نجحت الفنانة السورية جومانا مراد فى فرض شخصيتها على الساحة الفنية، منذ أول ظهور لها فى مصر، حيث جسدت أدوارًا بارزة فى أفلام تركت أثرًا فى ذاكرة المشاهدين مثل (كباريه) و(الفرح) و(الحفلة) وبعد غياب دام سبع سنوات عن الساحة الفنية، تعود جومانا مراد للأضواء مرة أخرى من خلال مشاركتها فى أكثر من عمل دفعة واحدة، لتعوض سنوات الغياب، فعلى مستوى الدراما التليفزيونية تشارك النجمة يسرا فى مسلسلها الجديد «دهب عيرة» المقرر عرضه فى شهر رمضان المقبل، أما على مستوى السينما فقد انتهت من تصوير فيلم «يوم 13» والذى تنتظر عرضه فى عيد الفطر المقبل، بعد مرور نحو سبع سنوات على آخر أفلامها «الحفلة» الذى لعبت بطولته عام 2013، وفى حوارنا معها، تكشف أسباب ابتعادها عن الساحة الفنية وأسباب عودتها فى هذا التوقيت، كما تتحدث عن كواليس أعمالها الجديدة، وإلى نص الحوار: ما الأسباب الحقيقية وراء طول فترة غيابك التى فسرها البعض بالاعتزال غير المعلن؟
- «عمرى ما فكرت فى الاعتزال» لأنى أعشق مهنتى، وغيابى كان سببه رغبتى فى تكوين أسرة، وهو ما حققته بفضل الله الذى رزقنى ابنى «محمد»، وللعلم لم يمنعنى زوجى عن العمل، ولكنى كنت بحاجة لأن أبتعد وأعتنى بحياتى الشخصية، وأراجع حساباتى الفنية، لأنه أثناء العمل لا يجد الفنان وقتًا لنفسه.
وهل سبب عودتك فى هذا التوقيت ما وصلت إليه من استقرار عائلى أم أن الأعمال التى عرضت عليك طوال الفترة الماضية لم ترض طموحك الفنى؟
- طوال الوقت كانت هناك عروض، واتصالات من المخرجين والمنتجين وكانت هناك أدوار مهمة وأخرى لم أجد نفسى فيها، لكن الأولوية الأولى كانت لابنى، وقد شعرت بعد أن أتم عامه الأول أن الوقت أصبح مناسبًا للعودة.
ما الذى غيره ابنك محمد فى حياتك؟
- كل حاجة (هديت) وشعرت أنه هو مركز الكون، وأعتقد أن هذا شعور كل أم، وبالمناسبة أنا أعشق الأم المصرية فهى معطاء، وحنون، ومتفانية ومضحية أم عظيمة، وبالطبع كل أمهات العالم، ولكنى عشت مع الأم المصرية وعرفت تفاصيلها وصفاتها، لدرجة أن زوج الابنة بعد سنة من الزواج يناديها ب «ماما».
وهل فنيًا سيغير شيئًا من اختياراتك؟
- ممكن مع الوقت أفكر فى ذلك فسبحان الله الحياة أصبح لها طعم آخر فى وجوده.
تعودين للدراما بمسلسل «دهب عيرة» مع « يسرا» والمقرر عرضه فى رمضان المقبل.. كيف كان التعاون بينكما؟
- طوال عمرى أتمنى أن يجمعنى عمل مع يسرا لأننى أحبها جدًا، وعلى المستوى الشخصى أستمتع جدًا بمشاهدتها، ولذلك عندما عرض على العمل معها «طرت من الفرح» ولم أصدق نفسى لأنه يهمنى جدًا على المستوى المهنى أن يصبح لى عمل فى مشوارى أشارك فيه مع نجمة بحجم يسرا، فهى بالنسبة لى أسطورة، كما أن المخرج سامح عبدالعزيز «وش السعد عليا»، وعملت معه أهم أفلامى «كباريه» و«الفرح»، كما أن ورق المسلسل مكتوب بحرفية من قبل المؤلف أحمد عادل، فهو عمل بالنسبة لى متكامل.
ما طبيعة دورك فى المسلسل؟
- الدور جديد بالنسبة لى وأقدم شخصية «شيرين» وهى شخصية «مطرقعة» والجمهور (هيستغربنى) فيها، وإجمالاً فإن العمل اجتماعى به جوانب تشويق وغموض وأوجاع تمس المشاهد.
هل عودتك لدراما رمضان كانت مقصودة؟
- لم أخطط للعودة فى شهر رمضان، لكنها مسألة قدرية، وعمومًا أصبح هناك مواسم أخرى تتيح الفرصة لعرض الأعمال خارج رمضان، وأنا أؤيد هذا جدًا، فليس من المنطقى أن نتوقف عن تقديم أعمال جديدة طوال العام، فوجود أكثر من موسم درامى يخلق مناخًا جيدًا للفنان وللمخرج وللصناعة بأكملها.
