البيض».. مضيفًا إن أعدادًا أكبر من البيض (قُتلوا).. بسبب مثل هذه المواقف يواجه الرئيس الأمريكى اتهامات عديدة منها تشجيع العنف ضد السود ونشر الأفكار العنصرية فى البلاد. وجاءت المظاهرات التى انتشرت فى أكثر دول العالم بعد مقتل «فلويد» والتنديد بالعنصرية واستخدام العنف المفرط ضد السود؛ لتؤكد أن العالم قد تغيرت أفكاره وأن الحرية والعدالة التى ظلت أمريكا تتشدق بأنها تحاول نشرهما حول العالم أصبح عليها الآن أن تطبقهما داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية ذاتها.. وقد صرّح أحد أعضاء الاتحاد الأمريكى للحريات المدنية جيفرى روبنسون أن عنصرية ترامب مُطلقة لدرجة أنه يمتنع حتى عن الإدلاء ولو باعتراف ضمنى بعنف الشرطة المتفشى ضد المواطنين السود فى أمريكا.
وكان رد فعل الشباب الأمريكى الغاضب هو ظهور حركة «حياة السود مهمة»، التى انتشرت فى دول العالم وقامت المظاهرات لمناهضة العنف والعنصرية.. وقد قام المتظاهرون فى أمريكا بإسقاط نصب تذكارية وتماثيل لشخصيات ورموز كانت أياديها ملطخة بالعنصرية والاضطهاد ضد السود والسكان الأصليين للبلاد.. وانتقلت عدوَى إسقاط تماثيل بعض الرموز العنصرية إلى إنجلترا؛ حيث أسقط المتظاهرون تمثال «إدوارد كولستون» من القرن ال17 وهو أحد تجار العبيد من الغرب الإفريقى، وقد جنَى ثروة هائلة من هذه التجارة.. وقام المَثّال الإنجليزى مارك كوين بوضع تمثال جديد منذ ساعات على منصة تاجر العبيد لمتظاهرة من ذوى البشرة السوداء تُدعَى «جين ريد» وأطلق على عمله الفنى هذا (صعود القوة « جين ريد» 2020).. فمَهما طال الظلم أو الاضطهاد أو العنصرية فلكل شىء نهاية.
