بمسميات وطرق مختلفة، تظهر ممارسة الختان فى مجموعة البلدان الواقعة على ساحل المحيط الأطلسى إلى القرن الأفريقى وفى منطقة الشرق الأوسط وبعض دول آسيا وأوروبا.. تختلف الأسباب الكامنة وراء عملية الختان من منطقة إلى أخرى ومن ثقافة إلى أخرى بداية من السيطرة على الحياة الجنسية للمرأة إلى وهم الحفاظ على العفة وعادة ما يتم ختان الفتيات قبل سن الخامسة كما تختلف عملية الختان باختلاف البلد وتشمل التشويه البسيط والمتوسط والكامل وفى بعض الدول يتم إغلاق العضو التناسلى الأنثوى بشكل كلى ويتم ترك ثقب صغير لمرور البول ودم الحيض. مؤخرًا أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا قالت فيه «فى حين أُحرِزَ تقدُّماً كبيراً فى القضاء على هذه الممارسة فى السنوات الثلاثين الماضية، فهناك ما يقرب من 200 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم قد تعرضن لهذه الممارسة، وهذا يمكن أن يُؤدِّى إلى عواقب جسدية ونفسية واجتماعية طويلة المدى». الهند
فى الهند تمارس عادة الختان أو تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية من قبل بعض الجماعات الإسلامية على الفتيات من سن السابعة حتى الخامسة عشرة وتتضمن الإزالة الكاملة أو الجزئية وخاصة فى طائفة داوودى بوهرا وهى طائفة من الإسلام الشيعى تضم مليون عضو فى الهند وتعرف عملية الختان فى الهند باسم خاتنه أو خافز وانتشرت هذه العادة بعد ما أوصى الزعيم الروحى ل«الألداودى» «مفضل سيف الدين» بضرورة ختان الإناث لأنه يعمل على استمرار النقاء الدينى للفتيات كما تقوم بها جماعات أخرى فى راجستان وماديا براديش ولاية كيرالا، ويتم إغراء الفتيات الصغيرات بالوعود بالملابس أو الحلويات للخضوع لعملية الختان التى يتم تنفيذها إما عن طريق مولينيس (القواطع التقليدية) على يد الأطباء أو بأدوات حادة تقليدية غير معقمة مثل السكين أو النصل على يد المسنات وفى أكثر الأحيان ينتهى الأمر بالفتيات إلى الإصابة بالتهابات أو عدوى الدم أو ينتهى بهن المطاف بالنزيف لعدة أيام بسبب عدم تدريب النساء اللائى يقمن بالختان وكشفت دراسة أجريت مؤخرا نشرتها حركة WeSpeakOut وهى حركة تقودها الناجيات أكدت أن 75 ٪ من البنات من عمر سبع سنوات وما فوق تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية فى الهند وأفاد ما يقرب من 33 ٪ من النساء اللائى شملهن الاستطلاع أن الختان قد أثر سلبا على حياتهن الجنسية إلى جانب الأضرار النفسية طويلة الأمد ورغم ذلك ظهرت حركات نسائية وأيضا منظمات تدعم الختان فى الهند. آسيا
ينتشر الختان بشكل كبير فى البلدات والمدن الريفية ومعظم مناطق الأرخبيل الإندونيسى فى جورونتالو وفى جزيرة سولاويزى باعتبارها واحدة من النقاط الساخنة، حيث يتم ختان حوالى 84 فى المائة من جميع الفتيات هناك وفقا لبيانات حكومية كما يوجد الكثير من الإعلانات على وسائل التواصل والملصقات المنتشرة فى الشوارع وغيره التى تدعم الختان وتحذر الفتيات اللاتى لم يخضعن للختان من خطر مواجهة المشاكل العقلية والإعاقات وتتم عمليات الختان فى إندونيسيا من قبل منظمات المجتمع الإسلامى والوحدة الإسلامية مقابل 100000 روبية (10.40 دولار) على يد عاملات فى مجال الصحة أو ممرضات متخصصات فى الختان كما تقدم المنظمات الدعم للعائلات التى لا تستطيع تحمل 100000 روبية ولكنها تريد أن تختن بناتها وأصبح الآن الختان منتشر فى عيادات النسا والتوليد كجزء من حزمة الولادة التى تتم بعد الولادة بوقت قصير دون أى رسوم إضافية رغم محاولات إندونيسيا المستميتة لحظر هذه الممارسة فى عام 2006 ولكن رجال الدين ردوا على ذلك بإصدار مرسوم يعلن أن الختان جزء من الممارسات الدينية وفى عام 2010 أصدرت وزارة الصحة الإندونيسية لائحة تسمح للعاملين فى مجال الصحة ومقدمى الخدمات الطبية بإجراء الختان على الفتيات الصغيرات ووفقا لوزارة النساء والأطفال الإندونيسية أن 51.2 فى المائة من الإناث من الأطفال حديثى الولادة إلى 11 سنة قد تم ختانهن وغالبا بسبب الاعتقاد بأنها جزء من العقيدة الإسلامية وأن صلوات النساء المسلمات غير المختونات لن يقبلها الله كما ينتشر الختان أيضا فى بعض الدول الآسيوية الأخرى