«الحفاظ على المسافات الآمنة» أصبحت هى القاعدة الأهم والأكثر انتشارًا حول العالم باختلاف الثقافة أو اللغة، تزامنًا مع التوجه نحو التعايش مع فيروس كورونا.. وبما أن أصحاب المطاعم والمقاهى هم الفئة الأكثر تضررًا من الإغلاق؛ لجأ البعض لحيل وطرق مختلفة لتنفيذ سياسة التباعد الاجتماعى، فى محاولة لعودة الحياة إليها بعد استئناف العمل، وتحقيق التوازن بين عودة الحياة إلى طبيعتها والوقاية من فيروس كورونا فى نفس الوقت.
مطعم الطاولة الواحدة
افتتح الزوجان ليندا كارلسون وراسموس بيرسون الذى يعمل طاهٍ لشخص واحد فى مقاطعة فارملاند فى غرب وسط السويد, التى تقع فى وسط مرج وأطلقوا عليه اسم Bord för En والتى تعنى طاولة لشخص واحد ليس لديها طاقم خدمة وبدلاً من ذلك سيتم توصيل وجبة نباتية مكونة من ثلاثة أطباق مقترنة بالمشروبات إلى الطاولة الفردية عبر سلة معلقة من نافذة مطبخ الزوجين.
ويتم عرض قائمة واحدة فقط فى Bord för En لأولئك الذين يحالفهم الحظ بدرجة كافية يسجلون الحجز الوحيد فى اليوم لاختيارك لتناول الإفطار أو الغداء أو العشاء المكون من طبق رئيسى من كروكيت الذرة الحلوة وحلوى تسمى آخر أيام الصيف مصنوعة من التوت الأزرق وحليب الزبدة المثلج وسكر الفيولا المصنوعة من البنجر المحلى من اختراع الزوجين. توصل «بيرسون وكارلسون» إلى الفكرة القائمة أثناء توصيل الطعام إلى والدى كارلسون أثناء الوباء وسيقوم بيرسون الزوج معظم الوقت بإعداد الطعام ونظرًا لأن بعض المكونات وأغراض البقالة لم تكن متاحة بسهولة يقول كارلسون أنه سيتعين عليهم الاعتماد على ما هو موسمى ونمو محليًا وبالتالى يمكن أن تتغير القائمة على أساس يومى.
ويقدم المطعم عينة من الأطباق تشمل Råraka تجزئة على الطريقة السويدية كما سيتم تقديم المشروبات برعاية جويل سودرباك مؤس Linje Tio تسمى الآن Tjoget والتى تصدرت قائمة أفضل 50 بارًا فى العالم لعام 2019.
ويعتبر افتتاح Bord för En هو النهج الإبداعى لمفهوم مطعم ما بعد Covid-19 وقد وضعوا تفاصيل صارمة للتجربة سيتبع الضيوف التعليمات من محطة الحافلات إلى المائدة، كما أنه لا يوجد أى نوع من أنواع التفاعل الاجتماعى، ويتم تعقيم الطاولة والكراسى بعد ست ساعات من مغادرة العشاء.
يخطط الزوجان لفتح المزيد من تجارب تناول الطعام بمفرده ولكن لا يوجد أى تجربة تسمح بأكثر من شخص واحد فى كل مرة حتى بعد تراجع خطر الإصابة بالفيروس التاجى وسيظل مفتوحًا حتى 1 أغسطس. يمكن العثور على مزيد من المعلومات ونموذج الحجز على bordforen.com.
الدمى البشرية والمجسمات
فرض فندق فرجينيا فى واشنطن التباعد الاجتماعى من خلال وضع دمى أنيقة كبيرة تشبه البشر فى مقاعد فارغة لتقليل عدد الضيوف المتوقع حضورهم، وانتشرت الفكرة بشكل كبير بأشكال مختلفة فى معظم مطاعم العالم وخاصة فى دول آسيا التى تستقبل أعدادًا كبيرة من السياح، ففى بانكوك يجلس العملاء فى مطعم Maison Saigon إلى جانب دميا الباندا القطنية المحشوة لتذكيرهم بالمسافة الاجتماعية.
