«أول مرة فى حياتى كممرضة ثم نقيبة ومسئولة عن التمريض فى مصر، أجد هذه الاستجابة من القيادة السياسية لجنود مصر من الجيش الأبيض»، هكذا تُعلق الدكتورة كوثرمحمود، نقيب عام التمريض على قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا بزيادة بدل المهن الطبية بنسبة 75 % عن القيمة الحالية، وذلك بتكلفة إجمالية قدرها حوالى 2 مليار جنيه، فضلاً عن إنشاء صندوق مخاطر لأعضاء المهن الطبية، إضافة لصرف مكافآت استثنائية لجميع العاملين بمستشفيات العزل والحميات والصدر والمعامل المركزية على مستوى الجمهورية من صندوق تحيا مصر. فى الحوار التالى تتحدث نقيبة التمريض لروزاليوسف عن استعدادات قطاع التمريض لمواجهة أزمة كورونا ودور النقابة خلال الفترة الحالية، وكيف استفاد القطاع من زيادة بدل المهن الطبية، ودور النقابة فى دعم أطقم التمريض.. وإلى نص الحوار:
ما دلالة اتخاذ الرئيس السيسى هذه القرارات الخاصة بزيادة بدل المهن الطبية فى هذا التوقيت بالنسبة لك؟
- هذه القرارات خطوة استباقية من الرئيس السيسي، توقعنا أن تحدث بعد انتهاء أزمة مكافحة كورونا، ولكن الرئيس فى استجابة سريعة للعاملين بالمنظومة الصحية بصفة عامة والتمريض بصفة خاصة حرص على تقديم الدعم المعنوى والأدبى لهم فى كلمته أثناء احتفالية يوم المرأة المصرية، ثم الدعم المادى المتمثل فى هذه القرارات وهى خطوة تعكس احترام وتقدير القيادة السياسية للفريق الصحى بمصر.
وأجزم أنها أول مرة فى حياتى كممرضة ثم نقيبة ومسئولة عن التمريض فى مصر، أجد هذه الاستجابة من القيادة السياسية لجنود مصر من الجيش الأبيض، الذين عاهدوا أنفسهم ووطنهم فى تأدية رسالتهم على أكمل وجه دون الحصول على مقابل لأنه دورنا الأصيل فى الحفاظ على صحة المواطن المصري.
ولكن بعض قيادات نقابة الأطباء اعتبروا هذه القرارات منقوصة من دون زيادة بدل العدوى خاصة فى ظل وجود وباء خطير مثل كورونا ووفاة اثنين من الطاقم الطبى حتى الآن .. مارأيك فى ذلك؟
- ما أقره الرئيس من زيادة البدل ل 75 %، هو تعويض مناسب حتى الآن مقابل قيمة بدل العدوى المنخفضة التى كانت 16 جنيهًا للتمريض، وهو خطوة إيجابية فى ظل الظروف الاقتصادية التى يمر بها البلد الآن فى ظل مكافحة كورونا، وبعد انتهائها نأمل فى إعادة النظر فى مطالب كثيرة تخص المنظومة الصحية، منها ماليات التمريض من بدل العدوى وبدل السهر، وكذلك زيادة الحوافز على إجمالى الراتب وليس الحافز الأساسى أسوة بباقى العاملين بالدولة، كما نطالب باعتبار الضحايا من الطاقم الطبى الذين يفقدون أرواحهم جراء إصابات المهنة شهداء للوطن ويتم تكريم ودعم أسرهم.
ولا أظن أن القيادة السياسية ستؤخر شيئًا عن الطواقم الطبية والدليل على ذلك ما تم إقراره من مخصصات رغم الظروف الاقتصادية الحالية بتكلفة إجمالية قدرها حوالى 2 مليار جنيه.
كم عدد المستفيدين من هذه القرارات من قطاع التمريض؟
- نحو 220 ألف ممرض وممرضة من العاملين فى القطاع الحكومي، ولكن نناشد الرئيس من خلال مجلتكم الموقرة إضافة العاملين بالتمريض فى المستشفيات غير المخاطبة بقانون المهن الطبية رقم 14 لسنة 2014، والتى تعرف «بمستشفيات ذات طبيعة خاصة» مثل عين شمس التخصصى وقصر العينى الفرنساوي، فهم لم يحصلوا على هذه الزيادة الجديدة، ونأمل إدراجهم للحصول على هذه الميزة حتى يشعروا بالمساواة والعدالة مع زملائهم، ويستفيدوا من هذه الميزة التى وجهها للفريق الصحى فى مصر.