فى أعمالك السابقة وقفت أمام نجوم كبار بحجم «يسرا».. فهل مشاركتك فى أى عمل مرهونة بوجود نجوم فيه؟
- بالفعل أكون سعيدة جدًا إذا شاركت فى عمل مع نجم له تاريخ فنى لأنه بيكون بمثابة إضافة لى فى مشوارى والنجوم الكبار أصحاب خبرات نتعلم منهم.
كيف ترين وضع الدراما المصرية فى الفترة الحالية؟
- أحترم وجهة نظر الخبراء فى هذا المجال الذين يحاولون خلق نظام يساهم فى القضاء على سلبيات موجودة بالفعل، ولاسيما إذا كان هذا النظام تحت مظلة واحدة ستؤدى لمصلحة الصناعة فى المستقبل.. فما المانع؟
تشاركين أيضًا فى فيلم (يوم 13).. فما الجديد الذى تقدمينه من خلال الدور؟
- فعلاً انتهيت من تصوير دورى فى الفيلم وهو الأول من نوعه فى الوطن العربى الذى يصور بتقنية ال (3d) وسعيدة بمشاركتى فى هذه التجربة مع مؤلف ومخرج العمل وائل عبدالله الذى سبق أن تعاونت معه فى فيلم (الحفلة) ومع الفنانين دينا الشربينى، وأحمد داود، وشريف منير، وأروى جودة، وأحمد زاهر، ومحمود عبدالمغنى وهو ينتمى لنوعية أفلام التشويق والرعب، وهذه هى المرة الأولى التى أشارك فيها فى مثل هذه النوعية من الأفلام، كما أن تصوير الفيلم رائع وبه إبهار سيفاجئ الجمهور.
وما طبيعة دورك فى الفيلم؟
-لا أستطيع الحديث عن الدور حتى لا أحرق الأحداث، ولكن ما أستطيع قوله أننى ضيفة شرف، ولكن بدور «حراق» له مذاق خاص ومؤثر فى الأحداث.
ما معايير قبولك لأى دور؟
- كثيرة، أولها أن يكون الدور جديدًا لم أقدمه من قبل، وأن يكون ممتعًا بالنسبة لى، ثانيًا وجود مخرج متمكن يستطيع إظهار إمكانياتى الفنية إلى جانب الاندماج مع الممثلين المشاركين فى العمل.
هل تحقيق النجومية السينمائية فى مصر كان صعبًا بالنسبة لك ولاسيما فى البدايات؟
- جئت إلى مصر نجمة وقدمت أعمالاً مهمة على مستوى السينما والتليفزيون مع مخرجين وفنانين كبار، وإلى جانب الظروف الموفقة التى يسميها البعض «حظ» كان هناك فكر وذكاء ومجهود شخصى منى، ومصر طول عمرها تحتضن الفنانين العرب بحب (ووشها حلو عليهم)، لكن لا يوجد شك أن تحقيق النجومية أمر ليس بالهين.
ما الدور الفارق فى مشوارك الفنى؟
- هناك أدوار كثيرة فمثلاً دورى فى فيلم (كباريه) كان نقلة مهمة، وبعده جاء دورى فى فيلم (الفرح)، ثم فيلم (الحفلة) الحمد لله كنت موفقة فى أكثر من دور.
ما الدور الذى لا يمكن أن تقدمه جومانا مراد؟
- الدور الذى لا يقدم شيئًا ولا يضيف لرصيدى أى جديد، ولن أقول الإغراء لأنى ممثلة، ومن المفترض أن أقدم كل الأدوار بطريقتى الخاصة.
وما الدور الذى تحلمين بتقديمه؟
- أخشى تقديم أدوار السير الذاتية للشخصيات المعروفة لأنه دون شعور من الجمهور ستحدث مقارنة بين الشخصية الحقيقة وما أقدمه، ووقتها يكون الحُكم قاسيًا، ولكن ممكن أقدم شخصية كاتبة أو عالمة غير معروف شكلها وتفاصيلها للناس.
هل استطاعت المرأة أن تأخذ حقها كفنانة فى الوطن العربى؟
- لا، ليس بعد، الفنانة دائمًا ما تظهر بجانب البطل (سنيدة) وحتى الآن لا تكتب لها نصوص، وقد حان الوقت لأن يتغير كل هذا، وأن نعود لزمن الفنانات فاتن حمامة وشادية، ومن بعدهما زمن نبيلة عبيد ونادية الجندى، حيث توقف بعد هذا الزمن الكتابة للمرأة.
ما رأيك فى الأوضاع الحالية بسوريا؟
- أتمنى الخير والاستقرار لسوريا وكل البلاد العربية وأكره الصراعات والحروب، فأنا شخصية مسالمة بطبعى، ولكن للأسف البشر لا يستطيعون العيش من دون ألم، فنحن من نصنع الحروب والسلام، وأنا لا أفهم فى السياسة ولا أحب أن أتحدث عنها ولا أستطيع أن أحجر على آراء الناس فكل شخص حر فيما يقوله.