كما يسمح مطعم آخر فى بانكوك للزبائن بالجلوس إلى جانب التنانين الكارتونية فى محاولة للحفاظ على المسافة الاجتماعية، بينما استخدم مطعم Open Hearth فى جنوب «كارولينا» فقرة الدمى المنفجرة القابلة للنفخ النى تجلس بجوار الزبون إلى أن ينهى تناول طعامه.
وقرر مالك مطعم Five Dock إضافة قطع من الورق المقوى إلى الطاولات الفارغة، بغرض التسلية حتى لا يشعر الزوار بأنهم يأكلون فى مطعم فارغ، وذلك بعد أن سمحت الحكومة الأسترالية بإعادة فتح المطاعم ومناطق تناول الطعام بالفنادق والمقاهى بحد أقصى 10 ضيوف.
طاولات وقبعات
وفى الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلن بار ومطعم Fish Citys Tales فى ولاية ماريلاند عن استخدام طاولات قابلة للنفخ لإبقاء الناس على بعد ستة أقدام من بعضهم البعض.
تم تصميم تلك الطاولات من الأنابيب الداخلية لإطارات السيارات مع وجود عميل فى المنتصف لضمان المسافات الآمنة بين الزبائن، وتباع الطاولات القابلة للنفخ حسب الطلب، كما أنها متاحة للتأجير أيضًا عبر موقع Revolution.
تتراوح تكاليف الإيجار بين 130 ل 150 دولارًا وتكاليف الشراء ما بين 400 دولار و500 دولار، وتم عرضها لأول مرة فى مطعم ماريلاند ما لفت انتباه الجميع.
وفى ألمانيا احتفل مقهى roth الذى يقع فى ولاية مكلنبورغ، بإعادة افتتاحه من خلال إعطاء الأشخاص قبعات السباحة ذات العصى الطويلة لإبعادهم عن بعضهم البعض، بعد أن بدأت ألمانيا تخفيف قيود الإغلاق فى أواخر أبريل، والسماح بإعادة فتح معظم المساحات التجارية التى تبلغ مساحتها أقل من 8600 قدم مربع، مع الحفاظ على الإجراءات الوقائية والنظافة الاجتماعية.
وأوصت الحكومة الألمانية باستخدام الأقنعة، كما قامت سلسلة مطاعم برجر كينج باستخدام تيجان ضخمة لأول مرة فى ألمانيا يبلغ قطر كل تاج من الورق المقوى ستة أقدام، بحيث يتم تذكير العملاء بالمسافة الاجتماعية، وتوزع التيجان بشكل مجانى على الزبائن الراغبين فى البقاء داخل المطعم.
حواجز مبتكرة
ابتكرت مطاعم ومقاهى إيطاليا فكرة الحواجز بكل أنواعها، حيث ثبت مطعم Goga Cafe حواجز زجاجية بين الطاولات وحتى بين ضيوف الطاولة الواحدة.
واتخذ مطعم «شابو شابو» فى بانكوك نهجًا مشابهًا لكن باستخدام البدائل التى تبدو أسهل من الأنابيب والألواح البلاستيكية للحفاظ على المسافات الآمنة، وفى هولندا انتشرت فكرة الكبائن الزجاجية والتى يطلق عليها serres séparées أو الدفيئات المنفصلة بالإضافة إلى البيوت الزجاجية، إذ يرتدى النوادل الواقيات للوجه ويقدمون الطعام على لوح خشبى لمنع أى اتصال مباشر بين المطاعم والعاملين.
مطعم Penguin Eat Shabu hotpot فى تايلاند أضاف حواجز بلاستيكية إلى طاولاته بعد تخفيف بعض قيود الإغلاق فى بداية مايو مع تطبيق الارشادات الصارمة فى المطاعم والمقاهى، ما أدى لبناء حواجز بلاستيكية لكل طاولة فى غرفة الطعام الخاصة فى الكثير من المطاعم، كما ابتكر مطعم جديد فكرة شلال الطعام والمال، الذى يمكن للنادل من خلاله صنع القهوة ووضعها فى الدرج وخفضها إلى العميل، وتم بناء المزالق أيضًا كوسيلة سهلة لمنع العملاء والموظفين من التفاعل المباشر مع بعضهم البعض.