كان بدل المهن الطبية يترواح بين 400 - 700 جنيه حتى عام 2015، كم سيصل بعد الزيادة المقررة خاصة مع شكوى البعض من خصومات المستقطعات؟
- أطقم التمريض المخاطبون فى قانون المهن الطبيبة من الحاصلين على البكالوريوس قيمة البدل لهم كانت 450 جنيهًا، وباقى أطقم التمريض 400 جنيه، وستصل الزيادة الجديدة لما يزيد على 300 جنيه تقريبًا، فمثلا أفراد التمريض (الحاصلون على بكالوريوس ) كان البدل 375 جنيهًا بعد خصم المستقطعات، أما بعد الزيادة ستُصبح قيمة البدل 875 جنيهًا، وبالنسبة لفنيى تمريض والفنيين والكيميائيين: كانت قيمة البدل حوالى 300 جنيه، وبعد الزيادة تُصبح 700 جنيه.
كما أننى تواصلت مع وزير المالية مباشرة لكى يفتح ملف النبطشيات والسهر للتمريض، وأخبرنى بأن السنة المالية الجديدة وشهر يوليو المقبل سيشهد حزمة مزايا للعاملين بالدولة منها تقليل ضريبة كسب العمل، التى كانت خصوماتها عالية، وبالتالى لن تتأثر قيمة البدل ال 75% الحديثة كثيرا من هذه المستقطعات، فضًلا عن العلاوة الدورية للمُخاطبين بقوانين خاصة لتصل الى 12% ولجميع العاملين بالدولة بنسبة 10%، بجانب العلاوة الإضافية المقررة فى شهر يوليو، وهى حزمة مزايا ستحقق توازنًا مع القرارات الجديدة لزيادة بدل المهن الطبية.
تضمنت القرارات الرئاسية توصية بإنشاء صندوق مخاطر لأعضاء المهن الطبية .. فى رأيك ما المهام التى يجب أن يعمل عليها هذا الصندوق مستقبلا ؟
- هذا الصندوق كان أحد الاقتراحات التى تقدمت بها نقابة التمريض منذ فترة لضرورة وجود كيان لأفراد المنظومة الصحية يتم حمايتهم من خلاله أسوة بمصابى وشهداء الجيش والشرطة وفقًا لقانون رقم 16 لسنة 2018، وهو قرار تاريخى وجاء فى الوقت المناسب، ويبعث الطمأنينة فى نفوس كل العاملين بالطواقم الطبية والذين يواجهون فيروس كورونا فى الصفوف الأمامية، ولكن نطالب بأن تشارك جميع النقابات المختصة الأطباء، التمريض، الصيادلة وكل المخاطبين من قانون المهن الطبية أثناء وضع اللائحة التنفيذية للصندوق، وأن تحدد اللائحة بدقة تصنيف الحالات سواء إصابة عمل مباشرة و من هم الشهداء الذين فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم.
فيما يتعلق بطاقم التمريض .. كم عدد الإصابات فى صفوفهم حتى الآن ؟
- آخر إحصاء كان 19 ممرضة، ولكن خلال الأيام الماضية انخفض ذلك المعدل وخرجت بعض الحالات بعد أن تلقين العلاج فى مستشفيات الجحر الصحي، بل عادت منهن ممرضات لممارسة عملهن دون خوف أو تردد، فهن يشعرن بقيامهن بواجب وطنى.
وماذا عن التدريب الذى تلقته الممرضات حتى لا تتكرر هذه الإصابات ؟
- الإصابة بالعدوى كما حددتها منظمة الصحة العالمية تصل الى 70% من المتوقع لكل أفراد الطاقم الطبي، و90% من طاقم التمريض تلقوا التدريب الكافي، كما ننظم دورات تدريبية تنشيطية مستمرة خلال هذه الفترة لفريق الرعاية المركزة.
هل تم استدعاء أفراد من طاقم التمريض فى إجازات أو على المعاش لمواجهة هذه الأزمة؟
- لم يحدث حتى الآن، والفريق الموجود حاليًا يغطى كل المستشفيات، ولو تصاعدت الأزمة لا قدر الله، فنحن نتلقى عشرات الاتصالات من متطوعين فى كامل حماسهم للمشاركة من دون مقابل.