مثل: ماليزيا وإيران واليمن والعراق وباكستان والهند وتايلاند وسريلانكا وسنغافورة وهناك أدلة تفيد وجودها بشكل واسع فى عمان والإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت والأردن. أفريقيا أظهرت تحليل البيانات من المسوحات الديموغرافية والصحية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والدراسات الاستقصائية أن معدل انتشار ختان الإناث يتناقص ببطء فى بلدان مثل كوت ديفوار ونيجيريا وإثيوبيا وكينيا ومع ذلك فإن هذا الانخفاض ليس متجانسا، حيث حدثت زيادة فى تشاد وسيراليون مع معدلات انتشار عالية مستقرة فى مالى وغامبيا على مدار الثلاثين عاما الماضية وتختلف ممارسات الختان فى أفريقيا عن الممارسات المتبعة الدول الآسيوية اختلافا كليا، حيث يقتصر الختان الآسيوى على كشط أو ثقب جزء صغير جدا لإنتاج قطرة دم أما فى أفريقيا فيتم إزالة جزء كبير أو إغلاق للعضو الأنثوى ففى كينيا مثلا تتعرض واحدة من كل خمس نساء وفتاة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا فى كينيا للختان الكلى والذى يطلق عليه الختان الفرعونى أو التبتيك وهو عبارة عن عملية استئصال لجزء كبير من العضو التناسلى الأنثوى بالإضافة خياطة عنق الرحم.. ولا تزال ممارسة الختان غير الإنسانية تمارس فى كينيا بشكل سرى رغم حظر الختان فى عام 2001 بموجب القانون بعقوبة لا تقل عن ثلاث سنوات وبغرامة مالية قدرها 2000 دولار وهو التشريع الأكثر شمولاً لمكافحة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية فى شرق إفريقيا. أما فى السودان فتخضع الفتيات فى بعض المناطق السودانية لعملية الختان مرتين الأولى فى مرحلة الطفولة من عمر شهور حتى 8 سنوات والثانية قبل الزواج بعدة أشهر وينتشر أيضا فى دول أفريقية أخرى وبين القبائل أنواع مختلفة من الختان مثل الختان بالحرق وكى الثدى غيره فى السنوات الأخيرة تطورت ممارسة الختان مع تطور التكنولوجيا الحديثة فى بعض دول شمال أفريقيا وظهر الختان بأجهزة الليزر المختلفة والختان بدون ألم. المملكة المتحدة
ينتشر الختان فى مجتمعات الشتات فى المملكة المتحدة التى تشمل مجتمعات من إريتريا وإثيوبيا ونيجيريا والصومال والسودان والنسبة الأكبر بين الأفارقة من أصل صومالى حيث خضعت حوالى 137000 من أصل أفريقى و42000 فتاة من أصل صومالى فى المملكة المتحدة لعملية الختان بحلول عام 2011 وفى نفس العام تم حظر الختان على الأطفال أو البالغين بموجب قانون حظر ختان الإناث لعام 1985 وتم تعديل القانون وتشديد عقوبة ختان الإناث فى عام 2003 كما حظر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية فى إسكتلندا عام 2005 والتى أضافت حظرا على ترتيبات ختان الإناث خارج البلاد للمواطنين بريطانيين أو مقيمين دائمين كما طلبت لجنة الأممالمتحدة للقضاء على التمييز ضد المرأة(CEDAW) من الحكومة فى يوليو 2013 ضمان التنفيذ الكامل لتشريعاتها المتعلقة بختان الإناث وتم توجيه أول تهمة فى عام 2014 ضد طبيب ورجل آخر قام الطبيب بختان فتاة بعد الولادة مباشرة وتمت تبرئة كلا الرجلين فى عام 2015 وغالبا ما تتم عمليات الختان فى المملكة المتحدة على يد أطباء من نفس الجالية. فرنسا
وفى فرنسا أيضا خضعت خمسين ألف امرأة فى أوروبا لعمليات ختان كان يعتقد أن ما يصل إلى 30000 امرأة فقط قد عانين من ذلك منذ عام 1995 ولكن اتضح أن الأعداد فى ازدياد مستمر وتم اكتشاف أول حالة ختان لأول مرة فى فرنسا بين المهاجرين العرب وكان رد الفعل سلبيا للغاية واستغرق إدراك الأمر لتغيير الموقف من الختان وفاة فتاتين عام 1982 إحداهما ثلاثة أشهر والأخرى 7 أعوام وفى عام 1991 قضت محكمة فرنسية بأن الاتفاقية المتعلقة بوضع اللاجئين توفر الحماية لضحايا تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وجاء القرار بعد طلب اللجوء المقدم من أميناتا ديوب التى فرت من عملية ختان فى مالى وكانت أول محاكمة جنائية مرتبطة بالختان فى فرنسا عام 1999 حكم خلالها على امرأة بالسجن لمدة ثمانى سنوات بسبب قيامها بإجراء عملية ختان ل48 فتاة وبحلول عام 2014 حكم على أكثر من 100 من الآباء واثنين من الممارسين فى أكثر من 40 قضية جنائية خاصة بالختان.