حدثينا أكثر عن إقرار منظمة الصحة العالمية عام 2020 للتمريض.. وأهمية ذلك فى ظل هذه الأزمة؟
- بالطبع نحن سعداء بتخصيص هذا «العام دوليا للتمريض»، والذى أقرته منظمة الصحة العالمية المجلس الدولى للتمريض بمنظمة الأممالمتحدة، وهدف هذه المؤسسات الدولية من هذا العام لفت انتباه أنظار كل العالم على أهمية قطاع التمريض ودوره المهم فى المنظومة الصحية، وعودة التقدير الحقيقى لكل أعضاء الفريق الطبى خاصة التمريض، فعندما يخرج الرئيس السيسى وشيخ الأزهر وعدد من الوزراء ليوجهوا التحية والتقدير لأفراد التمريض، لأن القطاع عانى كثيرًا من الهجوم والصورة الخاطئة ولكننا الآن نُثبت للجميع فى هذه الأزمة كفاءتنا وعملنا الدؤوب تحت الضغط وحتى فى ظل الإمكانيات البسيطة.
وما هو دور النقابة حاليًا فى دعم طواقم التمريض التى تعمل فى ميدان محاربة كورونا ؟
- النقابة تخصص غرفة عمليات وفريق أزمات، لتلقى جميع الاستفسارات والشكاوى من أفراد التمريض بصورة يومية مع النقابات الفرعية على مستوى المحافظات، ومن خلال هذه الغرفة نتواصل مع الحالات الإيجابية للممرضات ونتابع حالتها باستمرار ونقدم لها جميع أشكال الدعم.
وقد تلقت النقابة فى بداية أزمة انتشار الوباء شكوى من الاعتداء بالضرب على ممرضة فى مستشفى الحامول بمحافظة كفر الشيخ تسبب فى كسر ذراعها، من أحد الأهالى كان يذهب لاستقبال المستشفى للحصول على مستلزمات وقائية طبية من كمامات وقفازات، والمستشفى ليس مكانًا للشراء! لذا نخاطب المواطنين أيضًا باالتوقف عن هذه السلوكيات ومساعدة الفريق الصحى للقيام بعمله.
على ذكرالمستلزمات الوقائية .. فى الفترة الأخيرة شاهدنا بث عدد من الأطباء وأفراد التمريض فيديوهات استغاثة لنقصها فى عدة مستشفيات حكومية، ماصحة ذلك؟
- لا يوجد نقص نهائيًا فى أى مستلزمات طبية وقائية الآن فهى موجودة بنسبة 100% فى كل مستشفيات العزل والإحالة، ولكن هذه الفيديوهات حدثت مع بداية أزمة زيادة حالات كورونا، حيث كان هناك سوء استخدام وهدرللمستلزمات ناتجة عن الفوبيا والتخبط أدى إلى نقص فى هذه المستلزمات.
ونطالب أفراد التمريض بالتواصل فورا مع النقابة حال وجود أى نقص أو مشكلات تواجههم أثناء تأدية عملهم.
ذكرت أن التمريض المصرى من أفضل الطواقم الموجودة فى العالم.. فما الذى يميز فريق التمريض فى مصر عن نظيره فى مختلف الدول؟
- الممرضة المصرية دراستها تختلف عمليًا ونظريًا عن باقى دول العالم، فهى تحصل على كورسات ومقررات مختلفة، ومن الناحية الفنية والتقنية هى كادر متميز جدا، ينقصه فقط أن يعمل فى نظام صحى وبيئة عمل متكاملة وستخرج نتائج إيجابية من العمل.
أخيرًا.. كيف تقرأين أرقام الإصابات والوفيات من فيروس كورونا حتى الآن ؟
- نحن فى مرحلة مستقرة حتى الآن، بالمقارنة بما وصلت له الأرقام فى أمريكا وإسبانيا، خاصة فى ضوء إمكانيات المنظومة الصحية المتاحة فى مصر، لذا نأمل فى تعاون المواطن ومسئوليته فى مساعدة الدولة على تنفيذ قرارات حظر التجوال وعدم التجمعات واتباع التعليمات الصحيحة فى النظافة وطرق وقاية المرض، فالدولة خصصت مليارات من الجنيهات من أجل حياة المواطن المصري، فعلى المواطن أن يتكاتف مع هذه الجهود أيضًا وألا يخرج من منزله إلا للضرورة للحد من انتشار وتفشى هذا الوباء.